Friday, February 24, 2006

نص مقابلة دفاتر الصحراء الغربية مع رئيس الجمهورية


نص مقابلة دفاتر الصحراء الغربية مع رئيس الجمهورية
سؤال رقم 1
- الأخ الأمين العام للجبهة رئيس الدولة ، أكثر من 30 سنة تمر على اندلاع الكفاح المسلح أكسبت المقاتل الصحراوي تجربة قتالية عالية وأسست لشروط صمود ممتدة في زمن الثورة وفضاء الصحراء الغربية ، فما كادت أصوات المدافع تخفت حتى انبعتث صرخة انتفاضة الجماهير الصحراوية بدءا من سنة 1992 مرورا بسنة 1999 واليوم تدخل انتفاضة الإستقلال شهرها العاشر ، مادلالة هذا التجاوب القوي بين بنادق المقاتلين وحناجر الجماهير الصحراوية المنتفضة
؟
ج – 1 : انتفاضة الاستقلال هي امتداد طبيعي للمسار الكفاحي التحرري الصحراوي، بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب. فكما سجل أبطال جيش التحرير الشعبي الصحراوي بالأمس أروع الملاحم العسكرية في ميادن العز والشرف، فإن أبطال الانتفاضة اليوم يسجلون بدورهم أروع المفاخر النضالية في مقاومتهم السلمية الباسلة.
هذه الحقيقة زاخرة بالأبعاد والدلالات العميقة، لعل أبلغها هو هذا التواصل بين الأجيال الصحراوية. فـ 30 سنة من الكفاح والمقاومة لم تثبت فقط الإرادة المتجذرة لدى الصحراويين في انتزاع حقوقهم، ولكنها قدمت الدليل القاطع على وحدة الصحراويين وإجماعهم، بقيادة الجبهة الشعبية، على أهدافهم الوطنية السامية، الحرية والاستقلال على تراب الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.وإصرارهم على الاستمرارية في معركتهم المشروعة، مهما طال الزمن ومهما كلف ذلك من ثمن.
إن انتفاضة الاستقلال حدث بالغ الدلالة وقد حققت حتى الآن نتائج باهرة، قد لا يكون في مقدور البعض التنبه لها. فمجرد حمل مواطن أو مواطنة صحراوية لعلم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في شوارع وأزقة العيون أو السمارة أو الداخلة أو بوجدور أو آسا أو اقليميم أو الطنطان أو آسرير أو لمسيد أو مراكش أو أغادير أو الدار البيضاء أو الرباط، في ظل الظروف والمعطيات الراهنة، هو عمل لا يقل أهمية بتاتاً عن تلك العمليات البطولية التي كان يقوم بها أسود جيش التحرير الشعبي الصحراوي.
لقد أدت انتفاضة الاستقلال إلى الإقبار النهائي لأساطير الدعاية المغربية من كون المغرب قد سيطر على الأرض والسكان في الصحراء الغربية، وأن الصحراويين راضون بالحكم المغربي، وأن كل ما في الأمر أن هناك مجموعة محدودة متمردة. فبالمقاومة السلمية الباسلة انفضحت تماماً حقيقة النظام المغربي كنظام دكتاتوري يقمع شديد القمع المواطنين والمواطنات الصحراويين المسالمين الذي يرفعون مطالب مشروعة، تكفلها كل الأعراف والقوانين الدولية وتطالب بها الأمم المتحدة الممثلة في الإقليم ببعثتها، المينورسو، وهي مطالب استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي واحترام الحريات الأساسية وإطلاق المعتقلين السياسيين الصحراويين. فقد أزالت الانتفاضة مساحيق التجميل التي وضعها النظام المخزني على وجهه.
ليس هذا فحسب، بل إن الانتفاضة شكلت الركن الأساسي في سلسلة من الردود الحاسمة على الموقف المغربي المعلن بالتنصل من التزاماته. لقد أظهرت الرفض القاطع لكل الصحراويين للمناورات المغربية، وعلى الخصوص لمؤامرة الحكم الذاتي، وعززت المواقف الرسمية التي اتخذتها دول عديدة، من قبيل اعتراف جنوب إفريقيا وغيرها بالجمهورية الصحراوية، ليصب كل ذلك في خانة الرد على التعنت المغربي والتمسك باستفتاء تقرير المصير وقرارات الأمم المتحدة.
كانت بالتالي رداً حاسماً فاجأ العدو، ولكنها فاجأت حلفاء العدو الذين كانوا ويهيؤون الخطط والمؤامرات للالتفاف على حق شعبنا في تقرير المصير، وفق حسابات الدعاية الرسمية المغربية.
اسمح لي أن أتوقف وقفة ترحم وإجلال على شهيدي الانتفاضة، لمباركي حمدي ولخليفي أبا الشيخ، ووقفة أحترام وتقدير لكل أبطال الانتفاضة ولرموزها المعتعقلين السياسيين الصحراويين، بمن فيهم من تم إطلاق سراحهم، وأحييهم جميعاً على ما أبدوه ويبدونه من روح التضحية والاستماتة في الدفاع عن مبادئهم وتشبثهم بأفكارهم الوطنية، وعلى رأسها حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال.

سؤال رقم 2
- بالرغم من شراسة القمع وثقل الحصيلة في أعداد الجرحى والمعتقلين وسقوط شهداء استطاعت انتفاضة الإستقلال أن تنتزع لنفسها مساحات من الفعل النضالي الممتد من آسا إلى الداخلة ، وبلغ إشعاعها كل الحدود ، إلا أن أسئلة كثيرة بدأت تتناسل منها : أن العدو لم يدخر جهدا ولا وسيلة قمع ،فيما يصر الصحراويون على دفع الضريبة من أجسادهم خصوصا بعد دعوتكم لنهج أسلوب المقاومة المسالمة ، فإلى متى سيتجنب المنتفضون الصحراويون استغلال الإمكانات المتاحة والمصنفة بحسب كل المواثيق الدولية ، أشكال مقاومة مشروعة
؟
ج – 2 : إن سياسة القمع والتنكيل التي تنتهجها الحكومة المغربية ضد المواطنين الصحراويين العزل ليست بالأمر الجديد، فالتاريخ ملئ بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان الصحراوي وعمليات التقتيل والإبادة التي تشهد عليها المقابر الجماعية، ناهيك عن عمليات الاختطاف والاعتقال ومئات المفقودين وضحايا الاعتقال والتعذيب.
كما أن الحق والإيمان بالقضية الوطنية العادلة واستعداد الصحراويين الدائم للتضحية بالغالي والنفيس من أجل الحرية والكرامة ظل على الدوام الثابت في معادلة معركتنا الطويلة الأمد، في كل مراحلها، في مواجهة تلك السياسات الاستعمارية البغيضة. أما المتغير في هذه المعادلة فهو الأساليب والطرق التي تتطلبها كل مرحلة من تلك المراحل. وقد أبلى الصحراويون دائماً البلاء الحسن بهذا الخصوص، وصمدوا في تنفيذ خياراتهم واسترتيجياتهم وخططهم، وفق الظروف والمعطيات القائمة. لم يطرح في يوم من الأيام السؤال حول أجل محدد للصمود، لأن الصمود مسلمة لا جدال فيها، بل كان يتم انتظار الوقت المناسب للانتقال من أسلوب إلى أسلوب آخر من المقاومة المشروعة. وخيارنا الحالي هو المقاومة السلمية.

سؤال رقم 3
- تحاول دعاية العدو نفث سموم الشقاق باستمرار في الجسم الصحراوي وآخر الأوراق التي تشهرها تقول بأن الصحراويين سكان جنوب المغرب ( آسا ، كلميم ، الطنطان ) ، مخطئون في مطالبهم حين يركبون جواد الإنتفاضة ، بدعوى أن مايقومون به على أرض مغربية تمرد لن يسمح به ، ماردكم على ذلك
؟
ج – 3 : خلق الفرقة وتشتيت صفوف الصحراويين هو كذلك محور ثابت في الاستراتيجية الدعائية الاستعمارية المغربية، حتى قبل تاريخ الاجتياح العسكري المغربي لتراب الساقية الحمراء ووادي الذهب يوم 31 كتوبر 1975.
الرد على مثل هذه المغالطات واضح وبسيط : إن نضال الشعب الصحراوي من أجل حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال لا يمكن تقييده بمكان و لا زمان. فالصحراويون متشبثون بحقهم في الاستقلال وحقهم في الدفاع عن كرامتهم وحريتهم، حتى ولو كانوا في أقصى الكرة الأرضية، فما بالك إذا كانوا من سكان الطنطان واقليميم وآسا وأسرير ولمسيد وغيرها. ولا أظن أن أهالينا في جنوب المغرب يأبهون أصلاً لمثل هذه الدعايات المغالطة، فهم يسجلون كل يوم موقعة نضالية جديدة في إطار المقاومة السلمية التي تخوضها جماهيرنا في الأرض المحتلة وفي كل مكان.

سؤال رقم 4
- تحل الذكرى 30 لتأسيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في أجواء الإحتفالات الكبيرة على أراض محررة من تراب الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ، كثيرون ينتظرون نقل صور الإحتفالات بالفضائية الصحراوية ، متى ستزفون هذا الصرح الإعلامي الصحراوي لعموم الشعب الصحراوي
؟
ج – 4 : إن التلفزيون الوطني الصحراوي فكرة راقية ومطلب مشروع، ولا بد أن يرى النور حين اكتمال مجموعة من الشروط الضرورية، وآمل أن يكون ذلك قريباً.

سؤال رقم 5
- اختار النظام الملكي الغازي لأرض الساقية الحمراء ووادي الذهب التصعيد في مواجهة الإنتفاضة السلمية كما في التعامل مع المجتمع الدولي ، فلم يسمح للجمعيات ولا البرلمانات وأخيرا وفود السفارات الدول الإسكندنافية والمفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بزيارة الجزء المحتل من الصحراء الغربية ، أية إشارة يمكن للصحراويين إلتقاطها ؟ ألا يخشى أن يذهب النظام إلى أبعد من ذلك في تعنته خصوصا في افتراض وجود جهات تطاوعه بل تحميه من آثار المفاجآت الغير السارة
؟
ج – 5 : الحركة التضامنية الدولية مع الشعب الصحراوي واكبت مسيرته التحريرية منذ بداياتها الأولى، وسجلت حضورها القوي والمؤثر في كل محطاتنا الكفاحية.
وإن ما تقوم به الجمعيات وأعضاء البرلمانات والمنتخبون ووسائل الإعلام والمراقبون المستقلون وحتى ممثلون عن حكومات، من محاولات مستمرة للدخول إلى الأراضي الصحراوية المحتلة والمحاصرة لهو عمل جليل وشجاع. وإذا كانت سلطات القمع المغربية تعرقل وتصد هذه المبادرات بعنجهيتها المعهودة فإن انعكاسات موقفها السلبي وغير المقبول قانونياً وأخلاقياً سوف لن تتأخر. فالحقيقة لا بد أن تنجلي، ولا بد لسلطات الاحتلال أن تدفع ثمن غطرستها، مهما كان من يقف وراءها من حلفاء وأصدقاء.

سؤال رقم 6
- انخرطت فئات واسعة من الشباب الصحراوي بما فيها " طلبة ، تلاميذ " إلى جانب شرائح أخرى داعمة أو مشاركة في المقاومة السلمية لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره ، فهل من رسالة توجهونها لمن لازالوا يترددون في الإنظمام للركب التحرري الصحراوي
؟
ج – 6 : الشباب الصحراوي شكل دائماً الحشوة المتفجرة والدافعة في كفاح الشعب الصحراوي، منذ تأسيس الجبهة واندلاع الكفاح المسلح، مروراً بملاحم جيش التحرير الشعبي الصحراوي، وصولاً إلى مفاخر وبطولات جماهير الأرض المحتلة وجنوب المغرب والتواجدات الجماعية الصحراوية في الجامعات المغربية وغيرها.
وقد تعززت هذه الحقيقة الساطعة من خلال هذا الانخراط الجماعي، الشامل والمكثف للفئات الشبانية الصحراوية، من طلبة وتلاميذ وغيرهم في خضم انتفاضة الاستقلال.
إن التحدي المباشر اليوم أمام هذا الشباب، وبقية الفئات، هو كيفية الصمود والإبقاء على جذوة المقاومة السليمة مشتعلة. كيفية البقاء والمكوث متشبثين بأرضهم، والتصدي لسياسات السلطات الاستعمارية المغربية الرامية إلى تفريغ الأرض من قواها النشطة والفاعلة. 30سنة من الحقيقة الصحراوية، واشتعال انتفاضة الاستقلال البطولية قطعت الطريق على كل المترددين لأنها بمثابة دعوة ملحة، مستمرة ومفتوحة لكل الصحراويين، كل الصحراويين، أينما تواجدوا، للدفاع عن حقوقهم المشروعة في العيش في حرية وكرامة في ظل دولتهم المستقلة، الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.

سؤال رقم 7
في حالة العودة للكفاح المسلح ، هل ستسمحون بإلتحاق شباب الإنتفاضة بصفوف جيش تحرير الشعب الصحراوي ؟ أو ستدعمون مقاومة مسلحة بالداخل ؟ أم أن لكم رؤية أخرى لتدبير مستقبل حرب التحرير الوطني
؟
ج – 7 : الكفاح المسلح حق مشروع أقرته الأمم المتحدة للشعب الصحراوي، وهو بالتالي خيار قائم وحاضر في كل الأوقات، في إطار الواجب الوطني على كل الصحراويين والصحراويات. إن استراتيجية الجبهة الشعبية واضحة بهذا الخصوص ؛ نمد أيادينا للسلام، نحترم اتفاق وقف إطلاق النار ونتعاون مع الأمم المتحدة من أجل تنفيذ التزامها بتنظيم استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي. وفي الوقت ذاته، نحن متمسكون بحقنا في الدفاع عن حقوقنا بجميع الوسائل المشروعة، بما فيها الكفاح المسلح.
واندلاع انتفاضة الاستقلال شكل الدليل القاطع على هذه القناعة. فنحن لن نبقى مكتوفي الأيدي، وتبنينا الآن خيار المقاومة السلمية، طالما المجتمع الدولي ملتزم لنا باحترام حقنا في تقرير المصير، ودون أن نتخلى في المقابل عن حقنا المشروع في انتهاج الكفاح المسلح. ولكل مقام مقال.
وعلى كل حال، وإن كنا لا نود أن تضطر إلى العودة إلى الكفاح المسلح، لا شك أن ذلك سيعني بالنسبة لنا الحرب الشعبية الشاملة، لأن حربنا من الأساس هي حرب شعبية طويلة الأمد. وسوف يشارك فيها كل أبناء وبنات الشعب الصحراوي، كل الرجال وكل النساء وكافة فئات المجتمع، في كل مواقع تواجد الصحراويين، سواء في المدينة أو في القرية، في الجبال وفي الأودية، شرق الحزام وغرب الحزام. كما أن أي عودة للحرب ستكون بدون شك بسبب هذا الموقف المغربي المتعنت، مما سيزيد من قوة حجة الصحراويين، وأنا على يقين بأننا لن نكون وحدنا هذه المرة لأنه سيزداد من معنا من أصدقاء ومتضامنين، بل سيكون معنا إخواننا المغاربة ضد ظلم وطغيان النظام المغربي.

سؤال رقم 8
- كلمتكم الأخيرة الأخ رئيس الدولة الأمين العام للجبهة ، خاصة في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به القضية الوطنية ، وفي ظل تهاون مجلس الأمن مع قضية الصحراء الغربية ، تعامل حقا 6 أشهر ، نجم عنه 15 سنة من اللاحرب واللاسلم ، استفاد منه المحتل المغربي في نهبه لثرواث المنطقة والزج بأبناء شعبنا في المعتقلات ونهج سياسة التهجير القسري وقطع الأرزاق وتسهيل هجرة الشباب الصحراوي إلى أوروبا رغبة لإقراغ المنطقة من قواها الحية
؟
ج – 8 : بفضل الكفاح البطولي الذي خاضه ويخوضه الشعب الصحراوي فقد تمت تزكية قضيتنا كقضية دولية، يتحدد إطارها في ضرورة تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، عبر تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال، رغم كل المحاولات الرامية إلى تحجيمها والتقليل من شأنها.
إن صمود الشعب الصحراوي في كل مواقع تواجده وتأجيج نار الانتفاضة والمقاومة السلمية هي استمرار لهذا الكفاح المتواصل لشعب أعزل إلا من قوة الإيمان أمام قوة استعمارية عاتية. وبفضل هذا الكفاح، تدخلت الأمم المتحدة وهي الآن منتشرة في الإقليم وتراقب وقف إطلاق النار في أفق تنفيذ التزامها بتنظيم استفتاء لتقرير المصير. وكلما ازدادت مقاومتنا وصمودنا إلا ويزداد ثقل المسؤولية الملقاة على المجتمع الدولي الذي عليه أن يضمن احترام وتطبيق الشرعية الدولية.
لا سبيل أمامنا إلا المقاومة والصمود، وعلينا أن نكون على استعداد دائم لتقديم المزيد من التضحيات ومواجهة كل الاحتمالات. إن هدف الاستعماريين هو جعلنا نرى في عامل الزمن نقطة ضعف قاتلة، ولكن الزمن في كفاح الشعوب ما هو إلا عامل آخر من عوامل الصراع وهي نعرف كيف تستغله أفضل استغلال وتجعله مصدر قوة وعامل صمود.
وكما قلت، أفسدت الانتفاضة كل حسابات العدو، بل أصبح في ورطة، لا يعرف كيف يتعامل مع واقع طالما أنكره وحاول التستر عليه، فإذا به ينفجر من تحت أقدامه، وقض مضجعه وأصاب بقوة ما كان يظنه نقطة قوة. واقع مر بالنسبة له، لأن الصحراويين، ومن داخل التراب المحتل الذي توهم أنه سيطر عليه نهائياً، خرجوا بكل شجاعة إلى ميادين المقاومة السلمية، يرفعون نفس الشعارات ويرفعون نفس العلم الوطني الذي يرفعه الصحراويون في كل مكان. الشعارات التي تؤكد وحدتهم وإجماعهم خلف قيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، والعلم الذي يرمز إلى انتمائهم وتميزهم وطموحهم المشروع الذي رجعة عنه، دولتهم المستقلة، الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
إن خلاص الصحراويين الحقيقي هو خلاصهم من نير الاستعمار المغربي، فلا الهجرة إلى خارج الجدار خلاص، ولا الهجرة إلى إسبانيا خلاص. الخلاص يكمن في التشبث بالأرض والبقاء فيها، والدفاع فوفها عن حقوقنا الوطنية ومواجهة سياسات المستعمرين عليها، وعدم تركها فراغاً يستغلونه كما يشاؤون.

No comments: