Friday, April 06, 2007

كلمة السيدة عيشتو رمضان زوجة المناضل الكبير علي سالم ولد التامك في المؤتمر الخامس للنساء الصحراويات 05/04/2007
بسم الله الرحمان الرحيم
تحية إلى كل النساء المقهورات و المضطهدات في العالم.تحية إلى كل النساء اللائي شاركن و يشاركن النساء الصحراويات أفراحهن و أتراحهن عبر كفاحهن المرير.تحية إلى الوفود الشقيقة والصديقة التي أرادت أن تقاسم النساء الصحراويات هذه اللحظات الاستثنائية.تحية إكبار وإجلال إلى شهيدات كفاح الشعب الصحراوي من أجل فرض كرامته و حريته.كم هى جليلة كل اللحظات التي يقف فيها المرء لإدانة الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها وترتكبها الدولة المغربية بالأرض المحتلة من إقليم الصحراء الغربية لمدة فاقت ثلاثة عقود.كم هي غالية تلك الفرص التي تتاح لنا كي نتغنى بالمواقف الشجاعة لبنات وأبناء وطننا واستماتتهم في وجه قمع قوات الاحتلال مرددين بأعالي أصواتهم:
رغم كل الجبروت...نحن شعب لا يموت ...صحراوي صحراوية**أيدي فيدك للحرية
اسمحوا لي أيها الحضور الكريم بان ألتمس منكم العذر، كل العذر لأنني سأحكي لكم ما تعرضت له شخصيا من قبل المخابرات المغربية. وهو بالمناسبة جزء بسيط من معاناة ومآسي المرأة الصحراوية في المناطق المحتلة من الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
أسمي عيشتو رمضان اسويلم، مواطنة صحراوية، عمري 27 سنة، عرفت الشاب الصحراوي علي سالم التامك سنة 1997، وتزوجنا في سنة 1999، رزقنا بطفلة سنة 2000، اخترنا لها من الأسماء "الثورة"، عشقا للثورة في بعدها الإنساني، إلا أن السلطات المغربية منعتننا من تسجيل هذا الاسم لمبررات واهية، بعدها وبأقل من سنة أقبلت هذه السلطات على طرد زوجي من العمل و تهجيره قسرا من الصحراء الغربية إلى أقصى الشمال المغربي، ليتم اعتقاله وإدخاله إلي غياهب إحدى السجون المغربية.
في سنة 2003 و زوجي بالسجن يخوض سلسلة من الإضرابات عن الطعام، قامت السلطات المغربية بملاحقتي ومضايقتي في كل مكان، مستعملة التهديد تارة والإغراء تارة أخرى في محاولة لاستدراجي حتى أكون مصدرا للتجسس على نشاط زوجي، وأمام رفضي الشديد لجأت المخابرات المغربية إلى سيناريو فظيع.وأنا أزور زوجي بسجن " أيت ملول " بالقرب من اكادير جنوب المغرب، اعترضت سبيلي سيارة مدنية بداخلها ثلاثة من الشرطة بزي مدني. أرغمني الثلاثة، أنا و ابنتي التي عمرها كان يومها ثلاث سنوات، على الركوب معهم. اقتادوني إلي جهة مجهولة حيث وجدت نفسي في منزل، خضعت فيه لاستنطاق رهيب عن كل التفاصيل التي تخص زوجي وعلاقاته برفاقه... كل التفاصيل التي لا تخطر على بال... قد لا املك الشجاعة الكافية لذكر الكثير من الأشياء، لقد هددوني باغتصاب ابنتي " الثورة " وبقتلها، وبعد ضربي ضربا مبرحا، قاموا بما هو أغرب، لم أكن أتصوره في حياتي، عملية اغتصاب إجرامية بشعة... استباحوا من خلالها جسدي أمام طفلتي البريئة التي لم تتوقف لحظة عن البكاء. كنت مقيدة عندما هاجمني الخمسة وحوش المنتمين للشرطة السرية والذين تولوا استنطاقي وتعذيبي، ولم استفق إلا على صوت ابنتي بجانبي تبكي، وأنا عارية في ذات البيت المغلق، وبعد وقت دخل احد الرجال وواصل تهديدي بأن المرة القادمة ستكون أسوأ، إن حاولت التستر على نشاط زوجي أو البوح بما تعرضت له.نفس الشخص أمرني بارتداء لباسي واخذني وابنتي في سيارة غير التي كنت قد أجبرت على الركوب على متنها لأجد نفسي مرمية في الشارع المجاور الذي اسكن فيه.دخلت منزلي منهارة ومصدومة، وقضيت الليلة ابكي وأفكر فيما أصابني، فقد حذروني من البوح بالأمر مؤكدين أنني إن أعلنت ما وقع سأضاعف من معانات زوجي الذي يقاسي في السجن، فقررت الصمت، ذلك الصمت الذي حرمني النوم أياما وشهورا.وزاد الطين بلة خروج زوجي من السجن بتاريخ 07 يناير 2004 في وضع صحي جد متدهور بسبب الإضرابات عن الطعام المتتالية، وكان أول من بحت له بالموضوع.وبتشجيع من زوجي جهرت للصحافة بتفاصيل الجريمة ، مما كلفني بدلا من مواساتي الشيء الكثير ، اذ شكلت هه القضية فصلا جديدا من المـأساة، فانا الآن لاجئة سياسية بإسبانيا وابنتي لدى عائلة اسبانية وزوجي ما أن يخرج من السجن حتى يعود إليه بالمناطق المحتلة، وعائلتي محرومة من رؤيتها فضلا عما تتعرض له من ترهيب بشكل دائم..عرفت زوجي أنسانا ومناضلا تمكنت من خلال علاقتي به أن اطلع على تجربته النضالية، وان أكون جزءا من هذا المسار وان اعرف تجربة شعبنا المقاوم والمسالم التي تشكل مدرسة للقيم الإنسانية النبيلة وعلى رأسها الدفاع عن الكرامة.أيها الحضور الكريم:إن جريمة الاغتصاب التي تعرضت لها لا تعني إنني الوحيدة، ولا أني الأولى ولن أكون حتما الأخيرة، بل هناك المئات من الصحراويات الطاهرات العفيفات اللائي تعرضن لما هو افضع مما قاسيته، ولكن بحكم الخوف من الانتقام وطبيعة المجتمع المحافظ، وغياب الضمانات، كل هذه العوامل تضطرهن للتكتم على ممارسات تهز الضمير الإنساني، واتذكر أن رفيقتي، الفقيدة كلثوم احمد لعبيد الونات، قد كشفت من داخل سجنها في سنة 1995 ، تفاصيل جريمة مماثلة، دون أن ننسى الناشطة الحقوقية الصحراوية امينتو حيدار.وفي هذه المناسبة، التي تجتمع فيها النساء الصحراويات، وأخواتهن من مختلف الجنسيات، لا يسعني الا أن انتهز هذه الفرصة لأتوجه اليكن جميعا، أفرادا ومنظمات، والى المنظمات النسائية في العالم، والمنظمات والهيئات الحقوقية الدولية، والى الأمم المتحدة، وبعثتها المينورسو، والى كل الضمائر الحية أينما كانت، للعمل العاجل من اجل فك الحصار عن الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية والتركيز على معاناة النساء الصحراويات، مختطفات ومعتقلات سابقات، وتشجيعهن للكشف عن الجرائم اللاإنسانية العديدة التي ارتكبها النظام المغربي ضدهن، وعلى رأسها جريمة الاغتصاب.وأخيرا احيي المرأة الصحراوية الصامدة والصابرة في مخيمات العزة والكرامة، هذه المرأة التي تشكل نموذجا ومثالا لكل الصحراويات في جميع مواقع الفعل والنضال. ومزيدا من النضال السلمي، والوحدة، والتكاتف والصمود لتحرير ما بقى مغتصبا من وطننا الحبيب.أتمنى التوفيق لأشغال مؤتمركم ويحيا التضامن النسائي الدولي مع القضية الصحراوية وعاش الاتحاد الوطني للنساء الصحراويات قويا ورائدا. وشكرا للجميع،لا بديل لا بديل عن تقرير المصير.

No comments: