Sunday, August 09, 2009

تمهيدا للجولة الخامسة من المفاوضات: روس يقود أولى وساطاته بين المغرب والبوليساريو من فيينا
تشهد العاصمة النمساوية فيينا غدا، اجتماعا غير رسمي، يجمع بين المغرب وجبهة البوليساريو طرفي النزاع في الصحراء الغربية، تحت رعاية الأمم المتحدة بوساطة يقوده المبعوث الأممي كريستوفر روس وبمشاركة كل من البلدين الجارين الجزائر وموريتانيا بصفتهما ملاحظين.
يعد لقاء فيينا الأول من نوعه بإشراف روس، بعد توقف مسار المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو اللذين التقايا في أربع جولات بمنهاست الأمريكية. هذه الجولات التي انطلقت في جوان 2007 وتوقفت في مارس 2008 دون إحراز أي تقدم، إذ بقيت مواقف الطرفين متباعدة ولم يتم التوصل خلالها إلى أي تفاهمات كان المجتمع الدولي يأمل تحقيقها بهدف التمكين لحل نهائي يضع حدا لنزاع تجاوز الثلاثة عقود منذ اندلاعه سنة .1975 وكانت قد توقفت سلسلة المفاوضات، بعد اتهام جبهة البوليساريو للوسيط الأممي السابق والذي أشرف على مفاوضات منهاست بيتر فان فالسوم بالانحياز للموقف المغربي، إثر نشره رسالة تحدّث فيها عن عدم واقعية استقلال الصحراء الغربية، ما حدا بممثل الشعب الصحراوي إلى رفض أي وساطة مستقبلية لفالسوم، الأمر الذي دفع بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى الاستغناء عن خدماته وتنصيب الدبلوماسي الأمريكي كريستوفر روس مبعوثا جديدا له إلى الصحراء الغربية بداية السنة الجارية.
ويشارك المغرب في اجتماع فيينا الذي يدوم يومين بكل من وزير الخارجية طيب فاسي الفهري ومحمد ياسين المنصوري المدير العام للدراسات والمستندات، وماء العينين بن خليهن ماء العينين الأمين العام لما يسمى المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، في حين يشارك الوفد الصحراوي بكل من رئيس البرلمان محفوظ علي بيبة والوزير في الحكومة الصحراوية المكلف بالعلاقات مع المينورسو محمد خداد وممثل جبهة البوليساريو لدى الأمم المتحدة أحمد بوخاري، كما تشارك كل من الجزائر وموريتانيا بوفدين يمثلانها كبلدين ملاحظين. وحسب الملاحظين، فإن هذا اللقاء الذي يعدّ تمهيديا للجولة الخامسة من المفاوضات الذي لم يتم بعد تحديد مكان أو زمان انعقادها، يكتسي أهمية كبيرة من جهة لجسّ نبض كل طرف، ومن جهة أخرى تمكين روس من بلورة استراتيجية ناجعة لتسيير الجولات القادمة من المفاوضات والدفع بطرفي النزاع للتوصل إلى مفاهمات حول مشروع حل مستقبلي، خاصة وأن روس الذي عمل دبلوماسيا لواشنطن سنوات في كل من المغرب والجزائر يعرف المنطقة جيدا، كما أن لديه أفكار أوضح حاليا بعد الزيارتين اللتين قادتاه إلى كل من المغرب ومخيمات اللاجئين بتندوف والجزائر وموريتانيا بعد تكليفه بإدارة الأزمة في الصحراء الغربية من قبل الأمم المتحدة.
تجدر الإشارة إلى أن روس يحضى بدعم قوي من قبل إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، كما أن اللقاء هو الأول من نوعه الذي يجري في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة، التي تنتهج طريقة جديدة في تسيير الأزمات الدولية مقارنة بطريقة تعامل إدارة سلفه جورج بوش الابن، الذي كان يساند الطرح المغربي في حل القضية الصحراوية ودعم مخطط الحكم الذاتي الذي تجاهله كلية الرئيس أوباما منذ مجيئه إلى البيت الأبيض، سواء في رسالته إلى الملك المغربي محمد السادس، أو خلال مناقشات مجلس الأمن لتقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول الصحراء الغربية في أفريل الماضي، أين غضت سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة الطرف عن مقترح الحكم الذاتي على عكس ما كان يحدث في عهد الرئيس بوش.
المصدر :الجزائر: رضا شنوف 2009-08-10
http://www.elkhabar.com/quotidien/?ida=168236&idc=31

No comments: