Sunday, May 01, 2011



حقائق و معطيات لفهم اعتداء: تفجير مقهى مراكش
أذ عبد الهادي وهبي / هبة برس
بدايــة أصالة عن نفسي ،ونيابة على جميع المواطنين المغاربة الأحرار أتقدم بأحر التعازي إلى ضحايا و شهداء العملية التفجيرية و الإرهابية الجبانة و الحقيرة و المتسخة بالعقد و العداء و التي استهدفت أولا وقبل كل شئ النيل من الاستقرار السياسي و الاجتماعي في ظل إصلاح سلمي شامل يعرفه المغرب في فجر الأزمة السياسية و الاجتماعية التي يعرفها العالم العربي .
لا يحتاج المواطن المغربي إلى خبراء استراتيجيين او متخصصين في العمليات الانتحارية او الإرهابية وبحوث مستقبلية ..... كل ما في الأمر هو استحضار العديد من المعطيات ذات البعد الوطني و الإقليمي و الدولي ، و التي يمكن بواسطتها محاولة فهم ظروف و تداعيات هذا العمل الجبان . فمن الواضح أن أصحاب هذا العمل يرون المغرب يتجه نحو المسار الذي يتعارض مع مصالحهم المادية او الإستراتيجية و الذين تعوذوا على الاسترزاق من مثل هذه الأعمال التخربيبة ، أكيد أن استهداف مدينة مثل مراكش عاصمة السياحة و الجنوب المغربي ، وتحديدا ساحة جامع الفنا التي يعرف تفاصيل أزقتها السائح الأوربي و الأمريكي و الخليجي له دلالات و معاني كثيرة كل من زار المغرب عامة .
قلت أن المعطيات التي يجب استحضارها لمحاولة الفهم فقط – لا للتهمة - ، فأكيد ان بحوث وتحريات الكفاءة العلمية و الأمنية لأجهزة الأمن المغربي قادرة على تحديد خيوط المتآمرين و تقديمهم لعدالة في اقرب وقت
على الصعيد الوطني :
قدرة أجهزة الأمن المغربي بكل أطيافه على ضمان مرور جميع المظاهرات و الاحتجاجات الشعبية لمدة أكثر من شهرين بدون تسجيل أية حالة تدخل امني عنيف في حق المتظاهرين في الوقت الذي تحولت أجهزة الأمن في الدول العربية وخاصة : تونس – مصر – ليبيا – الجزائر – سوريا إلى أداة لقتل المواطنين في الشوارع ، فهؤلاء يردون أن يقولوا للمغاربة و رجال الأمن رسالة مفادها أننا انهزمنا في استفزازكم في المظاهرات وها نحن نستفزكم الآن.

استغلال حدث الإفراج على العديد من المعتقلين الإسلاميين المنتمين إلى ما يسمى " السلفية الجهادية" من اجل قيام السلطات المغربية بحملات الاعتقال من جديد في صفوف هؤلاء المفرج عنهم و في انتظار الآخرين ، وبالتالي العودة بنا إلى مرحلة الصراع بين الدولة و المعتقلين في ظرفية لا تقبل و لا تتحمل إعادة الخطأ و العودة إلى الوراء لان الثمن سيكون باهضا جدا و هو الأمر الذي يريده أصحاب هذا العمل القبيح ، و هو الأمر الذي صرح به احد المعتقلين المفرج عنهم يوم أمس ساعة وقوع الحدث

محاولة توقيف مسلسل الإصلاح الشامل السلمي الذي مثل المغرب النموذج العربي الأول، لان هؤلاء كما يقال يعيشون على الثورات و الحروب و الدماء و القتل و الفوضى ، قاتلهم الله

القضاء على ذلك التوافق الملكي و الشعبي من اجل الإصلاح الشامل و السلمي لبناء مغرب الأخلاق و الكرامة و الحرية و الديمقراطية التي لا تخرج عن المرجعية الإسلامية و الإفريقية للمغرب

على الصعيد الجهوي و الإقليمي العربي تحديدا
الثورات العربية الدامية : يعرف العالم العربي منذ اندلاع الثورة التونسية ، ثورات و احتجاجات دامية أدت إلى قتل العديد من المواطنين الأبرياء ، ولا تزال أودية الدماء تجري في ليبيا و سوريا و اليمن ، في الوقت التي تمر فيه الاحتجاجات في المغرب بأسلوب سلمي حضاري ، وتجاوب رسمي مقنع ، هذا الأمر لا يستسيغه أعداء المغرب من انفصاليي الداخل و الخارج ، وقد اندسوا ولا يزالون في مايسمى بحركة 20 فبرير ، وربما أن بعضهم عضو ناشط في لجن التنسيق الوطني و الإقليمي و المحلي لهذه الحركة إما كمواطن – ولا اسميه إلا الخائن و المرتزق او المنافق في التعريف الإسلامي – او ضمن جمعية أو هيئة أو حزب تقوم بدور المحرض و راع لمصلحة الأعداء

مضايقة القاعدة في المغرب الإسلامي ، وعدم قدرتها على اختراق المغرب و أرضه وهزهزت أمنه و استقراره ، وخاصة علاقة المغرب التاريخية الطيبة مع فرنسا تحديدا ، وتضارب الأنباء انضمام العديد من أعضاء جبهة البوليساريو إلى صفوف القاعدة ، وهم على استعداد تام للقيام بكل ما يطلب منهم ضد المغرب

الاستنزاف المادي و العددي لجبة البوليساريو ، وخاصة عندما تبث بالفعل و الملموس تورطها في قتل المدنيين إلى جانب كتائب القذافي المجرم ، و المطالبة الدولية بمتابعتهم و مراقبة الجبهة و إزالة حجاب النية الصادقة و الجماعة البريئة و المسكينة و المستضعفة التي أكلت بها عقول بعض الدول الأوربية و المنظمات الحقوقية العالمية و المنتظم الدولي عامة ،ففقدت كل أشكال الدعم

الوضع غير المستقر في الجزائر و ليبيا ،يجعل الأعداء أكثر حقدا على المغرب ، فعقدتهم هي لماذا يبقى المغرب استثناء ، فهم لا يعرفون عن المغرب أي شئ سوى صرف أموال الاسترزاق التي تصل إليهم من القذافي أو فنزويلا أو جريدة الباييس أو الحزب اليساري أو جمعيات "خربوا وانافق و اتغنوا " المنتشرة في الغرب الداعم لهم .

على الصعيد الدولي
محاولة تشويه الصورة الحضارية و الأخلاقية و الايجابية التي حضي بها المغرب في مجلس الأمن و المنظمات الحقوقية النقية من المرجعيات التدميرية، و خاصة في أسلوب التعامل مع الاحتجاجات الشعبية التي تجول المدن و القرى المغربية

إقرار مجلس الأمن الدولي و مصادقته على التقرير المغربي حول أحداث العيون ، التي كان البعض يريد منها أن تكون بداية بدون نهاية ، ورفض مقترح البوليساريو المتعلق بتوسيع مهام المينورسو لتشمل حقوق الإنسان في الصحراء المغربية ، في المقابل ذلك آمر الجزائر من اجل الدخول المباشر مع المغرب في مفاوضات مباشرة لقضية الصحراء المغربية و الحد من سياسة المحرض و المشحن للآلة ، فالبوليساريو مجرد آلة مشحونة من طرف رجال الأمن و السياسة في الجزائر و السماح بإحصاء سكان معتقل نتدوف

وخلاصة القول أن الأيام القليلة القادمة ، قادرة على فك رموز هذا العمل الانتحاري .

No comments: