المرزوقي: "محنة الفراغ" تأريخ ليوميات الصراع لما بعد تازمامارت
الأربعاء 09 يناير 2013
كشف أحمد المرزوقي، أحد الناجين من جحيم تزمامارت، أن كتابه الأخير المعنون بـ" محنة الفراغ" اختار له عنوان "لن تقتلني أيها الفراغ" قبل أن يعدله إلى "محنة الفراغ"، وذلك تبعا للسياق العام الذي أعقب الخروج من سجن تازمامارت بعدما قضى 18 عاما على إثر الانقلاب الفاشل على الحسن الثاني، إذ يقول المرزوقي في دردشة مع "هسبريس": "لما خرجنا من سجن تزمامارت لم تشأ الدولة أن تعوضنا، عوضتنا لجنة للتحكيم في وقت سابق ولكن كنا نطالب براتب شهري ما دمنا لا نتوفر على أي مصدر للرزق، بحيث وجدنا أنفسنا لا نتوفر على أي سنتيم بعدما تزوجنا وابتعنا بيتا خاصا، ناهيك عن عمليات جراحية".
وأضاف المرزوقي ساردا ظروف كتابه الأخير "محنة الفراغ": " لقد تم تمتيع المعتقلين السياسيين على عهد الراحل إدريس بنزكري برواتبهم ومن أراد منهم العودة للعمل عاد وأُحيل على التقاعد من وصل السن القانوني، أما نحن فقد نزعوا منا 5000 آلاف درهم وانتابنا شعور خطير وكأننا لا زلنا في سجن تزمامارت الرهيب، إلى درجة أننا وصلنا إلى درجة بتنا معها نشعر بالفراغ والعزلة والضياع، لم نعد في السن الذي يسمح لنا بتدبير أمورنا ولا في مرتبة المعتقلين الذين كانوا يتوفرون على التلفزيون ولهم حق متابعة الدراسة أيام اعتقالهم، وأصبحنا نعيش فراغا وكأنه المسؤولين باتوا يراهنون على عامل الزمن كي ننقرض ويتم غلق ملفنا بشكل نهائي".
فهذا الفراغ صعب جدا، لأني أعتبر أننا ـ نحن معتقلي تزمامارت ـ يضيف المرزوقي، خُلقنا مرتين: حين عدنا للحياة وجدنا فراغا ينتظرنا ليقتلنا بالتقسيط، ولذلك "حاولت أن أصارع الفراغ بالكتابة كمتنفس، ولهذا جربت الكتابة وقلت مع نفسي لم لا أكتب شيئا قد يكون مفيدا أو غير مفيد المهم هو أن أجرب الكتابة، المهم هو ملء الفراغ، ولذلك جاءتني الفرصة من الناشر بعدما اتصل به أناس كثيرون قرؤوا كتابي عن "تازمامارت " وارتأيت أن أكتب بالعربية كتاب "محنة الفراغ" إيمانا مني بأن الأغلبية الساحقة للمغاربة يقرؤون بالعربية، لأن أغلب المغاربة المهموميم بشؤون بلادهم هم من يطالع باللغة العربية وليس الفرنسية".
وعن مضمون الكتاب، قال المرزوقي إن مؤلفه عبارة عن مجموعة من القصص البسيطة لأنه لم يقرأ عن الأدب ولا المسرح ولا الأجناس الأدبية والفنية بالرغم من مطالعته لكبار الكتاب العالميين بالعربية والفرنسية.
"كما أصارع "محنة الفراغ" بالكتابة والترجمة، وإلى حدود الآن ترجمت أربعة كتب، ترجمت كتابي "الزنزانة رقم 10" وترجمت كتاب خالد الجامعي و"الممر" للراحل الفاكهاني كما ترجمت كتاب زكية داوود عن الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي، وهو كتاب موجه للأطفال من 116 صفحة، وكتاب آخر في طريق الترجمة، كما شرفني الإخوة في هسبريس بالدعوة للكتابة معهم، وأشكرهم على هذه الدعوة الكريمة" يقول المرزوقي.
No comments:
Post a Comment