Thursday, August 28, 2014
نهاية نظام الدولة العربية القُطرية «4»
- أحمد منصور - صحيفة الوطن القطرية
كان إجهاض الثورة المصرية من خلال الانقلاب الذي قام به عبدالفتاح السيسي في مصر في 3 يوليو 2013 مقدمة لإجهاض باقي الثورات العربية فترك الحبل علي الغارب لبشار الأسد ليواصل تدمير سوريا علي رؤوس من فيها وحينما اقتربت المعارضة من تحقيق النصر تم قطع السلاح عنها بشكل متعمد
ثم بث الخلافات في ما بينها ثم الترتيب لظهور ما يسمى بدولة الشام والعراق الإسلامية داعش ليشكل هؤلاء بتواطؤ أو دعم أو غض أميركي للطرف عنهم فزاعة تجهض أي انتصار في سوريا وتمهد لتقسيم العراق وتبث الرعب لدى دول الخليج وتكون مصدر تهديد مباشر من الشمال مع تشجيع النزعات الطائفية في اليمن من خلال الحوثيين وتشكيل تهديد مباشر للجزيرة والخليج من الجنوب مع تشجيع النزعات الطائفية في البحرين وشرق الجزيرة العربية لتشكيل تهديد من الشرق علاوة على التركيز الشيعي في جنوب العراق، لتصبح الجزيرة العربية محاصرة بقوى شيعية من كل الجوانب، وفي ظل مخطط التفتيت تشجيع الأكراد في الاستقلال فيما الاستعداد والسيناريوهات قائمة لتقسيم سوريا ولبنان إلي كانتونات طائفية متناحرة فيما بينها، ولعل الانتصار الساحق الذي حققته حركة المقاومة الإسلامية حماس علي الكيان الصهيوني والذي توج بالنصر السياسي في اتفاق القاهرة يوم الثلاثاء الماضي يعجل بسيناريو التفتيت والتقسيم لتأمين إسرائيل من الانهيار وتركيز مواجهتها مع حماس مع تأمين كل الجبهات الأخرى وإشغالها في حروب داخلية وتحويلها إلي كانتونات طائفية في ظل الدعم الذي وجده نتانياهو من مصر وبعض الدول العربية خلال حربه الأخيرة علي غزة، أما ليبيا فقد تم إدخالها في دوامة حرب أهلية وبرلمانين وحكومتين تمهيدا لتقسيمها هي الأخرى، وربما نجحت حركة النهضة في تونس أن تقع في الفخ الذي وقع الإخوان في مصر فيه فتخلت عن السلطة بعد قراءتها للمشهد وخطورته لتجنيب تونس السيناريو المصري، لكن الغرب يخطط لتكون تونس بعيدة عن هذه التأثيرات لأنها أكثر الدول العربية وربما دول شمال إفريقيا المهيأة أن تكون بديلا آمنا لليهود بعدما أصبحت إسرائيل أخطر دولة على اليهود كما وصفتها الصحف الإسرائيلية، ولم يخف الغرب مخططاته في إنهاء الدولة القطرية العربية حينما نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» مؤخرا خرائط جديدة للمنطقة فيها تقسيم للسعودية والعراق وسوريا وليبيا واليمن، فيما دعا الكاتب الأميركي المقرب من دوائر صنع القرار في الإدارة الأميركية ديفيد إغناطيوس في مقال نشره في منتصف يونيو الماضي إلي مؤتمر دولي يعيد رسم خرائط الشرق الأوسط من جديد، بعد ما يقرب من مائة عام علي سايكس بيكو، وأكد إغناطيوس أن الوضع في الشرق الأوسط فوضي وأن كل من سوريا ولبنان والعراق مقسمة بشكل فعلي ودعا لمؤتمر تقوده الولايات المتحدة وتحضره السعودية ومصر وتركيا لإعادة تقسيم المنقطة.
مثل هذه الدعوات عادة ما تكون ترويجا لخطط قائمة يتم جس النبض بها من خلال مقالات وتسريبات وترك كل جماعة أو فئة أو طائفة تفرض واقعا جديدا على الأرض يمكن اللاعبين من استخدامه في المفاوضات والتقسيمات التي ستكون علي أساس عرقي وطائفي وقبلي وسنرى المنطقة ممزقة شر ممزق لأن حكامها لم يعملوا من أجل شعوبهم وقبلوا أن يكونوا ألعوبة في يد الدول الكبرى فمزقت ملكهم وفرقت شعوبهم وجعلتهم شيعا يتقاتلون حتى يساعدوا الغرب على صناعة واقع جديد أسوأ بكثير من سايكس بيكو ومؤتمر سان ريمو
No comments:
Post a Comment
Newer Post
Older Post
Home
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment