في رسالة عاجلة إلى بان كي مون:
الرئيس محمد عبد العزيز يطالب بتدخل عاجل لوقف القمع المغربي بالأراضي المحتلة
بئر لحلو، 26 سبتمبر 2007
السيد بان كي مون
الأمين العام للأمم المتحدة
،نيويورك
السيد الأمين العام، نكتب إليكم مجدداً لنضعكم في صورة ما تشهده الأراضي الصحراوية الواقعة تحت الاحتلال المغربي من انتهاكات جسيمة ترتكبها قوات الأمن المغربية في حق مواطنين صحراويين، لا ذنب لهم سوى المطالبة بتطبيق مقتضيات الشرعية الدولية والقانون الإنساني الدولي.ورغم أن شهر رمضان الكريم هو شهر الخير والسلام، إلا أن سلطات الأمن المغربية تحوله إلى شهر للقمع والتعذيب الوحشي في حق السكان الصحراويين، دون تمييز بين طفل أو امرأة أو شيخ أو رجل.ففي مساء يوم 23 سبتمبر 2007، وعلى إثر تنظيم مظاهرة سلمية في حي السكنى بمدينة السمارة المحتلة، تطالب باحترام حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين الصحراويين واحترام الحريات الأساسية، فوجيء المواطنون العزل بمداهمة منازلهم بشكل وحشي في حدود الساعة التاسعة ليلاً، من طرف فرق قمع مغربية، أعملت فيهم ضرباً وتنكيلاً، وعبثت بممتلكاتهم ومنازلهم.ومن المنازل التي تمت مداهمتها: منزل أهل محمد سالم ولد هيدي، ومنزل أهل حيمداها، ومنزل أهل لعجيل، ومنزل أهل اعلي لطرش النفاع، ومنزل أهل الزيعر.. ولقد أدى هذا التدخل الوحشي، الذي استهدف المنازل وكان أكثر ضحاياه من النساء، إلى وقوع إصابات عديدة في صفوف المواطنين، بما فيهم الأطفال، في وقت تم نقل بعض الحالات الخطيرة إلى مستشفى مدينة العيون، عاصمة الصحراء الغربية المحتلة. ومن بين ضحايا هذا الاعتداء المغربي الجديد نذكر : ـ ازعورة خطري ـ بشرى لعجيل ـ سكينة لعجيل ـ هني حيمداها ـ حفيظة الزيعر ـ اتفرح الزيعر ـ اتفرح محمد سالم هيدي ـ ميمونة محمد سالم هيدي ـ النفاع أمين لطرش ـ مريم بهاها ـ صيحوتة أباه ـ الزوينة أباه ـ عبد الله مولاي حيمداها ـ عبد الله النظيف.و إضافة إلى الاعتداء المصحوب بشتى أنواع السب والشتم بحق كل من خديجتو بيد الله والأب سيبا لحبيب المخطار، فإن السلطات المغربية كثفت من تواجدها في المدينة، وحصارها المشدد على الحي المذكور.
السيد الأمين العام، إن مسؤولية المجتمع الدولي الأولى والعاجلة هي تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، بتمكين الشعب الصحراوي من حقه، غير القابل للتصرف، في تقرير المصير والاستقلال، ومسؤليته الملحة اليوم هي حماية سكان هذه البلاد من بطش قوة الاحتلال المغربية، وضمان تمتعهم بكافة حقوقهم وحرياتهم الأساسية، في التعبير والتجمع والتنقل.وإن ما شهدته مدينة السمارة خلال يومين، كمثال فظيع لما ظلت تشهده الأراضي الصحراوية المحتلة منذ الغزو المغربي اللاشرعي لها يوم 31 أكتوبر 1975، لهو عمل يندى له جبين البشرية. لقد تطورت الأمور إلى حدود لا يمكن السكوت عليها أو التغاضي عنها أو تجاهلها، خصوصاً وأن هذا التدخل الهمجي لا يمثل، مع الأسف، حدثاً معزولاً، ولكنه أصبح ممارسة يومية تقوم بها سلطات الاحتلال المغربية في حق الأبرياء الصحراويين منذ 21 مايو من عام 2005. لا يمكن أن يقف العالم مكتوف الأيدي متفرجاً على قوة احتلال لا شرعي تقوم بأبشع الممارسات القمعية بحق مواطنين يعبرون بطرق سلمية وحضارية عن رفضهم للاحتلال وتشبثهم بالحق والقانون وقرارات الشرعية الدولية. إن انتهاك حرمة المنازل ومهاجمة النساء العزل داخلها بوحشية عمياء لهو عمل دنيء واستخفاف وإهانة، ليس فقط للمثل والقيم والأخلاق وقوانين حقوق الإنسان، ولكن للمجتمع الدولي وللأمم المتحدة، في إقليم واقع تحت إشرافها المباشر، ومتواجدة عليه ميدانياً عبر بعثتها لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية، مينورسو، منذ 1991. فالحكومة المغربية، بمثل هذه الممارسات القمعية الشنيعة، وبمماطلتها في تنفيذ مقتضيات القرار 1754، إنما تسعى مجدداً إلى إفشال جهود المجتمع الدولي والتنصل من التزاماتها الدولية، لأن خلق أجواء ملائمة لإجراء مفاوضات جدية هو بعيد كل البعد عن هذه الممارسات. ولا ريب أن حسن النية الحقيقي والكامل يقتضي، من بين ما يقتضي، إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين الصحراويين والكشف عن مصير أكثر من 500 مفقود مدني و151 أسير حرب صحراويين لدى الحكومة المغربية، ونشر تقرير وفد مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان الذي زار المنطقة في ماي ويونيو 2006، ووضع توصياته حيز التطبيق، وتوسيع صلاحيات المينورسو حتى تشمل حماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية ومراقبتها والتقرير عنها.وإذ نتوجه إليكم بصفة مستعجلة لننقل لكم قلقنا البالغ وانشغالنا العميق إزاء التطورات الخطيرة التي تجري حالياً في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية، ونحذر مما قد تؤول إليه هذه الأوضاع المتوترة، وإذ نحمل الحكومة المغربية مسؤولية ما قد ينجر عنها من عواقب، فإننا نجدد مطالبتنا لكم، وبإلحاح، من أجل التدخل العاجل لحماية الأرواح البشرية البريئة، والضغط على الحكومة المغربية حتى توقف هذه المد القمعي المتزايد ضد المواطنين الصحراويين العزل.
وتقبلوا، سيادة الأمين العام، أسمى آيات التقدير والاحترام
محمد عبد العزيز،
الأمين العام لجبهة البوليساريو
No comments:
Post a Comment