Wednesday, September 26, 2007

بيان من مدينة السمارة المحتلة
بيان من مدينة السمارة المحتلة
استمرارا منها للهجمة الشرسة التي تطال الصحراويين كل يوم تعرض العديد من المواطنين والمواطنات الصحراويات إلى حملة قمعية بمدينة السمارة المحتلة أصيب
فيها العديد من المواطنين الأبرياء بجروح متفاوتة الخطورة تم نقل بعضهم إلى المستشفيات بالسمارة والعيون المحتلتين,
وعلى اثر هذا العمل الجبان نعلن نحن فعاليات الانتفاضة بالسمارة المحتلة ما يلي:
*تنديدنا بالعمل الإجرامي الممنهج ضد الصحراويين العزل.
*استنكارنا لما اقترفته أيادي القمع.
*تشبثنا بالجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.
*عزمنا على مواصلة النضال السلمي المطالب بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.
*دعوتنا كافة الصحراويين في شتى مواقع النضال إلى توحيد الصفوف واستنهاض الهمم للوقوف في وجه الاحتلال البربري الغاشم
عن فعاليات الانتفاضة بالسمارة المحتلة
بتاريخ 24/09/2007
++تقرير++
السمارة المحتلة / 24 سبتمبر 2007
جرائم مغربية جديدة في حق الصحراويين.. بالسمارة المحتلة و بعيد العملية النضالية السلمية التي قامت بها فعاليات الانتفاضة للكتابة على الجدران و توزيع مناشير انتفاضة الاستقلال المتواصلة و نصب الأعلام الوطنية الصحراوية بحي السكنى والتعمير وقت الإفطار و تفاعل جموع المواطنين والمواطنات الصحراويات بترديد الشعارات والزغاريد من كل الاتجاهات يوم الأحد 23 سبتمبر 2007 و في حدود الساعة التاسعة ليلا تدخلت فرق القمع و القتل المغربية الغازية بوحشيتها المعهودة مسجلة اعتداءا جديدا في حق المواطنين الصحراويين لا يقل عن سابقيه بشاعة في مواجهة غير متكافئة عددا وعدة.فرق القمع و القتل المغربية الغازية قامت بشن العديد من مداهمات المنازل والاعتداء على من فيها والعبث بما و من في داخلها. و يذكر من بين المنازل المستدهفة : منزل محمد سالم ولد هيدي و منزل أهل حيمداها و منزل اعلي لطرش النفاع و منزل الزيعر و منزل احبيبي ولد لعجيل.أما الإصابات و حسب معطيات أولية فتذكر الأسماء التالية : زعورة منت خطري (إصابة خطيرة على مستوى الرأس والوجه وكدمات على أنحاء متفرقة من الجسم و تم نقلها إلى المستشفى بالسمارة ونظرا لخطورة الحالة تم نقلها إلى العاصمة العيون المحتلة)، ابنتها بشرى احبيبي ولد لعجيل ( لايتعدى عمرها 11سنة أصيبت إصابة بالغة على مستوى العين اليمنى وكدمات على أنحاء متفرقة من الجسم حيث تم نقلها إلى مدينة العيون على متن سيارة إسعاف على الساعة الحادية عشرة ليلا).و تم نقل كذلك هني منت حيمداها الى المستشفى بمدينة السمارة بسبب إصابات مختلفة و نزيف داخلي نتيجة الضرب والتعذيب ولازالت ترقد بالمستشفى بالسمارة، و ازيعر حفيظة التي كسر احد أصابع يدها اليمنى وإصابات على مستوى الظهر، و ازيعر تفرح كسر على مستوى اليد اليمنى واصابة في الثدي و إصابات بالرجل وهي غير قادرة على المشي، و اتفرح منت محمد سالم ولد هيدي ( مصابة في اليدين وكدمات على أنحاء متفرقة نمن الجسم)، و ميمونة منت محمد سالم ولد هيدي (مصابة في اليد وكدمات متفرقة على أنحاء الجسم)، و النفاع امين لطرش (كسر في اليد اليسرى وإصابات متفرقة) و مريم منت بهاها (مصابة على مستوى اليد والساق)، و عبد الله ولد مولاي ولد حيمداها (مصاب على مستوى الرأس).كما تم الاعتداء على المواطنة بيد الله خدجتو من طرف عدد كبير من المستوطنات المغربيات و الاعتداء على الأب سيبا لحبيب ولد المخطار بالسب والشتم بأقبح النعوت. و يشار إلى أن نيابة الاحتلال العامة قامت بتفقد عدد من المنازل المداهمة كما أن سلطات الاحتلال فرضت طوقا و حصارا على الحي كما فرضت حظر التجول بالمدينة.لم تمر إذن على المجزرة التي ارتكبتها أيادي الغدر والإجرام المغربية الغازية أكثر من سنة و التي لم يستطع غبار الزمن إخفاءها ولم يستطع التاريخ طمس معالمها، حتى نجد أن الاحتلال أبدع أبشع الإبداعات في الهمجية يوم الأحد 23 سبتمبر 2007.
9/26/2007 12:04 PM

1 comment:

Anonymous said...

يجب أن نتقاسم نحن والمغرب فاتورة السلام الحقيقي والدائم



حاوره إدريس ولد القابلة

Friday, September 28, 2007




استجواب مع امحمد خداد المنسق الصحراوي مع الأمم المتحدة



يجب أن نتقاسم نحن والمغرب فاتورة السلام الحقيقي والدائم


في هذا الحوار يتطرق امحمد خداد ، المنسق الحراوي لدى مع الأمم المتحدة إلى إشكالية المفاوضات و حل النزاع و"القاعدة" و الصراع الداخلي و الأوضاع في المخيمات



محور المفاوضات:

على ضوء نتائج المفاوضات الأولى التي جمعتكم بالوفد المغربي، كيف تتصورون استمرار هذه المفاوضات؟ وهل يمكن انتظار نتائج إيجابية بخصوص حل سياسي لملف الصحراء الذي عمر طويلا؟ هذا في الوقت الذي ارتفعت فيه أصوات تقول ما الداعي لجولة جديدة من المفاوضات في نفس الوقت الذي يتشبث فيه المغرب بمقترح الحكم الذاتي في ظل السيادة المغربية وأنتم تتشبثون بمخطط بيكر؟

على أية حال، لا يمكن للطرف الصحراوي أن ينظر إلى هذه المفاوضات إلا بعين الأمل. ولا شك أن الجولة الماضية كان لها أثرها الإيجابي، وعسى أن تكون كذلك في المراحل اللاحقة. وللتذكير، فإن هدف المفاوضات في الجولة الأولى، كما هو الحال بالنسبة للجولة المرتقبة، تحدد بمقتضى اللائحة 1754 (2007) لمجلس الأمن الدولي، والتي تقول بأن هدف هذه المفاوضات هو: " التوصل إلى حل متفق عليه يؤدي إلى تقرير ممارسة الشعب الصحراوي لحقه في تقرير المصير".

إذن، لا بد من الاحتكام إلى هذه القاعدة، والطرف الصحراوي يؤكد تشبثه بها. أما محاولة القفز عليها والتمترس وراء مشروع يهدف إلى الالتفاف على هذا الحق، فمعناه العودة إلى نقطة الصفر، ووضع هذه المفاوضات في مأزق قاتل، وهو ما لا نريده ولا نتمناه.
ومن باب الموضوعية والمنطق، أفرزت أكثر من ثلاثة عقود من النزاع والمواجهة أن قضية الصحراء) الغربية)، كموضوع تصفية استعمار، لا يمكن أن يتأتى حلها بواسطة المشاريع
الأحادية الجانب والمفروضة، تنكراً وتجاوزاً لإرادة وتطلعات الشعب المعني. ولعل ما جرى من أحداث في مدن صحراوية، مثل العيون والسمارة والداخلة وبوجدور، وكذا في مدن في جنوب المغرب حيث يقيم صحراويون من مثل آسا و أكليميم، لدليل على ذلك.
الطرف الصحراوي مدرك تماماً أن السلام له ثمن، وأن المفاوضات الجادة تعتري إرادة وقدرة في تقاسم الإيجابي والسلبي، وأن حل قضية الصحراء (الغربية) مكلف للكل. وكنت قد قلت أنه يجب أن نتقاسم نحن والمغرب فاتورة السلام الحقيقي والدائم.

فمن منطلق نظرة آنية ومستقبلية للمصالح المشتركة، وتوخياً لاستقرار دائم وتعاون مثمر وبناء، تقدمنا بمقترح يستجيب لمطلبين ؛ ضرورة احترام الشرعية الدولية والقانون الدولي، من جهة، ويأخذ بعين الاعتبار المصالح المغربية في مختلف المجالات الاقتصادية والأمنية والسياسية
والاجتماعية، واضعاً مهمة بناء المغرب العربي نصب الأعين، من جهة أخرى.
وبدل إدارة الظهر إلى هذا المقترح وما يوفره من فوائد، نرى أنه من الأجدى بأن يوليه المغرب كل الاهتمام الذي يستحق. فنحن، من خلال هذا المقترح، أظهرنا، بما لا يدع مجالاً للشك، نيتنا وإرادتنا في التوصل لهذا الحل النهائي لنزاع عمر طويلاً، كما قلتم، وتحدونا النية الصادقة والاستعداد الدائم، مما دفع بنا إلى القبول بأن يكون الحكم الذاتي ضمن الخيارات المقدمة للصحراويين في استفتاء تقرير المصير.
لكن عندما يتعلق الأمر بحق (الشعب) الصحراوي في اختيار مصيره، فهذا حق غير قابل للتصرف، ولا يمكن لأي أحد أن يحل محله. ما لله لله وما لقيصر لقيصر. وعلى أية حال،
فالاستشارة الحرة للشعب الصحراوي هي الحل الديمقراطي الذي من شأنه أن يضمن الاستقرار والسلم في المنطقة.
نحن، كما أكدت، مقبلون على شوط قادم مهم، وسيكون امتحاناً للأطراف وإرادتها في التوافق. والطرف الصحراوي يحدوه الأمل ولديه كل الاستعداد لأن تفضي هذه المفاوضات
إلى نتائج ملموسة.

بعد الجولة الأولى من المفاوضات، كيف أصبحت نظرتكم للمغرب؟ وهل أحسستم أن المغرب جاد هذه المرة؟

قبل رحيل الملك الحسن الثاني، وعلى مدار ما يزيد على عقدين، جرت مفاوضات واتصالات ولقاءات مباشرة بين جبهة البوليساريو والمغرب. ولكن منذ سنة 2000، كانت هناك
قطيعة، مما زاد من تفاقم النزاع، وأضاف جداراً آخر يسد الباب أمام لغة الحوار والتفاهم، وينأى عن أي أفق مبشر للحل السلمي العادل الذي نتوخاه.

هذه المرة لا جدال في أن المغرب كان ممثلاً بوفد عالي المستوى. ولا شك أنه من أقرب المقربين إلى القرار. ومع الأسف، وخلال التعاطي مع الجولة الأولى، لم نلمس الجديد
في الطرح، بحيث اقتصر الوفد المغربي المفاوض على تكرار محتوى الرسالة التي كان يحملها في جولته إلى مختلف العواصم حول أطروحة الحكم الذاتي، التي ما هي إلا مشروع
للدمج القسري. ولكننا نظل متفائلين في أن تفضي المفاوضات إلى تقدم حقيقي، ويعطي نفساً جديداً لوتيرة المفاوضات، وأن يأتي الوفد المغربي المفاوض هذه المرة بنغمة بعيدة عن التحجر والتصلب الذي لا طائل من ورائه.

إذا طلبنا منكم مقارنة بين الملك الحسن الثاني والملك محمد السادس بخصوص المفاوضات، ماذا سيكون رأيكم؟

لا شك أن الملك الحسن الثاني كان رجل دولة ذو حنكة واسعة، ودراية بالشؤون الدولية. ويحفظ له التاريخ قبول استفتاء في تقرير المصير. أليس هو القائل في يوليو 1987،
قبل زيارته للمملكة المتحدة أن: " المغرب سيكون أول دولة تفتح سفارة بالعيون أو السمارة أو الداخلة...إذا كان خيار الصحراويين هو الاستقلال".؟ أليس هذا ما كرره لجيمس بيكر في سنة 1997؟. صحيح أن المغرب، في أكثر من مرة، حاول عرقلة هذا الاستفتاء وحتى التناور لضمان نتائجه، ولكنه لم يضعه موضع الشك حتى رحيل الحسن الثاني.
وليس هناك من ساوره أدني شك بأن الملك الراحل قد يفرط في المصالح العليا للمغرب عندما استنبط من تجربته الطويلة والواقع الميداني وخصوصيات المغرب أن السبيل الأنجع والأسلم هو معالجة نزاع الصحراء (الغربية) من خلال البوابة الأممية، وعن طريق الاستشارة الحرة للصحراويين. لكن المفاجئ هو حدوث انقلاب على هذا النهج منذ سنة 2000، فمنذ ذلك التاريخ انقطعت جسور الحوار حتى لقاء مانهاست ، وتنكر المغرب لمبدأ الاستفتاء.

لماذا رفض وفدكم الاجتماع مع خليهن ولد الرشيد أول مرة، لكن في الأخير تم الاجتماع به؟

المفاوضات كانت مع وفد من الحكومة المغربية، وما عدا ذلك هي تفاصيل لا نوليها أكثر مما تستحق...

هناك رأي يقول إن الجزائر شكلت "حجر عثرة" في إيجاد حل سياسي توافقي وبالتالي لا يمكن التوصل إلى ذلك إلا بالتخلص من التأثير الجزائري، ما قولكم في هذا الرأي؟
طرفا النزاع حددتهما الأمم المتحدة والوحدة الإفريقية وحددهما الواقع الميداني والمواجهة، الدبلوماسية و العسكرية و السياسية هي بين المملكة المغربية التي احتلت الصحراء (الغربية)، و(الشعب) الصحراوي، المطالب بحقه في تقرير المصير، ممثلاً بجبهة البوليساريو.
أما الجزائر فهي طرف ملاحظ، كما هو الشأن بالنسبة لموريتانيا، ويسجل لها أنها أيدت مبدأ تقرير المصير للشعوب المستعمرة في كل أنحاء العالم، ورفضت منطق الضم بالقوة، واستضافت اللاجئين الصحراويين الذين كانت تطاردهم وتضطدهم القوات المغربية، فيما كانت تقتسم ترابهم.
فإلقاء اللائمة على الجزائر هو إجحاف، والمطبل له يعبر عن نية مبيتة هدفها إطالة عمر النزاع وتعقيده. فالجزائر، التي تنصح دوماً بضبط النفس في معالجة الأزمة، عبرت
للملأ عن دعمها لحل عادل ونهائي مبني على احترام الشرعية الدولية. والجزائر، إن لم تساعد في دفع مسار التسوية إلى الأمام، فهي لم تعرقل أبداً.



محور حل النزاع:

غير ما مرة تسربت أصداء عن المسؤولين الأمريكيين بخصوص عزمهم فرض حل بالقوة على الطرفين إن هما فشلا في التوصل إلى حل متوافق عليه، كما يتم الحديث عن دور أمريكي لإنهاء هذا النزاع، هل تلمسون فعلا إمكانية حدوث ذلك؟ لو كان الأمر كذلك ماذا سيكون رد فعلكم؟

الحكومة المغربية أنفقت في السنوات الأخيرة أموالاً طائلة لكسب لوبيات في واشنطن للتأثير على موقف الإدارة الأمريكية واستدراجه إلى جانب الطرح المغربي، لتشريع الاحتلال في الصحراء . ومع الأيام، أصبحت تتوضح معالم استعداد المغرب لتقديم التنازلات والمقايضة، مثل قبول إقامة قاعدة أمريكية فوق تراب المملكة المغربية، وتسخير العلاقات مع إسرائيل، التي التقت وزيرة خارجيتها في باريس مع وزير الشؤون الخارجية المغربي.
ولكن موضوع الصحراء ( الغربية)، كقضية تصفية استعمار ماثل في أجندة الأمم المتحدة، تتم معالجته تحت البند السادس لميثاق الأمم المتحدة، الذي يدعو إلى موافقة الأطراف ويلغي فرض الحل بالقوة. ومن جهة أخرى، فرنسا وإسبانيا والاتحاد الأوروبي عموماً، لا يمكن أن يرى بعين الرضا أن تفرض على عتبة ديارهم وجوارهم المباشر، أي في شمال إفريقيا، حلولاً أحادية الجانب ومن طبخ أمريكي. وهذا ما يفسر إلحاح هذه الدول، مهما كان تعاطفها مع المغرب، على أن الحل يجب أن يتم في إطار الأمم المتحدة.
وعلى أية حال، فنحن لا نريد عداء أمريكا ولا أي كان. فكفاحنا كفاح نظيف على طول العقود الثلاث الماضية ويندرج في إطار الدفاع عن حق مشروع، تبنته وزكته كل المحافل الدولية. لا مطالب لنا على أراضي أي كان، ولا نطمح إلى تغيير أي نظام. ولكن لن نقبل بأي حال من الأحوال، ومهما كان وزن وحجم الضغوط، بالتخلي عن حقوقنا التي سندافع عنها حتى آخر رمق.

تقولون إن المغرب "بلد محتل" لكن البعض يعتبرون تبعيتكم للجزائر نوعا من "الاحتلال"، فلماذا ترفضون الاستقلال في ظل دولة كبيرة في الوقت الذي تتجه فيه دول كبيرة في أوروبا إلى الاتحاد، فماذا ستخسرون لو عدتم إلى المغرب؟

هناك حقيقة قائمة تتمثل في أنه لا توجد دولة في العالم تعترف للمغرب بالسيادة على الصحراء (الغربية). وما أقدم عليه المغرب هو محاولة ضم بالقوة واحتلال لا شرعي يتنافي مع نصوص وميثاق الأمم المتحدة واللوائح التي أكدت على حق (الشعب) الصحراوي الثابت في تقرير المصير. ومن هذا المنطلق، فالمطالبة والتصميم على الدفاع عن هذا الحق ليس معناه تبعية لأيٍ كان. والادعاء أن التشبث بحق مشروع يعني الارتباط بهذا أو ذاك هو بدعة ومن باب المغالطة.
نحن لا نكن عداءً لأي أحد، بدءاً من المغرب، ودعوتنا متواصلة لقيام مغرب عربي كبير، على اعتبار أن كفاحنا المشروع هو أيضاً من شأنه أن يساهم في خلق ديناميكية في بناء صرح المغرب العربي على أسس صلبة مستوحاة من قيم الديمقراطية والحرية واحترام مكونات هذا التجمع، صغيرة كانت أم كبيرة. فإذا نظرنا إلى الاتحاد الأوروبي، فتأسيسه مبني أساساً على هذه المثل التي ذكرت، وهي التي مكنت من أن تكون مالطا أو اللوكسمبورغ تجلس جنباً إلى جنب مع ألمانيا وفرنسا، لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات، مع احترام خصوصيات كل بلد على حدة.



محور "القاعدة":

بخصوص هذا المحور طرحت عليه الأسئلة التالية:

في نظركم، هل من علاقة بين تهديدات تنظيم القاعدة لدول المغرب العربي وانطلاقة المفاوضات بخصوص الصحراء؟

في اعتقادكم، هل سيسعى تنظيم القاعدة إلى إفشال المفاوضات بخصوص الصحراء حتى يضمن حرية تحرك خلاياه وعناصره في المنطقة المتاخمة للصحراء؟

كيف تقيمون وجود تنظيم القاعدة بمنطقة شمال إفريقيا وهل صارت حدة هذا الوجود تشكل خطورة على المنطقة؟ ثم هل يشكل هذا الوجود خطرا على جبهة البوليساريو؟

لكنه اكتفى بالقول ، بهذا الخصوص، ما يلي:

عودتنا الحكومة المغربية، كل ما تعلق الأمر بنزاع الصحراء (الغربية)، اللجوء إلى سياسة الخلط والمغالطة. وعلى مدار ثلاث عقود من الزمن، كانت دائماً تأتي بـ"خرجات " وتفسيرات للنيل من (الشعب) الصحراوي وحركته التحريرية. فتارة، وحسب "موضة الموسم "، البوليساريو هي امتداد لليبيا أو الجزائر، إن لم تكن حصان طروادة للمد الشيوعي، في محاولة لاستمالة الغرب وتأليبه علينا. والآن يحاول جاهداً إقحامنا في قضية الإرهاب والتطرف، خاصة منذ 11 سبتبمبر 2000، ولا يتردد في التلفيق حتى يغذي ويوفر المادة للوبياته المأجورة في
واشنطن، والمجندة للنيل من كفاح (الشعب) الصحراوي وإلحاق أكبر الأذى به.



محور الصراع الداخلي:



سمعنا أن هناك أصوات داخل الجبهة وبمخيمات تندوف تنادي بالانخراط في مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب، كيف تتعامل قيادة جبهة البوليساريو مع هذه الأصوات؟ وهل يمكن تصور أن يكون هناك استفتاء داخلي بخصوص الموقف من الحكم الذاتي بالصيغة المغربية، وذلك تفعيلا للديمقراطية الداخلية وعلى ضوء نتائج هذا الاستفتاء تستمر المفاوضات للتوصل إلى حل متوافق عليه في أسرع وقت ممكن؟

علما أنه حسب بعض المصادر تعرف جبهة البوليساريو صراعا داخليا، و أن هذا الصراع انعكس على الوفد المكلف بالمفاوضات،و رأى البعض أنه تنازل، وبذلك برزت أصوات تطالب بإبعاد السيد "علي بيبا" وهناك من نادى بتعويضه بالسيد محمد لمين البوهالي، فما رأيكم في هذا؟

لا علم لي صراحة بما قلتم أنكم سمعتم حول أصوات داخل البوليساريو تنادي بالانخراط في الحكم الذاتي. هناك داخل الجبهة نقاش حر وديمقراطي، ولا أدل على ذلك من أنه لا وجود اليوم لأي سجين رأي أو ليس هناك من قـُـدم للمحاكم بسبب رأيه عندنا.
أما بخصوص الاستفتاء فهذا مطلب شعب بأكمله، ولا يمكن تجزئته ولا تحويره ولا تحريفه عن طبيعته، فهو استفتاء يقرر من خلاله (الشعب) الصحراوي مصيره، وله أن يختار فيما
إذا كان يريد أن يكون حراً مستقلاً أو جزءاً من المغرب. ونحن نقبل بخيار الحكم الذاتي كأحد الخيارات المطروحة على المصوتين في هذا الاستفتاء.
أما فيما يخص النزاعات المزعومة حول الوفد الصحراوي المفاوض، فعليكم أن تحققوا جيداً من مصادركم، فهذا مدعاة للسخرية ويندرج في إطار الحرب الدعائية والافتراءات، لحاجة في نفس يعقوب.



محور الأوضاع في المخيمات:

حسب الصحفيين الأستراليين، "فيوليتا آبالا" و "دانيال فالشاو"، هناك علامات لما وصفاه بـ "ممارسة العبودية"، علما أن القبائل الصحراوية كانت تعرف هذه الممارسات ألا تعتبرون أن مثل ذلك قد يسيء للجبهة؟

جبهة البوليساريو كحركة تحرير، في أدبياتها وقوانينها وممارساتها، دعت وعملت ضد أي استغلال للإنسان من قبل الإنسان، وناصرت كل مناهضي التمييز والعنصري في العالم، وتبنت سياسة العدالة والمساواة، فلا يحق لأي كان أن يتصور حتى أنها ستقبل أو تتسامح مع هذا النوع من الممارسات التي تتناقض مع توجهها الفكري والعقائدي الداعي إلى التحرر والانعتاق.
فاللاجئون الصحراويون في المخيمات يتمتعون بنفس الحقوق، ويتلقون نفس المساعدات ولهم نفس الفرص. فهذا الذي ذكرتم على لسان الاستراليين هو من باب الدعاية والإساءة.



محور الديبلوماسية:

بحكم أنكم ديبلوماسي من نوع خاص تضطلعون بمهام التنسيق مع الأمم المتحدة، ما هو تقييمكم للتوجه الذي سارت عليه عواصم الدول الكبرى فيما يخص نزاع الصحراء؟

أثبتت التجربة، بعد ثلاثة عقود من هذا النزاع، أن العنصر الأول في المعادلة هو (الشعب) الصحراوي. فلا الحرب التي استهدفته ولا التشريد ولا القمع وتغيير المعطيات الديمغرافية للإقليم قد نالت من إرادته واستماتته في الدفاع عن حقوقه الثابتة والمشروعة.
هذه حقيقة لا يمكن للولايات المتحدة الأمريكية ولا فرنسا و لا إسبانيا القفز عليها أو تجاهلها. إن دول العالم، كيفما كان حجمها لها مصالح وأولويات، ولكنها مصالح واهتمامات غير جامدة، هي قابلة للتغيير والتطور، خصوصاً بالنسبة للدول الكبرى.

ما هو موضوع إجماع حالياً هو ضرورة إيجاد حل نهائي لنزاع الصحراء (الغربية)، مبني على احترام تقرير المصير، في إطار الأمم المتحدة، عبر المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع،
جبهة البوليساريو والمملكة المغربية، كما حددت ذلك التوصية 1754 لمجلس الأمن الدولي (2007) لقد بات من المسلم به أن احترام وتطبيق الخيار الديمقراطي هو السبيل الأنجع لاستتباب الأمن والاستقرار وصيانة مصالح الجميع.

http://www.hespress.com/?browser=view&EgyxpID=2613