Sunday, August 17, 2008

أسبوع الجمل بكليميم تزييف للتاريخ وضبابية المستقبل
15/08/2008بقلم: محمد من كلميم
أسبوع الجمل "غنى التاريخ ورهانات المستقبل"، عفوا عفوا أسبوع الحمار الوحشي، هذا هو العنوان الحقيقي والمعبر عن المهزلة التي وقعت بكليميم على امتداد أسبوع تقريبا: البهرجة والمهرجانات الكرنفالية، تلكم أهم سمات العهد "الجديد" والمقاربة الجديدة للنظام المغربي المتعفن. هكذا إذا أراد منظروا السياسة المغربية في الصحراء الغربية ضرب الذات الإنسانية الصحراوية عن طريق ضرب ثقافتها وموروثها الحضاري، وتشويه الإرث الإنساني الصحراوي المميز له عن الشعب المغربي الشقيق.المغرب إذا يسعى من وراء الغزو الثقافي إلى تحقيق جملة من الأهداف ترتبط مباشرة بمعالجة المشكل السياسي القائم في المنطقة. والواقع أن النظام الإستعماري المغربي لم يكن سباقا إلى هذا الأسلوب، ذلك أن الإستعمار بمفهومه الحديث كما تحمله دول إمبريالية كبرى أصبح يعني التبعية الثقافية بالأساس نظرا لأنها هي الممهدة للتبعية الإقتصادية والسياسية. ومثال ذلك ما فعلته أمريكا وفرنسا في الوطن العربي ككل، وما فعلته إسبانيا في علاقتها بشعوب أمريكا اللاتينية. والمغرب لا يمكنه إلا أن يكون قزما بالمقارنة مع هؤلاء، لأنه ببساطة يعاني من التبعية الثقافية والإقتصادية، وبالتالي فإن المفهوم القديم لكلمة إستعمار أصبح متجاوزا أو على الأقل لم يعد كافيا لوحده، ذلك المفهوم المرتبط بالغزو العسكري المعتمد على القوة واغتصاب أرض الغير عن طريق القتل والتهجير والإبادة الجماعية للشعوب. إذ لابد من سياسة التهجين والتدجين التي تعتمد في الأساس على فصل الشعوب عن ماضيها التاريخي والثقافي ليسهل بذلك على القوى الإستعمارية التغلغل وتفكيك خصوصيات الشعوب والمجتمعات وهذه النقطة الحساسة هي جوهر السياسة المغربية بالصحراء المحتلة منذ وقت قريب.الأكيد أن المتتبع للقضية الصحراوية في صراعها مع الأطماع المغربية سيلمس وجود مرحلتين أساسيتين أطرتا هذا الصراع : المرحلة الأولى إبتدأت منذ 31 أكتوبر 1975 تاريخ الإجتياح العسكري المغربي للصحراء مترجما بذلك طابعه الدموي. فكل الصحراويين يتذكرون بمرارة ما فعله المغرب الإستعماري من قتل وتشريد، وكل العالم شاهد وعاين ما فعله حفدة فرنسا بشمال إفريقيا، ومنذ ذلك التاريخ إرتبط الصراع بين شعب يناضل في سبيل الحرية والكرامة وبين نظام إستغل معاناة شعب لتدعيم أركان حكمه وبسط سيطرته. ومنذ ذلك الوقت ظلت مسألة الإستعمار المغربي للصحراء مجال تجاذب إبتدع خلالها مهندسو السياسة المغربية الكثير من الطرق والوسائل لتتبيث أركان الإحتلال، وتفنن الصحراويون في مقاومة هذه السياسات والأهداف القذرة، والأكيد هو أن هذه السياسات قد إختلفت وتعددت وتراوحت ما بين الحسم المبكر وبين إبتداع أساليب تستهدف قضية الشعب الصحراوي على المدى المتوسط والبعيد. المرحلة الثانية هي التي نعيشها الآن والتي تشمل ما بعد وقف إطلاق النار ووضع مخطط التسوية الأممي، إلا أن هذه الفترة تعد من بين أحرج المراحل التي تمر منها قضيتنا، راهن خلالها المحتل على عامل أساسي لتجميد الصراع وإضفاء طابع الروتينية عليه (عامل الزمن)، حيث ركز نشاطه الإستعماري بالمنطقة على الخصوصيات الثقافية والسوسيو-ثقافية. ولعل أبرز مثال على ذلك يجسد تمظهرات التهجين الثقافي بالصحراء "بمنطقة واد نون"، هذه المنطقة التي تعتبر بمثابة الخط الأمامي التي يدافع فيها الصحراويون عن مشروعهم الوطني. ولأن المغرب يدرك حساسية هذه الإعتبارات عمل على محو الثقافة الصحراوية العربية الأصيلة بجملة من السياسات والأساليب لإدراكه أن الثقافة الصحراوية بمثابة المؤطر والمحرك الأساسي للفكر الثوري الذي يتميز به الإنسان الصحراوي النابع من بيئته وإرثه الحضاري. شئ بطبيعة الحال لا يتماشى مع طبيعة النظام المغربي الذي يتميز بكونه ذو طبيعة سلطوية يعتمد على مبدأ الإخضاع المباشر، هذا المبدأ الذي يشكل جوهر التصور المغربي للدولة والحكم الذي يتناقض والتكوين الثقافي للذات الصحراوية الرافضة لمبدأ الخضوع والخنوع.ومن أجل القضاء على هذا الفكر الثوري الصحراوي والعشق للحرية والكرامة لدى الإنسان الصحراوي كان لزاما على المغرب أن يعمل على ضرب المصدر والعمل على تشويهه، فلم يجد منظروا السياسة الإستعمارية المغربية في الصحراء إلا العمل على تمييع المخزون الحضاري للشعب الصحراوي معتمدين في ذلك على جملة من السياسات سنتتطرق فيها بشكل أخص لمسألة المهرجانات التي أغرق بها النظام المغربي المدن الصحراوية بدءا من مهرجان ما يسمى "أزوان" بالعيون مرورا بالطنطان فالسمارة وبوجدور والداخلة ثم كليميم، هذا الأخير عرف في الأسبوع الأخير من شهر يوليوز أسبوعا إدعوا أن له بعدا ثقافيا واجتماعيا وإنسانيا، لكن الواقع الملموس يؤكد غياب هذه الأبعاد الثلاثية. أولا: البعد الثقافي، لا يمكن أن نختزل ثقافة واد نون الصحراوية الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ بمجموعة من السهرات الغنائية التي تعبر عن الميوعة والإنحلال الأخلاقي الذي يسعى المغرب إلى تكريسه في مجتمعنا المحافظ، فثقافتنا الصحراوية أرقى وأقدس وأسمى من أن تختزل في مجموعة من الممارسات الماسة بالكرامة والأخلاق . ثانيا: البعد الإجتماعي، نلاحظ بالملموس غياب هذا البعد، فعكس ما تم الترويج له لم يكن هذا الأسبوع إلا مناسبة سانحة لبعض التجار الإسترزاقيين من أجل الإختلاس ونهب الثروات ومقدرات الشعب الصحراوي. وشكلت هذه البهرجة فرصة لسرقة وتزوير الميزانية التي تم الإعتماد عليها لإقامة هذا الأسبوع. هذه المهزلة لم تكن لتمر دون أن تسجل ملاحم وبطولات لشباب صحراوي أكدوا خلالها حقيقة واحدة هي أن الإنسان الصحراوي لا يمكنه إلا أن يكون إنسانا صحراويا مهما تعرض لمحاولات التهجين ضربوا خلالها عرض الحائط كل مخططات العدو وجعلوه يعود إلى نقطة الصفر ويقف عاجزا أمام شموخ وكبرياء الشباب الصحراوي، من خلال مجموعة من الأحداث نجملها بالأساس في رفع العلم الوطني خفاقا في قلب ما يسمى ولاية الجهة أبرز الإدارات الإستعمارية من طرف شاب صحراوي، هذا الحدث تفاعلت معه الجماهير الحاضرة بشارات النصر المؤيدة له، مما خلف إندهاشا كبيرا لدى سلطات القمع ولدى المخبرين الذين كانوا مندسين وسط الجماهير. كما أن المهزلة لم تمر كذلك دون أن يسجل نشطاء الإنتفاضة وجودهم وذلك عن طريق توزيع المناشير الداعية إلى مقاطعة هذه البهرجة والمنادية بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والإستقلال التام . إن مثل هذه المهرجانات يتوخى منها المغرب تثبيث مجموعة من الممارسات لدى الإنسان الصحراوي التي تهدف إلى إبعاده عن إهتماماته السياسية، هذه الممارسات تتجلى بالأساس في إرساء فكر الميوعة والإنحلال الأخلاقي وتتبيث ثقافة المجون. فمن المعروف أن المجتمع الصحراوي مجتمع محافظ بطبعه تحضر فيه قوة الأخلاق والدين، لذلك يعمل الإستعمار المغربي على ضرب هذه الخصوصية، كما أن مثل هذه البهرجة تهدف بالأساس إلى إفراغ حالة الإحتقان لدى الجماهير الصحراوية وصرف أنظارهم عن أي فعل نضالي يقدمون عليه، وبالتالي فإنه لا يمكن الحديث عن حدث ثقاقي أو فني وإنما عن حدث تمرر فيه مجموعة من الممارسات التي تعتبر إلى عهد قريب ممارسات شاذة يرفضها مجتمعنا رفضا مطلقا.
إذا ماذا تفرض علينا المرحلة كصحراويين? أول ما تفرضه علينا المرحلة الراهنة هو الوحدة، فمن خلالها نسد الطريق أمام كل الرجعيين والعملاء والإنتهازيين الذين يعيشون على مآسي الشعب الصحراوي، والذين حتما سيكون مصيرهم مزبلة التاريخ، ولن يسمح لنا المقام ولو بذكر أسمائهم، لأنهم إختاروا طريق العمالة لصالح النظام المغربي ونسوا عهد الشهداء، ونسوا التاريخ المسطر بدماء الشهداء. فالوحدة تقوي حظوظنا كشعب يناضل ضد الإحتلال، وهذا المعطى ضروري لضمان إستمرارية الإنتفاضة، بل وتطوير آليات عملها. ثاني الخيارات الإستراتيجية هي الرفع من وتيرة الإنتفاضة السلمية وتوحيد أهدافها وشعاراتها، والمتمثلة في تقرير المصير والإستقلال التام. ثالث الأشياء يتجلى بالأساس في الإنتباه إلى المخططات العدوانية تجاه الشعب الصحراوي ومقاطعتها، ومنها التهجين الثقافي والنضال ضد السياسات التي يعمل الإحتلال على زرعها للإلتفاف على حقنا في الحرية والإستقلال التام. يقول الشهيد الولي مصطفى السيد: "الثقافة الوطنية مواجهة واسعة وكبيرة بين خيارين وإرادتين: خيار وطني دافعه الحرية والكرامة الوطنية ومقاومة التبعية، وخيار العدو الذي يريد الهيمنة والإلحاق والإستغلال
تعليقات القراء
مغزلات العيون المحتلة : طمس للهوية والتاريخ صحيح اخي محمد ان مثل هذه "الفلكلورات" المزيفة التي تحاول من خلالها الدولة المغربية ان تزييف تاريخ منطقة واد نون المجاهدة عبر التاريخ والتي لاتعترف بوجود السلطان المغربي منذ القدم ان تاريخ الصحراء لايجسد في صورة جمل ودراعة وملحفة وكاس شاي ....ان تاريخ الصحراء اعمق واكبر من هذا ..انثربولوجيا وسوسيولوجي وفكري. على الراغب في معرفة تاريخ المنطقة ان يقراء كتب الباحثين الاجتماعيين والانثربولوجيين ليعرف حقيقة \اسبوع الجمل\ اتمنى من الاخوة المهتمين بتاريخ الصحراء ان يغوصوا في البحث لمعرفة الحقيقة وليست حقيقة ما تقدمه القناة المغربية عن الصحراء

1 comment:

Anonymous said...

مدينة الطنطان : عائلة "السالك لعسيري" توجه نداءا و عناصر استخباراتية مخزنية تقمع وقفة سلمية.

يواصل المعتقل السياسي الصحراوي السالك لعسيري منذ يوم 13 غشت 2008 إضرابه المفتوح عن الطعام بالسجن المدني بالقنيطرة داخل الزنزانة الإنفرادية التي يتواجد بها معزولا عن العالم الخارجي .

و تأتي هذه المعركة النضالية بعد التنكيل الأعمى دون مراعاة أحواله الصحية و الذي مارسه موظفو الإدارة السجنية في حق المعتقل، تنكيل وحشي تمثل في تعصيب أعينه وتكبيله بواسطة الأصفاد واغتصابه.
ومن خلال الأنباء المتوفرة فإن السجين السياسي الصحراوي السالك لعسيري يطالب من خلال معركة الأمعاء الفارغة المفتوحة التي يخوضها فك العزلة عنه و تمتيعه بحقوقه المشروعة والكف عن الممارسات الانتقامية المشينة التي تطاله، مطالبا بتقديم المسئولين عن تعذيبه واغتصابه إلى العدالة.

و حسب مصادر موثوق بها، أسرت بخبر مفاده بأن فرقة كانت إلى جانب موظفي الإدارة السجنية تشرف على عملية اغتصاب وتعذيب السالك لعسيري قد قدمت من المعتقل السري "تمارة" الذي تشرف عليه المخابرات المغربية لتعود أدراجها بعد تنفيذها لهذا العمل الدنيء والمنافي للأعراف الإنسانية و القوانين الدولية.

و وجهت عائلة المعتقل السياسي الصحراوي السالك لعسري يوم 19 غشت 2008 نداء عاجلا، هذا نصه:


نداء عاجل

عائلة المعتقل السياسي الصحراوي

السالك لعسيري


تقوم إدارة السجن المدني بمدينة القنيطرة و بإيعاز من المخابرات المغربية منذ 13 غشت2008 بعزل ابننا المعتقل السياسي الصحراوي " السالك لعسيري " في غرفة انفرادية تسمى في قاموس السجون المغربية بــالكاشو وهو في حالة صحية سيئة بعد رفعه شعارات سياسية تنادي باحترام حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير .

و لم تتوقف الإجراءات العقابية الذي تطال إبننا عند هذا الحد ، بل أقدمت إدارة السجن على تعصيب أعينه داخل الغرفة المعزول فيها وتكبيله بواسطة الأصفاد وتعذيبه بشكل همجي انتقاما منه ، بل عملت وفي خطوة تصعيدية خطيرة جعلتنا في حالة نفسية جد متدهورة على اغتصابه ومنعه من حقه في التطبيب و الأكل والشرب ، ناهيك عن سبه وشتمه بألفاظ شوفينية .

إنه وفي ظل ما يتعرض لها إبننا السالك لعسيري من ممارسات قمعية والتي جعلت حياته جحيما لا يطاق ، بفعل التضييق و الحصار و الاستفزاز المستمر ، لندين بشدة ماتعرض له أفعال مشينة وغير إنسانية ، ونعلن للرأي العام ما يلي :

1.شجبنا لعملية التعذيب والاغتصاب الجبانة التي كان إبننا ضحية لها من طرف إدارة السجن المدني بالقنيطرة/المغرب.
2.دعوتنا كل المنظمات و الهيئات الحقوقية و الإنسانية و إلى كل الضمائر الحية للتدخل الفوري لفك العزلة عن إبننا والضغط على الدولة المغربية من اجل فتح تحقيق نزيه حول التعذيب والإغتصاب الذي تعرض له ومساءلة مرتكبيه.
3.تضامننا المبدئي مع كل المعتقلين السياسيين الصحراويين بالسجون المغربية ومطالبتنا بالإطلاق الفوري لسراحهم دون قيد أو شرط.

حرر بتاريخ : 19 غشت 2008 بمدينة الطنطان/جنوب المغرب

هذا و أسفر تدخل وحشي ضد طلبة صحراويين بمدينة الطنطان جنوب المغرب يوم 15 غشت 2008 عن إصابة العديد منهم.

و يأتي هذا التدخل الذي قادته عناصر استخباراتية مغربية بزعامة الجلاد المغربي المدعو مصطفى كمور بعد تنظيم الطلبة الصحراويين بالمدينة شكل نضالي سلمي تمثل في وقفة أمام مقر العمالة ، تم فيها ترديد العديد من الشعارات المطالبة بتمكين أبناء المنطقة من الاستفادة من حقهم المشروع في التشغيل ،وقد كانت هذه الشعارات على النحو التالي:
1.أولادكم خدمتوهم أولاد الصحراء قمعتوهم.
2.صحراوي صحراوية أيدي فأيدك للتضحية.
3.مطالب يا طلاب تنتزع بالإضراب.
4.بالمغرب حدك فم ديك تراب دمرتوها والصحراء عادت دم والسجون امليتوها.

لتتدخل بعدها قوات القمع المغربية بقوة ضد الطلبة الصحراويين المحتجين وهو ما أسفر عن إصابة العديد منهم ، وهذه لائحة بأسماء المصابين :

1. الشيخ حميدة:إصابة على مستوى الوجه والكلية والظهر.
2. اوس عالي:إصابة على مستوى الكتف والذراع والظهر.
3. الزحاف محمد:إصابة على مستوى الركبة واليدين والوجه.
4. بابا العزيز:إصابة على مستوى الرأس والظهر.

الجدير بالذكر أنه وبعد هذا التدخل الغادر/ استمرت قوات القمع المغربية بمدينة الطنطان في مطاردة الطلبة الصحراويين بالأحياء المجاورة لعمالة الإقليم، ويتعلق الأمر بكل من حي ما يسمى بالسكنى والتعمير و حي الصحراء وشارع الشاطئ الوطية