صحيفة "أ بي سي" الاسبانية: بعثة المينورسو في الصحراء الغربية بعيدة عن أهدافها
17/01/2006
اعتبرت اليومية الاسبانية "أ بي سي" في عددها الصادر اليوم الثلاثاء أن بعثة الأمم المتحدة المكلفة بتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) أضحت بعيدة عن الأهداف التي أنشأت لأجلها والمتمثلة في السهر على احترام وقف إطلاق النار المعلن عنه منذ سنة 1991 وتنظيم استفتاء من أجل تقرير مصير الشعب الصحراوي.
و كتب المبعوث الخاص ليومية "أ بي سي" إلى مدينة العيون (عاصمة الصحراء الغربية المحتلة) لويس دي فيغا في مقال تحت عنوان "الأمم المتحدة في المتاهة المغربية" قائلا أن حرف "أر" الحرف الأول من كلمة استفتاء باللغة اللاتينية (ريفيراندوم) الذي طبع على شعار بعثة الأمم المتحدة "أضحى يغوص أكثر فأكثر في رمال الصحراء".
و في هذا السياق ذكرت اليومية بأن فرانك رودي الذي شغل ثاني منصب مسؤولية ضمن البعثة خلال سنوات التسعينات كان قد ندد خلال شهر نوفمبر الفارط بمناسبة جلسة للكنغرس الامريكي "بالانتهاكات" التي يتعرض لها الصحراويون من قبل المغرب الذي "يفرض منطقه بشكل جلي" على البعثة.
كما أكد نفس المصدر أن هذه البعثة "التي أبعد ما تكون مستقلة" هي في الحقيقة "أداة طيعة في يد المغرب مما يجعل الاستفتاء غير ممكن".
فحتى أعضاء بعثة المينورسو واعون بأن حضورهم "لم يأتي بطائل". فقد اعترف أحدهم إذ قال "نحن على علم بأن الناس (الصحراويون) ينتظرون منا المزيد بعد مرور 15 سنة".
و كشف لويس دي فيغا أن دور المينورسو قد ازداد "تراجعا عقب اندلاع ما سمي بالإنتفاضة الصحراوية في ماي 2005 حين بلغ العنف مستويات لم يعرف لها مثيل منذ أن وضعت الحرب أوزارها".
وأضاف المبعوث الخاص لليومية الإسبانية أن قوات الأمن المغربية بشهادة منظمات غير حكومية دولية توظف "القوة بشكل عشوائي" و أن "الرباط اتخذت إجراءات غير مسبوقة إذ نشرت أفرادا من الجيش في الشوارع واعتقلت أهم الناشطين الصحراويين".
كما أشار لويس دي فيغا إلى أن الأمم المتحدة بحسب أعضاء في المينورسو "لا تعتبر أن وقف إطلاق النار قد انتهك"، على الرغم من أنه "خلال موجات الإحتجاج لقي شاب صحراوي حتفه ناهيك عن مئات الجرحى".
كما ذكرت اليومية أن منسق جبهة البوليساريو مع المينورسو، السيد محمد خداد يعتبر أن البعثة الأممية قد أثبتت عدم "كفاءتها".
كما لاحظ المبعوث الخاص ل "آ بي سي" بأم عينيه أن "الصحراويين لا يمكنهم المطالبة بالاستقلال بطريقة سلمية دون أن يتعرضوا لقمع" قوات الاحتلال المغربي.
و نددت مصادر صحراوية كون أن "سيارات بعثة المينورسو لا تتوقف عند وقوع مشادات وعندما تحاول التوقف تجبرها عناصر مغربية على مواصلة طريقها".
كما يتهم السيد محمد ددش المعتقل السياسي الصحراوي السابق والحائز على جائزة رافتو النرويجية لحقوق الانسان الى جانب مناضلون صحراويون آخرون بعثة المينورسو بوجود علم مغربي في مقرها العام بلعيون و أنها تخضع لمراقبة المغرب إذ أشار إلى أن "كل موظفي الأمم المتحدة هم مستوطنون مغربيون و العديد منهم يعملون في نفس الوقت لصالح مصالح الأمن المغربي".
و بعد أن ذكر بالعلاقات التاريخية والثقافية التي تربط إسبانيا والصحراء الغربية تأسف الكاتب و الصحفي خافيير ريفارتي في تعليق له بعنوان "دناءة" نشر في نفس الصحيفة لكون أن الحكومات الاسبانية المتوالية "قد أدارت ظهرها للوائح الأمم المتحدة والشرعية الدولية متناسية شعبا له عليها دين".
و اعتبر السيد خافيير أن "الموقف الرسمي الإسباني في الصحراء الغربية لا يعتبر فقط خيانة سياسية وإنما دناءة وذلك نعرفه جميعا سواء اليساريين أو اليمينيين من أبناء هذه البلاد".
No comments:
Post a Comment