بعد خروجها، أمس، من سجن العيون ، أمينتو حيدر لـ'' الخبر''لا أعترف لا بالمحاكمة ولا بالاحتلال المغربي
تعتقلين وتسجنين فيها، كيف كان اعتقالك ؟يعرف الكثير من المتتبعين لقضية الصحراء الغربية ظروف سجني السابق الذي كان، بالفعل، اختفاء دام 3 سنوات و7 أشهر وما رافقه من تعذيب، وفيما يخص اعتقالي الأخير في شهر جوان الماضي الذي أعتبره هو الآخر اختطافا تم داخل غرفة الاستعجالات بمستشفى ''حسن بن مهدي'' بمدينة ''العيون''، حيث كانت تقدم لي الاسعافات بعد أن خيطت لي 10 غرزات) نتيجة التعذيب الوحشي الذي مورس عليّ وعلى نشطاء حقوقيين صحراويين آخرين ما زالوا في السجن، من طرف الجلاد إيشي أبو الحسن، وبعدها زجوا بي في ''السجن الأكحل'' في ظروف سيئة، حيث وضعت في زنزانة، رفقة 10 سجينات الحق العام، وبعد الإضراب عن الطعام في نهاية أوت الماضي، لم تبق معي سوى سجينتين· بطبيعة الحال كان توقيفي بسبب مشاركتي في ''انتفاضة الاستقلال'' المباركة ومواقفي المعارضة للموقف الرسمي للدولة المغربية المحتلة وليس بسبب تكوين عصابة أشرار مثلما يدعي الأمن والدعاية المغربيين· وكيف كنت تعيشين الانتفاضة الصحراوية وأنت داخل السجن؟كنا نتابع الوضع عن طريق الزوار الذين لم يكن يسمح لهم بزيارتنا سوى مرة واحدة في الأسبوع مع المضايقات والاستفزازات التي توضع أمام زيارتهم لنا، وكانت هذه هي الوسيلة الوحيدة لذلك، لأن الصحافة والإذاعة والجرائد كانت ممنوعة علينا ضمن حراسة مشددة·أما مشاركتنا في الانتفاضة داخل السجون فقد كانت عن طريق الاضرابات عن الطعام، خاصة إضراب الـ 52 يوما الشهير وكذا بواسطة الحركات الاحتجاجية والبيانات والرسائل التي كنا نسرّبها من داخل السجن· من شارك واطلع على ظروف محاكمتك في شهر ديسمبر الماضي لا يمكنه إلا أن يسجل إلى جانب مرافعتك ضد الوجود المغربي في الصحراء الغربية، محاولة إبنك تقبيلك وأنت داخل قفص الاتهام ···المحاكمة تلك لا أعترف بها جملة وتفصيلا، لأنها أحكام جائرة لمستعمر لا شرعية له في الصحراء الغربية، إضافة إلى كونها محاكمة تفتقد لشروط أية محاكمة عادلة، وهي تعد خرقا فاضحا للحريات الأساسية بعد أن منعت العائلات والجماهير الصحراوية والمراقبين الأجانب حضورها· أما المشهد الذي تتحدث عنه فهو محاولة إبني ''محمد القاسمي '' معانقتي من وراء القضبان، آنذاك أجهشت القاعة بالبكاء والعواطف الجياشة ···وكيف ترين المستقبل القريب لقضية الصحراء الغربية على ضوء التطور الجديد الذي أدخلته الانتفاضة الصحراوية السلمية على المشهد العام؟جعلت الانتفاضة الصحراوية مشكل وطننا يأخذ مسارا آخرا، بحيث أصبح يفرض نفسه على المجتمع الدولي الذي أصبح يناقش المسألة بشكل مستمر، وكجماهير صحراوية نطالب المجتمع الدولي بالتدخل لحماية السكان الصحراويين من التعسف والتعجيل بفرض تنظيم استفتاء حر ونزيه يقرر فيه شعبنا مصيره، ونحن مستعدين للتضحية، إلا أننا إلى جانب ذلك، نريد من المجتمع الدولي أن يتحمّل مسؤوليته لحماية شعبنا وتمكينه من التعبير عن تقرير مصيره ومستقبله
Copyright © 2003 - 2006 El Khabar. Réalisation Biunet. All Rights Reserved
No comments:
Post a Comment