Sunday, January 22, 2006

ا لنص الكامل للتصريح الذي خصت به الإذاعة الوطنية



في البداية احيي واشكر طاقم الإذاعة الوطنية، صوت الشعب الصحراوي المنبر الإعلامي الحر الذي يعتبر أداة فعالة في التواصل والربط بين الصحراويين في اللجوء والشتات وفي المناطق المحتلة وجنوب المغرب.

اسمحوا لي أن احيي تحية ملؤها الشموخ والحنين كل أهالينا في مخيمات اللجوء، مخيمات النخوة والعزة والكرامة وعلى رأسها قيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، الممثل الوحيد والشرعي للشعب الصحراوي، واحيي بكل فخر وتقدير واحترام الأخ الرئيس رمز المشروع الوطني الأخ الفاضل محمد عبد العزيز، واحيي تحية
إكبار وإجلال اسود الوغى حماة الوطن، مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي، واحيي بحرارة الجماهير الصحراوية المناضلة المنتفضة في المناطق المحتلة وجنوب المغرب وفي المواقع الجامعية ولا يفوتني إلا أن احيي تحية افتخار واعتزاز الحركة التلاميذية الصحراوية المقدامة.

اسمحوا لي أيضا أن احيي تحية إجلال وإكبار وتقدير ووفاء وعرفان بالجميل رفاقي رموز انتفاضة الاستقلال بالسجن لكحل بالعيون المحتلة من نشطاء حقوقيين ومعتقلين سياسيين وكل المعتقلين السياسين الصحراويين بايت ملول وتزنيت ومراكش والقنيطرة وفي كل السجون المغربية الأخرى، إنني استغل هذا المنبر لفضح الخروقات والتعسفات المغربية التي لم اسلم منها حتى يوم إطلاق سراحي حيث أن الأجهزة الأمنية المغربية وبتوجيه من المسؤول المغربي "حميدو لعنيكري"، قامت بمنع عائلتي من استقبالي في المنزل ولا حتى بقاعة تستأجر لهذا الغرض وما رست عليها عدة ضغوطات بالتهديد المباشر من طرف الباشة "بومعزة" والجلاد المغربي "اشي ابو الحسن"، وقائد الدائرة وغيرهم وأرغمت العائلة على مغادرة البيت والتوجه إلى منطقة "لمحيلس"، على بعد 36 كلم من العيون المحتلة على الطرق المؤدي إلى مدينة السمارة المحتلة، ومن الساعة الحادية عشر ليلا من يوم السادس عشر من يناير تم تطويق المكان الذي نصبت فيه الخيام بجحافل من الشاحنات التابعة للدرك المغربي وبعض السيارات التابعة لوزارة الداخلية والمخابرات المغربية ووضع ثلاثة أبراج للمراقبة والتفتيش إضافة إلى تطويق جميع شوارع المدينة وخصوصا المؤدية منها إلى ما يسمى شارع البئر الجديد حيث تقيم العائلة.

وعلى الساعة السادسة والنصف صباحا من يوم السابع عشر يناير أيقظتني موظفة السجن قائلة ان مدير السجن يطلب مني الخروج ومغادرة السجن فورا ودون تأخير، الشيء الذي رفضته وامتنعت وبدأت في ترتيب أمتعتي وجمعها، وأمام إصراري وإلحاح الإدارة طلبت منحي الهاتف على الأقل للتحدث إلى عائلتي قصد إخبارها، حتى يتسنى لها المجيء إلى
السجن لاستقبالي، الشيء الذي لم يستصيغه مدير السجن وحاول إقناعي أنهم اخبروا عمي فطلبت إدخاله إلى داخل السجن حتى أتأكد من صحة ما يقول واني أتشكك في ذلك، وأنها محاولة لاختطاف ثانية وخطة مدبرة من طرف المخابرات المغربية، ولم أغادر السجن حتى الساعة السابعة والنصف.

لما أقدمت العائلة أو احد أفرادها تم إخراجي من السجن دون أي إجراء من الإجراءات القانونية التي تتخذ عادة عند خروج أي معتقل.
غادرت السجن إذا وأنا اكرر بعض الشعارات الوطنية من قبيل "كنا ولازلنا على درب النضال المستمر سننتصر سننتصر ونشييد قلاع الحرية سننتصر سننتصر ونكسر قيود الرجعية" و"على نهجك نهجك يالوالي نسير، ونكسر قيد الوطن الأسير"، وغيرها من الشعارات الوطنية الأخرى.

كان السجن وكل ضواحيه يعرف تطويقا امنيا مشددا، ورافقتني شاحناتهم إلى غاية خروجي من المدينة، حيث وجدت في استقبالي عند أول نقطة تفتيش كل أصناف القوات الأمنية المغربية من شرطة قرب وشرطة امن أخرى ومخابرات وأفراد من الضابطة القضائية، وقوات مساعدة وغيره من أصناف وتلاوين وأشكال المخابرات المغربية، وأبديت احتجاجي لهم، لان هذا الأسلوب يعد تعسفا آخرا وخنقا للحريات العامة، وأنني احملهم مسؤولية ما سيقع من قمع وتعسف للجماهير التي ستحاول زيارتي، وعند وصولي إلى المكان المقرر للاستقبال وجدت حشودا عارمة وغزيرة من المواطنين الصامدين الذي تحدو كل محاولات الدولة المغربية اليائسة وأبو إلا أن يجعلوا يوم السابع عشر يناير 2006 محطة نضالية أخرى وملحمة من ملاحم انتفاضة الاستقلال رافعين الأعلام الوطنية مرددين بأعلى أصواتهم وحناجرهم الشعارات الوطنية الممتزجة بزغاريد النساء الصحراويات، توافدوا إلى منطقة "لمليحس" شيبا وشبابا رجالا ونساء وأطفالا من كل حدب وصوب من الداخلة من السمارة من بوجدور من جنوب المغرب ومن المواقع الجامعية، فعزيمة الإنسان الصحراوي لا تقهر ولا تذل وكرامته لا تهان، وأبناء الشعب الصحراوي مصرين رغم طغيان وجبروت الغزاة المغاربة على مواصلة الكفاح بطريقة سلمية حضارية مشروعة حتى نيل الحرية والاستقلال.

وبهذه المناسبة أوجه نداء عاجل إلى المنتظم الدولي والمجموعة الدولية وخصوصا مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة وكل القوى الديمقراطية في العالم بالتحرك العاجل ودون تأخير لحماية المواطنين الصحراويين بالمناطق المحتلة وجنوب المغرب وبالمواقع الجامعية من قمع وبطش قوات الاحتلال المغربي ومواصلة الضغط على نظام الرباط لاحترام حقوق الإنسان في الصحراء الغربية واحترام حرية التعبير والتظاهر السلمي وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين الصحراويين، والكشف عن مصير المئات من المفقودين، واحمل المنتظم الدولي مرة أخرى مسؤولية كل ما يقع للمواطنين الصحراويين بالمناطق المحتلة وجنوب المغرب، وكذلك ممارسة الضغط على الدولة المغربية للامتثال والانصياع للشرعية الدولية من اجل إيجاد حل عادل لمشكل الصحراء الغربية للحد من معاناة الصحراويين الرازحين تحت وطأة الاحتلال المغربي لأزيد من ثلاثة عقود من الزمن، والحل لن يكون طبعا إلا عبر تنظيم استفتاء حر ديمقراطي ونزيه يضمن من خلاله الشعب الصحراوي تقرير مصيره بيده وذلك حتى لا تقع مجزرة إنسانية في حق هذا الشعب الصحراوي البريء الأعزل، كما أناشد المنتظم الدولي أيضا والهيئات الحقوقية والإنسانية والسياسية الدولية للتدخل العاجل والفعال من اجل إطلاق كافة المعتقلين السياسيين الصحراوين بالسجن لكحل بالعيون المحتلة وداخل المغرب دون قيد أو شرط و أؤكد للعالم أنهم يعيشون مأساة إنسانية حقيقية في ظروف كارثية حاطة بالكرامة الإنسانية دون اقترافهم ذنب يذكر سوى رفضهم للاحتلال والتعبير عن ذلك بطرق سلمية مشروعة.

وأخير لابد لي أن احيي واشكر كل المنظمات الدولية وكل الإعلاميين الذين أبدو تضامنهم الرفيع المستوى مع نضالات الجماهير الصحراوية بالمدن المحتلة وملاحم رموز انتفاضة الاستقلال داخل السجون، واذكر على سبيل المثال لا الحصر، منظمة العفو الدولية، لجنة مناهضة التعذيب الدولية، هيومن رايت وتش، البرلمان الأوروبي والهيأة الأسبانية والجزائرية والإيطالية والسويسرية وغيرهم من المنظمات الأخرى، دون أن أنسى أن اثمن عاليا مواقف الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وحزب النهج الديمقراطي وغيرهم من المواطنين المغاربة الشرفاء وكل من ساهم من قريب أو بعيد في هذه الحركة التضامنية.

وكلمة أخيرة أوجهها للصحراويين ايمنا تواجدوا، هو انه لابد من المزيد من النضال والمقاومة ومقارعة الأعداء بشكل حضاري وسلمي وبتلاحم واتحاد حتى تحقيق الهدف المنشود وهو بناء الدولة الصحراوية على ارض الصحراء الغربية وانه لا تراجع ولا استسلام، لن تثنينا الاختطافات ولا الاعتقالات والتعذيب ولا المحاكمات الجائرة الصورية عن مواصلة الخط الذي رسمه الشهداء الأبرار بدمائهم الزكية، وإننا على عهدهم سائرون، وكل الوطن أو الشهادة والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار والخزي والعار للجلادين الجبناء.
والسلام عليكم

No comments: