رسالة من الأخ محمد عبد العزيز، رئيس الدولة، الأمين العام
للجبهة، إلى المعتقلين السياسيين الصحراويين الذين أطلق سراحهم مؤخراً
24 04 2006
بسم الله الرحمن الرحيم
اعلي سالم التامك ورفاقه المعتقلين السياسيين الصحراويين الأبطال، إبراهيم دحان، صيللي سيدي عبدالله المكي، حسنة الحيرش، بوعمود محمد سالم، الداودي عمار، حسنة المكي، التهليل محمد، بدة محمد بدة، لا رباس مصطفى الحسين امبارك، لا رباس إبراهيم محمد المحجوب، لوشاعة لحسن باهية، عثمان الداه اتناخة، مشكور البشير، التاركي ماء العينين أحمد محمود، الشين محمد لحسن امبيريك، أيت اعبيلو إبراهيم الحسين امبيريك، إينجورني باهة محمد سيلامو، لغزال الطاهر محمد حمو، أميدان الشيخ البشير مولود، هدي مولود عليين لحبيب، الطنجي الداهة، لنصاري محمد سالم أحمد العبد، حفيظي عبد المولى الحافظ، الإسماعيلي محمد امبارك، الركيبي الصالح، الحسين محمد العيساوي، الحسين اليعلاوي، أحمد محمود هدي الكينان، هدي الشريف أحمد فال، ألمين الساهل، الدريويش البشير، الشكراوي البشير، بن جلون المختار، الطالب الجوامعي، السباعي جامع السالك عيلال، الدرجة المصطفى، وبوفوس محمد، مرة أخرى، تأبى الإرادة الصحراوية المؤمنة أن تستسلم لجبروت الطغاة المستعمرين. ومرة أخرى تسطع شموس الصمود والتحدي، فتـنقشع ظلمات القمع والاضطهاد والطغيان. ومرة أخرى تأبون، أيها المعتقلون السياسيون الصحراويون، إلا أن تسجلوا مفخرة خالدة أخرى في سجل الكفاح التحريري الوطني الصحراوي. وأنتم تخرجون رافعي الرؤوس وشامخي الهامات، متشبعين بالإيمان ومعززين باليقين ومتشبثين بالكرامة، مصرين على خياركم العادل والمشروع، خيار كل الصحراويين، في تقرير المصير والاستقلال، فإنني، باسمي الخاص وباسم قيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب وحكومة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وكافة أفراد الشعب الصحراوي المكافح أينما تواجدوا، نتوجه إليكم بتحية ملؤها التقدير والاحترام، وكلنا فخر واعتزاز بهذا النصر الجديد. أيها الأبطال، كلما ضاقت السبل على المحتلين الغزاة، أمام صمود المعتقلين الصحراويين وزخم انتفاضة الجماهير المتأججة، إلا واصطنعوا عذراً أقبح من ذنب وزعموا أنهم تفضلوا على المعتقلين بإطلاق سراحهم. إن توقيت مثل هذا الإعلان من طرف المغرب يرمي بشكل مفضوح إلى خلق أجواء المغالطة في أفق مناقشة مجلس الأمن الدولي لانتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة من طرف الدولة المغربية في الصحراء الغربية، والتي لم يستطع تقرير الأمين العام للأمم المتحدة إلا أن يتطرق إليها. إن حقيقة الانتفاضة العارمة هي شمس أسطع من أن يغطيها غربال الخداع، إنها حقيقة المقاومة الصحراوية الباسلة، حقيقة رفض الشعب الصحراوي للأمر الواقع الاستعماري المغربي على تراب الساقية الحمراء ووادي الذهب، حقيقة فشل كل سياسات ومؤامرات ودسائس النظام المغربي في أن تثني الصحراويين عن التمسك بحقهم في أن يعيشوا شعباً سيداً على وطن حر ودولة مستقلة. ولم يكن خروجكم من سجون الظلم منة أو هبة أو عطاءً من أي كان. فالحكومة المغربية لا يحق لها أن تعفو عمن لا ذنب له، لأن وجودكم خارج زنازن السجن لكحل وأنزكان وأيت ملول هو وضع طبيعي وحق مشروع، ولأن كل ما تعرضتم له من محاكمات صورية، وكل المعاناة التي كابدتموها في معتقلات الاحتلال، لم تكن إلا ظلماً وعدواناً. والشعب الصحراوي اليوم فخور بكم وبنضالاتكم ومعتز أيما اعتزاز بانتفاضة الاستقلال المجيدة، ونضالات جماهير شعبنا في الأرض المحتلة وجنوب المغرب وفي المواقع الطلابية الصحراوية في الجامعات المغربية وغيرها، في إطار مقاومة سلمية مشروعة، ستتواصل وتستمر على عهد الشهداء أجمعين وشهيدي الانتفاضة، لمباركي المحجوب ولمباركي أبا الشيخ. إنها نفس الجماهير البطلة التي تهب اليوم لتستقبلكم في حشود هادرة بشعارات تقرير المصير والاستقلال، في أجواء احتفالية مفعمة بروح الثورة والنضال، رغم القمع الممنهج الذي واجهتها به قوى الأمن المغربية. وبهذه المناسبة، نعبر عن شديد إدانتنا لتلك التدخلات الوحشية في حق مواطنين وعائلات لا ذنب لهم سوى التعبير عن فرحتهم بلقاء أبنائهم العائدين من رحلة الاعتقال الظالم، ورفع مطالب مشروعة، تكفلها القوانين والأعراف الدولية. كما أننا ممتنون للحركة التضامنية العالمية التي ما فتئت تعمل، دون كلل أو ملل، ورافقتكم في رحلة الصمود والنضال، مطالبة بإطلاق سراحكم وسراح جميع المعتقلين السياسيين الصحراويين، وبفتح الصحراء الغربية المحتلة أمام المراقبين الدوليين والصحفيين المستقلين، وفاضحة كل الممارسات القمعية المغربية بحقكم وبحق أبناء شعبنا العزل الأبرياء. ولا يمكن هنا إلا أن نذكر، بالتقدير والعرفان، تلك الأصوات المغربية التي وقفت موقفاً مشرفاً إلى جانب الحق والعدالة وتقرير المصير، من قبيل حزب النهج الديمقراطي والجمعية المغربية لحقوق الإنسان وعديد الشخصيات والمثقفين المغاربة. أيها الأبطال ، وكما بالأمس القريب، وكما في مناسبات عديدة، يقدم المعتقلون السياسيون الصحراويون المثال الناصع لكل أبناء شعبنا وللعالم أجمع في التضحية والصمود والنضال المستميت، دفاعاً عن مبادئ نبيلة، وقناعات راسخة وأفكار سامية وتشبثاً بحقوق مقدسة وأهداف مشروعة. وفي هذا المقام، لا بد لنا أن نقف وقفة احترام وإجلال أمام زملائكم في مكابدة التعذيب وتحدي الترهيب ومواجهة الظلم والقمع. رفاقكم في معركة الأمعاء الخاوية وملحمة النفس الأبية، أولئك المعتقلون السياسيون الذين لا يزالون يقبعون في تلك الغياهب المعتمة، لحسن عبد الله، أحمد سيدي الموساوي، احمادة حمود ددي، الناجي البشير، بورقعة عمار، بنكََـة الشيخ، الخرشي ويسي، التامك محمد، كجوط إبراهيم، المنصوري إدريس، الركَـيبي لخليفة، حمدي لبيظ، والمصطفى لكريمي. إلى هؤلاء الأبطال نقول، باسمكم وباسم جماهير شعبنا في كل مكان، لن تنام لنا جفون والمعتقلون في السجون. إن خروجكم المظفر سيزيد شعبنا، ومعه كل أنصار الحرية والسلام، إصراراً على النضال والعمل على إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين وأسرى الحرب الصحراويين، والكشف عن مصير المفقودين منهم. فمعركتنا من أجل فك أسر الوطن السليب، من أجل الحرية والكرامة والاستقلال، هي معركة متواصلة لا انقطاع فيها، وإن النصر أت لا محالة، ولو كره الظالمون. وإننا إذ نهنئكم اليوم ونشد على أياديكم، نجدد لكم العهد على المضي قدماً على الطريق التي عبدها شهداؤنا الأبرار بدمائهم الزكية، طريق الكفاح والصمود والنضال حتى تحقيق أهداف شعبنا النبيلة. وما استعصى على قوم منال ... إذا الإقدام كان لهم ركابا
محمد عبد العزيز
رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية
الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب
No comments:
Post a Comment