Thursday, July 03, 2008

مقال الصحفي الاسباني: ماكسيمو ريلتي عن جريدةCanarias Semanal
ولد الرشيد موظف مغربي سامي اعترف بارتكاب جرائم حرب ضد الشعب الصحراوي
ترجمة عبيد لوشاعة
، لماذا الاعتراف ؟ ولماذا الآن؟ ومن هو الشخص الذي يصرح الآن ؟"بعض الضباط من الجيش المغربي ارتكبوا ما يمكن أن يسمى جرائم ضد أسرى خارج نطاق الحرب... مدنيين كثر تم رميهم من المروحيات أو دفنوا أحياء لا لشيء إلا لكونهم صحراويين ".من يصرح بهذا ليس سوى خليهنا ولد الرشيد رئيس ما يسمى بالكوركاس وهو مؤسسة يستعملها الملك للسيطرة على هذا الاقليم المحتل. الصحافة الاسبانية سارعت، وتحت عناوين كبيرة للإفصاح عن الدهشة التي أثارتها هذه التصريحات الفاضحة من طرف هذا الموظف المغربي حول جرائم قامت منظمات دولية عبر العالم منذ عقود بإدانتها.ولم تثر انتباه وسائل الإعلام الدولية الكبرى، لقد حاول ولد الرشيد أن يخفف من خطورة تصريحاته عندما عزا هذه الجرائم إلى مجموعة قليلة من الضباط ثلاثة أو أربعة على حد تعبيره في التصريح الذي تناقلته وكالات الأنباء.هذا الاعتراف المباغت لولد الرشيد ليس وليد اللحظة وإنما صرح به سنة 2005 في إطار جلسة سرية للهيئة الملكية المدعوة "هيئة الإنصاف والمصالحة"، لكن ما الهدف من اعتراف متأخر من طرف ناطق حكومي مغربي حول إبادة تمت إدانتها منذ سنين من طرف العشرات من المنظمات الحقوقية الدولية؟ هل هناك حقيقة عملية دمقرطة للمملكة العلوية التي لازالت تسير بنظام من القرون الوسطى، كما يدافع عن ذلك كل من أورنزو أولارتي (orenzo Olarte) وخيرونيمو سافيدرا (Jeronimo Saavedra). وآخرين كثر من اللوبي الموالي للمغرب بكنارية ؟ هل يحاول محمد السادس التخلص من هذا الثقل الدموي الذي ورثه عن والده؟ كما كتب المؤرخ الرسمي للأرخبيل الكناري. من يعرف خبايا المملكة المغربية يعرف ان في عالمها الرسمي المواقف لا تتخذ بارتجالية، ان المملكة المغربية مؤسسة من القرون الوسطى ذات تركيبة هرمية والعاهل يسير من اعلى الهرم هذه الشبكة المتداخلة اقتصاديا واجتماعيا.إن الوزن المعتبر للمصالح الذي تدافع عنه هذه المؤسسة لا يسمح بالإهمال أو الارتجالية. وعندما يحصل هذا فان العقوبة تتم بسرعة وما نحن بصدده ليس استثناءا إذا أردنا أن نقترب من معرفة ما تخفيه تصريحات ولد الرشيد فيلزمنا من حيث المبدأ معرفة سيرة هذا الشخص الذي أمره رؤسائه بهذه التصريحات، هذا يدفعنا إلى الاستنتاج أن من يقف خلف هذه النوايا هوالملك نفسه.خليهنا ولد الرشيد: ليس بجديد على ما يتعلق بالصحراء الغربية ولنكون أكثر دقة يجب أن نعرف أن ولد الرشيد سخر حياته لكسب فوائد مادية شخصية .ولد الرشيد كما تعرفه الصحافة في الجزر الكنارية منذ السبعينات ولد في الصحراء ودرس في مدرسة الهندسة في لاس بالماس، زواجه من اسبانية الذي حصل في تلك السنوات ساعده على أن تعتبره السلطات الاسبانية الفاشية رجل ثقة كما كان يحصل بين النبلاء في القرون الوسطى في أوربا، بالنسبة للاستعمار في القرن العشرين يشكل ذلك ارتياح وضمانة للولاء.الخطوة الأولى لولد الرشيد في العمل السياسي كانت في سنة 1974 عندما أصبح عميل الدكتاتورية في الصحراء الغربية. في تلك السنة المخابرات الاسبانية كلفته بإنشاء حزب الوحدة الوطنية الصحراوي (البونس) الذي تم تقديمه كتنظيم وطني ولكن في الحقيقة ما هو إلا دمية في أيدي السلطات الاسبانية التي تحاول الحصول على حزب مدجّن يمكنه القيام بدور لصالحها أمام الأمم المتحدة. ومن البديهي أن يكون ولد الرشيد الأمين العام لهذا التنظيم مع خائن آخر يدعى عبد الرحمن الليبك وهو اليوم قنصل لمحمد السادس في لاس بال ماس.ولد الرشيد قام بتعاون مثمر مع الاحتلال مقابل امتيازات مادية، وبالرغم من هبوب رياح الغموض شمال غرب إفريقيا فان الشاب ولد الرشيد البالغ آنذاك من العمر 25 سنة لم يكن يشعر أن السلطات الاستعمارية الاسبانية ستسلم الصحراء الغربية للمغرب بالشكل الذي تم به الأمر. فمنذ تعيينه من طرف السلطات الاسبانية لم يدّخر جهدا لتحقيق ما كلفه به رؤسائه، الرشيد بدأ بشكل متتال بالظهور على الصفحات الأولى لجرائد الأرخبيل الكناري ثم جرائد الدولة ووسائل إعلامها الأخرى التي بالغت في تمجيده معتبرة أن الحكومة الاسبانية يمكنها التعويل على هذه المساعدة الثمينة التي يقوم بها هذا الشاب لاستمرار نفوذها في المنطقة، وأن العدو الذي يجب القضاء عليه هو البوليساريو، رغم أن هذا (القائد الوطني) يحاول أن يخفي أهدافه بتصريحات نارية ضد الأطماع التوسعية المغربية:" بالنسبة لي الذين يشكلون خطرا -يقول آنذاك– هم الموالين للمغرب والذي يجب تفتيتهم بأي شكل من الأشكال عن طريق التعاون بين اسبانيا والبونس "" لو لم يكن الفوسفات موجود – يصرح ولد الرشيد لجريدة صدا كنارية في 23 /40/ 1975- لم يطالب احد بالإقليم. المغرب لا يبحث عن رخاء الصحراويين وإنما عن استغلال الفوسفات، نريد الاستقلال وتشاء الظروف بان نكون دولة مصدرة للفوسفات."بهذه الشهادة ذات الطابع الوطني المناهض للمغرب، عميل الاستخبارات الاسبانية يحاول اكتساب ثقة الصحراويين وفي نفس الوقت ايقاف تأثير المد المتصاعد للبوليساريو وفي تلك الأيام اسبانيا تعلمت دروس من تجارب القوى الاستعمارية الأوربية السابقة:بلباقة توزيع المال وتطبيق شعار فرق تسود، كان ممكنا تصفية الاستعمار بطريقة شكلية دون أن تحصل تصفية حقيقية له، هذا هو الدور البائس الذي كلف به خليهنا ولد الرشيد وعبد الرحمان الليبك والبونس نفسه من طرف اسبانيا .ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن وحسابات شخص ذو أطماع لا متناهية كولد الرشيد الذي لم يستنتج بان تصاعد شعبية وتأثير الجبهة الذي يلوح في الأفق سيعريه أمام مرؤوسيه، لكن عندما كان البونس بمساعدة اسبانيا يحاول توزيع عملائه داخل المؤسسات الاستعمارية كانت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب تستحوذ على الدعم من القاعدة الواسعة من الشعب الصحراوي وهذا ظهر جليا يوم 12/05/1975 عندما حطت طائرة البعثة الأممية لمعرفة ما يرده الصحراويون فيما يخص مستقبلهم وذلك الحدث كتب عنه في جريدة صدا كنارية :" منذ الصباح حزب الاتحاد الوطني الصحراوي ( البونس) الذي كان يعمل بحرية في الاقليم ويدافع عن الاستقلال الصحراوي حشد مناضليه في الشوارع المركزية في العيون، وعندما ذهبنا إلى المطار رأينا حشودا على جنبات الطريق في انتظار مرور البعثة المفاجئة، أتت عندما بدأ تحرك أعضاء البعثة قامت تلك الحشود بإخراج غابة من أعلام البوليساريو الذي كنا تكلمنا عنها في مقالات سابقة وقلنا انها تمثل موقف الاستقلال الحقيقي وعدوة لكل دولة تحاول بسط نفوذها على الاقليم والتي هي ممنوعة من العمل السياسي في العيون ولكنها اثبتت بجدارة انها سيدة هذه الحشود ومستعدة لانتظار ممثلين الامم المتحدة، أما البونس فلم يبقى منه شيء على ارض الواقع.الألوان الأربعة لعلم البوليساريو الأسود يمثل الاستعمار، الأبيض يمثل الحرية، الأحمر يمثل الدم والأخضر يمثل الخيرات، الهلال يمثل الاسلام اصبحت وكأنها غابة من الأعلام واللافتات التي تلح على الاستقلال وتصفية الاستعمار السريعة ضف إلى ذلك الزي التقليدي الدراعة والملحفة وإذا كان هناك منتصر شعبي في الشارع فهو البوليساريو وبضربة قاضية "صدا كنارية 13"05/ 1975 :"عملية الانتصار الكاسح للبوليساريو كشفت المناورات الاستعمارية وأفقدت ناطقها حيث أصبح جليا أمام العالم من هو الممثل الحقيقي للشعب الصحراوي. في هذا المضمار خليهنا ولد الرشيد أصبح عديم الجدوى وممكن انه لم يفكر كثيرا، حيث نهب ممتلكات حزبه وفر إلى الرباط حاملا معه قرابة 06 ملايين أبسيطة من خزينة الحزب ."يوم 19/05/1975، وبالرغم من أنه صرح شهرا قبل هذا التاريخ بأن "المغرب لا يهمه الصحراويون وإنما الفوسفات"، فقد تم استقبال ولد الرشيد كمنتصر من طرف ملك المغرب الحسن الثاني في حفل ضخم استدعت له وسائل الإعلام الوطنية والدولية .ردا على هذا صرح وزير شؤون الرئاسة في حكومة فرنكو عندما سألته الصحافة "لا اعرف ماذا فعل المغرب حتى حدث هذا" .في الواقع ما حصل أن الخائن قرر أن يغير سيده ومنذ ذلك الوقت اصبحت الأمور تسير من سيئ إلى أسوأ بالنسبة لاسبانيا وتحطمت مخططاتها الاستعمارية الجديدة كقصر من ورق، في بعض الأحيان التاريخ تتخلله بعض الأحداث بشكل مأساوي، مرض وموت الدكتاتور وضع البرجوازية الاسبانية في منعطف صعب. الدفاع عن مصالحها الاقتصادية في الصحراء يهدد وجودها كطبقة مسيطرة في بلدها الأم دون مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية المهتمة بالسيطرة الجيو سياسية على شمال إفريقيا الخيار كان واضحا بالنسبة للطبقة الحاكمة في اسبانيا، يجب التضحية بشئ حتى لا يضيع كل شئ .لم تتغير كثيرا سيرة ولد الرشيد منذ ذلك الوقت، رجلنا في العيون التي اصبحت الآن تحت السيطرة المغربية لا زال كما هو الرجل المرتشي إلا انه الآن أصبح أكثر مهنية في الغش والابتزاز كما تؤكده المعلومات التي تحصلنا عليها. فالشكاوى المرفوعة ضده من طرف الشركات الاسبانية التي تعمل في الصحراء المحتلة من طرف المغرب في 20 سنة الأخيرة تكتظ بها أرشيفات المحاكم في كنارية .في سنة 2006 ظنا منه انه وصل أعلى قمة ما يطمح إليه عندما عينه محمد السادس رئيسا للكوركاس بهذا التعيين المملكة العلوية أعطت لولد الرشيد دور شيخ المناطق المحتلة من الصحراء الغربية .إن عمالته جعلته أمام التاريخ متناقض مع مصالح شعبه، ولد الرشيد متمرس في الدسائس والمناورات وواع بأن القطيعة الحاصلة بين الشعب الصحراوي والمحتلين المغاربة هي كما كانت عليه بالأمس مع الإدارة الاسبانية، لهذا اليوم يعرض زيتون السلم والمصالحة كما حمل سابقا راية استقلال وتقرير مصير شعبه من هذا المنطلق يجب أن نترجم التصريحات التي تم نشرها هذه الأيام من طرف الصحافة .إن رسول الاتوقراطية في المغرب يحاول أن يبيع للصحراويين تجارة تنم عن مصالحة مزورة مقابل أن يتخلى الشعب عن حريته .بإدلائه بنصف الحقائق إن هذا الذئب العجوز يحاول أن يكسر المقاومة في الداخل وخداع الخارج، ولكن هذا الخائن البائس يصعب عليه ذلك مادام وراءه ملك متسلط. الهدف الثاني من هذه التصريحات هو التقليل من قيمة الأحداث أي جرائم الإبادة التي قام بها النظام المغربي ضد الشعب الصحراوي وجرائم الحرب التي تطارد رموز هذا النظام المطروحة الآن على طاولت المحاكم الاسبانية.محاولة تبرأة النظام المغربي من خلال تحميل مسؤولية هذه الجرائم لمجموع قليلة من الضباط المغاربة، لكن لا يمكن لولد الرشيد ولا لغيره أن يغطي الشمس بالغربال ويزيل مسؤولية النظام المغربي عن هذه الجرائم .

No comments: