"الثابت و المتحول في علاقة الدولة بقبائل ايتوسى"
رشيد لفرمي/facebook
ان قراءة ولو موغلة في السذاجة لمت يجري اليوم باسا. يستشف من خلالها اهمية البحث في جدلية العلاقةالقائمة بين مكون الدولة ومكون القبيلة .هذه الاخيرة التي شكلت اللبنة الاساس والدرع الواقي امتداد المغرب والصحراء لما سمي انذاك ب"البيعة" اذ عملت على صد جميع جميع الاطماع الخارجية الاستعمارية معتمدة في ذلك على الشعور الجمعي للافراد بالانتماء للقبيلة واعتبار هزيمة القبيلة بمثابة افول لها .هذا الشعور كان السبب في معارك ضارية ارتوت بدمائها بلاد الصحراء الطاهرة. ولم تكن ايتوسى بمعزل عن هذا الحراك والتفاعل بالنظر لقوتها الحربية وكثافة سكانها ; ليتم اقخامها ضمن صراع الاخوة الاعداء ;ولم تخيب الظن انذاك.
لقد ساهمت قبائل ايتوسى على امتداد التاريخ في حماية المجال الجغرافي للمغرب وكانت القوة المحاربة التي صدت العديد من الغارات الصادرة من الجبهة ; ليقولوا في حقهم اعداء الامس انه"لولا ايتوسى لكنا نحتسي الان الشاي باكادير .ولكم ان تتصوروا...
هذه الفترة انتجت جيشا متكاملا من مشاة ومدرعات وضباط وسائقين... احيل اغلبه اليوم على التقاعد وابى الا ان يموت على العهد الذي قطعه على نفسه بالرغم من استغلاله في العديد من الحروب كدروع بشرية وكمقدمة للكتائب لخبرتهم الكبيرة بمسالك الصحراء .وللباحث عما يشفي غليله النبش في لوائح الشهداء و المعطوبين و المحتجزين.
هذا الجيل الذي كان يقف في الحزام الامني دون اعتبار لصعوبة الطقس ; سيتفاجا ذات صباح قائظ بارتكاب بل غدر الصديق في اول محطة بعد وقف اطلاق النار مع اندلاع انتفاظة اسا المجيدة 1992. هناك اين ارتكبت ابشع المجازر واستعمال الرصاص الحي واعتقال خيرة ابناء المنطقة واقتحام البيوت الامنة.
لقد كانت الصدمة قوية ;ولكن امام بساطة التفكير واستحضارا لما تمليه الاعراف الصحراوية من الوفاء بالعهد لم تكن هناك ردة فعل تحفظ ماء الوجه .وهو مالم يحصل مع استمرار القمع بالصحراء بشكل عام; وباسا بالخصوص تماشيا مع الضوابط العسكرية.
هذه المعطيات لم تكن لتمر بسلام من طرف جبهة البوليساريو و بدات في توجيه قواها لتتوج بانتفاضة اسا 1992. اذ سيبرز جيل شبابي منتور ومتشبع بالفكر المحرري سيقود اول انتفاظة بالصحراء ;كانت الدولة قد قمعتها بشكل وحشي ;واعتقلت العديد ...وهنا ستكون اول بوادر التحول في مواقف ايتوسى .اذ ان استعصاء استقطاب الرعيل الاول فرض ضرورة خلق نواة وجبهة شبابية موازية كانت اول تجلياتها مظاهرات 1992 كما اسلفنا الذكر والتحاق العديد منهم بصفوف الجبهة بعد ان احبطت محاولات عديدة.
وايمانا من هولاء الشباب بحركية التاريخ ستعمل هذه الجبهة الداخلية من داخل قبائل ايتوسى وفق مخطط منهجي اعتمد بداية على التو عية و التاطير واسنغلال نفس السلاح القديم للمغرب وهو الشعور الجمعي .زاد من حماسته الاغاني الثوريه التي كانت تبث على اثير اذاعة الجبهة.
هاته الاجراءات لم تساهم البثة في وقف شريان الانتفاظة باسا .فخرجت المظاهرات وتحولت الافراح والمناسبات الى مهرجانات للجبهة...لتتناسل الاشكال وتبدع اسا ما عجزت عن ابداعه المداشر الصحراوية ..
سيجد المغرب نفسه ملزما بارتكاب العديد من التصرفات الامنية امام حجم الحنق الذي اعتراه سواءا من خلال الاعلان عن "خليةبوزيد" وابعاد مجموعة من الاطر الى داخل المغرب العميق او من خلال الاقدام على تعيين عمال ذوو توجه امني امثال ب.م .
موقف المغرب من قبائل ايتوسى لم يكن مشرفا مطلقا في مارس 1999 لما اعتبرها كاحدى قبائل ايت النص h61ورفض العديد من افرادها على اعتبار انهم غير صحراويين شانه في ذلك شان جبهة البوليساريو ;وهو مازاد من غضب القبيلة ليتواصل مسلسل التعنث و الانقلاب على اصدقاء الامس.
ان استحضارنا لبعض لصعوبة الالمام بكل التطورات لم يكن اعتباطا ;بقدر ماحاولنا تبيان الحلقة المفقودة بين مرحلتين;جيلين .. والاسباب التي خلقت الهوة بينهما.
صفوة القول ; ان الجيل الذي دافع واستمات في الدفاع عن المغرب ايل للانقراض .منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر .وجبل شبابي يتمسك باطروحة الجبهة كصمام امان بعد غدر الاصدقاء ..
رشيد لفرمي
ان قراءة ولو موغلة في السذاجة لمت يجري اليوم باسا. يستشف من خلالها اهمية البحث في جدلية العلاقةالقائمة بين مكون الدولة ومكون القبيلة .هذه الاخيرة التي شكلت اللبنة الاساس والدرع الواقي امتداد المغرب والصحراء لما سمي انذاك ب"البيعة" اذ عملت على صد جميع جميع الاطماع الخارجية الاستعمارية معتمدة في ذلك على الشعور الجمعي للافراد بالانتماء للقبيلة واعتبار هزيمة القبيلة بمثابة افول لها .هذا الشعور كان السبب في معارك ضارية ارتوت بدمائها بلاد الصحراء الطاهرة. ولم تكن ايتوسى بمعزل عن هذا الحراك والتفاعل بالنظر لقوتها الحربية وكثافة سكانها ; ليتم اقخامها ضمن صراع الاخوة الاعداء ;ولم تخيب الظن انذاك.
لقد ساهمت قبائل ايتوسى على امتداد التاريخ في حماية المجال الجغرافي للمغرب وكانت القوة المحاربة التي صدت العديد من الغارات الصادرة من الجبهة ; ليقولوا في حقهم اعداء الامس انه"لولا ايتوسى لكنا نحتسي الان الشاي باكادير .ولكم ان تتصوروا...
هذه الفترة انتجت جيشا متكاملا من مشاة ومدرعات وضباط وسائقين... احيل اغلبه اليوم على التقاعد وابى الا ان يموت على العهد الذي قطعه على نفسه بالرغم من استغلاله في العديد من الحروب كدروع بشرية وكمقدمة للكتائب لخبرتهم الكبيرة بمسالك الصحراء .وللباحث عما يشفي غليله النبش في لوائح الشهداء و المعطوبين و المحتجزين.
هذا الجيل الذي كان يقف في الحزام الامني دون اعتبار لصعوبة الطقس ; سيتفاجا ذات صباح قائظ بارتكاب بل غدر الصديق في اول محطة بعد وقف اطلاق النار مع اندلاع انتفاظة اسا المجيدة 1992. هناك اين ارتكبت ابشع المجازر واستعمال الرصاص الحي واعتقال خيرة ابناء المنطقة واقتحام البيوت الامنة.
لقد كانت الصدمة قوية ;ولكن امام بساطة التفكير واستحضارا لما تمليه الاعراف الصحراوية من الوفاء بالعهد لم تكن هناك ردة فعل تحفظ ماء الوجه .وهو مالم يحصل مع استمرار القمع بالصحراء بشكل عام; وباسا بالخصوص تماشيا مع الضوابط العسكرية.
هذه المعطيات لم تكن لتمر بسلام من طرف جبهة البوليساريو و بدات في توجيه قواها لتتوج بانتفاضة اسا 1992. اذ سيبرز جيل شبابي منتور ومتشبع بالفكر المحرري سيقود اول انتفاظة بالصحراء ;كانت الدولة قد قمعتها بشكل وحشي ;واعتقلت العديد ...وهنا ستكون اول بوادر التحول في مواقف ايتوسى .اذ ان استعصاء استقطاب الرعيل الاول فرض ضرورة خلق نواة وجبهة شبابية موازية كانت اول تجلياتها مظاهرات 1992 كما اسلفنا الذكر والتحاق العديد منهم بصفوف الجبهة بعد ان احبطت محاولات عديدة.
وايمانا من هولاء الشباب بحركية التاريخ ستعمل هذه الجبهة الداخلية من داخل قبائل ايتوسى وفق مخطط منهجي اعتمد بداية على التو عية و التاطير واسنغلال نفس السلاح القديم للمغرب وهو الشعور الجمعي .زاد من حماسته الاغاني الثوريه التي كانت تبث على اثير اذاعة الجبهة.
هاته الاجراءات لم تساهم البثة في وقف شريان الانتفاظة باسا .فخرجت المظاهرات وتحولت الافراح والمناسبات الى مهرجانات للجبهة...لتتناسل الاشكال وتبدع اسا ما عجزت عن ابداعه المداشر الصحراوية ..
سيجد المغرب نفسه ملزما بارتكاب العديد من التصرفات الامنية امام حجم الحنق الذي اعتراه سواءا من خلال الاعلان عن "خليةبوزيد" وابعاد مجموعة من الاطر الى داخل المغرب العميق او من خلال الاقدام على تعيين عمال ذوو توجه امني امثال ب.م .
موقف المغرب من قبائل ايتوسى لم يكن مشرفا مطلقا في مارس 1999 لما اعتبرها كاحدى قبائل ايت النص h61ورفض العديد من افرادها على اعتبار انهم غير صحراويين شانه في ذلك شان جبهة البوليساريو ;وهو مازاد من غضب القبيلة ليتواصل مسلسل التعنث و الانقلاب على اصدقاء الامس.
ان استحضارنا لبعض لصعوبة الالمام بكل التطورات لم يكن اعتباطا ;بقدر ماحاولنا تبيان الحلقة المفقودة بين مرحلتين;جيلين .. والاسباب التي خلقت الهوة بينهما.
صفوة القول ; ان الجيل الذي دافع واستمات في الدفاع عن المغرب ايل للانقراض .منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر .وجبل شبابي يتمسك باطروحة الجبهة كصمام امان بعد غدر الاصدقاء ..
رشيد لفرمي