مواجهات آسا بين القبيلة والدولة. هل سرعة تحرك مجلس حقوق الانسان علاقة بطبيعة ساكنة مدينة آسا والتي يعتبر الجيش والقوات المساعدة مشغلها الأول ؟
كود / أحمد عمراتي - الجمعة 27 سبتمبر 2013 -
شهدت مدينة آسا هذا الأسبوع أحداثا أليمة أعادت إلى الأذهان بعض مشاهد الانتفاضة التي كانت اندلعت بالإقليم سنة 1992 و التي كان من بين أهم نتائجها آنذاك تحقيق مطلب تسمية آسا كعمالة أسوة بباقي أقاليم الصحراء .
المواجهات الأخيرة التي وقعت سواء على مشارف آسا أو داخل أحيائها كما نقلت على لسان العديد من المصادر التي أوردتها وسائل الإعلام اندلعت نتيجة تدخل عنيف لقوات الدرك و القوات المساعدة أثناء تفكيك مخيم احتجاجي أقامه بعض أهالي آسا و المنتمون لقبيلة آيت أوسى كنوع من الاحتجاج و من أجل المطالبة بترسيم الحدود المجالية للقبيلة في المنطقة . الاحتجاج جاء عقب نزاعات متكررة بين قبائل المنطقة على الأراضي و المجال الرعوي و الذي تحكمه أعراف متوارثة تحكم سكان تلك المناطق .
انتقال شرارة المواجهات شكل منعطفا في قضية المخيم حيث علمتنا التجرية منذ تفكيك مخيك اكديم ازيك أن التدخل بالقوة خارج المدارات الحضرية لا يولد إلا ارتدادات سلبية و غالبا ما تعكس نتائجه عجز السلطات عن قراءة الوضع بطريقة صحيحة .
وقد كانت الحصيلة كارثية سقوط طالب قتيلا والعديد من الجرحى والمصابين جراء العنف والعنف المضاد الذي شهده الإقليم. الفقيد رشيد الشين سقط برصاص مطاطي أطلقته القوات العمومية حسب تقرير للجمعية المغربية لحقوق الانسان زكاه بيانان لكل من العدالة والتنمية و الأصالة و المعاصرة اللذان استقرا في كفة واحدة هذه المرة منذ تأسيس حزب الجرار . وحده وزير الداخلية و لاماب من جاء برواية كذبها الكل منتخبين و أعيان و فاعلين سياسيين تقول أن الفقيد وجد غير بعيد عن محل سكناه مصابا بآلة حادة من الظهر وهو الشيء الذي يفنده اليوتيوب الذي يحمل شريطا مصورا يظهر لحظة قنص الشاب وحمله من طرف شبان أخرين كانو في مواجهة مع عناصر القوات العمومية في أحد أزقة المدينة .
هذه التطورات و النفحة السياسية التي حملها دخول البوايساريو وإعلامها على خط قضية سببها الرئيس نزاع قبلي على أرض خارج مناطق النزاع المسجلة لدى الأمم المتحدة حمل تحركات سريعة للدولة المغربية في شخص مجلسها الوطني لحقوق الانسان و الذي شكل على عجل لجنة من أعضائه المركزيين و الجهويين و مستشاري رئيسه من أجل التقصي في حقيقة ماجرى و رفع تقرير إلى نن يهمهم الأمر على عجل لأن المكان و الزمان و نوعية السكان لا تتحمل أي تأخر أو تأخير.
التساؤل المطروح هنا هو سر التحرك القياسي لمجلس اليزمي حيث لم تمضي على سقوط الطالب حتى أرسل لجنته و عقدت اللقاءات و بدأت في استجلاء الحقيقة وهو الذي ذكرتنا محطات سابقة حلزونية استجابته و تحركه في مجموعة من المناطق كتازة و بني بوعياش و حالة شهيد 20 فبراير بآسفي و أحداث سيدي يوسف بن اعلي بمراكش. هل لذلك علاقة بطبيعة ساكنة مدينة آسا والتي يعتبر الجيش والقوات المساعدة مشغلها الأول ؟ هل هو استباق للضربات الحقوقية للبوليساريو و المنظمات الدولية التي ستتناول الأحداث و بطبيعة الحال سيدفع المغرب ثمن التأخر ؟ هل نجحت فعلا استراتيجية المجلس في احتواء المشهد بعد ان كادت العقلية الأمنية أن تفسده بإعادة خطأ الدولة في اكديم ازيك عندما عمدت إلى التفاوض مع ممثلي المحتجين و بعثت في نفس الآن قواتها لتفكيك المخيم بالقوة و إحراق محتوياته وتصوير ذلك عبر المروحيات ؟
هل أربك هذا التحرك البوليساريو و إعلامها والتي انتظرت ثلاثة أيام على الحادث لتعلق عليه و تعلن الخميس حدادا وطنيا في جميع مؤسساتها ؟ أم أن تكتيك الجبهة و استراتيجيتها هي التي دفعت مسؤوليها إلى التريث إلى حين وضوح الصورة و نضج الوضع سياسيا لتتعاطى معه على اعتبار أن أساس المشكل في الأصل نزاع ترابي بين قبيلتين صحراويتين لا تملك البوليساريو إلا أن تحتفظ بنفس المسافة منهما معا ولما تحولت القضية إلى مواجهة مع القوات العمومية انخرطت من باب حرمة الدم الصحراوي حيثما كان ؟ القبيلة و الدولة .
No comments:
Post a Comment