Saturday, March 08, 2014

إلى المرأة .. في عيدها الأممي .. في يومها العالمي
video/facebook

إليك أيتها الأم الطاهرة و الأخت العفيفة و الإبنة الصالحة و الزوجة الصبورة و الرفيقة الصامدة و الصديقة الوفية ...
إليك يا ملائكة الأرض .. يا بلسم الحياة و رونق الوجود و أنت تحتفي بيومك العالمي .. كم أنا فخور أن انحني لكي إجلالا و إكبارا لصنيعك العظيم يا مربية الأجيال و ملهمتها ..

أنحني لكي .. وكلي فخر و إعتزاز كوني أتيت لهذه الحياة قادما من أحشاءك التي إحتضنتني تسعة أشهر بكل دفئ و حنان و عطف .. و ...من ثديك المعطاء رضعت القيم و المبادئ و الصمود و النضال و المجابهة و الوقوف ...
فجزاك الله عني أنا الرجل خيرا ..
ألست أنت أمي التي تحبني أكثر من نفسها .. أكثر من أي شيء .. أمي التي سهرت و كابدت و صبرت و قاست .. بل ألست أنت أمي التي تنقلت بين المخافر و الأقبية و السجون .. و وقفت في الطوابير تنتظر تحت المطر و في عز الصيف حاملة معها ما يسد رمقي لأواجه به ليل الزنزانة البارد .. أمي التي قاومت دموعها و لم تذرفها لكي لا ينتشي السجان و يتلذذ بألمها و هي المفجوعة الممنوعة من حضن فلذة كبدها الواقف وراء سياج القهر ذات زيارة مشبكة موغلة في الألم بسجن سلا 2 البئيس ..

ألست أنت الأخت المكابرة الصامدة الأبية التي شكلت و في أحلك الظروف السند و المحفز و الداعم .. فكانت جبل الكبرياء و الثبات الذي لم تهزمه غيوم الجبروت و القمع ..

ألست أنت الشهيدة النعجة و سيدمي و الشايعة و خناثة و كلثوم ... قرابين بصيغة المؤنث على مذبح حرية شعبنا .. لبؤات امتشقن المستحيل لصناعة الممكن .. فكن خير مثال .. و كن القدوة و المنارة و خارطة الحلم ...

ألست أنت امينتو حيدار و خدجتو منت كينة و الغالية الدجيمي و فاطمة عياش و الدكجة و مريم احمادة و خديجة حمدي و فاطمة و محفوظة و اسويلمة و السنية و نجاة و اميلمنين و متو و الزهرة و النانة و سلطانة و سكينة و ايزانة و الصالحة و و و ... ماجدات .. سامقات .. شامخات .. ماحقات قهرن القهر و انبعثن من العدم أملا مشعا على جوانح الوطن ينشد نصرا حتما اتيا لا محالة .. إنهن راجمات صحراويات أبين الخنوع و الإنكسار .. دندنت زغرودتهن مزلزلة عرش الزيف .. لأنها السيف اللامع الذي يبتر بقوة الغضب الساكن أخاديدهن .. تلك التي لم تعرف الزينة قط .. و لا هي قط قد احتاجتها لتكون الأجمل و الأروع و الأبهى ...

ألست أنت بتول الحكاية .. خنساء الكثيب و ذاكرته الحبلى بالوجع و الأنين و الحرقة .. ولكن ايضا بالاصرار و الرسوخ و التجذر و البقاء .. أنامل ساحرة تكتب لتوقظ ضمائر البشرية .. وتصرخ لا تصالح .. لا تسامح ... بتولنا جميعا ..
ألست أنت الدخنة و لمامية و النينة و لعالية و منينة و فاطمة و عيشة و فاطمتو و اغلى لمنات و شرية و لالة و كل الطاهرات العزيزات المرابطات امهات إخوتي في القدر و رفاقي في الدرب اسود الشرف و رواد الملحمة ..

ألست انت أم الشهيد حمدي و لكتيف و دمبر و هباد و خيا و الكارحي و ميشان الرحم الخصب لزراعة الرجال الرجال ..

ألست أنت مريم منت الحسان و ام دليلة و شويطة و فديها .. حنجرة أسمعت الدنيا لحن وطني و تغنت بالحرية نشيدا أبديا .. رددته الحناجر في شتى البقاع دليلا واضحا على شرعية و عدالة القضية ..

ألست أنت العايزة .. الطاقة الأنثوية الخلاقة .. والينبوع المتدفق الواعد بكل ماهو جميل .. بغد مشرق على ضفاف الوادي ...

ألست أنت صرخة زمن في وجه العدم و القحط و الاستعباد .. صرخة لا في وجه كل نعم ...
ألست أنت الشهيدة سعيدة المنبهي ..حياة كفاحية رائدة و تجربة انسانية خالدة الشهيدة المفخرة .. وكل حرائر اليسار المغربي الجذري .. بنات الشعب المسحوق ..
ألست أنت نينة .. لبيضة .. زينب .. صباح .. خالدة .. مليكة .. الغالية .. حدهم .. فاتي .. نجيبة .. و الأخريات ...

ثم ختاما .. و الختام هاهنا مسك .. عبق .. أريج .. ورد .. حياة ...
ألست انت الجميلات كل الجميلات .. إذا ما اجتمعن ليخترن لي أنبل القاتلات ...

سجين الرأي الصحراوي الشيخ بنكا
 

No comments: