رسالة من معتقـل الى مضرب عن الطعام
رسالـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
*نحن الذين نفخنا في الصخر في الحديد في الانضباط الصارم والكل يعرف بأنا نزفنا دما .. الآن سترون من نحن وفيما نفكر ، نحن فضة الارض النقية، ومعدن الإنسان الحق.. نجيد حراك البحر الدائب، دعم كل الامال ولحظة في الظلام لا تسلبنا النظر *
ايها الرفاق الأجلاء
في زمن تاكلت فيه الافئدة وتلاشت فيه التلافيف، تعلقت مشيمة الكلمة على سارية البوح المعمد مستوقفا التاريخ لحظة من اجل التأريخ لملحمتكم الخالدة، وما حروفي سوى مرآة تطل وميضا على خدر النفوس علها تحظى بصدى من انعكاسات ضوء يشع نبضكم .
انها دراما من الطراز الاول حبست الانفاس ساعة بعد ساعة، ولحظة بعد لحظة، جسدتم فيها دور البطل الاسطوري ، عندما انصهر اللحم و الوزن تلاشى.. بقية الهامة شامخة تسن ابجديات الفعل الوطني المتجذر، تقذف تابوت الضياع وترنو بسحنة المشتاق الى الأكفان المطرزة غضبا بأذرع المشييعين ولسان حالها :
يا اخوتي الذين يعبرون مطرقين
معلق أنا على مشانق الصباح
وجبهتي بالموت محنية
لأنني لم احنها حية
هي المقاومة الوطنية وامتداداتها، تكتسح بثبات الجبال اقبية النظام المغربي وسجونه، وتهزم العنجهية والحقد والاستبداد وعوسجات القتل المتفتحة بصمودكم ورباطة جاشكم المنقطعة النظير.
ايها الرفاق النوعيين والاستثنائيين
يا رهط ابراهيم وخليهنا وعلي سالم
من خلف قضبان حديدية موحشة ، أرادها السجان أن تكون أخبية للنسيان والإهمال لكن جعلتموها انتم محجا لاقلام الضمائر الحرة وقبلة للباحثين عن الخلود، من خلف تلك القضبان اشهرتم سلاح الجوع والعدم واعلنتموها معركة بعنوان الكرامة أو الشهادة ، عنوان عريض وكبير بحجم هذا الوطن فاحت من مطالعة عطور الانتصارات وعبق اضرحة الشهداء، طوعتم المستحيل ليصير ممكنا بتضحيات نديمكم فيها الكبرياء والأنفة
لقد جسدتم رفاقي الاعزاء من خلال اضرابكم التاريخي عن الطعام ابهى صور الصمود والتضحية وحشدتم تضامن اطياف الشرفاء حول العالم واضفتم ملحمة اخرى، وتجربة فريدة الى الذاكرة الصحراوية الحافلة بالامجاد
ايها الرفاق الصامدين المكابرين
انتم انشطارات هذا الوطن شاردات و وارداته
عنوان كل ضحكة وكاس كل دمعة
انتم الاسم الذي بزغ من بعيد.. يرتل تعاويذ البقاء ويسطر الشوق والحنين والالم والانين
انتم القابضون على جمر الإرادة.. الآتون على البقية الباقية من عقولنا ونور أضاء جوانح الوطن قالت العرافات انه انتم .
حين يطبق الصمت، وتمضي أمواج هذا الليل الكئيب، تنبعث الروح في جسد الذكريات ثم تتراى أمامي عظام الأطفال الذين قتلهم هيرودس مخافت ان يكون احدهم المسيح المنتظر، فأخالها عظامكم هوت من فرط الجوع والبرد، وما الفرق بينكم وبينهم اذا كانت عظامهم قد شيدت فوقها كنيسة المهد ملاذ لعباد الله والمقهورين عبر التاريخ، فعظامكم انتم ستظل شعلة تنير دروب الاعتقال السياسي، وحصنا للكرامة والحرية وامعاءكم الفارغة وهي تعانق الموت زحفا للالتحام تفرغ شهوة تنداح في الافق فجر انتصار قد انبلج مرصع باكليل عنفوان لرفاق الدرب المرابطين في الحلقيات والاحرم الجامعية .
ايها الرفاق النشامى...
اني اكاتبكم اليوم.. من هذه الزنزانة المظلمة لأعبر لكم عن فخري واعتزازي بكم وانتم تقارعون العدو الغاشم في عقر داره، وتعزفون سيمفونيات المجد والخلود طربا تتلوى على انغامه فصول الانتفاضة ما اروع شجو البوح عندما يداعب كل لحظة صفاء وصدق تختال حمحمة القلب مجفلة بغرامكم يأيها الفوارس المغاوير .
هو انبجاس العظمة التي ارتسمت على محياكم، تبرجت بلون الصحراء في ربيعها قد تأرجحت على إيقاعه طفوق الجماهير الهاتفة باسمكم .
هي همهمات دعاء شيخ وقور في ليلة سهد وشهقات الامهات الصحراويات تزفكم قرابين تخلد قدسية هذا الوطن .
بشراكم.. بشراكم ايها الساكنون في دواخلنا، قلوبنا معكم، عيوننا معكم فداكم نحن.. نحن فداكم .
" لا تحزني يا امي ان مت في غص الشباب غدا سأحرص أهل القبور وأشعلها ثورة من تحت التراب "
رفيقكم في الدرب حسان عبد الله
الزنزانة رقم 12 جناح الرحمة
سجن بنسليمان - المغرب
http://www.intifadamay.com/1/new250309/rsalahasanabd.htm
رسالـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
*نحن الذين نفخنا في الصخر في الحديد في الانضباط الصارم والكل يعرف بأنا نزفنا دما .. الآن سترون من نحن وفيما نفكر ، نحن فضة الارض النقية، ومعدن الإنسان الحق.. نجيد حراك البحر الدائب، دعم كل الامال ولحظة في الظلام لا تسلبنا النظر *
ايها الرفاق الأجلاء
في زمن تاكلت فيه الافئدة وتلاشت فيه التلافيف، تعلقت مشيمة الكلمة على سارية البوح المعمد مستوقفا التاريخ لحظة من اجل التأريخ لملحمتكم الخالدة، وما حروفي سوى مرآة تطل وميضا على خدر النفوس علها تحظى بصدى من انعكاسات ضوء يشع نبضكم .
انها دراما من الطراز الاول حبست الانفاس ساعة بعد ساعة، ولحظة بعد لحظة، جسدتم فيها دور البطل الاسطوري ، عندما انصهر اللحم و الوزن تلاشى.. بقية الهامة شامخة تسن ابجديات الفعل الوطني المتجذر، تقذف تابوت الضياع وترنو بسحنة المشتاق الى الأكفان المطرزة غضبا بأذرع المشييعين ولسان حالها :
يا اخوتي الذين يعبرون مطرقين
معلق أنا على مشانق الصباح
وجبهتي بالموت محنية
لأنني لم احنها حية
هي المقاومة الوطنية وامتداداتها، تكتسح بثبات الجبال اقبية النظام المغربي وسجونه، وتهزم العنجهية والحقد والاستبداد وعوسجات القتل المتفتحة بصمودكم ورباطة جاشكم المنقطعة النظير.
ايها الرفاق النوعيين والاستثنائيين
يا رهط ابراهيم وخليهنا وعلي سالم
من خلف قضبان حديدية موحشة ، أرادها السجان أن تكون أخبية للنسيان والإهمال لكن جعلتموها انتم محجا لاقلام الضمائر الحرة وقبلة للباحثين عن الخلود، من خلف تلك القضبان اشهرتم سلاح الجوع والعدم واعلنتموها معركة بعنوان الكرامة أو الشهادة ، عنوان عريض وكبير بحجم هذا الوطن فاحت من مطالعة عطور الانتصارات وعبق اضرحة الشهداء، طوعتم المستحيل ليصير ممكنا بتضحيات نديمكم فيها الكبرياء والأنفة
لقد جسدتم رفاقي الاعزاء من خلال اضرابكم التاريخي عن الطعام ابهى صور الصمود والتضحية وحشدتم تضامن اطياف الشرفاء حول العالم واضفتم ملحمة اخرى، وتجربة فريدة الى الذاكرة الصحراوية الحافلة بالامجاد
ايها الرفاق الصامدين المكابرين
انتم انشطارات هذا الوطن شاردات و وارداته
عنوان كل ضحكة وكاس كل دمعة
انتم الاسم الذي بزغ من بعيد.. يرتل تعاويذ البقاء ويسطر الشوق والحنين والالم والانين
انتم القابضون على جمر الإرادة.. الآتون على البقية الباقية من عقولنا ونور أضاء جوانح الوطن قالت العرافات انه انتم .
حين يطبق الصمت، وتمضي أمواج هذا الليل الكئيب، تنبعث الروح في جسد الذكريات ثم تتراى أمامي عظام الأطفال الذين قتلهم هيرودس مخافت ان يكون احدهم المسيح المنتظر، فأخالها عظامكم هوت من فرط الجوع والبرد، وما الفرق بينكم وبينهم اذا كانت عظامهم قد شيدت فوقها كنيسة المهد ملاذ لعباد الله والمقهورين عبر التاريخ، فعظامكم انتم ستظل شعلة تنير دروب الاعتقال السياسي، وحصنا للكرامة والحرية وامعاءكم الفارغة وهي تعانق الموت زحفا للالتحام تفرغ شهوة تنداح في الافق فجر انتصار قد انبلج مرصع باكليل عنفوان لرفاق الدرب المرابطين في الحلقيات والاحرم الجامعية .
ايها الرفاق النشامى...
اني اكاتبكم اليوم.. من هذه الزنزانة المظلمة لأعبر لكم عن فخري واعتزازي بكم وانتم تقارعون العدو الغاشم في عقر داره، وتعزفون سيمفونيات المجد والخلود طربا تتلوى على انغامه فصول الانتفاضة ما اروع شجو البوح عندما يداعب كل لحظة صفاء وصدق تختال حمحمة القلب مجفلة بغرامكم يأيها الفوارس المغاوير .
هو انبجاس العظمة التي ارتسمت على محياكم، تبرجت بلون الصحراء في ربيعها قد تأرجحت على إيقاعه طفوق الجماهير الهاتفة باسمكم .
هي همهمات دعاء شيخ وقور في ليلة سهد وشهقات الامهات الصحراويات تزفكم قرابين تخلد قدسية هذا الوطن .
بشراكم.. بشراكم ايها الساكنون في دواخلنا، قلوبنا معكم، عيوننا معكم فداكم نحن.. نحن فداكم .
" لا تحزني يا امي ان مت في غص الشباب غدا سأحرص أهل القبور وأشعلها ثورة من تحت التراب "
رفيقكم في الدرب حسان عبد الله
الزنزانة رقم 12 جناح الرحمة
سجن بنسليمان - المغرب
http://www.intifadamay.com/1/new250309/rsalahasanabd.htm
No comments:
Post a Comment