2010-12-12 |
الرباط ـ 'القدس العربي': اعلنت الامم المتحدة عقد جولة جديدة من المحادثات غير الرسمية بين المغرب وجبهة البوليزاريو في جزيرة قريبة من نيويورك تحت رعاية الامم المتحدة وبحضور كل من الجزائر وموريتانيا كأطرف معنية وذلك بعد مصادقة الجمعية العامة للامم المتحدة اول امس السبت على توصية اللجنة الرابعة بشأن النزاع الصحراوي. وقال مارتن نسيركي، المتحدث باسم الأمم المتحدة، ان الاجتماع الرابع غير الرسمي حول الصحراء سيعقد من 16 إلى 18 كانون الأول/ديسمبر الحالي، في 'غرينتري' بجزيرة لونغ آيلند بضواحي نيويورك. واضاف أن المشاركين اتفقوا خلال الاجتماع الثالث غير الرسمي الذي انعقد مطلع تشرين الثاني/نوفمبر الماضي أنهم سيعملون خلال اللقاء المقبل على استكشاف مقاربات جديدة في محاولة لخلق أجواء أكثر ملاءمة لإحراز تقدم بناء على ما نصت عليه قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة. وأكد نسيركي 'أن هذه الاجتماعات ستجرى بدعوة من كريستوفر روس المبعوث الشخصي للامين العام للأمم المتحدة، في إطار المهمة التي أقرها مجلس الأمن من اجل مفاوضات تحت إشراف منظمة الأمم المتحدة'. وقال روس في ختام الجولة الثالثة من المحادثات غير الرسمية ان 'الأطراف اتفقت أيضا علي أن تستأنف الزيارات العائلية عن طريق الجو في اقرب الآجال وذلك على أساس التطبيق الصارم لمخطط العمل المعتمد سنة 2004'، مضيفا أن الأطراف اتفقت على 'التعجيل ببدء الزيارات عن طريق البر'. وأضاف روس أن طرفي النزاع قررا عقد اجتماع في جنيف قريبا مع المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة لإعادة النظر في عملية تنفيذ مخطط العمل كاملا والمضي قدما في الشروع في الزيارات العائلية عن طريق البر. وقال وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري إن الجولة الخامسة من محادثات غير رسمية حول الصحراء تعقد بداية 2011 رغم ان الجولة التي جرت قبل شهر 'لم تحرز أي تقدم ملموس إذا ما استثنينا الاتفاق على عقد لقاء جديد'. واكد الفاسي الفهري التزام المغرب 'الصادق والنزيه للتعاون مع الأمم المتحدة للدخول في مفاوضات جادة ومثمرة للتوصل لحل سياسي نهائي وتوافقي لهذا النزاع طبقا لقرارات مجلس الأمن الداعية لإجراء مفاوضات مكثفة وجوهرية بين الأطراف تأخذ بالاعتبار الجهود المبذولة من طرف المغرب منذ 2006'. كما أكد المغرب على ضرورة إعطاء دينامية للمفاوضات، ليس فقط لضمان مواصلتها وإنما لتفعيلها حسب الإمكانيات وميتودولوجيا خلاقة للتوصل للحل السياسي المنشود، مشددا على أن جميع الأطراف مطالبة بالالتزام بقرارات مجلس الأمن، وألا تبقى حبيسة مخططات أصبحت متجاوزة بما فيها خيار الاستفتاء غير القابل للتطبيق. وقال إن النزاع الصحراوي المندلع منذ أكثر من ثلاثة عقود ما زال يلقي بظلاله القاتمة على مستقبل المنطقة، ويحول دون إخراج اتحاد المغرب العربي من حالة الجمود، ويجعل المنطقة الأقل اندماجا في أفريقيا حيث أن الوضع الراهن في المغرب العربي له تكلفة باهظة على مسارات التنمية الشاملة في الدول الخمس، مشيرا إلى أن المبادلات التجارية البينية على مستوى هذه الدول لا تزال في حدود 3 بالمائة. وانتقد المسؤول المغربي استمرار إغلاق الحدود البرية بين بلاده والجزائر الذي تتمسك به السلطات الجزائرية منذ أكثر من 16 عاما، رغم أن المغرب يبقى متمسكا بفضيلة الحوار، متطلعا بثقة نحو تطوير العلاقات الثنائية مع هذا البلد الجار، ومعالجة جميع القضايا العالقة، بما فيها ملف التهجير القسري لآلاف المواطنين المغاربة في سنة 1975 من الجزائر في ظروف تراجيدية يعرف الجميع أسبابها الحقيقية. واكد الفهري أن الفضاء المغاربي، بحكم قربه الجغرافي من جنوب الصحراء الذي 'أصبح مرتعا لانتشار شبكات الإرهاب والتهريب والاتجار بالسلاح والمخدرات بما فيها المخدرات الصلبة المهربة من أمريكا اللاتينية، وأصبح بدوره معرضا لتهديدات جسيمة نظرا للارتباط ما بين انتشار شبكات المخدرات والأنشطة الإرهابية'. وقالت جبهة البوليزاريو انها ستشارك في المحادثات غير الرسمية التي تبدأ الخميس القادم بوفد هام للدفع باتجاه االعودة الى المفاوضات المباشرة لايجاد حل نهائي ودائم للنزاع بناء على قرارات مجلس الامن ذات الصلة. واتهم محمد خداد المنسق مع بعثة المينورسو (بعثة الامم المتحدة في الصحراء الغربية) وعضو وفد جبهة البوليزاريو المغرب بعرقلة 'تطبيق مخطط التسوية لسنة 1991 واتفاقيات هيوستن 1997 ومخطط تقرير المصير المعروف بخطة جيمس بيكر لسنة 2003، ويواصل رفض نداءات المبعوث الشخصي لمناقشة مقترح الحل الذي تقدمت به جبهة البوليزاريو 2007'. وصادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالتوافق، خلال جلسة عامة بنيويورك، على قرار يجدد دعم الأمم المتحدة لمسلسل المفاوضات الجارية حول الصحراء، ويدعو من جديد 'كافة الأطراف ودول المنطقة إلى التعاون التام مع الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي وفي ما بينها'.وبموجب القرار، الذي صادقت اللجنة الرابعة على مشروعه، بدون تصويت، في تشرين الاول/أكتوبر الماضي، فإن الجمعية العامة 'تدعم مسلسل المفاوضات الذي انطلق بمقتضى القرار رقم 1754 (2007) والمدعوم بالقرارين 1783 (2007) و1813 ( 2008) الصادرين عن مجلس الأمن، بهدف التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين' لهذا النزاع الإقليمي. وسجلت الجمعية العامة 'الجهود المبذولة والتطورات الحاصلة منذ سنة 2006' في إشارة إلى الدينامية التي أطلقتها المبادرة المغربية للحكم الذاتي بالصحراء. كما أشادت الجمعية العامة بـ'التزام الأطراف مواصلة إبداء الرغبة السياسية والعمل في جو ملائم للحوار من أجل الدخول، بحسن نية وبدون شروط مسبقة، في مرحلة مفاوضات مكثفة'، وبالمفاوضات التي شرعت فيها الأطراف، تحت إشراف منظمة الأمم المتحدة. وأعرب الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة السفير محمد لوليشكي عن ارتياحه لتأكيد الجمعية العامة مصادقتها على القرار الذي اعتمدته اللجنة الرابعة وإلى الاتفاق القائم بين الجمعية العامة ومجلس الأمن بخصوص المحددات والمنهجية والغاية التي توجه جهود المجموعة الدولية' من أجل تسوية هذا النزاع الإقليمي. وأكد أن الأمم المتحدة جددت بذلك تأكيدها على 'وجاهة ومصداقية جهود المغرب، ومركزية المفاوضات، وعلى ضرورة التحلي بالإرادة السياسية وروح التوافق والواقعية من أجل إعطاء معنى للمفاوضات وتوفير شروط النجاح لها'. وأضاف أن الجمعية العامة ومعها مجلس الأمن، في الوقت نفسه، 'يستبعدان المقاربات الدوغمائية والمتجاوزة التي تواصل الأطراف الأخرى العمل على إعادة إحيائها ' |
No comments:
Post a Comment