دار لبريهي تحكم على الحسانية بالمؤبد
الصحراء الآن:محمد فاضل
عجباً لأمرهم أرادوا أن يستهزئ بنا فنسوا أننا حصنا منيعا عليهم .... ما أتفه أساليبهم و ما أمل سبلهم ، حقا نحن أشفقنا عليهم لأنهم أصبحوا أضحوكات لم يشهد لها التاريخ مثيلا ... رصدوا أموالهم واصطف خيرت ممثليهم الذين قضوا زمنا ليس بالقصير و هم يحاولون تعلم لهجتنا التي استعصت على من يجيدون نطق لغة الضاد و ما أدراك بمن لا يفرق فيها بين“ذ و د “و “ض و ظ” و “ت و ث" ... نسوا أنها حتى و إن كتبها لهم خيرت من يجدها منا فلن تسعفهم ألسنتهم في نطقها .... نسوا أنها كما قاتلت إلى جنبنا أرضنا و خيامنا في الماضي كذلك لهجتنا لن تفعل غير ذلك .... نسوا أن حتى من ترعرع داخل الخيمة و لم يعرف من اللبـــــاس سوى "الدراعة و الملحفة" لابد أن "يشكر له القليل أو الكثير" منها ، فما أدراك بمــن هــــو بعيد كل البعد عنها... مهزلة حقيقية أنتجتها "دار لبريهي" أرادت من خلالها العمل و بشكل ممنهج على تشويه صورة الصحراويين في نظر كل من يشاهد تلك المهزلة ، لكن لابد لنا من أن نتوقف عند عدد من الأسئلة تطرح نفسها و لن نتردد كذلك في الإجابة عنها .... ماهو الهدف من إصدار هذه المهزلة و في هذه الظرفية بالذات ..؟؟ الحقيقة أنه عندما استعصى عليهم جعل الصحراويين مغاربة و ذلك بفصلهم عن "الحسانية و الدراعة و الملحفة و الخيمة ..." أرادوا أن يجعلوا المغاربة صحراويين و نسوا أن الثانية أصعب بكثــير من الأولى .... لماذا إنتاج هذه المهزلة بالحسانية و عدم فعل ذلك بغيرها من اللهجات ..؟؟ الأمر أن الهدف من وراء كل ذلك الصحراويين و ليس سواهم لأن "دار لبريهي" أرادت أن تستعرض عضلاتها الوهمية و هي تقول لصحراويين أنظروا ما نحن فاعلون بكم و "بحسانيتكم و بخيمكم ووو ..." الأمر تجاوز حدود المعقول ، لكن السحر إنقلب على الساحر فبدل تصغيرهم لها أصبحو أقزام في حضرتها ..... الحسانية تعاني و تذرف الدموع ... ليست دموع التماسيح التي إنهمرت من عيني فريحة وهي تشاهد أشلاء شريكها في التمثيل تتناثر.... بل دموع المعانات الحقيقة من كيدهم و خبثهم فتلك الألغام التي زرعها الإحتلال المضاد للبشر و حتى السيارات لم تحصد سوى أرواح الصحراويين الذين لم تثنيهم تلك الألغام عن التمسك بأرضهم حتى و هم يواجهون في كل لحظة خطر الموت الحقيقي و المحتم ... في البداية و نحن نشاهد تلك المهزلة أخذ منا الضحك نصيبه لأن الأمر بالنسبة لنا لم يعدوا أن يكون مسرحية أبطالها من ورق لكن و في لحظة تأني و نحن نشاهد و نستمع جيدا اكتشفنا الحقيقة المرة و التي مفادها أن "ضحك فينا ما ضحكنا" ، حينها و في تلك اللحظة بالذات اكتشفنا دموع حسانيتنا وهي تقول بصوت متقطع نتيجة تلك الدموع ... "الهدف أنا ، المقصود أنا، يوردون تمييعي يوردون تمزيقي يوردون فصلي عنكم لأنهم اكتشفوا أني استعصيت عليهم ، فلا هم يعرفون نطقي و لا أنا أرضى بذلك " ... حينها انهمرت دموعنا و حز الأمر في نفوسنا و لم نجد من شيء نعبر من خلاله عن ما يلوج داخل صدورنا سوى هذه الكلمات المتناثر جراء الحسرة و الألم الكبيرين . حتى الجيش الشعبي الصحراوي لم يسلم منهم ، لم آبه كثيرا بالصورة التي رسموها عنه ، بأنه يفرض الحصار الوهمي الذي لا يره سواهم ... بل أكثر ما لفت انتباهي هو ذلك الشخص الذي أراده "المخرج عفوا المخرب" أن يتقن الكلمات التي أمضى أسابيع بل شهور في حفظها فإذا به لا يتقن من المشهد سوى ذلك المخدر الذي كان يجيد صنعه بيده التي فضحته كما فعل به لسانه الأعوج ... هذه المهزلة التي اختاروا لها عنوان "دموعك يا فريحة" و اختارنا لها نحن عنوانها الحقيقي ، "دار لبريهي تحكم على الحسانية بالمؤبد" ... لكن لا يحزن أحد لأن حسانيتنا الجميلة سيطلق سراحها يوم تشبع عينها اللتان أجهشتا بالبكاء على أسود ملحمة اكديم إزيك ... فهي التي أرادت أن لا تعانق الحرية حتى خروجها و إياهم من سجن لبريهي و سلا سالمين غانمين إنشاء الله
No comments:
Post a Comment