قراء في تصريحات رايس الأخيرة
11/09/2008بقلم: محمد لحسن
في ختام جولة قادتها إلى كل من ليبيا، تونس والجزائر، رايس تتوقف في الرباط وتصرح متجاهلة مقترح الحكم الذاتي المغربي:".. انه حان الوقت لتسوية النزاع في الصحراء الغربية" مؤكدة، "أننا لسنا بحاجة للعودة إلى نقطة الصفر"، و أن "ما نريده هو حل مقبول من الطرفين". وأضافت "ستكون هناك جولة جديدة من المفاوضات سوف ندعمها. هناك أفكار جيدة على الطاولة وهناك سبل للمضي قدما.."فما الذي تغير حتى تتجاهل رايس مقترح الحكم الذاتي المغربي، وحبر رسالة بوش -التي بعث بها إلى الملك محمد السادس في يونيو الماضي وأثنى فيها على هذا المقترح - لم يجف بعد ؟ ثم ما الذي تعنيه بعدم العودة إلى نقطة الصفر؟ هل هي إشارة إلى البوليساريو بعدم العودة إلى الحرب؟ خاصة أن الجبهة قد هددت في مؤتمرها الأخير بالعودة إلى الحرب إذا لم تفض المفاوضات إلى تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير. أم هل هي إشارة إلى المغرب بان التراجع عن مخطط السلام والقرارات الأممية غير ممكن؟ للإجابة عن هذه الأسئلة لابد من الرجوع والتمعن في مستجدات العلاقات الدولية وخاصة في الفترة الفاصلة بين رسالة الرئيس بوش إلى الملك محمد السادس في يونيو الماضي وبين تصريح رايس قي هذا الأسبوع . الأكيد انه لا جديد في هذه المدة على مسرح العلاقات الدولية سوى حرب القوقاز وما تبعها من استقلال اوسيتيا الجنوبية وابخازيا و توتر العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية الذي وصل إلى درجة تهدد باحتمالات وقوع حرب باردة ثانية وخاصة بعد إعلان روسيا عن نشر طائرات مضادة للغواصات بفنزويلا وإجراء مناورات عسكرية معها في الأطلسي .إن خشية الولايات المتحدة الأمريكية من عودة الحرب الباردة وحالة الاستقطاب التي قد ترافقها بمنطقة شمال إفريقيا هو الذي دفعها إلى تغيير لهجتها من قضية الشعب الصحراوي، خاصة وان منظري السياسة الخارجيةالأمريكية اصبحوا لا يرون منطقة شمال إفريقيا كالحديقة الخلفية للنفوذ الفرنسي. ومن هنا يأتي تجاهل رايس للمقترح المغربي وتأكيدها على ضرورة المضي قدما وعدم العودة إلى نقطة الصفر فالعودة إلى نقطة البداية تعني بالضرورة العودة إلى الحرب، والحرب ستسهل بدون شك عملية الاستقطاب في المنطقة أو على اقل تقدير الانقسام وهو ما لا يخدم الأجندة الأمريكية التي بذلت جهدا كبيرا في ضم دول المنطقة تحت لواء الحرب على الإرهاب، فهي تسعى إلى حل النزاع بشكل لا تخسر فيه أي قطب من أقطاب المنطقة أوفي اضعف الاحوال إبقاء الأمر على ما هو عليه وهو ما يثبته تأكيد رايس على حل متفق عليه.وفي ظل غياب حل متفق عليه، مادام الحل الوحيد لدى الطرف المغربي هو الحكم الذاتي، فان الولايات المتحدة ستعمل على شيء واحد هو إبعاد شبح الحرب، وهو ما يعني ان حق الشعب الصحراوي سيبقى مؤجلا إلى حين، هذا إذا لم يلمس المجتمع الدولي وخاصة الطرف الأمريكي جدية من جبهة البوليساريو في العودة إلى الحرب الأمر الوحيد الذي يؤدي إلى الضغط على المغرب للانصياع للقرارات الأممية .وإلا فان الخوف من عودة الحرب الباردة سيمر كما مرت الحرب الباردة نفسها دون تمكين الشعب الصحراوي من حقه في الحرية والاستقلال لان مصير الصحراويين لا تقرره واشنطن ولا موسكو ولا الرباط بقدر ما يقررهالصحراويون أنفسهم فإما أن يتهيئوا له وإما أن يتركوه إلى حين.
11/09/2008بقلم: محمد لحسن
في ختام جولة قادتها إلى كل من ليبيا، تونس والجزائر، رايس تتوقف في الرباط وتصرح متجاهلة مقترح الحكم الذاتي المغربي:".. انه حان الوقت لتسوية النزاع في الصحراء الغربية" مؤكدة، "أننا لسنا بحاجة للعودة إلى نقطة الصفر"، و أن "ما نريده هو حل مقبول من الطرفين". وأضافت "ستكون هناك جولة جديدة من المفاوضات سوف ندعمها. هناك أفكار جيدة على الطاولة وهناك سبل للمضي قدما.."فما الذي تغير حتى تتجاهل رايس مقترح الحكم الذاتي المغربي، وحبر رسالة بوش -التي بعث بها إلى الملك محمد السادس في يونيو الماضي وأثنى فيها على هذا المقترح - لم يجف بعد ؟ ثم ما الذي تعنيه بعدم العودة إلى نقطة الصفر؟ هل هي إشارة إلى البوليساريو بعدم العودة إلى الحرب؟ خاصة أن الجبهة قد هددت في مؤتمرها الأخير بالعودة إلى الحرب إذا لم تفض المفاوضات إلى تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير. أم هل هي إشارة إلى المغرب بان التراجع عن مخطط السلام والقرارات الأممية غير ممكن؟ للإجابة عن هذه الأسئلة لابد من الرجوع والتمعن في مستجدات العلاقات الدولية وخاصة في الفترة الفاصلة بين رسالة الرئيس بوش إلى الملك محمد السادس في يونيو الماضي وبين تصريح رايس قي هذا الأسبوع . الأكيد انه لا جديد في هذه المدة على مسرح العلاقات الدولية سوى حرب القوقاز وما تبعها من استقلال اوسيتيا الجنوبية وابخازيا و توتر العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية الذي وصل إلى درجة تهدد باحتمالات وقوع حرب باردة ثانية وخاصة بعد إعلان روسيا عن نشر طائرات مضادة للغواصات بفنزويلا وإجراء مناورات عسكرية معها في الأطلسي .إن خشية الولايات المتحدة الأمريكية من عودة الحرب الباردة وحالة الاستقطاب التي قد ترافقها بمنطقة شمال إفريقيا هو الذي دفعها إلى تغيير لهجتها من قضية الشعب الصحراوي، خاصة وان منظري السياسة الخارجيةالأمريكية اصبحوا لا يرون منطقة شمال إفريقيا كالحديقة الخلفية للنفوذ الفرنسي. ومن هنا يأتي تجاهل رايس للمقترح المغربي وتأكيدها على ضرورة المضي قدما وعدم العودة إلى نقطة الصفر فالعودة إلى نقطة البداية تعني بالضرورة العودة إلى الحرب، والحرب ستسهل بدون شك عملية الاستقطاب في المنطقة أو على اقل تقدير الانقسام وهو ما لا يخدم الأجندة الأمريكية التي بذلت جهدا كبيرا في ضم دول المنطقة تحت لواء الحرب على الإرهاب، فهي تسعى إلى حل النزاع بشكل لا تخسر فيه أي قطب من أقطاب المنطقة أوفي اضعف الاحوال إبقاء الأمر على ما هو عليه وهو ما يثبته تأكيد رايس على حل متفق عليه.وفي ظل غياب حل متفق عليه، مادام الحل الوحيد لدى الطرف المغربي هو الحكم الذاتي، فان الولايات المتحدة ستعمل على شيء واحد هو إبعاد شبح الحرب، وهو ما يعني ان حق الشعب الصحراوي سيبقى مؤجلا إلى حين، هذا إذا لم يلمس المجتمع الدولي وخاصة الطرف الأمريكي جدية من جبهة البوليساريو في العودة إلى الحرب الأمر الوحيد الذي يؤدي إلى الضغط على المغرب للانصياع للقرارات الأممية .وإلا فان الخوف من عودة الحرب الباردة سيمر كما مرت الحرب الباردة نفسها دون تمكين الشعب الصحراوي من حقه في الحرية والاستقلال لان مصير الصحراويين لا تقرره واشنطن ولا موسكو ولا الرباط بقدر ما يقررهالصحراويون أنفسهم فإما أن يتهيئوا له وإما أن يتركوه إلى حين.
No comments:
Post a Comment