سوناطراك تملك 20 في المائة من مشروعات التنقيب واقتسام النفط في نواكشوط مما خلق إرباكا للمغرب
الجمعة, 05 سبتمبر, 2008
تواجد سوناطراك في موريتانيا يربك المغربالرباط مارست ضغوطا على الرئيس المخلوع لشراء ميناء نواذيبو لمحاصرة نشاط تصدير النفط
لم يكن أمام الجزائر من وسيلة تبلغ بها رسميا موقفها الرافض للحركة الانقلابية في موريتانيا، يوم 6 أوت الماضي، سوى استقبال عبد العزيز بلخادم وزير الدولة والممثل الشخصي لرئيس الدولة، قبل أسبوعين، في القصر الرئاسي بحي المرادية، لنائب رئيس التجمع الوطني للتنمية والإصلاح ''تواصل'' السيد محمد غلام ولد الحاج. خلال لقاء قصير قبيل مغادرته الجزائر، قال ولد الحاج غلام لـ''الخبر'': ''جئت مندوبا عن الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية، وسعدت بلقاء السيد بلخادم، وشرحت له وضعية الانقلاب المرفوض من لدن الشعب الموريتاني''. وأضاف: ''لقد وجدت لديه (بلخادم) تفهما متميزا وشكرته على موقف الجزائر الداعم للشرعية والمؤسسية في موريتانيا''.وأكد غلام أن ''الجزائر قدرت أن من حق الشعب الموريتاني أن ينعم بالاستقرار والرخاء مثل بقية شعوب العالم، ولذلك وقفت هذا الموقف المشرف الذي نشكر عليه السيد رئيس الجمهورية ومساعديه، وسيبقى الشعب الموريتاني يتذكره للأبد''.لكن لماذا ترفض الجزائر خلع الرئيس الموريتاني محمد سيدي ولد الشيخ عبد الله من منصبه؟ الواقع، أن الجزائر لم يفاجئها الانقلاب ولا منفذيه، بل كل المؤشرات كانت تدل على رغبة العسكريين في الإطاحة بولد الشيخ عبدالله بسبب التقارب المسجل بين البلدين خلال العام الأول من توليه رئاسة موريتانيا. لقد أدى دخول الجزائر بقوة في المشهد الاقتصادي الموريتاني عبر شركة سوناطراك (بنسبة 20 في المائة)، تحت مظلة صفقة تحالف نفطي تقوده الشركة الفرنسية توتال (60 في المائة) ويضم أيضا شركة قطر للبترول (20 في المائة)، قبل حدوث الانقلاب بأربعة أشهر، إلى زيادة مخاوف المغرب من هذا النوع من الحضور الجزائري. ويقضي الاتفاق باكتشاف واقتسام إنتاج النفط.واتضح ذلك في بداية الأمر من خلال إطلاق حملة دولية ضد الجزائر، تتهمها بتسليط عقابي جماعي ضد الشعب المغربي بفعل الاستمرار في غلق الحدود البرية المغلقة بقرار من الجزائر يعود إلى 14 سنة إلى الوراء، على خلفية اتهامات الرباط لها بالتورط في تفجيرات فندق أطلس في مدينة مراكش، بينت التحقيقات فيما بعد براءة السلطات الجزائرية منها.دخول سوناطراك إلى موريتانيا عبر بوابة المحروقات، يعني ببساطة تحول نواكشوط إلى نقطة ومعبر لمصالح الجزائر في بلد يقع إلى جنوب الصحراء الغربية، وهو ما يهدد أطماع المغرب التوسعية التي تصل إلى حد السنغال، وهو ما يعني عند المغاربة كسر المحور التاريخي الرباط-داكار الذي يضم ضمنيا موريتانيا من جهة، وخسارة بلد حليف لكنه ضعيف اقتصاديا.الجزائر وخلال اجتماعات اللجنة المشتركة بين البلدين، جوان الماضي، التزمت بتقديم الدعم التقني لمشاريع تعكف حكومة الرئيس المخلوع على دراستها، بالإضافة إلى تحويل مستحقات الجزائر من الديون لدى موريتانيا إلى استثمارات مباشرة في هذا البلد، على أن التحويل يخص ما يتم الاتفاق عليه ''أما الجزء غير المتفق عليه فيبقى في التسيير العادي الذي عهدناه في مجال المديونية''.كما أخذت الحكومة الجزائرية على عاتقها تمويل دراسة مشروع الطريق الذي يربط تندوف (جنوب غرب الجزائر)، ومنطقة شوم (شمال موريتانيا)، ما كان سيؤدي إلى المساهمة في تسريع وتيرة التبادل التجاري وتنقل الأفراد إلى مستوى أفضل. ولأجل محاصرة أهم منفذ بحري لتصدير النفط مستقبلا، يستغل لتصدير النفط، كشفت مصادر مؤكدة أن المغرب مارس ضغوطا على الرئيس الموريتاني المخلوع من أجل شراء ميناء نواذيبو الاستراتيجي، في شمال البلاد، والذي يعتبر واجهتها الاقتصادية. ولا تستبعد مصادر مؤكدة أن توجه الرئيس الموريتاني المخلوع نحو تطوير علاقات بلاده مع الجزائر، أثار استياء الرباط التي كانت تصر على شراء الميناء المذكور، ظنا منها أنه سيشكل معبرا للمحيط الأطلسي للجزائر في المستقبل عبر نشاط شركة سوناطراك! وكان المغرب يظن أن مباركة حركة انقلابية سيعجل برحيل سوناطراك عن تلك المشاريع، مثلما حصل مع شركات قطرية في مجال صناعة الحديد والصلب، وفي مجال الطيران المدني.. بعد الانقلاب بأيام قليلة.
http://www.elkhabar.com/quotidien/index.php?idc=30&ida=121726
http://sahara20048.jeeran.com
الجمعة, 05 سبتمبر, 2008
تواجد سوناطراك في موريتانيا يربك المغربالرباط مارست ضغوطا على الرئيس المخلوع لشراء ميناء نواذيبو لمحاصرة نشاط تصدير النفط
لم يكن أمام الجزائر من وسيلة تبلغ بها رسميا موقفها الرافض للحركة الانقلابية في موريتانيا، يوم 6 أوت الماضي، سوى استقبال عبد العزيز بلخادم وزير الدولة والممثل الشخصي لرئيس الدولة، قبل أسبوعين، في القصر الرئاسي بحي المرادية، لنائب رئيس التجمع الوطني للتنمية والإصلاح ''تواصل'' السيد محمد غلام ولد الحاج. خلال لقاء قصير قبيل مغادرته الجزائر، قال ولد الحاج غلام لـ''الخبر'': ''جئت مندوبا عن الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية، وسعدت بلقاء السيد بلخادم، وشرحت له وضعية الانقلاب المرفوض من لدن الشعب الموريتاني''. وأضاف: ''لقد وجدت لديه (بلخادم) تفهما متميزا وشكرته على موقف الجزائر الداعم للشرعية والمؤسسية في موريتانيا''.وأكد غلام أن ''الجزائر قدرت أن من حق الشعب الموريتاني أن ينعم بالاستقرار والرخاء مثل بقية شعوب العالم، ولذلك وقفت هذا الموقف المشرف الذي نشكر عليه السيد رئيس الجمهورية ومساعديه، وسيبقى الشعب الموريتاني يتذكره للأبد''.لكن لماذا ترفض الجزائر خلع الرئيس الموريتاني محمد سيدي ولد الشيخ عبد الله من منصبه؟ الواقع، أن الجزائر لم يفاجئها الانقلاب ولا منفذيه، بل كل المؤشرات كانت تدل على رغبة العسكريين في الإطاحة بولد الشيخ عبدالله بسبب التقارب المسجل بين البلدين خلال العام الأول من توليه رئاسة موريتانيا. لقد أدى دخول الجزائر بقوة في المشهد الاقتصادي الموريتاني عبر شركة سوناطراك (بنسبة 20 في المائة)، تحت مظلة صفقة تحالف نفطي تقوده الشركة الفرنسية توتال (60 في المائة) ويضم أيضا شركة قطر للبترول (20 في المائة)، قبل حدوث الانقلاب بأربعة أشهر، إلى زيادة مخاوف المغرب من هذا النوع من الحضور الجزائري. ويقضي الاتفاق باكتشاف واقتسام إنتاج النفط.واتضح ذلك في بداية الأمر من خلال إطلاق حملة دولية ضد الجزائر، تتهمها بتسليط عقابي جماعي ضد الشعب المغربي بفعل الاستمرار في غلق الحدود البرية المغلقة بقرار من الجزائر يعود إلى 14 سنة إلى الوراء، على خلفية اتهامات الرباط لها بالتورط في تفجيرات فندق أطلس في مدينة مراكش، بينت التحقيقات فيما بعد براءة السلطات الجزائرية منها.دخول سوناطراك إلى موريتانيا عبر بوابة المحروقات، يعني ببساطة تحول نواكشوط إلى نقطة ومعبر لمصالح الجزائر في بلد يقع إلى جنوب الصحراء الغربية، وهو ما يهدد أطماع المغرب التوسعية التي تصل إلى حد السنغال، وهو ما يعني عند المغاربة كسر المحور التاريخي الرباط-داكار الذي يضم ضمنيا موريتانيا من جهة، وخسارة بلد حليف لكنه ضعيف اقتصاديا.الجزائر وخلال اجتماعات اللجنة المشتركة بين البلدين، جوان الماضي، التزمت بتقديم الدعم التقني لمشاريع تعكف حكومة الرئيس المخلوع على دراستها، بالإضافة إلى تحويل مستحقات الجزائر من الديون لدى موريتانيا إلى استثمارات مباشرة في هذا البلد، على أن التحويل يخص ما يتم الاتفاق عليه ''أما الجزء غير المتفق عليه فيبقى في التسيير العادي الذي عهدناه في مجال المديونية''.كما أخذت الحكومة الجزائرية على عاتقها تمويل دراسة مشروع الطريق الذي يربط تندوف (جنوب غرب الجزائر)، ومنطقة شوم (شمال موريتانيا)، ما كان سيؤدي إلى المساهمة في تسريع وتيرة التبادل التجاري وتنقل الأفراد إلى مستوى أفضل. ولأجل محاصرة أهم منفذ بحري لتصدير النفط مستقبلا، يستغل لتصدير النفط، كشفت مصادر مؤكدة أن المغرب مارس ضغوطا على الرئيس الموريتاني المخلوع من أجل شراء ميناء نواذيبو الاستراتيجي، في شمال البلاد، والذي يعتبر واجهتها الاقتصادية. ولا تستبعد مصادر مؤكدة أن توجه الرئيس الموريتاني المخلوع نحو تطوير علاقات بلاده مع الجزائر، أثار استياء الرباط التي كانت تصر على شراء الميناء المذكور، ظنا منها أنه سيشكل معبرا للمحيط الأطلسي للجزائر في المستقبل عبر نشاط شركة سوناطراك! وكان المغرب يظن أن مباركة حركة انقلابية سيعجل برحيل سوناطراك عن تلك المشاريع، مثلما حصل مع شركات قطرية في مجال صناعة الحديد والصلب، وفي مجال الطيران المدني.. بعد الانقلاب بأيام قليلة.
http://www.elkhabar.com/quotidien/index.php?idc=30&ida=121726
http://sahara20048.jeeran.com
No comments:
Post a Comment