Wednesday, December 01, 2010


شهادة المختطف لصحراوي عثمان الشتوكي
asvdh - 2010/11/29

توصلت الجمعية الصحراوية لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة من طرف الدولة المغربية بشهادة المختطف منذ 8 نوفمبر 2010 الشاب الصحراوي الشتوكي عثمان (27 سنة)، المزداد بالعيون، والحاصل على دبلوم معهد التكنولوجيا التطبيقية، والمفرج عنه الجمعة 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2010
تاريخ ومكان الاختطاف: 08 نوفمبر /تشرين الرابع 2010 مخيم أكديم ازيك
تاريخ الإفراج : 26 نونبر2010
منذ تأسيس المخيم التحقت رفقة بعض من أفراد أسرتي المحرومين من السكن و العاطلين عن العمل بمنطقة ًأكديم ازيك ًحيث تمكنا من نصب خيمتنا، وفق المكان الذي حدده له لنا بعض الشبان، عرفت فيما بعد أنهم يمثلون لجنة الإيواء المكلفة بإسكان النازحين، وتنظيم عملية نصب الخيام. كانت الأجواء رائعة وبالغة التنظيم إلا من بعض الصعوبات التي كانت تواجهها النسوة عند رغبتهن في قضاء الحاجة في ظل غياب دورات المياه وبعد أيام انضممت إلى إحدى اللجان، رفقة العشرات من الشبان المتطوعين جميعهم .
لم تكن ليلة الأحد/الاثنين 07/08 نوفمبر2010 تختلف عن ما سبقها من ليالي، إلا من السعادة والفرح البادي على وجوه الجميع مع قرب الانتقال من المخيم والرجوع إلى العيون بعدما أكدت لجنة الحوار للجميع أن وزير الداخلية ، بدا جادا في إنهاء المخيم، وتلبية مطالب النازحين، على أن تتم أجرأة هذا الاتفاق صبيحة الاثنين.
وقبيل موعد صلاة الفجر أي في حدود الخامسة والنصف صباحا فوجئت بالناس يهرعون في كل مكان، وصوت طائرة الهليكوبتر، التي تكاد تلامس الخيام، والنسوة تصرخن، والكل يصيح: « لقد هاجموا المخيم » أنهم يحرقون الخيام في الجهة الشرقية، حينها بدأ الشباب في محاولة التنظيم وكلهم ينادون لنسرع بإخراج النساء والأطفال والشيوخ أولا، حيث تم إركاب بعضهم في سيارات لاندروفر على قلتها.
لقد كانت الهليكوبتر تقصف الناس بالقنابل المسيلة للدموع، وطائرة أخرى بالماء الساخن و شاهدت ألسنة النيران تلتهم بعض الخيام، وبينما أنا أساعد إحدى النسوة على صعود السيارة، أحسست وكان صدري اقتلع من مكانه وصرخت وأنا اسقط أرضا، لقد أصابتني رصاصة في الجهة اليمنى من صدري لم اعد بعدها أقوى على الحراك، وأحسست بضيق شديد في التنفس، حملني بعض الشباب إلى سيارة لاندروفر وانطلقت بنا صوب العيون غير أننا فوجئنا بالمخيم محاصر بالساتر الترابي والجيش وحاول السائق البحث عن منفذ للعبور ومع مرور الوقت، ومع تزايد الألم طلبت من السائق أن ينزلني من السيارة بعد أن لمحت سيارة إسعاف على جانب الطريق، اتجهت نحوها وقلت للسائق لقد أصابتني رصاصة
.
لتنقلني سيارة الإسعاف رفقة آخرين إلى المستشفى العسكري بالعيون وعند وصولنا، انهال علي الجنود الواقفين عند مدخل المستشفى بالضرب بالعصي، رغم اخبار اياهم كون مصاب برصاصة في صدري، ونادو على ممرض الذي وما أن راني حتى وجه الي صفعة، وبصق على وجهي وهو يصيح « انتوما أ صحراوة ماكاتستاهلوا العلاج انتوما خاص….الإعدام » أدخلوني غرفة صغيرة، وجدت بها اربع صحراويين تعرفت عليهم فيما بعد وهم اليداسي محمدو، الكامل محمد، محمد مولود ندور، عبد الفتاح الدرقاوي، وقد هالني ما رأيت لقد كان اليداسي غائبا عن الوعي وساقه يسيل بالدماء، بينما يصرخ من الألم، وحسبت أن رجله قد انفصلت عن باقي جسده، عرفت فيما بعد أن ركبته أصيبت بكسر خطير، والى جانبهم كان الكامل يصيح كذالك إذ كان مصابا بكسر مزدوج في الساق والفخذ.
دخل علينا الممرضون حسبتهم سيعالجوننا لكنهم قاموا بوضع الأصفاد في كلتا يدي مع السرير، نفس الشيء فعلوه مع رفاقي الآخرين، وتعاقب علينا مجموعة من رجال الدرك والجيش وكلما دخل احدهم، إلا وينهال علينا بالضرب بعضهم بالعصي والآخرون بمؤخرة مسدساتهم، وفي اليوم الموالي أخذوني إلى غرفة الفحص « الراديو » حيث اجروا لي بعض الفحوصات وفي طريق من والى الغرفة، وكلما مر بنا احد الجنود وحتى الأطباء إلا ويصفعني أو يركلونني بحذائه، ويصرخون لقد حانت نهايتكم يا « صحراوة سنبيدكم جميعا » وبعد يومين جاؤوا بشخص سمعتهم يقولون أن اسمه الداودي كانت أثار التعذيب بادية على جسده وصدره ينزف بالدم، لم يكن يقوى على الكلام، بالكاد يشير إلينا بيده تركوه ذلك اليوم ممدا على الأرض وفي المساء جاء ممرض ووضع له جهاز خاص بفحص نبضات القلب ثم ذهب لينادي على الطبيب، وسمعت هذا الأخير يقول « »صافي خلي الزبل يموت « »، لينزع عنه الممرض الجهاز ونقلوه من الغرفة، وأكاد اجزم حينها كونه فارق الحياة.
استمرينا على تلك الحال إلى يوم الخميس الموافق 25/11/2010 تغيرت معاملة العاملين في المستشفى والجنود المرابطين فيه، وبعد الزوال حضر بعض رجال الدرك، عصبوا أعيننا وفتحوا الأصفاد إلى الأسرة، اقتادونا إلى داخل سيارة كانت متوقفة بالخارج، آمرونا بداخلها أن يضع كل منا رأسه بين ركبتيه، وبعد مسير بالسيارة، أنزلونا وولجنا إلى غرفة بمكان لم أتبينه، ولكن اعتقد انه ثكنة الدرك الملكي بسوق لمخاخ، بالعيون، كان بها عدد كبير من رجال الدرك وآخرون بزي مدني وبدؤا يستنطقونني، عما كنت افعله في المخيم، وعن مطالبي، وكذا عن مواقفي السياسية من نزاع الصحراء، وعرضوا علي مجموعة كبيرة من الصور لأشخاص لم اعرف منهم احد، وكان بعض الحاضرين يتهكم قائلا « صحراوة بغاو دولة » ويضحك الباقون بعد ذلك أخذوني إلى غرفة مظلمة وأجلسونا على البلاط، حيث أمضينا الليلة هناك.
وفي اليوم الموالي عند الساعة الثانية عشرة زوالا أخذونا إلى محكمة الاستئناف الكائنة بشارع السمارة، وبعد حوالي نصف ساعة توجهوا بنا إلى المحكمة الابتدائية حيث عرضنا على أنظار نائب وكيل الملك بالنيابة العامة، الذي سألني عن اسمي، وأين اسكن، وماذا كنت افعل في المخيم، ولم يترك لي حتى فرصة للرد على أسئلته، أمرني بالانتظار خارج المكتب، حيث وضعني الشرطي في غرفة خاصة بالمجرمين والموقوفين وعند الساعة جاءنا الشرطي واخبرنا انه يمكننا الانصراف، ورافقنا إلى خارج المحكمة، وعند وصولي إلى المنزل وجدت عائلتي في حالة من الذهول، وعندما أخبرتهم أنني كنت معتقلا في المستشفى العسكري تفاجأ شقيقي محمد الامين، وحكا لي كيف انه ذهب مساء اليوم نفسه الاثنين 8 نوفمبر إلى المستشفى المذكور، واخبروه بان لا وجود للمدنيين بهذا المستشفى، فيما أخبرتني والدتي أنها انتقلت للسؤال عني لدى النيابة العامة واخبروها أنني غير موجود في لائحة الموقوفين، فأجابتهم أن الله قد كتب علي أن أعيش بينكم من جديد

No comments: