مسار الربيع العربي
عبد الصمد ولد أمبارك / abdiaelmamy@yahoo.fr 08/07/2012 -اقلام حرة
تشهد الساحة العربية منذ فترة انعكاسات التحولات الجذرية التي أفرزها الربيع العربي ،باعتباره احد الفصول الساخنة بالأحداث في العالم العربي منذ مطلع هذا العقد ،وماميزه من تجاذبات دامية في جل حلقاتها ،علي الرغم من اختلاف التجارب لكل بلد عربي علي حده ،وإن كان القاسم المشترك جامع مانع لعدة دول حسب طبيعتها وبنيتها السوسيولوجية والأنتربولوجية ،انطلاقا من مقاربة تشاركية متبادلة في تأثير الأحداث نظرا للجغرافيا والتاريخ والمصير المشترك .
القراءة الفلسفية المعمقة للثورات العربية والشهادة الفكرية والسياسية لهذه التحولات المحورية التي غيرت وجه عالمنا العربي ،تدرك بجلاء عكس ما أشار إليه الباحثون في الدراسات السياسية والاجتماعية بالتغيير البعدي للثورات العربية بكونها آثار متوقعة لأزمات سياسية ومجتمعية خانقة ،لحقت بهذه الأنظمة نتيجة واقع اصطدمت به الإرادة الشعبية للجماهير الثائرة ،علي الرغم أن الثورة لاتكون أبدا منتظرة أو متوقعة ،ولا تخضع لمبدأ السببية التاريخية ،بل هي تحول جذري خارج سياق التاريخ والعقل التعليلي وحتى التخطيط الممنهج وفقا لأدق الإستراتجيات .
من النتائج السلبية للتأثير المتبادل داخل القرية الكونية الواحدة ،تجدر الإشارة أنه في مطلع تسعينات القرن الماضي ،عرفت القارة الأوروبية مجموعة من الأحداث المتسارعة تجلت أساسا في رياح التغيير التي اجتاحت المعسكر الشرقي ولدت نماذج متعددة ومتفاوتة في آن واحد أثرت لاحقا علي منظومة الدول النامية بصفة عامة ،وكان من مجمل هذه المعطيات الجديدة انسجام البلدان العربية مع ظاهرة التحديث السياسي الوليد النشأة ،بالإضافة إلي البعد الاقتصادي المتمثل في تأثير المؤسسات المالية الدولية وتكريس الأنظمة الليبرالية مجسدة في الخوصصة واقتصاد السوق وبصفة شمولية أدت هذه النتائج إلي تنازل الدول العالم ثالثية عن ادوارها التقليدية في تأمين ظروف العيش الكريم لكافة المواطنين دونما تمييز
(...)
No comments:
Post a Comment