الجزيرة تقع في أفخاخ المخابرات المغربية
19/12/2007 بقلم: محمد لمين ولد ولينا
لاحظ مواطنون موريتانيون منذ بعض الوقت عودة بعض الشخصيات من صحفيين، رجال اعمال، متقاعدين في الجيش، وفاعلين في المجتمع المدني يقومون بحملة عمياء لصالح السلطة في المغرب لدعم اطروحتها الاستعمارية في الصحراء الغربية. وقد وضعت تحت تصرف هولاء امكانيات ووسائل هائلة على غرار ما تم اخراجه مؤخرا من طرف قناة الجزيرة الفضائية بخصوص ما ادعت أنه اجتماع "لقبائل صحراوية خرجت تتظاهر على التراب الموريتاني لتدين البوليساريوا ولتدعم المغرب الضحية".المضحك في الأمر، أن "القبائل الصحراوية" المزعومة، التي نقل مراسل الجزيرة للأسف، ليسوا سوى "عشرة (10) اشخاص يعرفهم كل الموريتانيين، وهم مدير سابق للشركة العمومية الموريتانية ومترشح سابق في الانتخابات التشرعية الاخيرة، متقاعد من الدرك الوطني الموريتاني وهو كذلك عم الشخص السابق الذكر، متقاعدان من الحرس الوطني الموريتاني، زوجة دركي متقاعد منحدر من الشرق الموريتاني، أما بقية الاشخاص فليسوا الا مجموعة من السائقين الموريتانين للسيارات المستأجرة من اجل اقامة حفل زفاف (حسب ما صرح به مؤجرها) وليس من اجل مسرحية لصالح المغرب.ويتساءل المواطنون الصحراويون والموريتانيون، وحتى الجزائريون على ما أظن، عن الاسباب وراء تراخي قناة الجزيرة في ضبط مثل هذه التصرفات المخلة باخلاق المهنة، على أساس أن ما تقدمه هذه القناة بخصوص قضية الصحراء الغربية يخضع للأسف لتأثير الاجهزة المخابراتية المغربية بشكل مفضوح التي نسيطر بطريقة ما او بأخرى على مكتب الجزيرة بالرباط، والذي أصبح بوقا من ابواق الدعاية الرسمية المغربية فيما يتعلق بالقضية الصحراوية.إنه لمن المؤسف والمخزي أن نشاهد قناتنا المفضلة تقع فريسة سهلة لمجموعة من المحتالين، وأن نراها تقدم لنا كل مرة مجموعة من الاشخاص الذين نعرفهم جيدا كمرتزقة يغيرون مواقفهم السياسية كما يغيروا قمصانهم، ويقدمهم مكتب الجزيرة بالرباط على أساس أنهم خبراء في قضية الصحراء الغربية، أو محللين سياسيين. إن هذه الحمى التي أصابت النظام المغربي، والدعاية الغريبة العجيبة التي اطلقتها أبواق الإعلام المغربية وبعض أصداءها العربية والفرنسية في هجمة ممنهجة ضد مؤتمر الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، دليل على رعب النظام المغربي وتخوفه من وحدة الصف الصحراوي الشقيق، الذي سدد عدة ضربات موجعة لنظام الرباط مؤخرا.أما المؤتمر الـ12 لجبهة البوليساريو فقد تابعنا أطواره على صفحات موقع اتحاد الصحفيين والكتاب الصحراويين دقيقة بدقيقة، وكذا على موقع وكالة الانباء الصحراوية، وبالتأكيد على صفحات وكالة الانباء المغربية، التي تقدم لنا معلومات أكيدة عن الهيستيريا التي أصابت حكام الرباط بسب هذا المؤتمر.الرباط، وبعد أن أعيتها محاولات ثني الوفود الاجنبية عن حضور المؤتمر، هاهي اليوم تستدعي سفيرها بالسينيغال، بسبب مشاركة ممثل عن الحزب الاشتراكي السينيغالي في المؤتمر، فهل هناك ما هو أكثر غرابة من ذلك. هل تريد الرباط أن تتحكم في قرارات الاحزاب الدولية، والحكومات؟ وهل يمكن القبول بمثل هذا التصرف.ولا أستبعد أن تكون الحكومة المغربية قد حاولت ثني كل أحزابنا الموريتانية عن حضور مؤتمر إشقاءهم الصحراويين، الذين يقومون فقط بممارسة حقهم المشروع في الاجتماع على قطعة محررة من ارضهم المحتلة. بل هناك انباء تشير الى ذلك.وأخيرا، فإنه من العار على كل موريتاني أن يقبل بما يقوم به هؤلاء المرتزقة الموريتانيون، الذين لم يتنكروا فقط لجنسيتهم، حين قدموا انفسهم أمام عدسة الجزيرة على أنهم صحراويون، وأعتقد أن على سلطاتنا الوطنية أن تحاسبهم على هذا الفعل، الذي يمكن فقط أن يندرج في خانة الاحتيال وانتحال للشخصية التي يعاقب عليها القانون
No comments:
Post a Comment