لا استسلام ولا حلول مثل العظام
09-02-2008 بقلم: السيد حمدي يحظيه
أخيرا حين فتحنا أعيننا اكتشفنا ماذا يقصدون بالسلام...فحكام المبنى الزجاجي الأزرق يقصدون.. الاستسلام!!!كنا نظن - ببراءة البدو- أن لون راياتهم الزرقاء من لون السماءوأن لون قباعاتهم من لون أجنحة الحماموحتى عيونهم ظنناها عيون ملائكة السلام حين جاءوا زغردت نساؤنا - بنقاء صوت البدو- فرحا ورفعن الأعلامضفرت بناتنا ضفائر السلام رمى أطفالنا طائراتهم الملونة في السماء وقالوا ...سنلعب في سلام كل عامسينتهي عهد الاحتلال ستخرج مدننا من عصر الظلام ستعود عصافيرنا إلى أعشاشهاستزول مدن الطوب... سيُطوي ما تبقى في اللجؤ من الخيام سنشرب شاينا تحت شجر الطلح لن تغير الطائرات ولن يلعب أطفالنا فوق الألغاملو يصورنا أحد كلاجئين في الأفلام لكن شمسنا حين سطعت عليهم أبانت اللون الحقيقي لراياتهم وقبعاتهم فضحت عيونهم ونواياهم... وحتى مفرداتهم اكتشفنا أنها كانت مغشوشةوكلماتهم معكوسة في القواميس فالسلام يعني الاستسلام السلام يعني الحصار والانتظار..ويعني – لو كنا فهما لغتهم منذ أول يوم- الاحتضار أو يعني – بأصدقاء- كل شيء أخر ما عدا السلام اكتشفنا أنهم دسوا لنا سُم الاستسلام في كأس شاي السلاموأن لا سلام مع اللئام حين تساءلنا بعد سنوات من الانتظار والحصار والاحتضار أين هو السلامقالوا لنا انتظروا ...انتظرنا وانتظرنا حتى شابت في رؤوسنا الأحلام حتى جفت في عيوننا الجموععدنا نسألهم بعد الكثير من الأعوام أين هو السلام؟قالوا لنا انتظروا أو خذوا هذه العظام فهذا كل ما تبقى من السلامنحن لا نقصد بجعجعتنا السلام فنحن- باختصار- نريدكم أن ترفعوا رايات الاستسلام وإن لم ترفعوها سنقطع عن أطفالكم اللبن والسكرسنقطع عن نسائكم دقيق الخبزفليطحن بعد اليوم الرمل فما بقى ما يستنشق في الجو ما عدا الزكام وإن رفضتم الاستسلام سنقطع عن أفواهكم الماء والطعام ولو استطعنا أن نقطع عنكم ضوء الشمس لفعلنا لكن الأمر ليس بأيدينا.وببراءتنا مثل أطفال البدو قلنا، لكن هذا ليس هو السلامقالوا هذا ما تبقى من السلام لم يبق سوى حلول مثل العظامالسلام يا من فهمتم متأخرين هو..أن تنظروا يوميا إلى وطنكم يُسرق ويمزق ولا تقوون على الكلام أن تنظروا إلى ثرواتكم تنهب ولا تقولون كفى أن تسمعوا أنين نسائكم في سجونهم ولا تقولوا حرامأن تبقون في السجن أو في الملجأ تحت الخيام أو تساقون إلى حظيرة المحتل مثل الأغنام السلام يا من فهمتم متأخرين.. هو الاستسلام ...أو هو كل شيء أخر ما عدا السلامتذكرنا أول يوم زار فيها رُسل السلام وقلنا في صلاتنا لا استقرار ولا سلاملا استسلام ولا حلول مثل العظامفلتنتهي مسرحية السلام فهي ليست سوى مهزلة وأوهام بقلم: السيد حمدي يحظيه09-02-2008
No comments:
Post a Comment