Sunday, April 19, 2009

رسالة امرأة صحراوية الى النظام المغربي وقواته القمعية
13/04/2009 بقلم: فاطمة الزهراء
أيها النظام المغربي،
إليك مني رسالة، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة.
منذ اجتياح قواتك القمعية لأرض الساقية الحمراء ووادي الذهب في أكتوبر 1975 وأنت تعرفني .
أنــــــا :
• من استعصى عليك تقويض ظهرها أو لي ذراعها رغم عضلاتك المفتولة.
وقواتك العسكرية المتنوعة وعتادك المتطور لم تهزم رجالها في الميدان.
رغم قصفك بالنابالم والفوسفور المحرمين دوليا، وألغامك التي زرعتها. وتسميمك لمصادر المياه لم تنل من عزيمتها.
• تلك التي أجبرتها على الرحيل بأقدام حافية تحمل الرضيع وتجر صبية علقوا بتلابيبها. في رحلة نحو المجهول فرارا من قذائفك وتدميرك الممنهج ضد الهوية والإنسان .
• أبعدتها قسرا من ديارها وزججت بها في غياهب سجونك ومخابئك المظلمة.
• تلك التي اختلطت دماؤها بحليب ثدييها ودموعها تحت رحمة سياطك.
• التي قرحت سياط قمعك ظهرها.
• التي أجهضت تحت رحمة ساديتك وقسوتك.
• تلك التي تثكلت في المخابئ السرية.
• التي طالما تلذذت وأنت تتفنن في تعذيبها ... نفسيا وجسديا.
• تلك التي جاءها المخاض مكبلة اليدين والرجلين إلى ألواح خشبية دون احترام لآدميتها. فكان المخاض ارحم من سياطك وعنجهيتك.
• تلك التي تعذر عليك استلاب وطمس هويتها. رغم الزحف المتواصل لجحافل أبنائك.
• تلك التي منعتنها وحرمت أبناءها وبناتها من حمل أسماء الآباء والأجداد.
• انا تلك القاصر التي اختطفتها واغتصبت طفولتها ... عزلتها دون زاد أو فراش حتى الحضن الدافئ حرمتها منه وهو قاب قوسين منها أو أدنى.
• تلك القاصر التي استنطقتها استنطاق الكبار.
• أنا الطفلة القاصر التي أذقتها أصناف التعذيب الطفلة القاصر /البالغ.
• تلك القاصر التي ذاقت مرارة اليتم في المخابئ السرية... تلك التي عانقت احن الناس إليها وهي جثة هامدة. وباشرت تجهيزها للدفن رغم صغر سنها.
• تلك التي منحها الله صبر أيوب إلى جانب الكبار. فحدّثت الأب والرفاق.
• تلك التي زفت بزينتها وهي عروس إلى مخافر التعذيب. فغيبتها سنوات طويلة.
• تلك التي لقنتك دروسا في قوة الإيمان والصمود.
• تلك التي تحدتك وتقولها بافتخار واعتزاز تطاول علياء السماء.
• غيبتنها سنوات طويلة.-/ وهي عجوز وهن منها العظم، ومرضعة أكرهت على الفطام وطفلة تقمصت شخصية الكبار/- فأجبرتك مكرها على الإفراج عنها من موت محقق رغم تنكرك لها ولرفاقك.
• تلك التي حرمتها النوم والنور، حرمتها الأكل والشرب رغم شحه.
• تلك التي جرت من ظفائرها التي لم تالف قبله إلا الخضاب بالقرنفل والريحان.
• تلك التي افترشت الثرى والتحفت السماء على مدار الفصول الأربعة.
• تلك التي كبلتها بالقيود والأصفاد وعصبت عينيها. وأجبرتها على الجلوس القرفصاء ووجهها إلى الجدار.
• تلك التي منعتها من الكلام لأنه أضحى جريمة يعاقب عليها قانونك.
• تلك التي خبرتها زنازينك الانفرادية لسنوات طويلة.
• تلك التي استبحت عورتها، وحرمتها اسمالا تستر بها سوءتها.
• تلك التي انتصرت انتصارا. استحال عليك معه مقارعتها فطأطأت الرأس ذليلا مهانا .
• تلك التي فقأت منها العيون. فاستعصى عليك خطف بصرها وبصيرتها.
• أثكلتها وبدل أن تذرف الدمع. حطمت فيك الرجولة وأطلقت العنان للزغاريد لزف شهدائها.
• تلك التي تحدت حصارك الإعلامي والأمني وجدارك الرملي الذي مزق شعبها وأرضها.
• تلك التي أنجبت رغم استئصالك لرحمها أبطالا فجروها نارا مشتعلة تحت أقدامك
• تلك التي أنجبت وتنجب وستنجب أبطالا حولوا محاكمك الصورية إلى منبر للمرافعات الوطنية فرددت الشعارات الوطنية الرافضة لتدنيسك للوطن ورفعت الأعلام الوطنية في عقر دارك وبشهادة المراقبين الدوليين
• أنجبت أولائك الذين نهجهم نهج الشهداء. فطهروا زنازينك المتعفنة. لسمو مبادئهم وعدالة قضية شعبهم.
• أنجبت من جعلوا الصيام لغة الصمود والتحدي. لمقارعة الجبناء.
• فأثبتت للعالم على أن الرحم الصحراوي ليس عقيما وان فكر مفجر الثورة الصحراوية هو امتداد اليوم لشخصيته المعنوية والتي تضم كل الشعب الصحراوي على امتداد هذا الوطن.
• تلك التي حررت الكلام من الأسر والقمع. فجعلت من المحافل الدولية منبرا حرا. منه فضحت تفاصيل جرائمك وكل ممارساتك الدنيئة رغما عن انفك.
كيف تترجم كل هاته الآهات وهذا الألم؟ أهي المصالحة والإنصاف وطي صفحة الماضي كما تزعم؟

هل عرفتني؟ هل تذكرني؟
بالتأكيد نعم. وبكل كبرياء أقول هي: المرأة الصحراوية قوام الصمود والتحدي التي ستثأر لكل شهدائها منك.
المرأة الصحراوية

كفاح شامل لفرض السيادة والاستقلال الكامل
http://www.upes.org/body2.asp?field=articulos&id=1218

No comments: