رئيس الدولة يهنئ المعتقلين السياسيين الصحراويين بعيد الفطر المبارك
بئر لحلو،
فاتح شوال 1428 هجرية
بسم الله الرحمن الرحيم "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا" صدق الله العظيم
أيها المعتقلون السياسيون الصحراويون :
ابراهيم الصبار، احمد السباعى، هدى احمد محمودالكينان، التوبالى الحافظ، احميدات احمد سالم، الكاسمى لحبيب، نفعى الساه، عبدالله البوساتى، أميدان الوالى، بشرى الطالبى، زغام عالى، محمد سالم بهاهة، علال بن الشيخ، عمار اليزيد، ديدة عبد السلام، محمد مولود الحجاج، الدليمى اخليهن، بركوه مولود، بركوه احمد، محمد التهليل، التامك مصطفى، بنكا عالي، السالك اسعيدى، الإدريسي التوبالي، اللومادى سعيد، الجنحاوي لخليفة، عبد الله على سالم حسان، ابراهيم على لحسن كجوط، سلامة مولود ابراهيم لحمام، ادريس مولاى فراجى المنصورى، محمد سويلم محمد العبد التامك، اجدى الحسين، حمدى احمد فال امبارك لبيظ، البشير يحظيه عبد الله ناجيع، عمار ولد حمودى و لد المخطار، السالك لعسيرى، اميدان الصالح، محمود امبارك الشيخ ابو القاسم، بوعنان محمد، عبد الجليل المجاهد، بادة ألمين، البشراوى محمد عالى، بوجمعة الداودى، الزبير الكارحى، ابراهيم الخليل امغيميمة، حمادى الخبيزى، أحمد الداودى، سيد احمد فتحى. مرة أخرى وفي سنة جديدة، وفيما العالم الإسلامي يحتفل بانقضاء شهر الخير والبركات، في أجواء تطبعها الفرحة بلقاء الأهل والأحبة، تأبى الحكومة المغربية إلا أن تحرمكم وتحرم العائلات الصحراوية من فرصة اللقاء وفرحة تلك الأوقات الحميمة الدافئة.
مرة أخرى وفي سنة أخرى، يحل علينا عيد الفطر المبارك، وأنتم صامدون في غياهب سجون الاستعمار المغربي في الصحراء الغربية المحتلة وفي المغرب نفسه، ترفعون التحدي وتواجهون غطرسة الظالمين بمزيد الصمود والاستماتة.
أيها المعتقلون السياسيون الأبطال، إن كل الصحراويات والصحراويين، في الأرض المحتلة وفي جنوب المغرب، في الأراضي المحررة وفي مخيمات العزة الكرامة وفي الريف والجاليات، وأينما تواجدوا، ليرفعون إليكم اليوم تهنئة عيد الفطر المبارك، ولكنها تهنئة مفعمة بمشاعر التقدير والإجلال، والاحترام والتثمين، والفخر والاعتزاز. إنها التحية ذاتها التي يزفها لكم مقاتلو جيش التحرير الشعبي الصحراوي، صانعي الأمجاد وحماة الوطن والذائدين عن كرامة الشعب، وهم يرون فيكم صمود الشجعان ونخوة الأبطال الأوفياء لعهد الشهداء. فأنتم إذ تخوضون ملحمة التحدي داخل تلك الزنازن الموحشة، بأنفة وإباء وشموخ، إنما تخوضون معركة وطنية باسم الصحراويين جميعاً، وكلهم يجدون فيكم رموزاً شامخة للنضال والكفاح، وشمساً ساطعة تنير درب المقاومة من أجل الحرية والكرامة وتقرير المصير الاستقلال. فصمودكم يزرع كل يوم بذرة جديدة من التحدي في نفوس الجماهير الصحراوية، وتشبثكم بمطالبكم المشروعة يزيد انتفاضة الاستقلال تجذراَ وعمقاً واتساعاً وانتشاراً، ورفضكم الاستلام لشتى صنوف الترهيب والقمع الوحشي يزيد من زخم التضامن الدولي الواسع معكم ومع القضية الوطنية العادلة.
أيها المعتقلون السياسيون الابطال، لطالما عمدت سلطات الاحتلال المغربي إلى سياسات استعمارية وارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية المحتلة وغيرها، عبر القمع الوحشي بحق المتظاهرين الصحراويين المسالمين، وما يستتبعه من تعذيب واختطاف واعتقال بل وحتى اغتيال . فلم تتوقف الحكومة المغربية عند عمليات القتل الجماعي عبر فرض وتشجيع وتسهيل الهجرة السرية عبر مجاهل البحار التي ابتلعت العشرات من الشبان الصحراويين، ولكنها أصبحت تمارس حتى الاغتيال المباشر في حق المواطنين الآمنين، كما هي حالة المواطن سيديا ولد مولاي إبراهيم ، الذي تم اغتياله نهاية شهر سبتمبر الماضي، في مدينة بوجدور الصحراوية المحتلة، حيث أكدت الشهادات والتحريات التي قام بها المواطنون في هذه المدينة مسؤولية الحكومة المغربية عن هذه العملية الجبانة. إننا ندين شديد الإدانة هذه الجريمة النكراء في سلسة جرائم كثيرة وخطيرة اقترفتها قوى الاستعمار المغربي على مدى أكثر من 32 سنة، منذ أن اجتاحت قواته بلادنا، ظلماً وعدواناً، ذلك الـ 31 أكتوبر 1975. إننا نقول ونكرر للحكومة المغربية بأنه من غير المنطقي إطلاقاً الحديث عن أجواء ملائمة لتنظيم مفاوضات مباشرة بين طرفي نزاع الصحراء الغربية، المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، في ظل هذه الممارسات والانتهاكات التي تقوم بها في حق المواطنين الصحراويين العزل. ونتوجه إلى الشعب المغربي الشقيق وقواه الحية وندعوهم إلى التحرك لوقف ممارسات قمعية وحشية تمارسها الحكومة المغربية باسمهم في حق أشقائهم من أبناء الشعب الصحراوي. إننا لعلى يقين بأن أشقائنا المغاربة لا يرضون بمثل هذا الظلم والقهر والإهانة، ولا بمثل هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، ولا بد أن يتدخلوا لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين الصحراويين لأنهم لا ذنب لهم سوى الدفاع، بطرق سلمية حضارية، عن نفس مباديء الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان التي يدافع عنها كل المغاربة الأحرار. ونقول للأمم المتحدة، وخاصة لبعثتها لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية، المينورسو، ومن خلفها المجتمع الدولي قاطبة، بأن تتحمل كامل مسؤولياتها في توفير الأمن والحماية للمواطنين الصحراويين العزل في الأرض المحتلة من الصحراء الغربية من قمع قوة الاحتلال المغربي، وضمان حرياتهم الأساسية في التعبير والتجمع والتنقل غيرها، والتعجيل بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية، والذين لا ذنب لهم سوى المطالبة بتطببيق مقتضيات الشرعية الدولية، المتمثلة في تمكين الشعب الصحراوي من حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال. ونقول لجماهير الشعب الصحراوي في كل مواقع تواجدها بأننا مطالبون جميعاً بمزيد من الوحدة والتلاحم والالتفاف حول انتفاضة الاستقلال السلمية الباسلة، ودعمها وتقويتها وتأجيجها، باعتباها سبيلنا اليوم إلى الكشف عن مصير مفقودينا، وإطلاق سراح معتقلينا وتمتعنا بحقوقنا في الحرية والاستقلال. إن الشعب الصحراوي، رغم المعاناة والمآسي، لن يسكت ولن يستسلم، وسوف يظل مصراً على الدفاع عن حقوقه بكل الطرق المشروعة، مهما كلفه ذلك من ثمن ومهما اقتضى من زمن. لن نتخلى عن معتقلينا ولن ننسى مفقودينا لدى الحكومة المغربية. لن تنام لنا جفون وأنتم قابعون في السجون.
أيها المعتقلون السياسيون الابطال، إنكم، بروح البطولة التي تتحلون بها، ودروس الشجاعة التي تقدمونها للعالم، إنما تؤكدون حقيقة ساطعة لا مرد لها، وهي أن قوى الظلم الاستعماري المغربي، مهما تفننت في القمع والتنكيل، ومهما عرقلت مسار تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، لن تستطيع أبداً أن تجتث تلك الإرادة الصلبة المتجذرة وتلك القناعات الراسخة التي تتمسك بها جماهير الشعب الصحراوي المتشبثة بحقوقها وخياراتها الوطنية المقدسة. ننتهز مناسبة حلول عيد الفطر المبارك لنتقدم إليكم جميعاً، باسم كافة أبناء الشعب الصحراوي البطل المكافح، في كل مواقع تواجدهم، ومن خلالكم إلى جميع أبطال انتفاضة الاستقلال البواسل، بأسمى عبارات الإكبار وتحيات التقدير، راجين من العلي القدير أن يعيده على شعبنا بالحرية والانعتاق والاستقلال.
" وإن ينصركم الله فلا غالب لكم"صدق الله العظيم
محمد عبد العزيز،
رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية،
الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب
No comments:
Post a Comment