هكذا يتآمر الإحتلال ضد الشباب الصحراوي في الأراضي المحتلة
12/07/2009 بقلم: محمد يحظيه - كليميم-
تماشيا مع ما اتخذناه على عاتقنا من فضح للممارسات المشينة التي ينهجها المحتل ضد كافة أطياف الشعب الصحراوي في الأراضي الصحراوية التي ترزح تحت نيرالإحتلال إرتئينا أن نسلط الضوء على الواقع الذي يعيش فيه الشباب الصحراوي في هذه المناطق على اعتبار أن هذه الفئة تعتبر القلب النابض للشعب الصحراوي والركيزة الأساسية التي يعتمد عليها في حمل مشعل التحرر والإنعتاق سواء في الجزء المحتل من الوطن أو في اللجوء أو الشتات كل من مكان تواجده، لذا فمن الطبيعي أن يعمل المحتل على تسخير كل إمكانياته لضرب هذه الفئة في العمق في محاولة منه لخلخلتها تمهيدا لتفكيكها وعزلها ثم إبعادها عن دائرة الصراع ودفعها للعيش على الهامش للحؤول دون فهمها واستيعابها لحقيقة الإحتلال المغربي للأراضي الصحراوية إدراكا من المحتل لقوة الشباب الصحراوي ووعيا منه بمدى التأثير الذي يمكن أن يحدثه في مقارعته وإلحاق الهزائم به .
والنظام المغربي حينما غزا الوطن الصحراوي لم يتوانى في اللجوء إلى الكثير من الأساليب الحربائية الماكرة والمؤامرات القذرة ممنيا النفس بتركيع الشعب الصحراوي وتدجينه وبالخصوص الفئة الشابة منه لقدرتها على البدل والعطاء لردع ودحر الغزاة، فقد عمد في بداية اجتياحه للأراضي الصحراوية على إرغام جزء كبير من هذه الفئة على الإلتحاق بصفوف الجيش، تارة بالوعيد وأخرى تحت الضغط والتهديد وذلك لضرب عصفورين بحجر واحد أولا مراقبة الشبان الصحراويين عن قرب وإبعادهم عن الشارع الصحراوي وثانيا دفع الصحراويين إلى الإقتتال فيما بينهم في إطار ماعرف ب "صحروة" الحرب، لكن مخططه هذا سرعان ما انكشف وبالتالي تعرض للفشل لفطنة الشباب الصحراوي وإدراكه للعبة ثم إحباطها بالإبتعاد عن الإلتحاق بالجيش المغربي أو قواة الشرطة والدرك مهما كانت الإغراءات.
وعندما وضعت الحرب أوزارها لجأ المحتل إلى أسلوب الترحيل القسري عن الوطن فعمل على دفع العديد من الشبان الصحراويين إلى داخل المغرب وخاصة الفئة المثقفة (على قلتها) عن طريق إغرائهم برواتب هزيلة ومهينة ووظائف أقل مايقال عنها أنها هامشية وتافهة لقطع الطريق عليهم دون إتمام دراستهم من جهة وإبعادهم عن أي تفاعل مع نبض الشارع الصحراوي وتوعية محتملة للجماهير للثورة في وجه الغزاة من جهة ثانية فأصبحوا عرضة للضياع والنسيان، لكن مع ازدياد وعي الشباب الصحراوي وتمسكه بوطنه ثم تطويره لأساليب مقاومته لمخططات العدو لجأ هذا الأخير إلى اعتماد سياسة الأرض المحروقة اتجاهه عن طريق حصاره داخل وطنه بالإنزالات المخزنية المكثفة لمراقبة تحركاته عن قرب وتشديد الخناق عليه ليصبح بين مطرقة القمع الممنهج وسندان التهميش والبطالة لتتحول المدن الصحراوية الواقعة تحت الإحتلال إلى معسكرات اعتقال يتعرض فيها الصحراويون لأبشع صور المعاملة الحاطة من الكرامة ويعطون جرعات زائدة من الترهيب بشكل يومى ومن أجل تجويع الشباب الصحراوي وتفقيره عمد المحتل إلى جلب اليد العاملة من داخل المغرب وتوطينها في الأقاليم الصحراوية بمنحها الوظائف والرواتب السخية والإمتيازات المتعددة على حساب الأطر الصحراوية الشابة ذات التكوين العالي حتى أصبح الصحراويون غرباء في وطنهم وأقلية نظرا للمسيرات الإستيطانية المغربية المتواصلة منذ الغزو .
وفي صورة أخرى لاتقل بشاعة عن مثيلاتها يقوم الإحتلال بالإشراف على العصابات الإجرامية المتخصصة وتوفير الحماية اللازمة لها وتسخيرها في إغراق المنطقة بالمخدرات بكل أنواعها والإتجار بالخمور وتشجيع انتشار دور الدعارة، ثم الضغط على المناضلين ونشطاء انتفاضة الإستقلال وتضييق الخناق عليهم لدفعهم إلى ركوب قوارب الموت والإرتماء في أحضان شبكات الهجرة السرية التي يعتبر المحتل عرابها وراعيها الرئيسي في المدن المحتلة ولعل ما يروج عن تورط العديد من الشخصيات النافذة في هرم سلطة الإحتلال والكثير من "المسؤولين الأمنيين" وكذلك بعض الخونة والمتمصلحين الذين باعوا الشعب والوطن مقابل دريهمات معدودة في مثل هذه الأعمال القذرة لدليل واضح على ضلوع الدولة المغربية الفعلي في هذه الممارسات .
حتى الأطفال الصحراويين لم يسلموا هم أيضا من مكر المحتل حيث الطرد المدرسي المبكر وتشجيع الهدر المدرسي بين صفوفهم السمتان البارزتان في أوساطهم وأيضا ملاحقتهم واعتقالهم ثم تعريضهم لأبشع صور التنكيل لساعات طوال قبل إطلاق سراحهم، إضافة إلى تشجيع سياسة البهرجة الإعلامية الفارغة المحتوى والموجهة بالخصوص إلى الشباب الصحراوي لنشر ثقافة الميوعة والإنحلال الأخلاقي بين ظهرانيه وفك عرى التأصيل والتضامن والمروءة التي تميزه عن غيره.
هذا كله مجرد غيض من فيض وقطرة ماء في بحر من المؤامرات والدسائس التي تدخل بكل بساطة في إطار سياسة عقاب جماعي تسعى من ورائها الدولة المغربية إلى إفساد عقول الشباب الصحراوي للحد من وعيه السياسي وتحليله العلمي للظاهرة الإستعمارية وسبر أغوارها لمعرفة خلفياتها وظروف نشأتها والعمل على ابتكار أساليب ناجعة لمقاومتها والحد من استمرارها وقطع جذور امتدادها ثم تشتيت تركيزه على القضية الأم والغاية الأسمى المتمثلة في دحر المحتل ونيل الحرية وتحقيق الإستقلال الذي ضحى من أجله الشعب الصحراوي بالغالي والنفيس وأعطى في سبيله شهداء من خيرة شبابه.
فعلى الشباب الصحراوي اتخاذ كل مايلزم من مقومات الحيطة والحذر والعمل على إفشال هذه المخططات الرامية إلى تكريس قيم الركوع والخنوع والقبول بسياسة الأمر الواقع التي يسعى المحتل إلى زرعها بين صفوف أبناء الشعب الصحراوي لخلق مناخ ملائم يساعده على إعادة إنتاج شروط استمرار احتلاله للوطن وإطالة أمد تواجده به بعد أن تناثرت دعائمه وتزحزحت أركانه الأساسية منذ اندلاع انتفاضة الإستقلال المظفرة.
http://upes.org/body2.asp?field=articulos&id=1278
12/07/2009 بقلم: محمد يحظيه - كليميم-
تماشيا مع ما اتخذناه على عاتقنا من فضح للممارسات المشينة التي ينهجها المحتل ضد كافة أطياف الشعب الصحراوي في الأراضي الصحراوية التي ترزح تحت نيرالإحتلال إرتئينا أن نسلط الضوء على الواقع الذي يعيش فيه الشباب الصحراوي في هذه المناطق على اعتبار أن هذه الفئة تعتبر القلب النابض للشعب الصحراوي والركيزة الأساسية التي يعتمد عليها في حمل مشعل التحرر والإنعتاق سواء في الجزء المحتل من الوطن أو في اللجوء أو الشتات كل من مكان تواجده، لذا فمن الطبيعي أن يعمل المحتل على تسخير كل إمكانياته لضرب هذه الفئة في العمق في محاولة منه لخلخلتها تمهيدا لتفكيكها وعزلها ثم إبعادها عن دائرة الصراع ودفعها للعيش على الهامش للحؤول دون فهمها واستيعابها لحقيقة الإحتلال المغربي للأراضي الصحراوية إدراكا من المحتل لقوة الشباب الصحراوي ووعيا منه بمدى التأثير الذي يمكن أن يحدثه في مقارعته وإلحاق الهزائم به .
والنظام المغربي حينما غزا الوطن الصحراوي لم يتوانى في اللجوء إلى الكثير من الأساليب الحربائية الماكرة والمؤامرات القذرة ممنيا النفس بتركيع الشعب الصحراوي وتدجينه وبالخصوص الفئة الشابة منه لقدرتها على البدل والعطاء لردع ودحر الغزاة، فقد عمد في بداية اجتياحه للأراضي الصحراوية على إرغام جزء كبير من هذه الفئة على الإلتحاق بصفوف الجيش، تارة بالوعيد وأخرى تحت الضغط والتهديد وذلك لضرب عصفورين بحجر واحد أولا مراقبة الشبان الصحراويين عن قرب وإبعادهم عن الشارع الصحراوي وثانيا دفع الصحراويين إلى الإقتتال فيما بينهم في إطار ماعرف ب "صحروة" الحرب، لكن مخططه هذا سرعان ما انكشف وبالتالي تعرض للفشل لفطنة الشباب الصحراوي وإدراكه للعبة ثم إحباطها بالإبتعاد عن الإلتحاق بالجيش المغربي أو قواة الشرطة والدرك مهما كانت الإغراءات.
وعندما وضعت الحرب أوزارها لجأ المحتل إلى أسلوب الترحيل القسري عن الوطن فعمل على دفع العديد من الشبان الصحراويين إلى داخل المغرب وخاصة الفئة المثقفة (على قلتها) عن طريق إغرائهم برواتب هزيلة ومهينة ووظائف أقل مايقال عنها أنها هامشية وتافهة لقطع الطريق عليهم دون إتمام دراستهم من جهة وإبعادهم عن أي تفاعل مع نبض الشارع الصحراوي وتوعية محتملة للجماهير للثورة في وجه الغزاة من جهة ثانية فأصبحوا عرضة للضياع والنسيان، لكن مع ازدياد وعي الشباب الصحراوي وتمسكه بوطنه ثم تطويره لأساليب مقاومته لمخططات العدو لجأ هذا الأخير إلى اعتماد سياسة الأرض المحروقة اتجاهه عن طريق حصاره داخل وطنه بالإنزالات المخزنية المكثفة لمراقبة تحركاته عن قرب وتشديد الخناق عليه ليصبح بين مطرقة القمع الممنهج وسندان التهميش والبطالة لتتحول المدن الصحراوية الواقعة تحت الإحتلال إلى معسكرات اعتقال يتعرض فيها الصحراويون لأبشع صور المعاملة الحاطة من الكرامة ويعطون جرعات زائدة من الترهيب بشكل يومى ومن أجل تجويع الشباب الصحراوي وتفقيره عمد المحتل إلى جلب اليد العاملة من داخل المغرب وتوطينها في الأقاليم الصحراوية بمنحها الوظائف والرواتب السخية والإمتيازات المتعددة على حساب الأطر الصحراوية الشابة ذات التكوين العالي حتى أصبح الصحراويون غرباء في وطنهم وأقلية نظرا للمسيرات الإستيطانية المغربية المتواصلة منذ الغزو .
وفي صورة أخرى لاتقل بشاعة عن مثيلاتها يقوم الإحتلال بالإشراف على العصابات الإجرامية المتخصصة وتوفير الحماية اللازمة لها وتسخيرها في إغراق المنطقة بالمخدرات بكل أنواعها والإتجار بالخمور وتشجيع انتشار دور الدعارة، ثم الضغط على المناضلين ونشطاء انتفاضة الإستقلال وتضييق الخناق عليهم لدفعهم إلى ركوب قوارب الموت والإرتماء في أحضان شبكات الهجرة السرية التي يعتبر المحتل عرابها وراعيها الرئيسي في المدن المحتلة ولعل ما يروج عن تورط العديد من الشخصيات النافذة في هرم سلطة الإحتلال والكثير من "المسؤولين الأمنيين" وكذلك بعض الخونة والمتمصلحين الذين باعوا الشعب والوطن مقابل دريهمات معدودة في مثل هذه الأعمال القذرة لدليل واضح على ضلوع الدولة المغربية الفعلي في هذه الممارسات .
حتى الأطفال الصحراويين لم يسلموا هم أيضا من مكر المحتل حيث الطرد المدرسي المبكر وتشجيع الهدر المدرسي بين صفوفهم السمتان البارزتان في أوساطهم وأيضا ملاحقتهم واعتقالهم ثم تعريضهم لأبشع صور التنكيل لساعات طوال قبل إطلاق سراحهم، إضافة إلى تشجيع سياسة البهرجة الإعلامية الفارغة المحتوى والموجهة بالخصوص إلى الشباب الصحراوي لنشر ثقافة الميوعة والإنحلال الأخلاقي بين ظهرانيه وفك عرى التأصيل والتضامن والمروءة التي تميزه عن غيره.
هذا كله مجرد غيض من فيض وقطرة ماء في بحر من المؤامرات والدسائس التي تدخل بكل بساطة في إطار سياسة عقاب جماعي تسعى من ورائها الدولة المغربية إلى إفساد عقول الشباب الصحراوي للحد من وعيه السياسي وتحليله العلمي للظاهرة الإستعمارية وسبر أغوارها لمعرفة خلفياتها وظروف نشأتها والعمل على ابتكار أساليب ناجعة لمقاومتها والحد من استمرارها وقطع جذور امتدادها ثم تشتيت تركيزه على القضية الأم والغاية الأسمى المتمثلة في دحر المحتل ونيل الحرية وتحقيق الإستقلال الذي ضحى من أجله الشعب الصحراوي بالغالي والنفيس وأعطى في سبيله شهداء من خيرة شبابه.
فعلى الشباب الصحراوي اتخاذ كل مايلزم من مقومات الحيطة والحذر والعمل على إفشال هذه المخططات الرامية إلى تكريس قيم الركوع والخنوع والقبول بسياسة الأمر الواقع التي يسعى المحتل إلى زرعها بين صفوف أبناء الشعب الصحراوي لخلق مناخ ملائم يساعده على إعادة إنتاج شروط استمرار احتلاله للوطن وإطالة أمد تواجده به بعد أن تناثرت دعائمه وتزحزحت أركانه الأساسية منذ اندلاع انتفاضة الإستقلال المظفرة.
http://upes.org/body2.asp?field=articulos&id=1278
No comments:
Post a Comment