المغرب والبوليزاريو يتنافسان على شخصية إبراهيم بصيري أول زعيم صحراوي ناهض التواجد الإسباني في الصحراء
حسين مجدوبي - مدريد ـ 'القدس العربي'/ 2012-06-29
حسين مجدوبي - مدريد ـ 'القدس العربي'/ 2012-06-29
: يتنافس كل من المغرب وجبهة البوليزاريو على شخصية محمد سيدي
إبراهيم بصيري، إذ يتبناه كل طرف ويعتبره أنه كان يدافع عن أطروحت، وتحولت اسبانيا
الى ساحة للمواجهة والمنافسة عبر السباق لمعرفة مصيره المجهول عندما قتل على أيدي
القوات الإسبانية.
ويعتبر محمد سيدي إبراهيم بصيري (1942) من الصحراويين الأوائل الذين انتفضوا للمطالبة بتحرير الصحراء من الاستعمار الإسباني وكانت انتفاضته التي وقعت في العيون سنة 1970 هي الأولى من نوعها بعد الحروب التي كانت قد خاضها جيش التحرير المغربي في أواخر الخمسينات. وتؤكد كل المعطيات التاريخية أنه توفي في انتفاضة 'انتفاضة الزملة'، حيث تم اعتقاله يوم 17 حزيران (يونيو) 1970 ولم يعد يسمع عنه أي خبر لاحقا. وهناك رواية تقول أنه توفي تحت التعذيب في مدينة العيون وجرى دفنه في منطقة لغراد القريبة من العيون رفقة صحراويين آخرين لقوا حتفهم في الانتفاضة، بينما تؤكد رواية أخرى أخرى أنه نقل الى جزر الكاناري المقابلة للصحراء، حيث يكون قد لقي حتفه في الاستنطاقات العنيفة التي خضع لها وتم دفنه هناك. ويبقى الأساسي هو أن الدولة الإسبانية تتوفر على ملفه وتعرف جيدا مصيره. وتحول بصيري خلال السنوات الأخيرة الى رمز مزدوج، فمن جهة يتبناه المغرب ويعتبره وطنيا عمل على تحرير الصحراء من الاستعمار الإسباني، ومن جهة أخرى، تتبناه جبهة البوليساريو وتعتبره مؤسس ما يطلق عليه 'الكفاح الصحراوي'، والواقع أن هذا التبني جاء متأخرا من الطرفين بعدما تم تجاهله لعقود من الزمان. وكانت السلطات المغربية تتجاهل ذكراه وتعتبره شخصية لم يكن لديها وزنا تاريخيا، كما تجاهلته جبهة البوليساريو تجاهلا تاما بحكم أنه توفي سنة 1970، بينما تأسست جبهة البوليساريو سنة 1973، وتعتبر هذا التاريخ هو انطلاق المشروعية الصحراوية وليس من قبل. وقبل عشرة أيام، خلّد المغرب رسميا اختفاء محمد سيدي إبراهيم بصيري في الزاوية البصيرية في إقليم أزيلال وسط المغرب، حيث يعتقد أنه ولد هنا قبل الانتقال الى الصحراء للعيش، حيث درس القرآن ثم انتقل الى الرباط للدراسة فالقاهرة وأخيرا دمشق وبيروت حيث درس هناك الصحافة وعاد الى مدينة الدار البيضاء وأسس مجلة 'الشموع' صدر منها ثلاث نسخ، وصادرتها السلطات المغربية، ثم أسس حركة لمناهضة الاستعمار الإسباني تحمل اسم 'حركة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب' والتي اتشهرت كذلك باسم 'الحركة الطليعية لتحرير الصحراء'. كما تقدمت جمعيات صحراوية ومحامون اسبان يؤدون المغرب بدعوى للقضاء الإسباني لكي يكشف عن مصير إبراهيم بصيري بحكم أنه جرى اعتقاله سنة 1970 من طرف القوات الإسبانية. ومن جهة أخرى، تقدم حزب اليسار الجمهوري الكاتالاني في البرلمان الإسباني خلال الأسبوع الجاري بمذكرة ليتم الكشف عن مصير البصيري مؤكدا أن اسبانيا هي التي اعتقلته. ويبرز هذا الحزب الذي أقدم على هذه المبادرة بدعم من جبهة البوليزاريو أن اسبانيا هي المسؤولة التاريخية عن اختفاء البصيري التي تعتبره أول زعيم رغب في استقلال الصحراء. ويطالب الحزب بالعثور على قبره ونقل رفاته لدفنه في الصحراء |
No comments:
Post a Comment