شهادة زوجة الناشط الحقوقي و النقابي علي سالم التامك
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة 08 مارس2006
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة 08 مارس 2006، أود أن أحيي تضحيات و نضال الحركة النسائية في العالم و أثمن مساندة جميع المنظمات النسائية و الحقوقية و القوى الديمقراطية و بعض الجهات الحكومية و البرلمانية، إضافة إلى منابر إعلامية و مثقفين و صحفيين و كتاب و فنانين الذين آزروني و ساهموا في فضح جريمة الاغتصاب التي تعرضت لها من طرف عناصر المخابرات المغربية "DST".
شهادتي عن ما قاسيته نشرتها مختصرة "جريدة إلموندو" الاسبانية مشكورة بتاريخ يونيو 2005 من إنجاز الصحفي المغربي المعروف "علي المرابط".
عندما أعتقل زوجي في نهاية غشت 2002 بالعاصمة المغربية الرباط على خلفية " الانتماء إلى تنظيمات جبهة البوليساريو" بعد عملية طرده من العمل جراء رفضه الإذعان لقرار الترحيل القسري من منطقة آسا ، مقر عمله إلى مدينة "مكناس المنزه"، بدأت أعيش أنا و ابنتي الصغيرة "الثورة" التي لم تتجاوز سنتين آنذاك مسلسلا جديدا من المعاناة اتخذت شكلين ،صعوبة تدبير واقعنا المعيشي و حاجياته الجمة من جهة ، و مضايقات الأجهزة المخابراتية المغربية من جهة أخرى ، فقد بدأو في مراقبة و تتبع بشكل مكثف تحركاتي عندما كنت أقوم بزيارة زوجي في سجون:" إنزكان- سلا-أيت ملول " في محاولة منهم لاستقطابي مستعملين الأغراء تارة و الترهيب تارة أخرى بالتهديد بفبركة قضية "دعارة" ضدي كمبرر للزج بي في السجن في حالة رفضي التجسس على نشاط زوجي ورفاقه لصالح المخابرات المغربية.
و أمام رفضي الشديد قامت المخابرات المغربية و تحديدا الشرطة السياسية السرية لأكادير وهو ما يعرف ب "مديرية مراقبة التراب الوطني "DST إلى هذا السيناريو: في يونيو من سنة 2003 و أنا أزور زوجي بسجن أيت ملول حيث يتواجد هذا السجن بمكان نائي و بعيد عن المدينة. و بعد انتهاء الزيارة خرجت رفقة ابنتي من السجن اعترضت سبيلنا سيارة مدنية كان بها ثلاثة رجال من المخابرات المذكورة سلفا حيث أرغموني على ركوب السيارة و بالرغم من صراخي و بكاء ابنتي فإن أحدا لم يكترث لبكائنا.لقد أصابني نوع من الرعب و تملكني خوف شديد لأنني أجهل مصيري و وجهتي.....بعد جولة دامت نصف ساعة وجدت نفسي و ابنتي بمنزل أمام مجموعة من عناصرDST عرفت منهم: " مبارك أرسلان" المسؤول عن هذا الجهاز من أكادير جنوب المغرب إلى الداخلة، أقصى جنوب الصحراء الغربية، و "ابراهيم التامك" ضابط ينتمي لذات الجهاز بمدينة طانطان و هو ابن عم زوجي و أخ لوالي جهة الداخلة-الكويرة "محمد صالح التامك" و الحالة الثالثة هو "الطيار محمد" عميد مسؤول بنفس الجهاز بأكادير، إضافة إلى عناصر أخرى معهم، بدؤوا باستنطاقي حول كل التفاصيل التي تتعلق بزوجي و بحياتنا معا.لقد سألوني عن أشياء لا تخطر ببال من مثل: نظامه الغذائي، طبيعة تعامله معي، مع محيطه العائلي، مع رفاقه كل واحد باسمه و مدى قربه و حميميته مع كل واحد على حدة. قدموا لي لائحة بأسماء رفاقه، استفسر وني عنهم و عن طباعه و علاقته الجنسية معي، إضراباته عن الطعام، علاقاته مع البوليساريو و إمكانياته المادية....أتذكر أنه عندما كنت أتحفظ في الإجابة على بعض الأسئلة لأنني أجهل الكثير من الأمور و التفاصيل يهددوني بقتل ابنتي ...لقد جردوني من كل ملابسي و اغتصبوني جميعهم و تبولوا علي...و قاموا بفعل أشياء أخجل من ذكرها... استعملوا معي كل الأساليب الحاطة من الكرامة، لقد أهانوني بما للكلمة من معنى، فضلا عن الكلام النابي و السب و الشتم و كل ما يمكن أن يحطم و يقضي على معنوياتي لجأوا إليه، لقد طلبوا مني القيام بسيناريو يقضي باستدراج بعض رفاق زوجي في علاقات جنسية غير مشروعة و هم يقصدون "محمد المتوكل" و " الحسين ليدري" و هم حاليا معتقلين بالسجن لكحل بالعيون، لإيقاعهم في المصيدة ليتسنى للمخابرات اعتقالهم و متابعتهم أمام القضاء المغربي بتهمة " الآداب أو الدعارة" و الغاية بطبيعة الحال في نسف علاقات عجزوا عن احتوائها أو تدميرها.
إنني لامست في تعاملهم العدواني انتقاما أعمى مني و أعرف أنهم يستهدفون زوجي لكونه يدافع علانية عن رأي سياسي مخالف للموقف الرسمي للنظام المغربي بخصوص قضية الصحراء الغربية. لقد عشت إرهابا حقيقيا جراء ما تعرضت له، و مررت من حالة نفسية غير طبيعية دفعتني إلى الإقامة بالمستشفى فترة معينة، فلم يكتفوا بتعذيبي نفسيا من خلال أفظع جريمة هي الاغتصاب، بل حاولوا عبر قنواتهم ووساطاتهم و تشنيعي و التشويش على سمعتي و القيام بحملات الهدف منها الإساءة إلي و إلى زوجي.
بعد إطلاق سراح زوجي علي سالم التامك في بداية سنة 2004 رفقة 32 معتقلا سياسيا و هو اعتقاله الرابع حاولت الخروج إلى أوربا عن طريق موريتانيا لكي أدلي بشهادتي لكن صعوبات حالت دون ذلك.
إن شهادتي هاته لا تشكل سابقة، بل هناك من سبق و أن أدلوا بشهادات دراماتيكية عن تعرضهم لجريمة الاغتصاب و هناك المئات من الصحراويات ممن عاشوا و تعرضوا لما هو أسوأ مما حكيت في إطار أساليب التعذيب النفسي الذي ينتهجه النظام المغربي لكن كابوس الخوف و الحساسية المفرطة بالنسبة للموضوع لدى المجتمع عاملان يحولان دون البوح بمثل هذه الجرائم التي تبقى مطمورة إلى أجل غير معروف.
إن ما تعرضت له لا يمكن تقدير تبعاته الخطيرة بالنسبة لي نفسيا و صحيا و عائليا و تأثيره على إبنتي عندما يسمح لها عمرها مستقبلا بمعرفة حقيقة ما جرى، و يكفي أنني أجبرت على اللجوء إلى أسبانيا رفقة ابنتي فرارا من الاضطهاد و الانتقام.
إن ما عانيته كان بالأساس يستهدف زوجي لأنني في الحقيقة كنت ربة بيت عادية و إنسانة بسيطة جدا ليس لي آنذاك أي نشاط كيفما كان نوعه.
إن السلطات المغربية لم تكتفي بتشريدنا و اعتقال زوجي مجددا و حقنه سابقا لازال يعاني من آثارها إلى حد الساعة، بل حاولت إدخاله إلى مستشفى الأمراض العقلية و النفسية بانزكان.و هددت بطرده إلى الخارج و تصفيته ، كما حاولت ذلك من خلال سجين في يناير 2003 بسجن سلا، و ممكن أن تلجأ إلى ما هو أفظع و أنكر لاحقا...
في الختام أجد شكري إلى كل المتعاطفين معي و أدعو كل الديمقراطيين الشرفاء في العالم إلى مساندتي من أجل مساءلة الجناة و تقديم المسئولين عن هذه الجريمة إلى القضاء.
و أعلن أنني سأخوض يوم 08 مارس 2006 إضرابا عن الطعام لمدة 24 ساعة احتجاجا على ما لحقني من اعتداء و ما يمارس من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان بالصحراء الغربية
عيشتو رمضان شافع (عويشة شافع)
زوجة معتقل الرأي حاليا بالسجن لكحل بالعيون، الصحراء الغربية
و والدة الثورة التامك
لاجئة سياسية باسبانيا،مدريد
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة 08 مارس2006
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة 08 مارس 2006، أود أن أحيي تضحيات و نضال الحركة النسائية في العالم و أثمن مساندة جميع المنظمات النسائية و الحقوقية و القوى الديمقراطية و بعض الجهات الحكومية و البرلمانية، إضافة إلى منابر إعلامية و مثقفين و صحفيين و كتاب و فنانين الذين آزروني و ساهموا في فضح جريمة الاغتصاب التي تعرضت لها من طرف عناصر المخابرات المغربية "DST".
شهادتي عن ما قاسيته نشرتها مختصرة "جريدة إلموندو" الاسبانية مشكورة بتاريخ يونيو 2005 من إنجاز الصحفي المغربي المعروف "علي المرابط".
عندما أعتقل زوجي في نهاية غشت 2002 بالعاصمة المغربية الرباط على خلفية " الانتماء إلى تنظيمات جبهة البوليساريو" بعد عملية طرده من العمل جراء رفضه الإذعان لقرار الترحيل القسري من منطقة آسا ، مقر عمله إلى مدينة "مكناس المنزه"، بدأت أعيش أنا و ابنتي الصغيرة "الثورة" التي لم تتجاوز سنتين آنذاك مسلسلا جديدا من المعاناة اتخذت شكلين ،صعوبة تدبير واقعنا المعيشي و حاجياته الجمة من جهة ، و مضايقات الأجهزة المخابراتية المغربية من جهة أخرى ، فقد بدأو في مراقبة و تتبع بشكل مكثف تحركاتي عندما كنت أقوم بزيارة زوجي في سجون:" إنزكان- سلا-أيت ملول " في محاولة منهم لاستقطابي مستعملين الأغراء تارة و الترهيب تارة أخرى بالتهديد بفبركة قضية "دعارة" ضدي كمبرر للزج بي في السجن في حالة رفضي التجسس على نشاط زوجي ورفاقه لصالح المخابرات المغربية.
و أمام رفضي الشديد قامت المخابرات المغربية و تحديدا الشرطة السياسية السرية لأكادير وهو ما يعرف ب "مديرية مراقبة التراب الوطني "DST إلى هذا السيناريو: في يونيو من سنة 2003 و أنا أزور زوجي بسجن أيت ملول حيث يتواجد هذا السجن بمكان نائي و بعيد عن المدينة. و بعد انتهاء الزيارة خرجت رفقة ابنتي من السجن اعترضت سبيلنا سيارة مدنية كان بها ثلاثة رجال من المخابرات المذكورة سلفا حيث أرغموني على ركوب السيارة و بالرغم من صراخي و بكاء ابنتي فإن أحدا لم يكترث لبكائنا.لقد أصابني نوع من الرعب و تملكني خوف شديد لأنني أجهل مصيري و وجهتي.....بعد جولة دامت نصف ساعة وجدت نفسي و ابنتي بمنزل أمام مجموعة من عناصرDST عرفت منهم: " مبارك أرسلان" المسؤول عن هذا الجهاز من أكادير جنوب المغرب إلى الداخلة، أقصى جنوب الصحراء الغربية، و "ابراهيم التامك" ضابط ينتمي لذات الجهاز بمدينة طانطان و هو ابن عم زوجي و أخ لوالي جهة الداخلة-الكويرة "محمد صالح التامك" و الحالة الثالثة هو "الطيار محمد" عميد مسؤول بنفس الجهاز بأكادير، إضافة إلى عناصر أخرى معهم، بدؤوا باستنطاقي حول كل التفاصيل التي تتعلق بزوجي و بحياتنا معا.لقد سألوني عن أشياء لا تخطر ببال من مثل: نظامه الغذائي، طبيعة تعامله معي، مع محيطه العائلي، مع رفاقه كل واحد باسمه و مدى قربه و حميميته مع كل واحد على حدة. قدموا لي لائحة بأسماء رفاقه، استفسر وني عنهم و عن طباعه و علاقته الجنسية معي، إضراباته عن الطعام، علاقاته مع البوليساريو و إمكانياته المادية....أتذكر أنه عندما كنت أتحفظ في الإجابة على بعض الأسئلة لأنني أجهل الكثير من الأمور و التفاصيل يهددوني بقتل ابنتي ...لقد جردوني من كل ملابسي و اغتصبوني جميعهم و تبولوا علي...و قاموا بفعل أشياء أخجل من ذكرها... استعملوا معي كل الأساليب الحاطة من الكرامة، لقد أهانوني بما للكلمة من معنى، فضلا عن الكلام النابي و السب و الشتم و كل ما يمكن أن يحطم و يقضي على معنوياتي لجأوا إليه، لقد طلبوا مني القيام بسيناريو يقضي باستدراج بعض رفاق زوجي في علاقات جنسية غير مشروعة و هم يقصدون "محمد المتوكل" و " الحسين ليدري" و هم حاليا معتقلين بالسجن لكحل بالعيون، لإيقاعهم في المصيدة ليتسنى للمخابرات اعتقالهم و متابعتهم أمام القضاء المغربي بتهمة " الآداب أو الدعارة" و الغاية بطبيعة الحال في نسف علاقات عجزوا عن احتوائها أو تدميرها.
إنني لامست في تعاملهم العدواني انتقاما أعمى مني و أعرف أنهم يستهدفون زوجي لكونه يدافع علانية عن رأي سياسي مخالف للموقف الرسمي للنظام المغربي بخصوص قضية الصحراء الغربية. لقد عشت إرهابا حقيقيا جراء ما تعرضت له، و مررت من حالة نفسية غير طبيعية دفعتني إلى الإقامة بالمستشفى فترة معينة، فلم يكتفوا بتعذيبي نفسيا من خلال أفظع جريمة هي الاغتصاب، بل حاولوا عبر قنواتهم ووساطاتهم و تشنيعي و التشويش على سمعتي و القيام بحملات الهدف منها الإساءة إلي و إلى زوجي.
بعد إطلاق سراح زوجي علي سالم التامك في بداية سنة 2004 رفقة 32 معتقلا سياسيا و هو اعتقاله الرابع حاولت الخروج إلى أوربا عن طريق موريتانيا لكي أدلي بشهادتي لكن صعوبات حالت دون ذلك.
إن شهادتي هاته لا تشكل سابقة، بل هناك من سبق و أن أدلوا بشهادات دراماتيكية عن تعرضهم لجريمة الاغتصاب و هناك المئات من الصحراويات ممن عاشوا و تعرضوا لما هو أسوأ مما حكيت في إطار أساليب التعذيب النفسي الذي ينتهجه النظام المغربي لكن كابوس الخوف و الحساسية المفرطة بالنسبة للموضوع لدى المجتمع عاملان يحولان دون البوح بمثل هذه الجرائم التي تبقى مطمورة إلى أجل غير معروف.
إن ما تعرضت له لا يمكن تقدير تبعاته الخطيرة بالنسبة لي نفسيا و صحيا و عائليا و تأثيره على إبنتي عندما يسمح لها عمرها مستقبلا بمعرفة حقيقة ما جرى، و يكفي أنني أجبرت على اللجوء إلى أسبانيا رفقة ابنتي فرارا من الاضطهاد و الانتقام.
إن ما عانيته كان بالأساس يستهدف زوجي لأنني في الحقيقة كنت ربة بيت عادية و إنسانة بسيطة جدا ليس لي آنذاك أي نشاط كيفما كان نوعه.
إن السلطات المغربية لم تكتفي بتشريدنا و اعتقال زوجي مجددا و حقنه سابقا لازال يعاني من آثارها إلى حد الساعة، بل حاولت إدخاله إلى مستشفى الأمراض العقلية و النفسية بانزكان.و هددت بطرده إلى الخارج و تصفيته ، كما حاولت ذلك من خلال سجين في يناير 2003 بسجن سلا، و ممكن أن تلجأ إلى ما هو أفظع و أنكر لاحقا...
في الختام أجد شكري إلى كل المتعاطفين معي و أدعو كل الديمقراطيين الشرفاء في العالم إلى مساندتي من أجل مساءلة الجناة و تقديم المسئولين عن هذه الجريمة إلى القضاء.
و أعلن أنني سأخوض يوم 08 مارس 2006 إضرابا عن الطعام لمدة 24 ساعة احتجاجا على ما لحقني من اعتداء و ما يمارس من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان بالصحراء الغربية
عيشتو رمضان شافع (عويشة شافع)
زوجة معتقل الرأي حاليا بالسجن لكحل بالعيون، الصحراء الغربية
و والدة الثورة التامك
لاجئة سياسية باسبانيا،مدريد
No comments:
Post a Comment