شاي في الصحراء رشيد نيني
توجد اليوم أمام أنظار القاضي الإسباني «بالتزار غارسون» رسالة من جبهة البوليساريو تحتوي على الترجمة الحرفية من العربية إلى الإسبانية لجزء من شهادة خليهن ولد الرشيد قدمها خلال جلسات الاستماع المغلقة التي عقدتها هيئة الإنصاف والمصالحة لبعض الشخصيات التي تملك بعض المفاتيح السرية لدهاليز سنوات الرصاص. فماذا قال خليهن ولد الرشيد في شهادته حتى تتلقفها جبهة البوليساريو وتحطها «سخونة» أمام أنف قاضي مهنته الأساسية هي مطاردة الساحرات من بلد إلى آخر، كان آخرهم الديكتاتور بينوشي الذي لم يفكه منه سوى عزرائيل. لقد قال خليهن ولد الرشيد أشياء خطيرة بالفعل، فهو لم يكن يتصور في تلك السنوات التي كان يقضيها مبعدا عن حظيرة المخزن، بعد تولي الملك محمد السادس الحكم، أنه سيعود ليرفع رأسه ثانية ويتنفس خارج الماء. ولد الرشيد لا يعرف أن الماضي إذا لم تتصالح معه فإنه يعود ليحاصرك ويحرجك في المستقبل. وهاهي تصريحات خليهن ولد الرشيد تعود لكي تحرجه أمام الدولة المغربية التي قايضت أحلامه الثورية في تخوم الصحراء، عندما كان أمينا عاما لحزب «البونس» الإسباني في العيون، بتسليمه قيادة مجلس الشؤون الصحراوية ليسيره من فيلته بحي السويسي بالرباط. ولأن خليهن يعتبر «الكوركاس» امتدادا لبيته فقد شغل فيه ابنه، فالمثل المغربي يقول «صدقة صدقة فالمقربين أولى». خطورة شهادة خليهن تتجسد في كونها تشير بوضوح لضلوع مسؤولين أمنيين مغاربة في جرائم اختطاف واعتقالات في الصحراء سنوات الرصاص. وبعبارة أوضح يقول خليهن في شهادته أن هؤلاء المسؤولين الأمنيين شاركوا في اعتقال وتصفية مواطنين صحراويين عبر إلقائهم بطائرات الهيلوكوبتر في عرض البحر. هكذا يكون ولد الرشيد بشهادته قد وضع نفسه رهن إشارة قاضي التحقيق الإسباني كشاهد إثبات في القضية التي يحقق فيها منذ أشهر على خلفية الشكاية التي تقدمت بها «جمعية عائلات المفقودين في الصحراء»، والتي تتهم ثلاثة عشر مسؤولا أمنيا بالضلوع في اختطاف وتصفية مواطنين صحراويين. بعبارة أوضح فخليهن ولد الرشيد «يغرق الشقف» للجنرال حسني بنسليمان والمدير السابق للأمن الوطني حفيظ بنهاشم، المسؤول الحالي عن المندوبية العامة للسجون، وعبد العزيز علابوش المدير السابق لإدارة حماية التراب الوطني، وبقية الثلاثة عشر. فهؤلاء في النهاية هم المسؤولون الأمنيون الذين كانوا «يسهرون» على تطبيق التعليمات العليا خلال سنوات الرصاص في الصحراء وغيرها من مناطق المغرب، ويزيدون عليها من «رؤوسهم» الكثير من «التبزيرة» عملا بقاعدة الزيادة في العلم بدل الاكتفاء به. ولهذا نفهم شراسة البيان الذي «اقترفه» أحمد حرزني، رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، للتعليق على نشر «الجريدة الأولى» لشهادة ولد الرشيد وبوطالب وشهادات غيرهما من الذين قبلوا بإزالة لقب «الصامت عن الحق» من سيرتهم الذاتية، تاركين للشياطين الخرس الأخرى الكثيرة أن تظل سادرة في صمتها. ومن هنا أيضا نفهم هجوم محامي الحكومة السابق محمد زيان على رجل في الثمانينات من العمر كعبد الهادي بوطالب، لمجرد أن هذا الأخير ذكر في شهادته أشياء عن الحسن الثاني لم ترق لبعض من يأكلون الشوك بفم زيان. فانبرى للرجل من يصفه بالزنديق وأوصاف أخرى نخجل من ذكرها. ومن هنا نفهم أيضا هجوم حرزني على الصحافيين واتهامهم بالافتقار للحس الوطني وجريهم خلف رفع المبيعات، وهدد برد صارم لوقف هذه «المهزلة». مع أن المهزلة الحقيقية هي التي أوقع فيها حرزني المغرب اليوم. فلولا إصراره على النفخ في النار، وجرجرة الجريدة التي نشرت شهادة خليهن ولد الرشيد، حيث يتحدث عن الجلادين الذين ألقوا مواطنين من الجو في البحر، أمام القضاء، لما أخذت هذه القضية كل هذه الأبعاد الدولية التي ستضع مسؤولين أمنيين كبارا في واجهة الأحداث. وبمواجهة من، بمواجهة قاضي صارم يفضل عتاة الديكتاتوريين في العالم مواجهة عزرائيل على مواجهة صك اتهاماته. وإذا كانت جبهة «البوليسارو» قد اعتبرت شهادة خليهن ولد الرشيد المهمة «دجاجة بكامونها» وأوصلتها مترجمة إلى مكتب القاضي غارسون، فإن ذلك كان في جانب كبير بفضل مساعدة حرزني القيمة، والذي لم يدخر جهدا في جعل الجميع يأخذ علما بهذه الشهادة. وحرزني معذور ربما، فأمام إلحاح وغضب خليهن ولد الرشيد ومطالبته حرزني «التمتع» بصلاحياته كرئيس للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، والمطالبة بوقف واسترجاع «أرشيفه». مع أن قانون الأرشيف الذي «لبقه» الأشعري وزير الثقافة السابق أسابيع قليلة قبل مغادرته للحكومة، وخرج من البرلمان، ولازال ينتظر قانونه التنظيمي من المجلس الدستوري. ولذلك «عرعر» حرزني على الصحافة والصحافيين، واتهمهم بالافتقار إلى الوطنية وبالسطو على ممتلكات المجلس الموقر الذي يشرف عليه. وكأن تلك الشهادات ليست ملكا للمغاربة جميعهم، بما أنها تتحدث عنهم وعن معاناتهم مع نظام قمعي ذاق حرزني نفسه من «خليعه» المدسم، قبل أن «يهضم» هذا «الخليع» بـ«شاي في الصحراء»، حتى نبقى في أجواء خليهن ولد الرشيد (مع الاعتذار لبول بولز كاتب الفيلم ومخرجه بيرناردو بيرتولوتشي). ولعل ما جعل خليهن ولد الرشيد يشتم بأنفه الصحراوي رائحة عاصفة رملية قادمة في الأفق بسبب هذه الشهادة «التعيسة» التي خرجت له في «عوده» في الوقت غير المناسب تماما، هو احتمال «تمتعه» بالجنسية الإسبانية إلى جانب جنسيته المغربية، بعد الطلب الذي كان وضعه في محكمة بمدينة «بورغوس». فالمعروف أن حوالي 25 من أعضاء الكوركاس وبعض الناشطين السياسيين الصحراويين يحملون الجنسية الإسبانية، ويعيشون في مدريد أكثر مما يعيشون في العيون أو الرباط. والنائبة البرلمانية عن فريق التقدم والاشتراكية كجمولة بنت عبي، واحدة من بين هؤلاء الذين يضعون رجلا في الرباط وأخرى في مدريد. لذلك فإذا ثبت فعلا أن خليهن يحمل الجنسية الإسبانية فإن القاضي غارسون قد يستدعيه للاستماع إليه بوصفه مواطنا إسبانيا تسري عليه قوانين مملكة خوان كارلوس، وليس بوصفه مواطنا مغربيا تسري عليه قوانين مملكة محمد السادس. الدرس الذي يمكن أن نستخلصه من كل هذه الحكاية هو أن هناك من يطبق بشكل جيد الحكمة المغربية التي تصف أمثال حرزني بكونهم «يفيقون العمى لضرب الحجر». ويساهمون بتهجمهم على الصحافة في خلق متاعب إضافية للنظام الذي يدفع له راتبه الشهري. وإذا كان على عائلات المختفين الصحراويين الذين لازالوا يبحثون عن رفات أبنائهم إلى اليوم، مثلما يبحث عنها آخرون في مدن مغربية مختلفة، أن تشكر شخصا معينا في إعادة قضيتهم إلى الواجهة، فهو أحمد حرزني. فبفضله «سلطت» العدالة ضوأها على هذه الشهادة التي لا يستطيع خليهن أن يتنكر لها، مادام صنع المستحيل لكي يسترجعها ويحول دون نشرها. http://almassae.press.ma/
توجد اليوم أمام أنظار القاضي الإسباني «بالتزار غارسون» رسالة من جبهة البوليساريو تحتوي على الترجمة الحرفية من العربية إلى الإسبانية لجزء من شهادة خليهن ولد الرشيد قدمها خلال جلسات الاستماع المغلقة التي عقدتها هيئة الإنصاف والمصالحة لبعض الشخصيات التي تملك بعض المفاتيح السرية لدهاليز سنوات الرصاص. فماذا قال خليهن ولد الرشيد في شهادته حتى تتلقفها جبهة البوليساريو وتحطها «سخونة» أمام أنف قاضي مهنته الأساسية هي مطاردة الساحرات من بلد إلى آخر، كان آخرهم الديكتاتور بينوشي الذي لم يفكه منه سوى عزرائيل. لقد قال خليهن ولد الرشيد أشياء خطيرة بالفعل، فهو لم يكن يتصور في تلك السنوات التي كان يقضيها مبعدا عن حظيرة المخزن، بعد تولي الملك محمد السادس الحكم، أنه سيعود ليرفع رأسه ثانية ويتنفس خارج الماء. ولد الرشيد لا يعرف أن الماضي إذا لم تتصالح معه فإنه يعود ليحاصرك ويحرجك في المستقبل. وهاهي تصريحات خليهن ولد الرشيد تعود لكي تحرجه أمام الدولة المغربية التي قايضت أحلامه الثورية في تخوم الصحراء، عندما كان أمينا عاما لحزب «البونس» الإسباني في العيون، بتسليمه قيادة مجلس الشؤون الصحراوية ليسيره من فيلته بحي السويسي بالرباط. ولأن خليهن يعتبر «الكوركاس» امتدادا لبيته فقد شغل فيه ابنه، فالمثل المغربي يقول «صدقة صدقة فالمقربين أولى». خطورة شهادة خليهن تتجسد في كونها تشير بوضوح لضلوع مسؤولين أمنيين مغاربة في جرائم اختطاف واعتقالات في الصحراء سنوات الرصاص. وبعبارة أوضح يقول خليهن في شهادته أن هؤلاء المسؤولين الأمنيين شاركوا في اعتقال وتصفية مواطنين صحراويين عبر إلقائهم بطائرات الهيلوكوبتر في عرض البحر. هكذا يكون ولد الرشيد بشهادته قد وضع نفسه رهن إشارة قاضي التحقيق الإسباني كشاهد إثبات في القضية التي يحقق فيها منذ أشهر على خلفية الشكاية التي تقدمت بها «جمعية عائلات المفقودين في الصحراء»، والتي تتهم ثلاثة عشر مسؤولا أمنيا بالضلوع في اختطاف وتصفية مواطنين صحراويين. بعبارة أوضح فخليهن ولد الرشيد «يغرق الشقف» للجنرال حسني بنسليمان والمدير السابق للأمن الوطني حفيظ بنهاشم، المسؤول الحالي عن المندوبية العامة للسجون، وعبد العزيز علابوش المدير السابق لإدارة حماية التراب الوطني، وبقية الثلاثة عشر. فهؤلاء في النهاية هم المسؤولون الأمنيون الذين كانوا «يسهرون» على تطبيق التعليمات العليا خلال سنوات الرصاص في الصحراء وغيرها من مناطق المغرب، ويزيدون عليها من «رؤوسهم» الكثير من «التبزيرة» عملا بقاعدة الزيادة في العلم بدل الاكتفاء به. ولهذا نفهم شراسة البيان الذي «اقترفه» أحمد حرزني، رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، للتعليق على نشر «الجريدة الأولى» لشهادة ولد الرشيد وبوطالب وشهادات غيرهما من الذين قبلوا بإزالة لقب «الصامت عن الحق» من سيرتهم الذاتية، تاركين للشياطين الخرس الأخرى الكثيرة أن تظل سادرة في صمتها. ومن هنا أيضا نفهم هجوم محامي الحكومة السابق محمد زيان على رجل في الثمانينات من العمر كعبد الهادي بوطالب، لمجرد أن هذا الأخير ذكر في شهادته أشياء عن الحسن الثاني لم ترق لبعض من يأكلون الشوك بفم زيان. فانبرى للرجل من يصفه بالزنديق وأوصاف أخرى نخجل من ذكرها. ومن هنا نفهم أيضا هجوم حرزني على الصحافيين واتهامهم بالافتقار للحس الوطني وجريهم خلف رفع المبيعات، وهدد برد صارم لوقف هذه «المهزلة». مع أن المهزلة الحقيقية هي التي أوقع فيها حرزني المغرب اليوم. فلولا إصراره على النفخ في النار، وجرجرة الجريدة التي نشرت شهادة خليهن ولد الرشيد، حيث يتحدث عن الجلادين الذين ألقوا مواطنين من الجو في البحر، أمام القضاء، لما أخذت هذه القضية كل هذه الأبعاد الدولية التي ستضع مسؤولين أمنيين كبارا في واجهة الأحداث. وبمواجهة من، بمواجهة قاضي صارم يفضل عتاة الديكتاتوريين في العالم مواجهة عزرائيل على مواجهة صك اتهاماته. وإذا كانت جبهة «البوليسارو» قد اعتبرت شهادة خليهن ولد الرشيد المهمة «دجاجة بكامونها» وأوصلتها مترجمة إلى مكتب القاضي غارسون، فإن ذلك كان في جانب كبير بفضل مساعدة حرزني القيمة، والذي لم يدخر جهدا في جعل الجميع يأخذ علما بهذه الشهادة. وحرزني معذور ربما، فأمام إلحاح وغضب خليهن ولد الرشيد ومطالبته حرزني «التمتع» بصلاحياته كرئيس للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، والمطالبة بوقف واسترجاع «أرشيفه». مع أن قانون الأرشيف الذي «لبقه» الأشعري وزير الثقافة السابق أسابيع قليلة قبل مغادرته للحكومة، وخرج من البرلمان، ولازال ينتظر قانونه التنظيمي من المجلس الدستوري. ولذلك «عرعر» حرزني على الصحافة والصحافيين، واتهمهم بالافتقار إلى الوطنية وبالسطو على ممتلكات المجلس الموقر الذي يشرف عليه. وكأن تلك الشهادات ليست ملكا للمغاربة جميعهم، بما أنها تتحدث عنهم وعن معاناتهم مع نظام قمعي ذاق حرزني نفسه من «خليعه» المدسم، قبل أن «يهضم» هذا «الخليع» بـ«شاي في الصحراء»، حتى نبقى في أجواء خليهن ولد الرشيد (مع الاعتذار لبول بولز كاتب الفيلم ومخرجه بيرناردو بيرتولوتشي). ولعل ما جعل خليهن ولد الرشيد يشتم بأنفه الصحراوي رائحة عاصفة رملية قادمة في الأفق بسبب هذه الشهادة «التعيسة» التي خرجت له في «عوده» في الوقت غير المناسب تماما، هو احتمال «تمتعه» بالجنسية الإسبانية إلى جانب جنسيته المغربية، بعد الطلب الذي كان وضعه في محكمة بمدينة «بورغوس». فالمعروف أن حوالي 25 من أعضاء الكوركاس وبعض الناشطين السياسيين الصحراويين يحملون الجنسية الإسبانية، ويعيشون في مدريد أكثر مما يعيشون في العيون أو الرباط. والنائبة البرلمانية عن فريق التقدم والاشتراكية كجمولة بنت عبي، واحدة من بين هؤلاء الذين يضعون رجلا في الرباط وأخرى في مدريد. لذلك فإذا ثبت فعلا أن خليهن يحمل الجنسية الإسبانية فإن القاضي غارسون قد يستدعيه للاستماع إليه بوصفه مواطنا إسبانيا تسري عليه قوانين مملكة خوان كارلوس، وليس بوصفه مواطنا مغربيا تسري عليه قوانين مملكة محمد السادس. الدرس الذي يمكن أن نستخلصه من كل هذه الحكاية هو أن هناك من يطبق بشكل جيد الحكمة المغربية التي تصف أمثال حرزني بكونهم «يفيقون العمى لضرب الحجر». ويساهمون بتهجمهم على الصحافة في خلق متاعب إضافية للنظام الذي يدفع له راتبه الشهري. وإذا كان على عائلات المختفين الصحراويين الذين لازالوا يبحثون عن رفات أبنائهم إلى اليوم، مثلما يبحث عنها آخرون في مدن مغربية مختلفة، أن تشكر شخصا معينا في إعادة قضيتهم إلى الواجهة، فهو أحمد حرزني. فبفضله «سلطت» العدالة ضوأها على هذه الشهادة التي لا يستطيع خليهن أن يتنكر لها، مادام صنع المستحيل لكي يسترجعها ويحول دون نشرها. http://almassae.press.ma/
5 comments:
سيرة خائن
23/06/2008
مقال الصحفي الاسباني: ماكسيمو ريلتي
عن جريدة:
Canarias Semanal
--------------
ولد الرشيد موظف مغربي سامي اعترف بارتكاب جرائم حرب ضد الشعب الصحراوي، لماذا الاعتراف ؟ ولماذا الآن؟ ومن هو الشخص الذي يصرح الآن ؟
"بعض الضباط من الجيش المغربي ارتكبوا ما يمكن أن يسمى جرائم ضد أسرى خارج نطاق الحرب... مدنيين كثر تم رميهم من المروحيات أو دفنوا أحياء لا لشيء إلا لكونهم صحراويين ".
من يصرح بهذا ليس سوى خليهنا ولد الرشيد رئيس ما يسمى بالكوركاس وهو مؤسسة يستعملها الملك للسيطرة على هذا الاقليم المحتل. الصحافة الاسبانية سارعت، وتحت عناوين كبيرة للإفصاح عن الدهشة التي أثارتها هذه التصريحات الفاضحة من طرف هذا الموظف المغربي حول جرائم قامت منظمات دولية عبر العالم منذ عقود بإدانتها.
ولم تثر انتباه وسائل الإعلام الدولية الكبرى، لقد حاول ولد الرشيد أن يخفف من خطورة تصريحاته عندما عزا هذه الجرائم إلى مجموعة قليلة من الضباط ثلاثة أو أربعة على حد تعبيره في التصريح الذي تناقلته وكالات الأنباء.
هذا الاعتراف المباغت لولد الرشيد ليس وليد اللحظة وإنما صرح به سنة 2005 في إطار جلسة سرية للهيئة الملكية المدعوة "هيئة الإنصاف والمصالحة"، لكن ما الهدف من اعتراف متأخر من طرف ناطق حكومي مغربي حول إبادة تمت إدانتها منذ سنين من طرف العشرات من المنظمات الحقوقية الدولية؟
هل هناك حقيقة عملية دمقرطة للمملكة العلوية التي لازالت تسير بنظام من القرون الوسطى، كما يدافع عن ذلك كل من أورنزو أولارتي (orenzo Olarte) وخيرونيمو سافيدرا (Jeronimo Saavedra). وآخرين كثر من اللوبي الموالي للمغرب بكنارية ؟
هل يحاول محمد السادس التخلص من هذا الثقل الدموي الذي ورثه عن والده؟ كما كتب المؤرخ الرسمي للأرخبيل الكناري. من يعرف خبايا المملكة المغربية يعرف ان في عالمها الرسمي المواقف لا تتخذ بارتجالية، ان المملكة المغربية مؤسسة من القرون الوسطى ذات تركيبة هرمية والعاهل يسير من اعلى الهرم هذه الشبكة المتداخلة اقتصاديا واجتماعيا.
إن الوزن المعتبر للمصالح الذي تدافع عنه هذه المؤسسة لا يسمح بالإهمال أو الارتجالية. وعندما يحصل هذا فان العقوبة تتم بسرعة وما نحن بصدده ليس استثناءا إذا أردنا أن نقترب من معرفة ما تخفيه تصريحات ولد الرشيد فيلزمنا من حيث المبدأ معرفة سيرة هذا الشخص الذي أمره رؤسائه بهذه التصريحات، هذا يدفعنا إلى الاستنتاج أن من يقف خلف هذه النوايا هوالملك نفسه.
خليهنا ولد الرشيد: ليس بجديد على ما يتعلق بالصحراء الغربية ولنكون أكثر دقة يجب أن نعرف أن ولد الرشيد سخر حياته لكسب فوائد مادية شخصية .
ولد الرشيد كما تعرفه الصحافة في الجزر الكنارية منذ السبعينات ولد في الصحراء ودرس في مدرسة الهندسة في لاس بالماس، زواجه من اسبانية الذي حصل في تلك السنوات ساعده على أن تعتبره السلطات الاسبانية الفاشية رجل ثقة كما كان يحصل بين النبلاء في القرون الوسطى في أوربا، بالنسبة للاستعمار في القرن العشرين يشكل ذلك ارتياح وضمانة للولاء.
الخطوة الأولى لولد الرشيد في العمل السياسي كانت في سنة 1974 عندما أصبح عميل الدكتاتورية في الصحراء الغربية. في تلك السنة المخابرات الاسبانية كلفته بإنشاء حزب الوحدة الوطنية الصحراوي (البونس) الذي تم تقديمه كتنظيم وطني ولكن في الحقيقة ما هو إلا دمية في أيدي السلطات الاسبانية التي تحاول الحصول على حزب مدجّن يمكنه القيام بدور لصالحها أمام الأمم المتحدة. ومن البديهي أن يكون ولد الرشيد الأمين العام لهذا التنظيم مع خائن آخر يدعى عبد الرحمن الليبك وهو اليوم قنصل لمحمد السادس في لاس بال ماس.
ولد الرشيد قام بتعاون مثمر مع الاحتلال مقابل امتيازات مادية، وبالرغم من هبوب رياح الغموض شمال غرب إفريقيا فان الشاب ولد الرشيد البالغ آنذاك من العمر 25 سنة لم يكن يشعر أن السلطات الاستعمارية الاسبانية ستسلم الصحراء الغربية للمغرب بالشكل الذي تم به الأمر. فمنذ تعيينه من طرف السلطات الاسبانية لم يدّخر جهدا لتحقيق ما كلفه به رؤسائه، الرشيد بدأ بشكل متتال بالظهور على الصفحات الأولى لجرائد الأرخبيل الكناري ثم جرائد الدولة ووسائل إعلامها الأخرى التي بالغت في تمجيده معتبرة أن الحكومة الاسبانية يمكنها التعويل على هذه المساعدة الثمينة التي يقوم بها هذا الشاب لاستمرار نفوذها في المنطقة، وأن العدو الذي يجب القضاء عليه هو البوليساريو، رغم أن هذا (القائد الوطني) يحاول أن يخفي أهدافه بتصريحات نارية ضد الأطماع التوسعية المغربية:
" بالنسبة لي الذين يشكلون خطرا -يقول آنذاك– هم الموالين للمغرب والذي يجب تفتيتهم بأي شكل من الأشكال عن طريق التعاون بين اسبانيا والبونس "
" لو لم يكن الفوسفات موجود – يصرح ولد الرشيد لجريدة صدا كنارية في 23 /40/ 1975- لم يطالب احد بالإقليم. المغرب لا يبحث عن رخاء الصحراويين وإنما عن استغلال الفوسفات، نريد الاستقلال وتشاء الظروف بان نكون دولة مصدرة للفوسفات."
بهذه الشهادة ذات الطابع الوطني المناهض للمغرب، عميل الاستخبارات الاسبانية يحاول اكتساب ثقة الصحراويين وفي نفس الوقت ايقاف تأثير المد المتصاعد للبوليساريو وفي تلك الأيام اسبانيا تعلمت دروس من تجارب القوى الاستعمارية الأوربية السابقة:
بلباقة توزيع المال وتطبيق شعار فرق تسود، كان ممكنا تصفية الاستعمار بطريقة شكلية دون أن تحصل تصفية حقيقية له، هذا هو الدور البائس الذي كلف به خليهنا ولد الرشيد وعبد الرحمان الليبك والبونس نفسه من طرف اسبانيا .
ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن وحسابات شخص ذو أطماع لا متناهية كولد الرشيد الذي لم يستنتج بان تصاعد شعبية وتأثير الجبهة الذي يلوح في الأفق سيعريه أمام مرؤوسيه، لكن عندما كان البونس بمساعدة اسبانيا يحاول توزيع عملائه داخل المؤسسات الاستعمارية كانت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب تستحوذ على الدعم من القاعدة الواسعة من الشعب الصحراوي وهذا ظهر جليا يوم 12/05/1975 عندما حطت طائرة البعثة الأممية لمعرفة ما يرده الصحراويون فيما يخص مستقبلهم وذلك الحدث كتب عنه في جريدة صدا كنارية :
" منذ الصباح حزب الاتحاد الوطني الصحراوي ( البونس) الذي كان يعمل بحرية في الاقليم ويدافع عن الاستقلال الصحراوي حشد مناضليه في الشوارع المركزية في العيون، وعندما ذهبنا إلى المطار رأينا حشودا على جنبات الطريق في انتظار مرور البعثة المفاجئة، أتت عندما بدأ تحرك أعضاء البعثة قامت تلك الحشود بإخراج غابة من أعلام البوليساريو الذي كنا تكلمنا عنها في مقالات سابقة وقلنا انها تمثل موقف الاستقلال الحقيقي وعدوة لكل دولة تحاول بسط نفوذها على الاقليم والتي هي ممنوعة من العمل السياسي في العيون ولكنها اثبتت بجدارة انها سيدة هذه الحشود ومستعدة لانتظار ممثلين الامم المتحدة، أما البونس فلم يبقى منه شيء على ارض الواقع.
الألوان الأربعة لعلم البوليساريو الأسود يمثل الاستعمار، الأبيض يمثل الحرية، الأحمر يمثل الدم والأخضر يمثل الخيرات، الهلال يمثل الاسلام اصبحت وكأنها غابة من الأعلام واللافتات التي تلح على الاستقلال وتصفية الاستعمار السريعة ضف إلى ذلك الزي التقليدي الدراعة والملحفة وإذا كان هناك منتصر شعبي في الشارع فهو البوليساريو وبضربة قاضية "
صدا كنارية 13"05/ 1975 :
"عملية الانتصار الكاسح للبوليساريو كشفت المناورات الاستعمارية وأفقدت ناطقها حيث أصبح جليا أمام العالم من هو الممثل الحقيقي للشعب الصحراوي. في هذا المضمار خليهنا ولد الرشيد أصبح عديم الجدوى وممكن انه لم يفكر كثيرا، حيث نهب ممتلكات حزبه وفر إلى الرباط حاملا معه قرابة 06 ملايين أبسيطة من خزينة الحزب ."
يوم 19/05/1975، وبالرغم من أنه صرح شهرا قبل هذا التاريخ بأن "المغرب لا يهمه الصحراويون وإنما الفوسفات"، فقد تم استقبال ولد الرشيد كمنتصر من طرف ملك المغرب الحسن الثاني في حفل ضخم استدعت له وسائل الإعلام الوطنية والدولية .
ردا على هذا صرح وزير شؤون الرئاسة في حكومة فرنكو عندما سألته الصحافة "لا اعرف ماذا فعل المغرب حتى حدث هذا" .
في الواقع ما حصل أن الخائن قرر أن يغير سيده ومنذ ذلك الوقت اصبحت الأمور تسير من سيئ إلى أسوأ بالنسبة لاسبانيا وتحطمت مخططاتها الاستعمارية الجديدة كقصر من ورق، في بعض الأحيان التاريخ تتخلله بعض الأحداث بشكل مأساوي، مرض وموت الدكتاتور وضع البرجوازية الاسبانية في منعطف صعب. الدفاع عن مصالحها الاقتصادية في الصحراء يهدد وجودها كطبقة مسيطرة في بلدها الأم دون مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية المهتمة بالسيطرة الجيو سياسية على شمال إفريقيا الخيار كان واضحا بالنسبة للطبقة الحاكمة في اسبانيا، يجب التضحية بشئ حتى لا يضيع كل شئ .
لم تتغير كثيرا سيرة ولد الرشيد منذ ذلك الوقت، رجلنا في العيون التي اصبحت الآن تحت السيطرة المغربية لا زال كما هو الرجل المرتشي إلا انه الآن أصبح أكثر مهنية في الغش والابتزاز كما تؤكده المعلومات التي تحصلنا عليها. فالشكاوى المرفوعة ضده من طرف الشركات الاسبانية التي تعمل في الصحراء المحتلة من طرف المغرب في 20 سنة الأخيرة تكتظ بها أرشيفات المحاكم في كنارية .
في سنة 2006 ظنا منه انه وصل أعلى قمة ما يطمح إليه عندما عينه محمد السادس رئيسا للكوركاس بهذا التعيين المملكة العلوية أعطت لولد الرشيد دور شيخ المناطق المحتلة من الصحراء الغربية .
إن عمالته جعلته أمام التاريخ متناقض مع مصالح شعبه، ولد الرشيد متمرس في الدسائس والمناورات وواع بأن القطيعة الحاصلة بين الشعب الصحراوي والمحتلين المغاربة هي كما كانت عليه بالأمس مع الإدارة الاسبانية، لهذا اليوم يعرض زيتون السلم والمصالحة كما حمل سابقا راية استقلال وتقرير مصير شعبه من هذا المنطلق يجب أن نترجم التصريحات التي تم نشرها هذه الأيام من طرف الصحافة .
إن رسول الاتوقراطية في المغرب يحاول أن يبيع للصحراويين تجارة تنم عن مصالحة مزورة مقابل أن يتخلى الشعب عن حريته .
بإدلائه بنصف الحقائق إن هذا الذئب العجوز يحاول أن يكسر المقاومة في الداخل وخداع الخارج، ولكن هذا الخائن البائس يصعب عليه ذلك مادام وراءه ملك متسلط.
الهدف الثاني من هذه التصريحات هو التقليل من قيمة الأحداث أي جرائم الإبادة التي قام بها النظام المغربي ضد الشعب الصحراوي وجرائم الحرب التي تطارد رموز هذا النظام المطروحة الآن على طاولت المحاكم الاسبانية.
محاولة تبرأة النظام المغربي من خلال تحميل مسؤولية هذه الجرائم لمجموع قليلة من الضباط المغاربة، لكن لا يمكن لولد الرشيد ولا لغيره أن يغطي الشمس بالغربال ويزيل مسؤولية النظام المغربي عن هذه الجرائم .
ترجمة عبيد لوشاعة
كشفت صحيفة الحرية الموريتانية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء عن مخطط مغربي لتهجير الموريتانيين إلى الصحراء الغربية وذلك قصد توظيفهم سياسيا على أنهم صحراويين، ووصفت الصحيفة هذا المخطط بأنه الأكبر من نوعه وقالت بأنه يتم قسرا عن طريق إغراء بعض المواطنين الموريتانيين المغرر بهم.
وفيما نشرت الصحيفة قائمة بأسماء بعض الموريتانيين المرحلين، الذين لا علاقة لهم لا بالصحراويين ولا بالمغرب، خلافا لما ادعت مؤخرا وسائل الإعلام المغربية التي قالت بأنهم مواطنين صحراويين، فقد أشارت الصحيفة الموريتانية الى ان عملية الترحيل هذه تتم بإستخدام الرشاوي العينية وتزويج بعض الشباب من بعض الشابات على أنهم عائلات صحراوية.
وحذرت الصحيفة في هذا الصدد من استنزاف عنصر من عناصر المجتمع الموريتاني وترحيله قسرا عن طريق الإغراء الى الصحراء الغربية، لافتة الانتباه الى انه ليس من مصلحة المملكة المغربية ان تدعم مثل هذا التوجه الهادف الى تكثير الصحراويين بالموريتانيين، الذين لا علاقة لهم بالصحراء الغربية ولا بالمغرب.
وفيما يلي ننشر النص الكامل للملف كما نشرته صحيفة الحرية الموريتانية:
صحيفة الحرية العدد 78 بتاريخ الثلاثاء 4 مارس 2008
الصفحة 3
الكشف عن اكبر مخطط لتهجير الموريتانيين إلى الصحراء الغربية
بدعم من اخليهنة ولد الرشيد: حمادة ولد الدرويش يرحل عشرات الموريتانيين إلى المغرب
الحرية: تنفرد بنشر قائمة بأسماء بعض الموريتانيين الذين رحلوا
طفت على السطح منذ فترة مسألة الوجود الصحراوي على التراب الوطني وساهم في إثارة النقاش حول المسألة التداخل الذي يطبع القضية نظرا لتعقيدات معينة فالصحراويون والموريتانيون يجتمعون في النسب والدين واللغة والعادات ولا تفرقهم سواء السياسة التي فرض قاموسها على كل من الشعبين الالتزام بنواميس لعبة السياسة لكن أطراف عدة دأبت على المزايدة والارتزاق بهذه القضية آخرهم المدير العام السابق لميناء انوذيبو المستقل حمادة ولد الدرويش، الذي استغل خيرات هذا البلد وثرواته من اجل الحصول على مكاسب سياسية كان ولد الدرويش ينظر إلى موريتانيا التي احتضنته من منطق "شمامة" خذ خيرها ولا تجعلها وطنا، حيث افلت من أي مسآلة من جعله يواصل نفس النهج بإتباع أساليب أخرى في تطبيق رؤيته السياسية، حيث عمد خلال الأيام الماضية إلى تسجيل أبناء بعض الأسر الموريتانية داخل العاصمة وفي بعض المناطق الشرقية وإقامة حفلات زواج على حسابه الخاص أو حساب من يعمل لصالحه ومن ثم ترحيلهم الى المملكة المغربية باعتبارهم "صحراويين عائدين إلى وطنهم".
وكان ولد الدرويش قد ظهر قبل ذلك على شاشات التلفزيون ليعلن معارضته لانفراد محمد عبد العزيز بالسلطة داخل البوليساريو.
موريتانيا الخاسر الأكبر:
حسب المراقبين فان ولد الدرويش تعهد لرئيس المجلس الاستشاري في الصحراء الغربية اخليهنة ولد الرشيد بإقناع الصحراويين في المخيمات بالعودة إلى المغرب ومبايعة ملكها كما تعهد باستجلاب الصحراويين المقيمين في الخارج إلى كنف المغرب ومن اجل تنفيذ برنامجه المذكور حصل على دعم مادي معتبر من المملكة وبدلا من أن ينحصر تحركه داخل ذوي الوصول الصحراوية عمد إلى إقناع مواطنين موريتانيين لا علاقة لهم لا بالصحراويين ولا بالمغرب بالتوجه الى المملكة بضرورة التوجه إلى المملكة، متخذا مجموعة من الطرق منها أن موريتانيا لا يوجد فيها سواء الفقر وانه سيوفر لكل من ذهب معه حياة كريمة في المغرب واستخدم أيضا الرشاوي العينية وتزويج بعض الشباب من بعض الشابات على أنهم عائلات.
وفي آخر تطور وعبر القناة المغربية الثانية قال حمادة ولد الدرويش أن "كل الرقيبات مغاربة" وان "الصحراء الغربية مغربية"، وكذلك ارض أخرى وفسرت تلميحاته من قبل البعض بأنها تعني موريتانيا.
خاصة انه أضاف أن المغرب ضارب في أعماق التاريخ وان تاريخ موريتانيا لم توجد ككيان إلا سنة 1960، لقد تضررت بلادنا كثيرا من حرب الصحراء الغربية وتعتبر هذه المواقف والتراكمات سببا من أسباب تلك الحرب حيث تبنت الحياد بدافع امني وفي السنوات الأخيرة شهدت الأمور حالة استتباب واستقرار خاصة في الحدود الشمالية لكن هناك من يسعون إلى إقحامها من جديد في المشكل من خلال اتخاذ مواقف مع أو ضد احد الطرفين في النزاع الصحراوي.
تاريخ من التجاذبات:
مع بروز الدولة الوطنية وتصفية الاستعمار استقلت موريتانيا في حدودها الحالية والممتدة من نهر السينغال جنوبا إلى لكويرة شمالا كما عرفت بتركيبتها السكانية التي هي نسج من العرب والزنوج وتعامل النظام السياسي مع هذا الواقع وان لم يمكنه تجاهل الامتداد الاثني جنوبا وشمالا بيد أن دخول المرحوم المخطار ولد دداه حرب الصحراء الغربية الى جانب المغرب ضد البوليساريو ادخل المنطقة منعرجا سياسيا حاسما فلم يغفر الصحراويون لبني عمومتهم في الجنوب التحالف مع المغرب ضدهم وركزوا هجماتهم أثناء تلك الحرب على الطرف الموريتاني لأنه الأضعف فوصلت قذائفهم إلى قلب العاصمة انواقشوط، ثم ما لبثت حرب الصحراء الغربية ان وضعت أوزارها بقرار من العسكر، الذين انقلبوا على ولد دداه وأعلنوا بضغط من بعض الحركات السياسية الموريتانية الانسحاب من النزاع. بعد ذلك أعلنت البوليساريو استقلال الإقليم فاعترفت موريتانيا بهذا الاستقلال واعتمدت ممثلا دبلوماسيا دائما في انوقشوط والحقيقة ان التداخل الاثني من الصعوبة بمكان، حيث لا يستطيع احد السيطرة عليه غير ان الامتدادات العرقية لا تعني بالضرورة دائما ان يستغل احد الطرفين "الصحراويون"، التسامح الذي تعاملهم به الشقيقة موريتانيا من اجل اللعب بمنطق الربح والخسارة.
وليس ولد الدرويش وحده نشازا في هذه اللعبة فهناك شخصيات من أصول صحراوية تحولوا إلى رجال أعمال نافذين شمال موريتانيا يمتلكون استثمارات في مناطق عدة وفي الزويرات تحديدا، وقد حاول بعض هؤلاء ومنذ فترة طويلة الدخول في اللعبة السياسية داخل البلد وهم بعضهم بالترشح لمناصب سياسية في الشمال إلا أن احد الولاة حينها وقف حاجزا دون تحقيق هذا الهدف، كما انه ينذر أن تجد صحراويا إلا ويحمل أوراق هوية موريتانية وقد يمتلك جواز سفر دبلوماسي، ربما هو احتياط لقادم الأيام فالتسيب الذي يطبع عمل الأجهزة الأمنية عامل ساعد الانتهازيين في نيل مبتغاهم والمفارقة تكمن في أن موريتانيا التي قدمت العديد من التسهيلات بقصد أو بغيره طلب لها الجميع ظهر المجن، فلا احد لمصلحتها يهتم ولا بسمعتها يكترث ورغم ذلك فلا يمكن إغفال ادوار ايجابية لعبها نواب ومسؤولين من أصول صحراوية اخلصوا لموريتانيا واظهروا غيرتهم عليها وحافظوا على استغلالها وافتخروا بالانتماء إليها ولم ينهبوا ثرواتها لتبديدها على غير مواطنيها.
ولد عبد العزيز في الرباط: تخوف امني واستراتيجي:
لكن النزاع على الصحراء لا زال قائما والمغاربة قدموا مقترح الحكم الذاتي ويصر الصحراويون على استبداله بخيار الاستفتاء على استقلال الإقليم وموريتانيا لا تزال تتبنى ما اصطلح على تسميته الحياد الايجابي لكن هل هذه حالة قابلة للاستمرار؟. فالعلاقات الحيوية الإستراتيجية في المنطقة والتخوف العربي من ما يسمى الإرهاب كلها عوامل دفعت ببعض القوى لتلقي بثقلها من اجل بعث الروح في الملف من جديد فالأمريكيون الراغبون في خلق موطئ قدم لهم بالمنطقة الصحراوية باتوا على استعداد للدخول على الخط من اجل انجاز تسوية ما ومن لا يستبعد حدوث مفاجآت من أي نوع وبالتأكيد سيكون لموريتانيا دور محوري في إخراج هذه المفاجآت التي ستحدد الأيام القادمة بعض ملامحها، حيث تفيد التسريبات عن زيارة مطولة قام بها قائد أركان رئاسة الجمهورية، العقيد محمد ولد عبد العزيز إلى المغرب ونقلت أنباء أخرى لقاء جمعه بالملك محمد السادس بحضور وزير خارجيته الطيب الفهري، مما يعني أن لزيارة ولد عبد العزيز هدفان سياسي وامني وقد يكون متعلقا بالمسألة الصحراوية، وما يهم هنا أن يدرك الجميع أن لموريتانيا كدولة مستقلة أبناء يستحقون حمل جنسيتها ويجب أن تتوفر فيهم صفات المواطنة حتى يحملوا شرف الانتماء لهذا البلد ومن لا تتوفر فيه هذه المواصفات عليه أن يدرك ان وجوده داخل التراب الموريتاني يملك –وفقط- صفة الضيف في العمل أو الإقامة أو السياحة، وعليه الالتزام بذلك والتصرف ضمن هذا الإطار.
الحرية وبعودتها الى هذا الملف ليست ضد صحراوي ذهب الى المغرب ولا مغربي ذهب الى الصحراء لكن ما نلفت اليه الانتباه هو استنزاف عنصر من عناصر المجتمع الموريتاني وترحيله قصرا عن طريق الاغراء فليس من مصلحة المملكة المغربية ان تدعم مثل هذا التوجه الهادف الى تكثير الصحراويين بالموريتانيين، الذين لا علاقة لهم بالصحراء الغربية ولا بالمغرب.
كما يجب على الحكومة الموريتانية ان تغلق باب التسيب في الحدود الشمالية وان تتخذ موقفا واضحا من هذه القضية ومن الذين فضلوا تبديل ولائهم لموريتانيا بالولاء لدول أخرى.
أخيرا نسأل حمادة ولد الدرويش من درسك؟ ومن وظفك؟ ومن أين حصلت على أموالك؟
أسماء بعض الموريتانيين الذين غرر بهم حمادة ولد الدرويش.
- بوزيد ولد بيبة: رشاه حمادة بسيارة ليقبل بالذهاب إلى المغرب.
- الخليل ولد الدرويش، متقاعد بالجيش الوطني الموريتاني.
- الزنان ولد احيمداها، متقاعد بالجيش الوطني الموريتاني.
- احمتو ولد سيدي موسى، متقاعد بالجيش الوطني الموريتاني.
- مناه ولد مالك، متقاعد في الجمارك الوطنية الموريتانية
- ملة ولد بيبة، متقاعد في الحرس الوطني الموريتاني.
- بوزيد ولد بيبة، متقاعد رئيس مركز اداري اسبقا.
- مولود، سائق بميناء انوذيبو المستقل، كان سائق حمادة ولد الدرويش الخاص.
- دكن بنت بي معلمة من مواليد لعصابة.
- شقيق حمادة من مواليد النعمة.
- زوجة يعقوب ولد الدرويش ابنت العقيد محمد ولد سيديا ولد الزنكي.
- زوجة الخليل ولد الدرويش، من اغلال الحوض.
- الشيخ ولد احميدوش، من قبيلة الرعيان موظف سابق في الشركة الموريتانية لتسويق المنتجات السمكية، وقد سبق ان عمل مع رجل الاعمال الوطني احمد لد مكيه.
- محجوب ولد خبة، حمادي ولد الفاضل، العبد ولد المحفوظ (الثلاثة من وصول صحراوية ولهم الحق في أن يكونوا عائدين).
Moroccan secret service agents run Polisario Confidential, comment on blogs
So says this article by brave Moroccan paper Le Journal Hebdomaire (their site is down, so I published the article and an auto-translation in the blog archives). The article, "Cyberwar against Polisario," is a great read for anyone interested in Moroccan lobbying efforts. It cover pro-Sahrawi work both online ("une armada de bloggers") and offline. Suzanne Scholte of the Defense Forum Foundation is mentioned, as is SADR ambassador Mouloud Said setting up a headquarters in the US Congress's cafeteria.
The real meat, though, comes with the previously-suspected but never certified involvement of Moroccan spies in the creation of pro-occupation internet propaganda, especially at Polisario Confidential. Not only was the Moroccan spy agency DST involved in Polisario Confidential, they did a terrible job running it. Highlights about spy involvement on Western Saharan websites:
Polisario Confidential and its sister sites are run by "a specialized service of the DST created for that purpose in Rabat."
The sites' Google Ads are paid for by the Moroccan government, but the author's article thinks buying ads was a bad idea because it suggests a moneyed backer.
Polisario Confidential and Co. sites include links to sites mainly read by the espionage community, making clear the webmasters' affiliations.
A DST agent took a picture of a DST office for a site post about Manhasset.
"Forums" where Moroccan "patriots" argue with Sahrawi activists "turn to ridicule". I'm not sure if that means they're ridiculed or they fail to make real points and just ridicule others, and it's not clear if forums include blog comments, but that's definitely what's been going on at this blog.
If this is the quality of the people running Morocco's intelligence services, Moroccans should be very afraid.
http://onehumportwo.blogspot.com/
حسب جريده الصباح المغربيه الصادره 30 يونيو فانه تم احصاء
245 امراه صحراويه يعشن في مطرح نفايات على بقايا النفايات التى يتركها شذاذ الافاق من المحتلين
كما ان ضعف هذا العدد من النساء يعشن في سبخه معزوله
هؤلاء هم في ارضهم وتنهب خيراتها اامام اعينهم من طرف ضباط وعملائهم من الصحراوين
فاين الحل
صديق الملك يشبه الصحراويين بالبهائم
02/06/2008
--------------------------------------------------------------------------------
شبه الصديق المقرب، جدا، من الملك المغربي، محمد السادس، فؤاد علي الهمة، رجل الداخلية الأسبق وصاحب "الحركة لكل الديمقراطيين"، الشعب الصحراوي بالبهائم وقال بالحرف: "حنا كنا كناخدو من الشمال وكنعلفوا الصحراء"، حسب ما أفادت به "الجريدة الأولى" المغربية في عددها رقم 37 الصادر يوم الإثنين.
وجاء كلام الهمة هذا في سياق رده على تدخل احد الشبان الصحراويين بمدينة العيون المحتلة اثناء لقاء مغلق عقدته حركة الهمة بالمدينة يوم السبت الفارط، والذي قال فيه "ان الحسن الثاني كان كيكلع (يزيل) من الشمال ويصب في الجنوب".
وقد ارتبك الحضور مباشرة والتزم الصمت اثر جملة الهمة التي شبه فيها الصحراويين بالحيوانات، والتي تعني باللغة العربية: "نحن كنا نأخذ من الشمال لنعلف الصحراء".
الأدهى من ذلك أن رجل المغرب القوي الجديد، صرح دون مواربة خلال نفس اللقاء، أنه لا علاقة له بالديمقراطية، وأنه رجل أمن.
الهمة قال: "انا مشي ديمقراطي، انا أمني، وعاد كنتعلم الديمقراطية" (أنا لست ديمقراطيا، أنا رجل أمن، وأتعلم الديمقراطية الآن).
وكشفت تصريحات الهمة الذي كان بصدد الدعاية لحزبه الجديد بالصحراء الغربية المحتلة عن كيفية تدبير ملف الصحراء الغربية بالنسبة للمسؤولين المغاربة، اذ سبق للسيد نوبير الأموي، رئيس أكبر نقابة مغربية، أن خاطب الصحراويين بالقول ان عليهم ان "يفتخروا بمستوى العيش الذي اصبحوا يرفلون في نعيمه في ظل السيادة المغربية بعدما كانوا مجرد بدو يرعون الابل".
وقبل هؤلاء سبق لإدريس البصري وزير الداخلية الأسبق ان وصف الصحراويين الذين حاصروه في اخر لقاء له معهم في مدينة الطنطان عام 1999 قبيل اقالته بأسابيع بالغنم.
Post a Comment