Wednesday, June 24, 2009

23 06 2009
الحقوقي الصحراوي المامي اعمر سالم : القاضي الإسباني الشهير" بالتزار" يحقق حاليا في جرائم الحرب التي ارتكبها المغرب ضد الصحراويين
المامي أعمر سالم مواطن صحراوي من مواليد سنة 1978 بمدينة الداخلة المحتلة، إنخرط في السنوات الأولى لظهور ديناميكية حقوقية جمعوية بالأراضي المحتلة ومناطق جنوب المغرب. وفي سنة 2004 إرتأينا نحن مجموعة من المناضلين الصحراويين بالداخلة إلى خلق آلية تنظيمية محلية صحراوية لتأطير العمل الحقوقي أطلقنا عليها إسم: لجنة مناهضة التعذيب بالداخلة / الصحراء الغربية، وهو توجه جديد يروم التخصص في هذا المجال، وكان شرف رئاسة هذه اللجنة قد منحوني رفاقي إياه شاكرا لهم، وبموازاة مع ذلك أشتغل بتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان المعروف إختصارا بـ : codesa
السؤال الاول: في البداية حبذا لوقدمتم لنا تعريفا شاملا عن من هو الناشط الحقوقي المامي أعمر سالم ؟
الجــــــــــــواب: المامي أعمر سالم بإيجاز مواطن صحراوي من مواليد سنة 1978 بمدينة الداخلة المحتلة، إنخرط في السنوات الأولى لظهور ديناميكية حقوقية جمعوية بالأراضي المحتلة ومناطق جنوب المغرب. وفي سنة 2004 إرتأينا نحن مجموعة من المناضلين الصحراويين بالداخلة إلى خلق آلية تنظيمية محلية صحراوية لتأطير العمل الحقوقي أطلقنا عليها إسم: لجنة مناهضة التعذيب بالداخلة / الصحراء الغربية، وهو توجه جديد يروم التخصص في هذا المجال، وكان شرف رئاسة هذه اللجنة قد منحوني رفاقي إياه شاكرا لهم، وبموازاة مع ذلك أشتغل بتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان المعروف إختصارا بـ : codesa .
وخلال هذا المسار تخللته لحظات مظلمة، تمثلت في الإعتقالات المتتالية وما صاحبها من تعذيب ممنهج، توجت بالنفي القسري و الطرد من المنطقة ...
وعموما تجربة متواضعة تشكل جزء يسيرا من المنتوج الوطني الجماهيري عنوانها الكبير الوفاء للمعتقد والقضية مهما كانت الضرائب ثقيلة والتضحيات جساما... نبقـــى
نحن المناضلين في الأخير أدواة منفذة لإرادة الجماهيرالمتنورة .
السؤال الثاني : حدثنا عما جرى لكم بالضبط في بداية ترحيلكم من مدينة الداخلة إلى موريتانيا إلى عودتكم من جديد إلى مدينتك الداخلة؟
الجـــــــــــــــــــــواب: بعد اندلاع الانتفاضة بتاريخ 21 مايو 2005 بالعيون المحتلة، إذ كانت بمثابة الشرارة الأولى التي امتدت إلى باقي نقاط تواجد الصحراويين بالأراضي المحتلة ومناطق جنوب المغرب والمواقع الجامعية المغربية ، وواجهها أنذاك النظام المغربي بدموية تجلت في حمـــــــــلات الإختطاف والإعتقال والتعذيب. وفي هذا السياق تم اعتقالي مرات عديدة وتعذيبي في شهر فبراير 2006 لما كنت أعتزم التوجه إلى الشقيقة موريتانيا وذالك في إطار الإستطباب وإجراء فحوصات طبية بعد أيام من تعرض لتعذيب مع مجموعة من النشطاء الحقوقيين حيث كنا ننظم وقفة تضامنية تنديدا باعتقال مجموعة من النشطاء الحقوقيين في مدينة العيون ، تم إيقافي من قبل الشرطة المغربية في الحدود جنوب الداخلة وتجريدي من وثائق الهوية، وتعذيبي، ثم تركي مرميا لمدة ستة أيام ولم تسمح لي السلطات الموريتانية بالدخول لأراضيها إلا بعد إرغام أحد أفراد عائلتي من قبل السلطات المغربية على مرافقتي حتى الوصول إلى نواذيبو، وبعد ذلك يتم إرجاع الوثائق إلى السلطات المغربية، وأجبرت على البقاء بموريتانيا لسنة كاملة، حصلت فيها على وثائق إقامة موريتانية، توجهت بعد ذلك إلى إسبانيا إستجابة لدعوة منظمات حقوقية وإنسانية أوروبية، وبعد سنتين حصلت مجددا على الجنسية الإسبانية وعدت إلى مدينة الداخلة المحتلة بتاريخ : ابريل 2009.
السؤال الثالث: ماهي أهم الأنشطة التي قمت بها في اسبانيا، وهل زرتم دول أوروبية أخرى قصد التعريف بواقع حقوق الإنسان في الصحراء الغربية؟
الجــــــــــــــــواب: أولا وخلال تواجدي بموريتانيا قمت بنشاط مكثف تمثل في تجسيرالإتصال بالنخبة السياسية من أحزاب وجمعيات ومثقفين وفاعلين بمختلف مشاربهم. وبعد انتقالي إلى إسبانيا وإقامتي هناك، تمكنت من زيارة سويسرا والبرتغال وفرنسا. وإبان هذه الفترة التقيت بالعديد من الأحزاب والنقابات الأوروبية والمنظمات الحقوقية وعمداء البلديات خاصة في جهات إسبانيا، وكانت آخر مشاركة في الدورة 10 لحقوق الإنسان بسويسرا، إضافة إلى حصولي على جوائز في مجال حقوق الإنسان أهمها:
وأثناء تواجدي في المنفى حصلت على الميدالية الذهبية للرابطة الإسبانية لحقوق الإنسان سنة 2007، كما قمت بزيارات تحسيسية للتعريف بقضية الصحراء الغربية وفضح الانتهاكات القمعية المغربية الممارسة على الشعب الصحراوي وكانت أخر مشاركتي في المجلس الأعلى لحقوق الإنسان بجنيف ،
ولامست خلال هذه الجولات مدى التجاوب الحاصل مع القضية الصحراوية، والإهتمام المتزايد والمتنامي بوضعية حقوق الإنسان بالجزء المحتل من الصحراء الغربية.
السؤال الرابع :تتحدث بعض الأنباء قبل فترة عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية من حالات اغتصاب إلى التعذيب إلى الإضراب عن الطعام، هل لك إن تقدم لنا تقريرا موجزا عن بعض هذه الحالات، وماهي ردة فعل المنظمات الحقوقية ولماذا رفض مجلس الأمن مراقبة حقوق الإنسان من طرف المينورسو المتواجد في الاقليم ؟
الجــــــــــــــواب : إن مايقع من خروقات لحقوق الإنسان بالصحراء الغربية، وبالإستناد إلى المفاهيم و مضامين القانون الدولي، فإنها انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وهذا ما أكدته تقارير المنظمات الدولية الحقوقية الوازنة كمنظمة العفو الدولية، والبرلمان الأوروبي والمفوضية السامية التابعة للأمم المتحدة المكلفة بحقوق الانسان، وفرونت لاين وهيومن رايتس وتش وغيرها. وكل هذه التقارير تؤكد على خلاصة واحدة مفادها أن هذه الانتهاكات مرتبطة بمصادرة حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.
وبالرغم من موقف الإدانة الجماعي لدى القوى الحقوقية المسجل إزاء ما يقوم به النظام المغربي إلا أن مجلس الأمن عجز عن إصدار توصية بخصوص وضعية حقوق الإنسان بالمنطقة، نظرا للموقف الغاية في السلبية لفرنسا التي توفر الغطاء "الشرعيٍ" لجرائم النظام المغربي في حق الصحراويين وآخرها اغتصاب الطفلة الصحراوية "حياة الركيبي" من قبل الشرطة المغربية، وتعذيب المعتقلين السياسيين الصحراويين بالسجون المغربية الذين يعدون بالعشرات، ووضعهم في زنازن انفرادية كحالة يحيا محمد الحافظ ورفاقه، وما إلى ذلك من الممارسات القمعية الأخرى التي أثبتت أن النظام المغربي متمادي في خرق وانتهاك القوانين والشرعية الدولية.
السؤال الخامس: لماذا سكوت الإعلام المغربي المستقل عن ما تقولون أنه انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. وأين هو الإعلام العربي مثل الجزيرة ، والإعلام الموريتاني من هذا أيضا ؟
الجـــــــــــواب: إن ما تعرض له الصحراويون من جرائم ضد الإنسانية كالقنبلة بالنابالم والفوسفور الأبيض المحرمين دوليا، ورمي الصحراويين أحياء من الطائرات ودفنهم في مقابر جماعية، وغير ذلك من الفظاعات التي يحقق بخصوصها حاليا القاضي الإسباني الشهير" بالتزار" باعتبارها جرائم إبادة حقيقية، ومع ذلك ظلت الطبقة السياسية المغربية صامتة صمت المؤامرة، بل في الكثير من الأحيان استخدمت في تصريف المنطق التوسعي الذي يحكم النظام والإعلام المغربي بتلاوينه، الذي سخره في نفس السياق بهدف التضليل والتعتيم المطلق على تقتيل شعب جار أعزل، دون ان ينبس بكلمة واحدة بخصوص ما وقع. لكن بالمقابل لا يمكن للذاكرة الصحراوية أن تنسى أو تتناسى المواقف الثابتة والتضحيات الجسيمة لليسار الجذري المغربي، وخاصة منظمة إلى الأمام سابقا والنهج الديمقراطي حاليا والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إضافة إلى أن هناك بعض الأقلام الحرة التي تجرأت في التطرق إلى بعض جوانب القضية كالصحافي المغربي المعروف "علي المرابط" الذي زار مخيمات اللاجئين الصحراويين، أما قناة الجزيرة العربية فتحاول مجاراة "الإتجاه القومي" الذي ينظر الى قضية استقلال الصحراء الغربية مسا بالوحدة العربية، في وقت يعد فيه الشعب الصحراوي شعبا عربيا أصيلا شرد بسبب نظام توسعي، اعتبر إلى الأمس القريب موريتانيا جزء من أراضيه، وبالتالي يفترض بها أن تكون موضوعية في نقل معاناة الصحراويين الذين يؤمنون بالوحدة العربية حد الثمالة، ولكن يرفضون أن تكون طريقة ملتوية للإلتفاف على حقهم في الوجود.
أما الصحافة الموريتانية فبعضها يتاجر بهذه القضية بالتسويق لأطروحة النظام المغربي، ولكن الأغلبية تصطف إلى جانب الحقيقة المتمثلة في المرافعة عن حق شعبنا التاريخي و المشروع في بناء مستقبله السياسي بكل حرية وديمقراطية،ومن بين تلك الأقلام الكاتب الكبير محمد فال ولد سيدي ميلة وآخرون كثر مع تقديرنا لهم جميعا.
السؤال السادس:ماهي أنجع الحلول المناسبة لحل قضية الصحراء الغربية في نظركم؟
الجـــــــواب: إن قضية الصحراء الغربية تصنف بناء على قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للامم المتحدة، وقرار محكمة لاهاي الدولية في خانة تصفية الإستعمار، ومن تم حدد القانون الدولي أن الصيغة المعمول بها في إنهاء إرث استعماري هي صيغة تقرير المصير، باعتبارها شكلا راقيا من الإستشارة الديمقراطية. و انسجاما مع ذلك يفترض أن يمنح الحق للشعب الصحراوي في التعبير عن رأيه بعيدا عن أي وصاية أو ضغط، ولذلك يكون القانون الدولي قد استجاب لشرطين أساسيين في الحل وهما: حلا عادلا بتطابقه مع روح ونص القانون الدولي، ودائما بتوفيره أسباب الأمن والسلام الدائمة في المنطقة. وأعتقد وهذه وجهة نظر شخصية، على أن الشعب الصحراوي الذي كافح لأزيد من ستة وثلاثين سنة، وقدم شلالات الدماء وتضحيات لا حدود لها ليس مستعدا نفسيا وواقعيا أن يتنازل قيد أنملة عن حقوقه التاريخية والمشروعة المتمثلة في الإستقلال الوطني وبناء الدولة الصحراوية .
السؤال السابع: طرح المغرب مؤخرا مبادرة لحل قضية الصحراء الغربية وأطلق عليها مبادرة الحكم الذاتي، وقد اعتبرتها جبهة البوليساريو في حينها بأنها غير قابلة للتطبيق نظرا لأن الصحراء الغربية لم تكن يوما أرضا مغربية حتى يمنحها المغرب هكذا حكما ذاتيا إذا السؤال هاهنا لماذا ترفضون خطة الحكم الذاتي أنتم الذين تعيشون في الصحراء الغربية وما هي أوجه ذلك الرفض؟
الجواب: إن المقترح المغربي "الحكم الذاتي" الذي سخر له النظام المغربي بتنسيق مع بعض الحلفاء كفرنسا في الخارج كل إمكانياته، لم يحظى غير مأسوف عليه بالقبول لدى المنتظم الدولي لأنه ببساطة يصادر حق الصحراويين، الذين يملكون لوحدهم هذا الحق في حسم مآل الاقليم الذي يعتبرإشكالا قانونيا عالقا على اعتبارأن شعبه لم يقرر مصيره بعد، مما يعني أن إشكالية السيادة لم تحسم بعد وبالتالي لا يحق للمغرب أن يحاول إعمال "الحلول" أيا كانت خاصة إن لم تكن موضع تراض بين الطرفين ولا تنسجم مع ما تقره الشرعية الدولية. وأعتقد أن جميع القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن والاخيرة وهي : 1754 (2007) و1783 (2007) و1813 (2008) وآخرها قرار رقم 1871 الصادر بتاريخ 30 أبريل 2009 لا تتبنى المقترح المغربي بل تحدد الإطار العام للتفاوض، وهو البحث عن كيفية تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره.
أما بالنسبة للجماهير الصحراوية بالداخل ظلت على الدوام تعبر عن رفضها المطلق لهذا المقترح المغربي للتعليلات السالفة الذكر، وتترجم ذلك عمليا في المظاهرات السلمية وأشكال نضالية مكثفة تؤكد على ثابتين جوهريين و هما :
- تشبث شعبنا بحقه في تقرير المصير والإستقلال.
- إعتبارجبهة البوليساريو الممثل الشرعي والوحيد و التاريخي للشعب الصحراوي و رائدة كفاحه الوطني.
السؤال الثامن : من خلالك ماهي رسالتكم ورسالة الشعب الصحراوي إلى الشعب الموريتاني من مثقفين وصحفيين وكتاب وفنانين؟
الجـــــــــواب: إن الشعبين الموريتاني والصحراوي تجمعهما من القواسم المشتركة تكاد تصل إلى حد التماثل نظرا لأوجه التشابه الكثيرة،فموريتانيا هي عمقنا الاستراتجي بكل معانيه صحيح أنه في لحظة مفصلية حاول النظام المغربي جر النظام الموريتاني آنذاك إلي خلق تصدع في صيرورة التاريخ المشترك وشرخ في الشعور الجماعي للموريتانيين والصحراويين معا، غير أن التاريخ وإرادة الشعوب أقوى إذ إختارت الخندق الطبيعي والموضوعي وهو إسناد الشعب الموريتاني لشقيقه الشعب الصحراوي في كفاحه التحرري.
لا نحتاج هاهنا للتذكير بفلسفة النظام المغربي التوسعي وكيف ينظر إلى إمبراطوريته الممتدة حسب زعمه إلى نهر السينغال وكيف يرى الشعوب المجاورة الأقل عددا والأكبر مساحة والأكثر إمكانيات واوفرها والأكيد على أن التاريخ لن يرحم من اختار الركوب على جماجم الأطفال والأبرياء والثكالى والأيتام وعوائل الشهداء وأبناءهم والشيوخ والرضع للحصول على حفنة دراهم من النظام المغربي وأزلامه، وذلك باليقين لن يكون من أحرار وشرفاء وأبناء شنقيط والمرابطين ،مع تمنياتي للشعب الموريتاني بمزيد من التقدم والإزهار .
http://www.youtube.com/watch?v=S2ZlFGb5ckw&feature=channel لمشاهدة شهادة "حياة أركيبي" أفتح هذا الرابط :
http://www.ahdath-nouakchott.info/body1.asp?field=news&id=1129

No comments: