خطاب ملك المغرب: ورطة المحتلين وعجز العملاء وتفوق الانتفاضة
09/11/2009بقلم: صحراوي حر
يبدو الوصف الواقعي للوضع الداخلي في المغرب، أنه يعيش حالة إرتباك شاملة لا يستثنى منها شيء. وهو ما تشير إليه العديد من المؤشرات أهمها الخطاب الأخير لمك المغرب الذي بدا مرتبكا ومهزوزا وبات يعلن بشكل متصاعد عن ضيقه جراء ما تعرفه المناطق المحتلة من الصحراء الغربية من فعل وطني صحراوي يفند كل مزاعم الاحتلال.ويتأكد من يوم لآخر أن السلطات المغربية أصبحت تتخبط في مستنقع كانت سببا في إحداثه قبل 35 عاما ولم تعد تعرف السبيل للخروج منه بعد أن أعماها شعار الوحدة الترابية للمملكة غير القابلة للمساومة واعتبرتها شيئا مقدسا بنفس قداسة الملك في مملكة تائهة في دوامة مشاكل عدة متنامية ومطالب لغالبية شعبية متزايدة وملحة لم تستطع الاستجابة لها.لغة خطاب الملك فيها الكثير من العجرفة السياسية ويبدو أن هناك من أوهم الملك الشاب من داخل القصر أو خارج حدود المغرب، أن العالم هو مجرد غابة وأن المغرب هو الدولة العظمى القادرة على تهديد الآخرين. وهي لغة مؤسفة وتنم عن جهل مطبق بأحوال الدنيا.لغة التهديد والوعيد التي ميزت خطاب ملك المغرب لا تلغي الحقيقة الكبرى، بأن الملك مرتبك، ومضطرب، وذاهب إلى أفق مسدود بعد أن أغلق بيديه أية فرصة للحل العادل لنزاع الصحراء الغربية. وبتبنيه للغة التصعيد ضد الصحراويين وجيرانه وخاصة الجزائر، يتضح من جديد للرأي العام الوطني والدولي كيف أن المغرب يتنصل من كلامه.. ويتراجع.. ويتلاعب... ليس لأنه يتوقع بذلك أن يحصل يوماً على موافقة البوليساريو لاحتفاظه بشبر من الصحراء الغربية وهو الذي يقر في كل جلسات المفاوضات وفي مواقع أخرى سرا أن لا حل بدون موافقة البوليساريو، بل لأنه لا يؤمن بالحل العادل أصلا، ويخشى كثيراً استحقاقاته.. ولم تنفع في تغيير سلوكه كل التنازلات التي قدمتها جبهة البوليساريو منذ سنة 1988 حتى اليوم .والأكثر من ذلك أن دوافع التصعيد المغربي والتهديد بارتكاب حماقات جديدة تندرج في إطار المحاولات اليائسة للتخفيف من حدة المأزق, والعمل الحثيث على الهروب من الأزمة المتداعية داخل كل بنيات المملكة المغربية. كما أنها وبالقدر ذاته- حالة هروب من الاستياء الدولي المتزايد من السياسة المغربية التي تحاول أن تتجاهل قرارات المجموعة الدولية.الذي تابع خطاب الملك يتضح له كيف أن سبعة مناضلين صحراويين استطاعوا أن يكشفوا أن نظام القصر محكوم بخيط عنكبوت وان سبعة مناضلين فقط برهنوا له أن اعتماده على طابور العملاء والخونة هو خيار فاشل أمام إصرار شعب بأكمله على انتزاع حقه، وبالتالي فإن لغته التصعيدية مقروءة بينَ كونِه تعويضاً عن فشل سياسي والعزلة التي أصبح يعيش فيها الاحتلال بسبب سلوكه الطائش وهو بمثابة نوعٍ من شغل الوقت الفاصل عن موعد آت لا ريب وهو تقرير مصير الشعب الصحراوي.وفي خلاصة الأمر أن دق طبول الحرب على الصحراويين ليس أكثر من استنفاذ لأدوات وأساليب فقدت فاعليتها سابقا على أكثر من مستوى واللجوء إليها في هذه الأوقات يبرهن على حالة حقيقية من القلق والأرق يعيشها المغرب، فالمواجهة مع الصحراويين لن تكون سهلة حال حصولها، والأذى والخسائر والدمار الكبير في العمق المغربي لا يمكن توقع مداه مع ما يرافقه من أزمات داخلية وعزلة دولية أكيدة.
09/11/2009بقلم: صحراوي حر
يبدو الوصف الواقعي للوضع الداخلي في المغرب، أنه يعيش حالة إرتباك شاملة لا يستثنى منها شيء. وهو ما تشير إليه العديد من المؤشرات أهمها الخطاب الأخير لمك المغرب الذي بدا مرتبكا ومهزوزا وبات يعلن بشكل متصاعد عن ضيقه جراء ما تعرفه المناطق المحتلة من الصحراء الغربية من فعل وطني صحراوي يفند كل مزاعم الاحتلال.ويتأكد من يوم لآخر أن السلطات المغربية أصبحت تتخبط في مستنقع كانت سببا في إحداثه قبل 35 عاما ولم تعد تعرف السبيل للخروج منه بعد أن أعماها شعار الوحدة الترابية للمملكة غير القابلة للمساومة واعتبرتها شيئا مقدسا بنفس قداسة الملك في مملكة تائهة في دوامة مشاكل عدة متنامية ومطالب لغالبية شعبية متزايدة وملحة لم تستطع الاستجابة لها.لغة خطاب الملك فيها الكثير من العجرفة السياسية ويبدو أن هناك من أوهم الملك الشاب من داخل القصر أو خارج حدود المغرب، أن العالم هو مجرد غابة وأن المغرب هو الدولة العظمى القادرة على تهديد الآخرين. وهي لغة مؤسفة وتنم عن جهل مطبق بأحوال الدنيا.لغة التهديد والوعيد التي ميزت خطاب ملك المغرب لا تلغي الحقيقة الكبرى، بأن الملك مرتبك، ومضطرب، وذاهب إلى أفق مسدود بعد أن أغلق بيديه أية فرصة للحل العادل لنزاع الصحراء الغربية. وبتبنيه للغة التصعيد ضد الصحراويين وجيرانه وخاصة الجزائر، يتضح من جديد للرأي العام الوطني والدولي كيف أن المغرب يتنصل من كلامه.. ويتراجع.. ويتلاعب... ليس لأنه يتوقع بذلك أن يحصل يوماً على موافقة البوليساريو لاحتفاظه بشبر من الصحراء الغربية وهو الذي يقر في كل جلسات المفاوضات وفي مواقع أخرى سرا أن لا حل بدون موافقة البوليساريو، بل لأنه لا يؤمن بالحل العادل أصلا، ويخشى كثيراً استحقاقاته.. ولم تنفع في تغيير سلوكه كل التنازلات التي قدمتها جبهة البوليساريو منذ سنة 1988 حتى اليوم .والأكثر من ذلك أن دوافع التصعيد المغربي والتهديد بارتكاب حماقات جديدة تندرج في إطار المحاولات اليائسة للتخفيف من حدة المأزق, والعمل الحثيث على الهروب من الأزمة المتداعية داخل كل بنيات المملكة المغربية. كما أنها وبالقدر ذاته- حالة هروب من الاستياء الدولي المتزايد من السياسة المغربية التي تحاول أن تتجاهل قرارات المجموعة الدولية.الذي تابع خطاب الملك يتضح له كيف أن سبعة مناضلين صحراويين استطاعوا أن يكشفوا أن نظام القصر محكوم بخيط عنكبوت وان سبعة مناضلين فقط برهنوا له أن اعتماده على طابور العملاء والخونة هو خيار فاشل أمام إصرار شعب بأكمله على انتزاع حقه، وبالتالي فإن لغته التصعيدية مقروءة بينَ كونِه تعويضاً عن فشل سياسي والعزلة التي أصبح يعيش فيها الاحتلال بسبب سلوكه الطائش وهو بمثابة نوعٍ من شغل الوقت الفاصل عن موعد آت لا ريب وهو تقرير مصير الشعب الصحراوي.وفي خلاصة الأمر أن دق طبول الحرب على الصحراويين ليس أكثر من استنفاذ لأدوات وأساليب فقدت فاعليتها سابقا على أكثر من مستوى واللجوء إليها في هذه الأوقات يبرهن على حالة حقيقية من القلق والأرق يعيشها المغرب، فالمواجهة مع الصحراويين لن تكون سهلة حال حصولها، والأذى والخسائر والدمار الكبير في العمق المغربي لا يمكن توقع مداه مع ما يرافقه من أزمات داخلية وعزلة دولية أكيدة.
No comments:
Post a Comment