الناشط الحقوقي الصحراوي محمد ميارة:
فرنسا انتقمت من الصحراويين بالفيتو ضد قرار مجلس الأمن
UPES 29/11/2010
عضو المكتب التنفيذي للجمعية الصحراوية لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة من طرف الدولة المغربية، وعضو لجنة عائلات الشهداء، محمد ميارة، عن الوضع السائد في مدينة العيون المحتلة بعد أحداث مخيم اكديم ازيك، والتي وصفها بالصعبة والخطيرة. كما كشف في هذا الحوار الذي أجرته معه "الخبر" الجزائرية عن حقائق مطعمة بصور تنشر لأول مرة عن حجم العنف الذي استعمله المغرب ضد الصحراويين
عضو المكتب التنفيذي للجمعية الصحراوية لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة من طرف الدولة المغربية، وعضو لجنة عائلات الشهداء، محمد ميارة، عن الوضع السائد في مدينة العيون المحتلة بعد أحداث مخيم اكديم ازيك، والتي وصفها بالصعبة والخطيرة. كما كشف في هذا الحوار الذي أجرته معه "الخبر" الجزائرية عن حقائق مطعمة بصور تنشر لأول مرة عن حجم العنف الذي استعمله المغرب ضد الصحراويين
.كيف هو الوضع في مدينة العيون بعد حوالي 3 أسابيع من أحداث 'اكديم ازيك'؟
يمكنني أن أقول لك بأن الأوضاع حاليا هادئة نسبيا بحكم الانتشار والقبضة الأمنية المحكمة التي تفرضها سلطات الاحتلال المغربية، هذا من جهة، ومن جهة ثانية يعيش أكثـر من 120 معتقل سياسي صحراوي يقبعون بالسجن الأكحل على خلفية الأحداث، واثني عشر آخرين بسجن سلا، حيث يتم التحقيق معهم من طرف قاضي التحقيق بالمحكمة العسكرية يعيشون ظروفا جد مزرية.. الأيام الأولى لاعتقالهم، كانت جد صعبة، حيث تعرضوا للتعذيب بطبيعة الحال، ناهيك عن عدد كبير من المفقودين.فيما يتعلق بالوضع الحقوقي، فالوضع خطير جدا خاصة أمام تأليب الرأي العام المغربي على شقيقه الصحراوي، وقد رأينا كيف أن سلطات الاحتلال جندت ميليشيات من ذوي السوابق الذين تم استقدامهم من داخل المغرب خصيصا لهذه الأحداث، لمهاجمة منازل مواطنين صحراويين، لا أعرف ما سيقدم عليه المغرب في الأسابيع القادمة!
كان هناك حديث عن وجود قتلى خلال الأحداث. هل من توضيح بخصوص هذه المسألة، وهل لديكم إحصاء بخصوص ضحايا الهجوم المغربي؟
في الحقيقة، التدخل العسكري كان قد سبقته إنزالات أمنية وتعزيزات مكثفة وصلت حسب بعد الإحصاءات بالآلاف من مختلف الأجهزة جيش، درك، قوات مساعدة وبوليس، فأثناء التدخل الأكيد أن قوات مدججة بأسلحة تحارب مدنيين يدافعون عن أنفسهم أسفرت عن سقوط عديد القتلى، لكن لم نستطع لا كنشطاء ولا كإعلاميين حصر أعداد الشهداء لأن أعداد المفقودين كبيرة جدا، ولأن أعدادا كبيرة من المعتقلين تم نقلهم إلى معتقلات داخل المغرب كتزنيت وقلعة السراغنة والقنيطرة وغيرها.
ما الذي يمنع إلى حد الآن من إحصاء الضحايا سواء من قتلى وجرحى ومعتقلين؟
ظروف الاشتغال والعمل الآن جد صعبة بحكم أن قوات الاحتلال تقوم لحد الساعة باقتحام منازل للنشطاء بالإضافة إلى المضايقات والمتابعات، بل وحتى الاعتقالات. أعطيك نموذج الناشط الحقوقي والمناضل محمد الأمين هدي، وهو أحد أعضاء وفد 72 الذين زاروا الجزائر، كان يرافق مجموعة من الصحفيين، تم اختطافه من منزل عائلته وظل لمدة ثلاثة أيام قبل أن يتم الإعلان بأنه بسجن سلا في انتظار محاكمته بالمحكمة العسكرية. أنا شخصيا تم اقتحام منزل عائلتي ومنزل صهري في إطار البحث عن أربعة نشطاء تزعم سلطات الاحتلال بأنهم كانوا مختبئين بمنازل نشطاء صحراويين.
المغرب يقول إنه قام بتدخله بعد أن سيطر عليه من أسماهم بالانفصاليين والمجرمين، وأنه لم يستعمل الأسلحة النارية ضد المدنيين، ما تعليقكم؟
هذا كلام تحاول سلطات الاحتلال أن تبرر من خلاله تدخلها الدموي. لا يعقل بأن نصدق الرواية الرسمية لسلطات الاحتلال المليئة بالتناقضات.
وهل تضعنا في صورة هذه التناقضات؟
أولا هل يعقل أن مخيما يضم أربعين ألف مواطن صحراوي يتم السيطرة عليه من طرف مئتين ممن تسميهم سلطات الاحتلال تارة بالانفصاليين وتارة من ذوي السوابق. ثانيا لماذا فاوضت سلطات الاحتلال هؤلاء الخارجين عن القانون لمدة تزيد عن عشرين يوما؟ الحقيقة أن المخيم كان يحمل مطالب سياسية بالأساس وإن كان غلافها اقتصاديا اجتماعيا، إذن لا فرق بين ما هو اقتصادي وسياسي. أما فيما يتعلق بالأسلحة النارية فلدينا أدلة وصور سأرسلها لك الآن لضحايا أصيبوا بالرصاص، وستكون "الخبر" أول من سينشرها وتتعلق بصور كل من عثمان الشتوكي البالغ من العمر 27 عاما، ومحمد البالغ من العمر 46 عاما، تم الإفراج عنهم بعد أن قضوا 18 يوما في المستشفى العسكري. تصور بأن الطبيب والممرض يعتدون بالضرب على الجرحى الصحراويين.
المغرب يمنع الصحفيين من دخول العيون المحتلة، كما رفض طلب البرلمان الأوروبي إيفاد بعثة أممية لتقصي الحقائق، ما تعليقكم؟
أعتقد بأنه كما نقول بالصحراء الغربية "تعنتيتت العرم" أي نفخة الحرباء التي سرعان ما تفتش، المغرب كان يعوّل كثيرا على الموقف الفرنسي، وقد نجحت فرنسا بالفعل، وإخلاصا لماضيها الاستعماري في المنطقة إلى الانتقام من الصحراويين بالتلويح برفع الفيتو بمجلس الأمن، ولكنها لم تضع في حسبانها أن مثل هذه الأحداث لا يمكن التستر، عنها، فالعالم كله أصبح يعي بأن قضية الصحراء هي قضية تصفية استعمار، وعليه أن لا يتعاطى بمنطق المصالح، وأن يتغاضى عن انتهاك القانون الدولي، فمن شأن ذلك يؤدي بالمنطقة إلى ما لا تحمد عقباه. شخصيا أعتقد بأن المغرب لم يعد له أوراق يشهرها. فأوراق غير رابحة من قبيل التهديد بورقة الإرهاب والهجرة السرية تصدى لها الأوروبيون، وها هو اليوم يهدد الحزب الشعبي الإسباني بعد ما كان اللوم كله على الجزائر والمرتزقة وما إلى ذلك من الكلام
No comments:
Post a Comment