قرار المبعوث الاممي كريستوفر روس بزيارة الصحراء الغربية قد
يكون سبب رفض المغرب له
حسين مجدوبي- القدس العربي 31/05/2012 |
مدريد
ـ 'القدس العربي' يسود الاعتقاد في منظمة الأمم المتحدة أن قرار المغرب برفض
المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس كوسيط في نزاع الصحراء ربما
مرتبط برغبة الأخيرة زيارة منطقة الصحراء المتنازع عليها، وكان هذا سيحدث لأول مرة
في تاريخ النزاع بحكم أن المبعوثين الأمميين السابقين كانوا يكتفون بزيارة المدن
الكبرى مثل العاصمة الرباط للقاء المسؤولين المغاربة دون مدن الصحراء.
في هذا الصدد، حصلت يومية القدس العربي على معطيات من مصادر أممية تؤكد أن المغرب عمل جاهدا على تغيير تقرير كريستوفر روس الذي جرى رفعه الى أعضاء مجلس الأمن الدولي في نيسان (أبريل) الماضي كأرضية لاتخاذ القرار 2044، وتؤكد أن تغيير مضمون التقرير شيء طبيعي للغاية ومعمول به. ولم يقم المغرب لوحده بهذا المسعى بل أنه كل يأتي وقت تقديم التقرير وعادة ما يكون في أواخر اذار (مارس) أو بداية شهر نيسان (أبريل) من كل سنة، تهدف الأطراف المعنية بالنزاع الى الضغط لتغيير بعض النقاط التي تعتبرها في غير صالحها. وكمثال، فقد عمل المغرب على تغيير توصية بتكليف قوات المينورسو بمراقبة حقوق الإنسان ونجح في ذلك، في حين لم ينجح البوليساريو في حذف توصية بإحصاء عدد اللاجئين في المخيمات، وعادة ما يتم التوصل الى صيغة توفيقية. وتتابع المصادر نفسها 'كل تقرير يتعرض للاعتراض من هذا الطرف أو ذاك، وهذا شيء طبيعي للغاية، فالمساعي التي قام بها المغرب لدى باقي أعضاء مجلس الأمن لتغيير الكثير من الأشياء يدخل في نطاق حقوقه، لكن الذي لم نستوعبه هو أن المغرب لم يبدي أي اعتراض أو تحفظ على كريستوفر روس من قبل كما لم يعترض على المفاوضات غير المباشرة بل صادق على القرار 2044 الذي يؤيد استمرار روس، وأسبوعين بعد ذلك نتفاجئ بقرار الرفض'. ويعد المغرب عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي. وتستطرد المصادر قائلة 'الأمم المتحدة تعتبر أن روس بقي في نطاق قرارات ومبادئ الأمم المتحدة ولهذا جرى تجديد الثقة فيه، ويسود الاعتقاد أن المغرب اتخذ قرار رفض كريستوفر روس لأنه قرر زيارة الصحراء الغربية والوقف على الوضع السياسي والحقوقي هناك، الأمر الذي أثار قلق المغرب، إذ لم يسبق لأي مبعوث أن زار الصحراء من قبل'. ومن خلال استعراض الزيارات التي قام بها المبعوثون الخاصين للأمين العام للأمم المتحدة وهم الأمريكي جيمس بيكر، والهولندي بيتر فان والسوم والأمريكي الحالي كريستوفر روس الى المغرب، فقد اكتفوا بزيارة العاصمة الرباط أو مراكش أو الدار البيضاء، أي كانت السلطات المغربية هي التي تحدد مكان الاستقبال، ولم يسبق أن تم استقبال أي مبعوث أممي في مدن الصحراء مثل العيون. ومن المحتمل جدا أن يكون المغرب قد تخوف من التطورات التي تحملها زيارة كريستوفر روس الى الصحراء كتنظيم أنصار البوليساريو احتجاجات لا سابقة لها في المنطقة، الأمر الذي سيضعف موقف الرباط. ورغم رفض المغرب للمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في نزاع الصحراء الغربية، كريستوفر روس إلا أن الأمم المتحدة جددت الثقة فيه ولم تعلن نيتها تغييره. |
No comments:
Post a Comment