Saturday, December 06, 2008

في جنازة مهيبة تليق بالشهداء
الشهيد بابا عبد العزيز خيا يوارى الثرى بمدينة بوجدور المحتلة
الزمان : صبيحة السادس من ديسمبر/ كانون الأول 2008.
المكان : منطقة جوى سيد المكي/ مدينة بوجدور المحتلة .
المناسبة : تشييع جثمان الشهيد بابا عبد العزيز خيا .
الحدث : فصل من فصول الانتفاضة، جنازة، مظاهرة، وتدخل عنيف .
مدينة بوجدور الصامدة تصنع الحدث من جديد، وتفي بوعدها الصادق تجاه ابنها البار و ابن الشعب الصحراوي كافة بابا عيد العزيز خيا، حيث وقعت اليوم الجماهير الصحراوية على ملحمة جديدة وفصل آخر من فصول انتفاضة الاستقلال المباركة، من خلال تشييعها لجثمان الشهيد وسط مراسيم وطنية تليق بالشهداء الأبرار وكانت التفاصيل كالتالي :
يوم أمس وبمجرد ورود أنباء عن نقل الرفاة من أكادير المغربية لبوجدور المحتل، قوات القمع المغربية تحاصر منزل عائلة الشهيد وتفرض تطويقا على كافة مداخل ومخارج المدينة، كما رابضت فرق أخرى من الدرك الحربي والجيش بمنطقة جوى سيد المكي تبعد سبعة كلم عن بوجدور، أين سيدفن الشهيد .
اليوم وعلى الساعة الرابعة صباحا، بدأت الجماهير الصحراوية بدءا من الشيوخ والنساء وصولا إلى الأطفال في التقاطر على عين المكان .
الساعة السابعة صباحا، وصول تشكيلات قمعية أخرى من شرطة وتدخل سريع والقوات المساعدة والسيمي والدرك، على متن ثلاث شاحنات من الحجم الكبير و2 من برادو، وسيارات الجيب التابعة للدرك، ضربت تطويقا محكما على الموقع وبدأت في استفزاز المشيعين خاصة من طرف قرابة العشرين من أفراد الاستخبارات بزي مدني .
على الساعة الثامنة والنصف، وصول موكب الشهيد، المتكون من سيارة نقل الأموات تنقل الشهيد وسيارات للعائلة والمواطنين الصحراويين ترافقهم سيارات أخرى للأجهزة القمع والسلطات المغربية، ومن المعلوم أن الموكب فرضت عليه الإجراءات الأمنية المشددة وسيارات الرقابة منذ انطلاقه من مدينة اكادير المغربية ناهيك عن التوقيفات المستفزة من طرف كل نقطة مرور عند مداخل ومخارج كل مدينة على طول الطرق حتى بوجدور المحتل .
الزغاريد المحتفية بالشهيد تنطلق بمجرد وصول الموكب، الأبطال يرفعون الأعلام الوطنية من مختلف الأحجام وصور الشهيدين بابا خيا والحسين لكتيف، والشعارات الوطنية تصدح من حناجر العشرات من الوطنيين المشيعين ومنها :
لا بديل لا بديل عن تقرير المصير
شيكيو شيكيو لميليك يحرك بيو
يا شهيد ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح
بابا ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح
لكتيف ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح .
رغم كل الجبروت نحن شعب لا يموت
سنمضي إلى ما نريد وطن حر وشعب سعيد
ووسط هذه الأجواء المفعمة بالحماس الوطني الممزوج بالآسى ، وفي خضم نفس الاستفزاز أقدم أحد أفراد القمع على امتطاء سطح السيارة التي تنقل الشهيد كأسلوب استفزازي تحقيري جبان، هذا التصرف دفع شباب الانتفاضة إلى الانقضاض عليه ورميه من على السيارة لكي لا تدنس أقدامه النتنة والغازية حرمة الشهيد .
كما كان لمشاركة الشيوخ والمسنين الذين صدحوا بالشعارات والتكبير، الوقع الكبير لدى المشيعين، كل ذلك لم تستصيغه قوات الاحتلال وسلطاته حيث أعطى عميد الأمن الجلاد صفارة التدخل بالقوة لتفريق المشيعين، لكن ذلك لم يزد الجماهير إلا صمودا حيث وقفت مشرئبة الأعناق ضدا على محاولة التفريق والمس بالملحمة، لتواصل عملها البطولي من خلال إنزال عائلة الشهيد لصندوق رفاة ابنها البار من السيارة وعلى الفور لفته الجماهير الصحراوية بالعلم الوطني وسط مشهد وطني ولوحة غاية في الروعة، ليتم حمل رفاة الشهيد على الأكتاف والانطلاق به نحو مثواه الأخير في جو روحاني ووطني ملئه التكبيرات والتشهد والشعارات السياسية المنددة بالجريمة البشعة والمطالبة برحيل الاحتلال الذي ترابط أجهزته القمعية غير بعيد.
وفي أثناء ذلك جاءت المحاولة الثانية للتدخل لكنها وجدت كالعادة صناديد أبوا إلا أن يودعوا ابنهم بالطريقة التي يريدون وتلك التي تليق بمقام الشهيد، حيث تم دفن الشهيد في أجواء توديعية لبطل كان رمزا في حياته وجدد رمزيته بشهادته دفاعا عن الوطن والقضية .
بعدها خرجت الجماهير من المقبرة في مسيرة أخرى تنديدية بالاغتيال الجبان لفلذات الأكباد ومطالبة بجلاء الاحتلال، رافعة الأعلام الوطنية وصور الشهيدين في جو من التحدي والعنفوان، حيث وضعت اليد في اليد والكتف جنب الكتف لبعث رسالة واضحة للمحتل بأن الشعب رغم التقتيل والاغتيال سيبقى موحدا متحدا حتى انتزاع حقوقه وعلى رأسها الاستقلال الوطني الذي مات من أجله بابا خيا والحسين لكتيف وحمدي لمباركي ولخليفي أبا الشيخ وسيدي حيذوك والبشير لحلاوي والولي مصطفى السيد واللائحة طويلة .
ليصعد الجميع السيارات التي شقت طريقها نحو المدينة رافعة الأعلام الوطنية من مختلف الأحجام . حيث كانت تترصدها قوات الاحتلال التي أوقفت سيارة سيلوم خيا وسيارة عند الله زازا من نوع لاندروفر وانهالت قوات القمع الجبانة على السيارتين تكسيرا وراكبيها ضربا وتنكيلا مما أسفر عن الضحايا التالية أسمائهم :
فطمتو خيا ، كسر على مستوى الذراع الأيمن .
العربي بناصر، مصاب على مستوى الوجه وكسر على مستوى الحنك الأيمن.
ربيعة عديسة، إصابة على مستوى الرأس.
فاطمة عديسة، مصابة على مستوى اليد اليسرى .
خولة خيا، مصابة على مستوى الذراع.
الشيخ الحلة، مصاب على مستوى الظهر.
سيد ابراهيم بليلة، مصاب على مستوى الظهر والرأس .
أشبارة خيا، مصابة على مستوى الركبة والذراع.
أددة خيا، مصابة على مستوى القدم اليمنى .
الشويعر أسامة، مصاب على مستوى الرأس.
خيا بابي، مصاب على مستوى الذراع والقدم اليمنى .
بعدها انتقلت المواجهات بين المتظاهرين العزل وفرق التدخل السريع وكافة الأجهزة الأخرى المدججين بكافة آليات القمع إلى شارع محمد عبد العزيز والأزقة الجانبية، وتفيد آخر الأنباء أن بوجدور يعيش على وقع حصار خانق وتطويق مشدد لكافة أحياء المدينة تحسبا لانطلاق مظاهرات أخرى .
بوجدور المحتل
06/12/2008

http://www.intifadavoice.net/public/boujdour06122008.htm

No comments: