Sunday, December 07, 2008

مهد الثورة تحت حصار بوليسي مغربي شديد
كرونولوجيا جنازة الشهيد الحسين عبد الصادق لكتيف بالطنطان المحتل
بسم الله الرحمان الرحيم
"ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون"
صدق الله العظيم

و تستمر الحكاية؛ الحكاية القديمة الجديدة من مسلسل الموت و التقتيل التي تنهجها الإدارة الاستعمارية المغربية بالصحراء الغربية و جنوب لمغرب و المواقع الجامعية المغربية حيث حصدت آلتها القمعية روح الطالبين الصحراويين الشهيد "بابا عبد العزيز حيا" (22 سنة)، وهو طالب بالسنة الثالثة اقتصاد بكلية العلوم القانونية، الاقتصادية والاجتماعية بجامعة ابن زهر بأكادير والحسين عبد الصادق الكثيف، (20 سنة)، وهو طالب بالسنة أولى علم اجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن زهر.اثر تعرضهما لاغتيال قام بها سائق حافلة نقل الركاب تابعة لشركة "سوبراتور" عن سبق قصد و إصرار مسخرا من طرف قوات الغزو إضافة إلى تعرض طلبة آخرين إلى عدة إصابات متفاوتة الخطورة و اعتقال العديد منهم مستظلة بذلك الحالة التي كانوا عليها اثر الصدمة .
في يوم الجمعة 5 دجنبر 2008 لما كانت جثمان الشهيد "الحسين عبد الصادق لكتيف " قادمة من مدينة اكادير المغربية نحو الطنطان السليب احتشدت الجماهير الصحراوية امام بيت الشهيد , لكن قوات الغزو المغربية كانت مستعدة مند الساعة 7:00 صباحا بمختلف أنواعها و أصنافها , محاولة منها لتفريق الجموع و سد كل الطرق و المنافذ المؤدية إلى بيته و القيام بعدة اعتقالات بين الفينة و الأخرى في صفوف المواطنين الصحراويين .لكن إرادة الشعب لا تقهر حيث حاول شبان الانتفاضة الدخول رغما عن أنوف الغزاة و الوصول إلى بيت الشهيد .و في حدود الساعة 4:50 مساءا عند ما وصلت جثمان الشهيد كان استنفار الأمن الهمجي في أوجهه بين صيحات الشباب و زغاريد النساء استقبالا له حيث قامت آلة القمع المغربية التي لم تكتفي بقتله بمحاولة الهروب به عبر شارع ما يسمى "الحسن الثاني " نحو المقبرة دون الصلاة عليه لكن صمود الجماهير و عزيمتهم حالة دون ذلك حيث اعترضوا طريق سيارة الإسعاف و اجبروها على التوجه نحو البيت الكائن بشارع الشهيد "الحسين عبد الصادق لكتيف " المسمى بشارع "السلام " وسط تطويق امني مكثف لتتعالى الشعارات و شارات النصر في سماء المكان تزامنا مع ذلك حاولت قوات الغزو تفريق الجموع عن طريق إبعادهم عن السيارة ليدخلوا في مشادات مع المناضلين مخلفتا بذلك إصابات في صفوف المواطنين العزل مما سمح لسائق الإسعاف بالفرار نحو مسجد ما يسمى ب "الحسن الثاني" الذي عرف تواجدا امنيا من جميع الجهات ، ليلتحق بعد ذلك الشبان بجثمان الشهيد و الدخول إلى المسجد لأداء صلاة الجنازة عليه وسط تطويق امني الذي كان متواجدا داخل المسجد بجميع أصنافه .وفي حدود الساعة 6:10 تم حمل نعش الفقيد و التوجه به نحو المقبرة الكائن بحي ما يسمى "الخميس" التي عرفت هي الأخرى تواجدا امنيا مكثفا .لتعرف المدينة بعد دفن الشهيد هستريا أمنية طالة كل الأحياء فمن خلالها قامت سلطات الاستعمار المغربي بتطويق بيت المرحوم و اعتقال كل من قصده لتعزية أهله حيث ثم نقل العشرات من المواطنين الصحراويين إلى مخفر الشرطة للتحقيق معهم و تعريضهم للتعذيب الجسدي وممارسة ضغوطات نفسية و اهانتهم بالسب و الشتم ليتم اطلاق سراح البعض منهم . ولم يتسنى لنا التعرف عليهم و ذلك لشدة الحصار المفروض على المدينة . والى حدود كتابة هذه الأسطر و مسلسل الاعتقالات مستمر بالمدينة.
رحم الله الشهيدين و أسكنهم فسيح جناته و ألهم ذويهم الصبر و السلوان .
"و إن لله وان إليه راجعون"
"تستعطون قطف كل الزهور لكن لن تستطيعوا و قف زحف الربيع"

No comments: