بداية جيدة للتسوية السلمية في الصحراء الغربية-
الخميس نوفمبر 4 2010
"بوليساريو" أعربت عن استعدادها للمشاركة في جولة المفاوضات المرتقبة
تونس – من رشيد خشانة -
الخميس نوفمبر 4 2010
"بوليساريو" أعربت عن استعدادها للمشاركة في جولة المفاوضات المرتقبة
تونس – من رشيد خشانة -
تُشكل الجولة الثالثة من المفاوضات بين المغرب وجبهة "البوليساريو" حول الصحراء الغربية التي ستُعقد برعاية الامم المتحدة الاثنين المقبل في احدى ضواحي نيويورك، بداية جيدة لوضع النزاع الذي شل المغرب العربي على سكة الحل التفاوضي. وعلى رغم أن الطرفين لم يتوصلا خلال اجتماع غير رسمي سابق عقداه في شباط (فبراير) في منتجع "مانهاست" قرب نيويورك، الى تجاوز خلافاتهما، فإن ضجرهما من الصراع المزمن قد يقود إلى تسوية تفاوضية للنزاع. وقبل تلك الجولة الثانية عقد الجانبان جولة أولى في آب (اغسطس) 2009 في النمسا من دون الوصول إلى نتيجة إيجابية.وترمي هذه الجولة الثالثة التي ستتم برعاية الأمم المتحدة للتدقيق في بعض النقاط العالقة. ويُؤمل أن يُحقق من خلالها الموفد الدولي المكلف نزاع الصحراء كريستوفر روس، اختراقا يُحلحل الخلافات بين الجزائر والمغرب المستمرة منذ ربع قرن. وكان روس أعلن قبل وصوله إلى الرباط أخيرا أن جولة جديدة من المفاوضات بين المغرب وجبهة "بوليساريو" ستجري برعاية الأمم المتحدة مطلع الشهر الجاري. وأكد قبل توجهه إلى نواكشوط أن جبهة "بوليساريو" أعربت عن استعدادها للمشاركة في جولة المفاوضات المرتقبة.وحرص روس في اعقاب كل جولة من جولاته السابقة في المنطقة على زيارة العواصم الدولية المؤثرة في هذا النزاع، وهي باريس ومدريد وواشنطن. كما أجرى قبل جولته الأخيرة في المنطقة سلسلة من الإتصالات مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن لحضها على لعب دور أكبر لحمل الأطراف المعنية على استئناف المفاوضات من دون شروط مسبقة وعلى قاعدة حسن النية.
ثلاثة مُستجداتويمكن القول إن مهمة روس، الذي يعرف المنطقة جيدا بحكم عمله السابق في الجزائر والمغرب، أنعشت الأمل باستئناف المفاوضات لإيجاد تسوية للنزاع. ويستند هذا التفاؤل الى ثلاثة مُستجدات أولها أن الموفد الأممي أدق معرفة بخصوصيات المنطقة من سلفه الهولندي فان فالسوم، الذي استقال بعدما وصلت جهوده إلى طريق مسدودة.والثاني هو مجيء إدارة أميركية ديموقراطية أعلن رئيسها أنه يُرجح الحلول القائمة على الحوار والمفاوضات، ما يعني أن واشنطن أبدت اهتماما أكبر باستئناف المفاوضات بين المغرب و"بوليساريو"، وهو ما ساعد على إجراء الجولتين السابقتين.أما العنصر الثالث فهو رغبة الرئيس بوتفليقة بتحقيق تقدم على صعيد تكريس الاندماج المغاربي في ولايته الثالثة، بعدما استقطبت التحديات الداخلية اهتمامه في الولايتين السابقتين.مع ذلك من المؤكد أن روس سيجابه في هذه الجولة الثالثة الصعوبات التي جابهها سلفه والمتمثلة باستمرار التباعد بين موقف المغرب، الداعي إلى تسوية النزاع في إطار الحكم الذاتي، وجبهة "بوليساريو" التي تتمسك بأن الحكم الذاتي يجب أن يكون واحداً من خيارات تشمل الاستقلال، أي الإنفصال عن المغرب، وتشترط تنظيم استفتاء لتقرير المصير تمهيدا لذلك.ماذا يستطيع روس أن يفعل لحلحلة الوضع نحو الحل، بعد أكثر من ثلاثة عقود من الصراع الذي أنهك المنطقة؟ أن يُمهد الأجواء لمعاودة المفاوضات المعلقة منذ الصيف قبل الماضي بين ممثلي المغرب والبوليساريو.
حوارات بيزنطية؟والعنصر الإيجابي الجديد هو أن المغرب وجبهة "بوليساريو" سبق أن أبديا الموافقة المبدئية على عقد جولة ثالثة من المفاوضات. لكن أية مفاوضات لا يمكن أن تنطلق من النقطة الصفر، فشعوب المنطقة ضاعت عليها فرص كثيرة، ولم تعد ضغوط الأزمة الإقتصادية الدُولية وانعكاساتها المحلية تسمح بتبديد مزيد من الوقت والجهد في حوارات بيزنطية.وعلى رغم أن جبهة "بوليساريو" انتقدت في شدة الخلاصة التي انتهى إليها الموفد الدُولي السابق، والتي مفادها أن استقلال إقليم الصحراء "ليس حلاً واقعياً"، فهذا لا يُبرر ألا تأخذ الدول المتابعة للملف هذه الحقيقة في الإعتبار، لإنجاح الجولة الجديدة من المفاوضات. ومعلوم أن كل طرف يتهم الطرف الآخر بالتصعيد، إذ اشترط المغرب استئناف المفاوضات بتأمين أجواء "خالية من الضغوط ومظاهر التصعيد"، في إشارة إلى تنظيم تظاهرات من قبل "بوليساريو"، في مناطق تعتبرها "مُحررة" كونها تقع شرق "الجدار الأمني" الذي أقامه المغرب لحماية المدن الساحلية الصحراوية من الهجمات. واعتبرت الرباط تلك التظاهرات "انتهاكاً جديداً لوقف النار". أما الجزائر و"بوليساريو" فأبرزتا أخيرا في وسائل إعلامهما احتجاجات مواطنين صحراويين نصبوا خياما قرب مدينة العيون كبرى مدن الصحراء، رافعين مطالب تتعلق بالسكن والتشغيل والصحة ومساواتهم بصحراويين آخرين التحقوا بالمغرب هاربين من مخيمات البوليساريو.يُذكر أن ممثل "بوليساريو" في الامم المتحدة أعلن في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية مطلع الأسبوع الجاري، أن اللقاء المقبل سيكون "فرصة للتاكد من نوايا المغرب، هل هو مستعد لمناقشة الاستفتاء برعاية الامم المتحدة؟". واضاف: "ستكون ايضا فرصة للتاكد من نوايا باريس. لان فرنسا تدعم دائما موقف المغرب". والثابت أن الحل القائم على الإستقلال لم يعد واقعيا، وأن على "بوليساريو" أن تقبل بصيغة الحكم الذاتي الموسع وإلا فستخسر الجبهة جميع أوراقها. لكن المغاربة مطالبون ايضا بتوخي أسلوب شديد المرونة يُساعد الطرف الآخر على إنقاذ ماء الوجه والعودة من المفاوضات بمكاسب لجمهوره.
ثلاثة مُستجداتويمكن القول إن مهمة روس، الذي يعرف المنطقة جيدا بحكم عمله السابق في الجزائر والمغرب، أنعشت الأمل باستئناف المفاوضات لإيجاد تسوية للنزاع. ويستند هذا التفاؤل الى ثلاثة مُستجدات أولها أن الموفد الأممي أدق معرفة بخصوصيات المنطقة من سلفه الهولندي فان فالسوم، الذي استقال بعدما وصلت جهوده إلى طريق مسدودة.والثاني هو مجيء إدارة أميركية ديموقراطية أعلن رئيسها أنه يُرجح الحلول القائمة على الحوار والمفاوضات، ما يعني أن واشنطن أبدت اهتماما أكبر باستئناف المفاوضات بين المغرب و"بوليساريو"، وهو ما ساعد على إجراء الجولتين السابقتين.أما العنصر الثالث فهو رغبة الرئيس بوتفليقة بتحقيق تقدم على صعيد تكريس الاندماج المغاربي في ولايته الثالثة، بعدما استقطبت التحديات الداخلية اهتمامه في الولايتين السابقتين.مع ذلك من المؤكد أن روس سيجابه في هذه الجولة الثالثة الصعوبات التي جابهها سلفه والمتمثلة باستمرار التباعد بين موقف المغرب، الداعي إلى تسوية النزاع في إطار الحكم الذاتي، وجبهة "بوليساريو" التي تتمسك بأن الحكم الذاتي يجب أن يكون واحداً من خيارات تشمل الاستقلال، أي الإنفصال عن المغرب، وتشترط تنظيم استفتاء لتقرير المصير تمهيدا لذلك.ماذا يستطيع روس أن يفعل لحلحلة الوضع نحو الحل، بعد أكثر من ثلاثة عقود من الصراع الذي أنهك المنطقة؟ أن يُمهد الأجواء لمعاودة المفاوضات المعلقة منذ الصيف قبل الماضي بين ممثلي المغرب والبوليساريو.
حوارات بيزنطية؟والعنصر الإيجابي الجديد هو أن المغرب وجبهة "بوليساريو" سبق أن أبديا الموافقة المبدئية على عقد جولة ثالثة من المفاوضات. لكن أية مفاوضات لا يمكن أن تنطلق من النقطة الصفر، فشعوب المنطقة ضاعت عليها فرص كثيرة، ولم تعد ضغوط الأزمة الإقتصادية الدُولية وانعكاساتها المحلية تسمح بتبديد مزيد من الوقت والجهد في حوارات بيزنطية.وعلى رغم أن جبهة "بوليساريو" انتقدت في شدة الخلاصة التي انتهى إليها الموفد الدُولي السابق، والتي مفادها أن استقلال إقليم الصحراء "ليس حلاً واقعياً"، فهذا لا يُبرر ألا تأخذ الدول المتابعة للملف هذه الحقيقة في الإعتبار، لإنجاح الجولة الجديدة من المفاوضات. ومعلوم أن كل طرف يتهم الطرف الآخر بالتصعيد، إذ اشترط المغرب استئناف المفاوضات بتأمين أجواء "خالية من الضغوط ومظاهر التصعيد"، في إشارة إلى تنظيم تظاهرات من قبل "بوليساريو"، في مناطق تعتبرها "مُحررة" كونها تقع شرق "الجدار الأمني" الذي أقامه المغرب لحماية المدن الساحلية الصحراوية من الهجمات. واعتبرت الرباط تلك التظاهرات "انتهاكاً جديداً لوقف النار". أما الجزائر و"بوليساريو" فأبرزتا أخيرا في وسائل إعلامهما احتجاجات مواطنين صحراويين نصبوا خياما قرب مدينة العيون كبرى مدن الصحراء، رافعين مطالب تتعلق بالسكن والتشغيل والصحة ومساواتهم بصحراويين آخرين التحقوا بالمغرب هاربين من مخيمات البوليساريو.يُذكر أن ممثل "بوليساريو" في الامم المتحدة أعلن في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية مطلع الأسبوع الجاري، أن اللقاء المقبل سيكون "فرصة للتاكد من نوايا المغرب، هل هو مستعد لمناقشة الاستفتاء برعاية الامم المتحدة؟". واضاف: "ستكون ايضا فرصة للتاكد من نوايا باريس. لان فرنسا تدعم دائما موقف المغرب". والثابت أن الحل القائم على الإستقلال لم يعد واقعيا، وأن على "بوليساريو" أن تقبل بصيغة الحكم الذاتي الموسع وإلا فستخسر الجبهة جميع أوراقها. لكن المغاربة مطالبون ايضا بتوخي أسلوب شديد المرونة يُساعد الطرف الآخر على إنقاذ ماء الوجه والعودة من المفاوضات بمكاسب لجمهوره.
No comments:
Post a Comment