Thursday, November 08, 2007

قتيلان وجرحى في مظاهرات موريتانية تندد بالغلاء
أمين محمد-نواكشوط
سقط قتيلان وأصيب عدد من الجرحى في مظاهرات اجتاحت عددا من المدن الموريتانية اليوم تنديدا بارتفاعات متتالية شهدتها أسعار المواد الاستهلاكية.
وقالت أماوة بنت الطالب النافع شقيقة القتيل شيخنا ولد الطالب النافع (18 عاما) إن أخاها فارق الحياة بعد إصابة بالغة تعرض لها جراء إطلاق الرصاص الحي عليه من طرف قوات الدرك في مدينة كنكوصة (نحو 700 كلم شرقي العاصمة).
وأضافت أن رصاصة أطلقت من طرف قوات الدرك اخترقت دماغ أخيها وأسقطته طريحا على الأرض، ما اضطر إلى نقله إلى العاصمة.
وأفادت مصادر إعلامية عدة أن قتيلا آخر سقط في مدينة جكني (1300 كلم شرقي العاصمة) على الحدود مع دولة مالي، بعد 24 ساعة من إصابته بطلق ناري في بطنه أثناء مظاهرات شهدتها المدينة أمس.
وقالت عدة مصادر للجزيرة نت إن مظاهرات اليوم في كنكوصة سقط جراءها ثلاثة جرحى على الأقل، إضافة إلى القتيل. وأضافت المصادر نفسها أن الجرحى هم الحسين ولد أمم وسعيد ولد الفلالي إضافة إلى أحد عناصر الدرك.
وقالت أميلة بنت البشير للجزيرة نت في اتصال هاتفي معها إن ابنها نجا من إطلاق النار عليه من طرف عناصر درك مدينة كنكوصة، رغم أنه أصيب إصابة متوسطة في المنطقة المجاورة للعين. وأشارت إلى أن شابا آخر هو سعيد ولد الفلالي أصيب في ذراعه إصابة متوسطة في مظاهرات اليوم.
وقال الصحفي المقيم في كنكوصة محمد عبد الله ولد غالي للجزيرة نت إن المتظاهرين الغاضبين من ارتفاعات الأسعار تمكنوا من تحطيم واجهات أغلب المباني الإدارية في المقاطعة، وأضاف أنهم أيضا أضرموا النار في كم كبير من الوثائق الإدارية، وسط عجز قوى الأمن في السيطرة على المتظاهرين نتيجة لمحدودية أعداد قوى الأمن بالمقاطعة.
مظاهرات أخرىفي السياق أيضا اندلعت مظاهرات أخرى أقل حدة في عدد من المقاطعات الموريتانية من أهمها مدينة روصو جنوب البلاد (نحو 300 كلم جنوب العاصمة)، ومدينة كوبني (نحو 900 كلم شرقي العاصمة)، ومدينة تمبدغة شرقي البلاد (1100 كلم شرقي العاصمة).
غير أن أعنف المظاهرات حسب مصادر إعلامية بعد كنكوصة تلك التي شهدتها مدينة "جكني" قرب الحدود المالية، حيث أطلقت قوات الدرك الرصاص الحي على المتظاهرين، وأدى ذلك إلى إصابات بالغة في صفوف المتظاهرين الذين فارق الحياة أحدهم.
وتأتي هذه المظاهرات بعيد ارتفاعات متتالية شهدتها أسعار السلع الأساسية في الأسابيع الماضية.

1 comment:

Anonymous said...

بسم الله الرحمن الرحيم :



واقع الإعلام بالمناطق المحتلة :



ظلت الصحراء الغربية محرومة من لسان يتحدث باسمها ومن عين ترى بها طيلة فترات الاستعمار المتعاقبة .

و في السنوات الأخيرة و في خضم انتفاضة الاستقلال خاصة,أصبح أبناء الساقية الحمراء و وادي الذهب , يرفضون أن تبقى أفواههم مكتومة , و أعينهم محجوبة , ووجهتهم مظلمة غير معروفة , و حقوقهم منتهكة مهضومة , و أرضهم مغتصبة مستغلة ملغومة , و أحلامهم في نفق طويل نهايته قبر بلا تراب و لاكفن و لا حتى جسد كامل ؛ فوق أمواج البحر تلاطمها كأن هذه فلذات أكباد الصحراويات كحشارف بحر..

يقول الشاعر :

لحريك اللي ماذا كـــــــــدوا ** واحد اثنين اثنيــــــــــــــــــن

ياويل اللي حارك وحـــــدو ** و ياويل الحارك وحديـــــــــن



فتحدوا العادي المعهود , وأصبحوا هم من يصنع الحدث و الخبر هم من يتكفل بتغطيته , و بثه للعالم عبر المواقع الالكترونية المتعددة ...



و صرنا نرى في الشوارع و في خضم المظاهرات شباب من كلا الجنسين , يحملون آلات تصوير و أجهزة تسجيل الصوت و كاميرات و نقالات مدعومة بعدسات تصوير, تطوعوا من أجل قضيتهم الوطنية و من اجل كسر حصار التعتيم الإعلامي المفروض على أرضهم أرض الساقية و الوادي .



و واصلوا المقاومة الإعلامية في ظل تغطيتهم لأحداث انتفاضة الاستقلال بجماهيرها من قلب الحدث وحتى تتبع ضحاياها في المستشفيات و السجون و المحاكم و المقابر ...

و لعل خير دليل على ما أنجزته هذه المقاومة الإعلامية المواكبة لانتفاضة الاستقلال تلك الصور و الأشرطة لتظاهرات في شوارع المناطق المحتلة و جنوب المغرب و المواقع الجامعية ..



كما وصلت هذه المقاومة الإعلامية إلى عقر دار العدو و تمكنت من التصوير بالصوت و الصورة الأخت "خديجة موثيق " و هي تسحب العلم الوطني من تحت لحافها وترفعه داخل قاعة المحكمة و تردد شعارات منادية بحياة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب و حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير .



كما دخلت إلى المستشفيات متتبعة اثر ضحايا الانتفاضة , و لعل خير دليل الصور التي خرجت لنا للرفيقة " سلطانة خيا " من مستشفى الأنطاكي بمراكش , وهي ترفع علامة النصر و على غرة عينها المفقوءة غرة عين كل الصحراويين علم صغير للجمهورية الصحراوية ؛ و من مستشفى العيون الذي خرجت لنا منه صور المناضل " السعيدي السالك " الذي حاول الغزاة أن يقتلوه حرقا ,وبرغم الضمادات الملفوف بها يرفع علامة النصر و التحدي و غيرهم عديد ...

كما غطت هذه العدسات جنازة شهيد الانتفاضة " حمدي المباركي " ؛ و ما واكبها من أحداث ..



و ولجت هذه العدسات داخل الحصن الحصين للعدو و أخرجت لنا صور من داخل السجن لكحل صور حجر تعليب البشر , وكانت صور غنية عن أي كلام أو تعبير ...



ودخل هؤلاء الإعلاميين معركة إلكترونية مع العدو , من خلال إنشاء و تصميم أحدث المواقع و أكثرها تطورا , فاكتسحوا شبكة المعلومات الدولية وجعلوه يتراجع خافتا رأسه إلى الوراء .



فتمكن هؤلاء الشباب من إيصال الحقيقة المرة للعالم بعيون صحراوية سمراء , و لسان حساني فصيح فترجمة للعديد من اللغات , فأناروا درب طريقهم بشموع تضحياتهم التي كلفت بعضهم حياتهم ثمنا غير نادمين على دفعه من أجل الوطن , و جعلوا واجهتهم مليئة بالانجازات عانقت فيها المعانات الأفراح , و أوصلوا انتهاك حقوقهم للعالم و وثقوها , و أرضهم جعلوها ميدان معركة تحريرهم تتعدد وسائلها , و آفاق أحلامهم جعلوها معبدة بأزهار أرواحهم الزكية , و وضعوا أهدافهم صوب أعينهم وانطلقوا كسهم خارق يخترق الجدار الذي أصلا هو مثقوب ..



فكنتم انتم أعين أهل العيون و لسان أهل المدن و صوت المعتقلين الذين يقبعون داخل السجون و أنتم أقلام الانتفاضة الذين يدونون و نور دربنا المكنون و رأس سهمنا الذي نحن فيه متضامنون, فكونوا آمل كل الصحراويون فسيروا و أرسلوا عدساتكم تجوب كل المدن و المستشفيات و داخل السجون ...



عيون الأرض انتم ولسانها , فلا يعمينكم كل محتل طماع مذلول ؛ ولا يسكتنكم كل جلاد هو في الأصل حمال مجلود ..





بقلم : احمد المهدي