Friday, December 09, 2005

رسالة إلى أخي المغربي..بقلم: فقيد الديبلوماسية الصحراوية..محمد فاضل أسماعيل السويح

SAHARA OCCIDENTAL

رسالة إلى أخي المغربي
بقلم: فقيد الديبلوماسية الصحراوية
محمد فاضل أسماعيل السويح

تمهيد:

محمد فاضل ولد أسماعيل ولد السويح، الملقب بإسماعيل فاضل هو صحفي وعسكري في جبهة البوليساريو، وديبلوماسي ووزير سابق قي الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية(RASD) وفاه الأجل المحتوم في لندن ليلة السادس ماي 2002 بسبب أزمة حساسية حادة كان المرحوم فاضل على وشك الانتهاء من مشروع شغله بحدة، بعد ما لاقى كتابيه :" الصحراويون" و "الجمهورية الصحراوية" نجاحا باهرا، حيث يعدان مرجعين ذا صيت ذائع للقضية الصحراوية، لقد قرر من خلال ذلك المشروع التوجه بالخطاب إلى المواطنين المغاربة، هذه الرسالة الموجهة إلى أخيه المغربي تعكس انشغالا مهما وحوارا بناءا لا يكل منه، لقد أرسى نقاشا موضوعيا، ذا مستوى فكري عالي و ديمقراطي، بعد عرضه بكل دقة لحججه كان مستعدا لسماع الآخر، إنه يخاطب المواطن المغربي المسؤول الذي يستفسر عن القضايا التي تهمه، أي الذي يشجع على التفكير بكل حرية والتحرر من كل أحكام مسبقة. وذلك بالتفكير، أين هي المشاكل الحقيقية التي تمنع من تحقيق الديمقراطية والتنمية المستديمة؟



وفاءا لروحه و من أجل الاستمرار في التعاون المثمر الذي لمسناه منه مند سنوات، قررنا نشر هده الرسالة إلى الأخ المغربي، التي تعتبر طريقة جديدة انتهجها المرحوم لتقريب الأفكار وتوضيح الحقائق وبتعاون مع أحمد بابا مسكة، عملنا على تصحيح بعض الأخطاء اللغوية والنحوية دون المس بالمعنى والمضمون الحقيقي لها، لقد ظل السفير والعسكري الموريتاني السابق، متتبعا ومهتما بالنزاع، ولذلك عمل على إعداد مقدمة عامة لهذا العمل وضح من خلالها الأفكار الأساسية التي سعى المرحوم فاضل على توضيحها .

نأمل من خلال هذا النشر المتواضع، أن نساهم في إرساء حوار بناء يهدف إلى الإنقتاح على السلام و العدل و احترام الحقوق.



شكرا جزيلا لجوتا سيدنا ، حفيظة، كيكو، حبيب الله، وإلى كل من ساهم على إخراج هذا العمل إلى الوجود.

ديليمون ، اكتوبر 2002

ماري كلير، إيمانويل مارتينولي









"شكرا لكم على مساعدتنا على تحطيم و تكسير حاجز هده القضية المحظورة، شكرا لكم على مساعدتنا على إرساء جو من الثقة من أجل بدء حوار جاد و بناء، حوار من أجل التعاون والعمل جميعا على بناء مشاريع الحياة..."



إعلان الشباب الديمقراطي المغربي في الخارج JDME عند لقائه لإتحاد شبيبة الساقية الحمراء ووادي الذهب UJSARIO بباريس، سوربون ، في15يونيو2002 .





************



تقديم



أحمد بابا مسكة

( كان وسيطا في العديد من النزعات الإفريقية خصوصا الطوارق بمالي)



لقد إنتهج فاضل إسماعيل عندما أراد التوجه إلى أخيه المغربي أسلوبا أدبيا وسياقا ملائما و ذلك لتدعيم حججه في إطار شرح القضية الصحراية.

بالتأكيد لقد كان فاضل صادقا و مخلصا جسدا وروحا للنضال من أجل الحرية لشعبه، حتى ضحى بأغلى شئ حياته. لقد كان شغوفا و له أهدافا خاصة، من أجل إصلاح ذات البين بين الإخوة الأعداء المغاربة و الصحراوين ( وأيضا الجزائريون، الموريتانيون، الليبيون و التونسيون ). بأسلوب آخر، لإرساء السلام في الإطار المغاربي، سلام دائم عن طريق الحوار.



الأمر هنا يتعلق بعرض بسيط للمبادئ، ولا بعمل تكتيكي، كان فاضل إنسانيا و محترما للآخر، لرأيه ولاختياره.



يمكن أن نندهش للراديكالية التي طبعت مواقفه و كذلك معارضته الشديدة التي دامت مدة طويلة، ولكن فاضل لا يشكك بأن العديد من المغاربة قد صدقوا مغربية الصحراء، خصوصا الشباب، هذا الاقتناع كان بطبيعة الحال بسبب دوافع سياسية، إستراتيجية، اقتصادية، وبالتأكيد أمنية.



إنه من المؤكد بالنسبة لفاضل أن حقيقة المشكل و عقدته الأساسية و حله يكمن في معرفة الحقائق الكاملة حوله و حول الصحراويين، فبالنسبة له " الحقيقة ثائرة " وفي الدرجة الأولى يجب على المغاربة أن يعوا حقيقة الصحراء و الصحراويين، ومن أجل أن تكون الاعتقادات راسخة دون زعزعتها يجب بعد الآن، فتح حوار صادق و بناء.



ومن أجل ذلك سرد فاضل حقائق دون كلل ولا ملل، ففي البداية الوحدة خير من التقسبم، لنتحد جميعا، ولكن على أسس متينة، صحيح أنه لا يمكن توحيد ما هو مشتت أصلا، لأن الصحراء الغربية لم تكن قط جزءا من المغرب قبل الاحتلال، وبعد ذلك تطرق إلى الوقائع التاريخية والتي كانت مدعمة بإثباتات لا من أجل رفض الوحدة و لكن بالعكس بل من أجل تجسيدها على أرض الواقع في إطار مغاربي، لقد انطلق من حقيقة أن الصحراويين لم يكونوا قط مغاربة و قد عرض أين الاختلاف و الفرق الحقيقي بينهم، مضيفا أن ذلك لا يشكل مانعا في التقارب و التوحيد.



مجمل القول البدء في التعارف، التفاهم سيؤدي حتما بأن يصل المغاربة و الصحراويين إلى البحث جميعا عن الحلول لكل مشاكلهم. إنها حلقة متشابكة بالنسبة للقارئ والذي يجب عليه أن يتحلى بروح عالية من أجل فهم الروح الأساسي لهذا الكتاب، قارئ مغربي عادي لا يمكنه إلا أن يدافع عن موقف صلب و متعنت.

ما نطلبه من القارئ المغربي هو التحلي بالصبر و التسامح من أجل إدراك مغازي هذا الكتاب، ويجب عليه أن لا يتردد دائما في طرح أسئلة على الصحراويين إذا سمحت له الفرصة وذلك من أجل تجاوز أي غموض أو فهم مغلوط.



هنا تظهر الخسارة الكبرى بالفقدان المبكر لفاضل، مخاطب من الطراز العالي لا يكل من نقاشه و حواره البناء و الصادق في إصلاح ذات البين، ولكن إذا كانت لهم الرغبة، الإرادة،المغاربة- خصوصا المغاربة الشباب- فهم لا يحتاجون إلى مخاطب صحراوي من أجل المراهنة على السلام، على إصلاح ذات البين و على الوحدة عن طريق الحوار و التسامح.



ومن جهة أخرى كل واحد سيجد بدون شك أن الكاتب حازما تجاه الملكية و الطبقة السياسية المغربية، هنا نشير إلى ملاحظتين أساسيتين :



* يمكن رد هذه الصرامة و هذا الحزم تجاه الملكية إلى سبعة و عشرين سنة من المعانات بالنسبة للشعب الصحراوي أباءً و أمهات، عائلات إلى اليوم لا تعرف سوى عذاب المنفى في مخيمات اللاجئين و أيضا في المناطق المحتلة ناهيك عن الآف القتلى.

* تخص أن هناك اختلافا أساسيا، ولا يوجد أي كره اتجاه المغرب و الشعب المغربي بل بالعكس كل ما في الأمر هو الرغبة و الإرادة في التقارب، الوحدة و الحاجة إلى إصلاح ذات البين، من أجل تجاوز كل التناقضات.



إذا كان هناك حزم و صرامة فهي تجاه الطبقة الحاكمة، و إذا كانت هناك ثورة بالتأكيد بسبب الانتهاكات الغير العادلة، كم هو جميل تحقيق الوحدة و أسس السلام بذل المعانات من كلا الطرفين و استعمال الموارد المادية و البشرية، من أجل القتل، التحطيم لا من أجل السلام والإتحاد القوي وذلك عن طريق فتح القلوب لا عن طريق غصب الأجساد. "صرامة" و حزم تجاه فرنسا، هنا إدراج الإجابة على اعتراضات مهمة دون حمل أية عداوة أو بغضاء، لقد كان المواطنين دائما يجدون فرنسا في طريقهم على امتداد القرن الماضي رغم أنهم كانوا مسألة تخص إسبانيا، ولهذا كانت مشكلة الصحراء الغربية من اختصاص إسبانيا الأمة الأوربية الكبيرة لكنها كانت ضعيفة آنذاك، وبما أن فرنسا كانت القوة المهيمنة على المنطقة فلها الامتياز في منع أية بؤرة توتر هناك و ذلك من أجل إحكام سيطرتها، لقد تعهدت فرنسا دائما بإحلال السلام مع جيرانها في شبه الجزيرة الأوربية، هذا شيئا منطقيا، لكن هذا السلام يتخد شكلا استعماريا.



المشكل في كل هذا أن التدخل الفرنسي ضد المقاومين الصحراويين كان حتى بعد تصفية استعمار الدول المجاورة للصحراء، رغم أنها لم تكن وصية عليهم أمنيا، قنبلة الضحايا " بالجاكوار"، المساعدة على بناء " الجدار"، الدعم اللوجيستيكي و الديبلوماسي الدائم للسياسة المغربية. ماذا فعلنا لفرنسا؟ لماذا العنف الدائم ضدنا ؟ يتساءل الصحراويين وخصوصا الفرنكوفونيين و المعجبين بالثقافة الفرنسية، ظروف متسارعة في اتجاه هذا العناد الأحادي و رفض الاتصال المباشر مع جبهة البوليساريو أوRASD، الجمهورية العربية الصحراوية عضو في الإتحاد الافريقي و محمد عبد العزيز أحد نواب الرئيس، معترف بها من طرف العديد من الدول أغلبها من أمريكا اللاتينية، المسؤولين الصحراويين والممثلين منتشرين في بقاع العالم، لقد تم استقبال بعضهم في المغرب من طرف الحسن الثاني، و لقاءهم الدائم مع وزراء مغاربة في المفاوضات عن طريق الوسيط السيد جيمس بيكر.



وحدها فرنسا عنيدة، تبدو ملكية أكثر من الملكيات، هل يمكن فقدان الأمل في فرنسا و رجوعها إلى جادة الصواب؟ أبدا لم يمل الصحراويين قط من إعلان مواقفهم والتأكيد على ضرورة الدور الإيجابي الذي يمكن أن تلعبه فرنسا في حل المشكل نظرا لأهميتها في المنطقة كما أكد ذ لك مرارا الرئيس محمد عبد العزيز بدور فرنسا للمساهمة في إحلال السلم في المنطقة.



هذا العناد و الانطواء الفرنسي هو سبب قلق محمد عبد العزيز( مثقف أكثر من فرنسي، محب لفرنسا، للغتها، ثقافتها و حقوق الإنسان بها....) وكيف لا يمكن فهم غضبه و سخطه تجاهها؟ باختصار شديد فإنه من البداهة أن لفرنسا كامل الإمتيازات في إيجاد حل للنزاع، لما لا و لدينا القدرة على ذلك، عن طريق نزاع الصحراء فإن فرنسا مجبرة على تكريس " الفارق الكبير" بين شريكين مغاربيين، اختيار صعب ، يدفعهما للحد من المبادرات الطموحة في حله.



فدون النزاع فإن المغرب "MAGHREB" السلمي سيصبح أهم شربك لها و بامتياز، بطبيعة الحال انتهاء النزاع يمكن من إحياء مصالح خاصة بل امتيازات هامة و معتبرة للمصلحة الفرنسية خصوصا إذا لعبت فرنسا دورها جيوسياسيا و لما البحث عن السلام، كيف لا ونحن لدينا الاعتقاد الراسخ في دلك؟



لحل أي نزاع كيفما كان يجب على الأقل أن لا يسحق أي طرف الآخر ويفرض عليه شروطه، يجب أن يكون هناك اتفاق بين الجميع، كل واحد يجب أن يعلن مطالبه و يحققها على حساب أخرى، إنه من الناذر الوصول إلى نوع من الاتفاق، ليس في مصلحة أحد إخفاء نوياه الحقيقية، التنازلات التي يجب أن يفعلها، و كذلك المطالب التي سيتركها قبل أن يعرف ماذا سيأخذ كمقابل؟ إنها حلقة مفرغة يجب توفر الشجاعة الناجعة و النية الصادقة للتفاوض.



خلاصة يجب توفر وسيط يحظى بكامل الثقة في إيجاد الحل، للعب هذا الدور، يجب أولا توفر الإرادة، و بطبيعة الحال قبول من طرف الأطراف و ذلك للضغط لقبول اقتراحات معقولة و في اللحظة المناسبة.



الوسيط ليس بالضرورة حكم، في هذه الوضعية يجب أن يكون ذا ثقل للتأثير بطريقة فعالة، إلى أي حد يجب أن يأخذ في البداية موقف محايد لينال رضى الأطراف؟ هذا يظهر منطقيا و بديهيا عند القبول بذاك المقام فهو يفرض عليه أخد موضع التوازن، مما سيجعله أمينا للوصول إلى طريق النجاح، إذا لم يكن موضوعيا بقدر الكفاية فذلك سيدفعه إلى البحث عن أفضلياته الشخصية أكثر، بذل التقريب بين وجهات النظر، بذلك سيهيئ طريق الخسارة والفشل، بالنسبة للطرف المتضرر فإن الذي يفعله الوسيط فإنه غير ملزم إلا بقبول الأطراف، و من هذا المنطلق يجب أن يقر بكل شئ في ظروف رزينة و تامة السرية لسد الباب أمام أية مزايدات.



الكل يتفق بأن التقارب الكبير و في أعلى المستويات بين فرنسا و الملكة المغربية سيؤدي حتما إلى عدم لعب دور المحايد و سيهدف إلى خدمة المصالح للحليفين.



لنكن أكثر وضوحا :

لا أحد يطلب من فرنسا أن تكون ضد المغرب بل بالعكس لا مانع أن تساعد قي إيجاد حل واقعي للخروج من أزمة عدم الاستقرار، حل يكون مركزه السلام مما سيؤدي حتما إلى قبول تنازلات بذل العناد و التشبث بالمصالح الذاتية.



وفي السياق يتأسف فاضل إسماعيل، و يساءل فرنسا عن طريق كبار المسؤولين من زاوية الصديق ( أو شبه مواطن فرنسي): " وختاما كيف لا نرى الإمتياز الأفضل لتسوية، فرنسا تكون أحد أهم أطرافها و العمل على إنجاحها؟



وا حسرتاه، لقد رحل دون أن يرى ولا إشارة طفيفة مشجعة، كل هذا صحيح أنه لا يعني فرنسا مباشرة، و لكن من الصعب تصور دور فعال لفرنسا بوزنها في إيجاد حل يتوافق مع طموحاتها و خصوصا بالنسبة لمنطقة قريبة و مهمة لها؟



فرنسا......وحدها؟ أو بتعاون مع باقي الوسطاء؟ كل صيغة للحل فلها إيجابيات و سلبيات، في مرحلة سابقة كنا قد أوصينا بوساطة فرنسية- موريتانية(1)، هذه " التأليفة" لا تحتاج إلى ورقة رابحة، و آخرون، بطبيعة الحال، تصوروا وساطات أخرى فرنسية- إسبانية، مثلا؟ إنه من البديهي بالنسبة لبلدين أوروبيين عظميين و معنيين بهذا الملف، فإذا توحدت كل الجهود من أجل الدفع إلى حل منطقي و عادل، فلهم كل الحظوظ في إيجاده.



ما نحتاجه ، في رأيننا، هي الحاجة إلى وساطة عاجلة لحل نزاع عمر زمن طويلا إلى يومنا هذا، وهو خطير بالنسبة للسلام و الاستقرار الدوليين.



رحم الله محمد فاضل و أدخله فسيح جنانه، و نتمنى أن يتحقق ما كان يصبو إليه لتحقيق السلام وإصلاح ذات البين، بدل معانات الشعوب.



**************



بيوغرافيا

ولد فاضل إسماعيل في سنة 1949 ( الحالة المدنية ليست محدد بدقة) في العيون بالصحراء الغربية. درس بالمدرسة الابتدائية بمدينة طانطان وواصل دراسته الثانوية بثانوية مولاي يوسف بمراكش ليجتاز الباكالوريا بالرباط، و هناك حصل على الإجازة في العلوم السياسية و العلوم الاقتصادية.



و منذ سنة 1972 انخرط إلى جانب باقي الطلبة الصحراويين في المنظمة الجنينية التي تناضل من أجل استقلال الصحراء الاسبانية، منظمة أصبحت في 10 ماي 1973 جبهة البوليساريو.



أعتقل و عذب أثناء تنظيم مظاهرة للمطالبة بالاستقلال في مهرجان الموسم بطانطان سنة 1973. ثم التحق بحركة التحرير بتندوف بالجزائر سنتين بعد ذلك بعد دخول الغزو المغربي، ثم شارك في أول مؤتمر للطلبة الصحراويين، ثم انخرط في مسيرة محاربة الأمية و التعليم بمخيمات اللاجئين ثم بعد ذلك تخصص بسرعة فائقة قي مجال الإعلام و كان اهتمامه المفضل حتى أصبح سيد الاعلام لجبهة البوليزاريو، عين مدير جريدة 20 ماي، وساهم في تحرير العديد من المنشورات و الوثائق السياسية و في سنة 1978، أصبح مدير تحرير جريدة" الصحراء الحرة" وأيضا مذيعا في إذاعة الراديو الصحراوية، لقد أثبت قدرة على المحاورة و النقاش العالي و مدافعا من الطراز العالي عن المواقف الصحراوية، كل هذا أثبته من خلال نقاشات دارت في قناتي الجزيرة و أبوظبي.



وفي سنة 1981 دخل مجال الديبلوماسية، حيث عين ممثلا لجبهة البوليساريو بأوربا، و ما بين 1983 حتى 1985 استمر بهذا المنصب بفرنسا. ما بين 1986 إلى 1989 كان مستشارا بالرئاسة مكلفا بالعلاقات الدولية، من 1989 حتى 1991 ممثلا بالسويد، ثم تقلد منصب مستشارا سياسي و مدير عام للجنة الصحراوية للاستفتاء و في نونبر 1995 عاد للتمثيلية بفرنسا، و منذ فبراير حتى سبتمبر 1999 تقلد منصب وزير الإعلام، حيث خلق وكالة الأنباء الصحراوية، ثم عين بعد ذلك و بالضبط بداية سنة 2000 سفيرا بإثيوبيا و ممثلا دائما للجمهورية الصحراوية في الإتحاد الافريقي.



غادر هذا المنصب في نهاية 2001 ليعين ممثلا للجبهة في المملكة المتحدة و إيرلندا حتى وافاه الأجل المحتوم يوم 06 ماي 2002



********





أخي : السلام عليك و رحمة الله تعإلى و بركاته،



دعني أقول لك السلام و أتكلم و أتحدث معك بهدوء لنقاش موضوع يشغلنا جميعا، وذلك ببساطة لنقارب وجهات النظر، هذه القطيعة بين شعبينا لن تدوم إلى الأبد.



صحيح أننا من وجهة نظر ثقافية نحن شعب واحد ننتمي إلى الشعب المغاربي، و يجب علينا أن نقبل أننا في إطار هذا الفضاء الإنساني – المغاربي- كل منا يمتلك هوية سياسية و ثقافية مميزة، لا يعني هذا تزمتا وطنيا و لكن أقول على سبيل المثال اللغة التي يتكلمها الصحراويين – الحسانية- ومستعملة أيضا من طرف الموريتانيين، تختلف عن ما يتحدث به العرب في المغرب، الجزائر، تونس و ليبيا، و إذا كانت اللغة و التقاليد يرسمان معالم الاختلاف بين الهويات فإن سيرورة الأحداث و حتمية التاريخ ستجعل هذه الهويات المغاربية تنصهر بعضها في البعض، كشعب واحد في مغرب كبير، و أعرف أني مغاربي كباقي المغاربيين ويحصل لي الشرف بذلك.



و للوصول إلى مغرب كبير، يجب إعداد الأرضية، إزالة الحواجز، إحداث أسس متينة لذلك، هذه الأسس، و أنت تتفق معي على ذلك، تتجلى في :الديمقراطية، العدل، احترام حقوق الإنسان و الشعوب و قبل كل شئ احترام الآخر : حريته، كرامته و هويته الوطنية.

الاستقلال أولا ثم الارتباط في إطار مغرب كبير بعد ذلك، قي اللحظة المثالية لذلك، وفي تلك اللحظة نحن مجبرين على طرح التساؤلات : من هو المغربي ؟ و من ليس كذلك ؟ من هو الصحراوي ؟ و من ليس كذلك؟ إلى جانب إخوتنا التونسيين، الموريتانيين، الليبيين و الجزائريين. لا يمكن القول إلا أننا مغاربيين.



ولهذا أخي، يحصل لي كامل الشرف أن أناقش معك مشكل الصحراء،لا أتحدث هنا عن الصحراء المغربية، التي تمتد من المحاميد حتى الأطلس مرورا بورزازات و زاكورة، ولكن عن الصحراء الغربية، دولة الصحراويين التي تشمل الساقية الحمراء ووادي الذهب المعروفة سابقا بالصحراء الإسبانية، لدي إحساس أنك تجهل العديد من الأشياء و الحقائق، وأرجو منك أخي أن تترك لي الفرصة أن أوضح لك و أنا بدوري مستعد للإنصات لك.



أخي العزيز أظن أنك لم تبدأ تسمع عن الصحراء الغربية إلا منذ سنة 1975 وبالتحديد عند إعلان المسيرة الخضراء ، عليك أن تطرح من الأسئلة على حكومتك ومن بينها( كيف أن المغرب وإلى حدود 75-1974 وهو يدعم حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير و الاستقلال وبعد ذ لك انقلب علينا180 درجة ؟).



لكن لنتحدث بداية عن الشعب الصحراوي :



الشعب الصحراوي هو شعب عربي و إفريقي، ذو أصول سمراء-عربية- بربرية، منحدر من قبائل حسان، من بني معقل(من أصول شبه الجزيرة العربية) رحلوا إلى الصحراء الغربية و استقروا بها بين القرنين الثاني عشر والخامس عشر ومنذ تلك الفترة اختلط مع ساكنة آتية من الشمال، وخصوصا قبائل حسان و السكان القدامى، البرابرة ، السود الأفارقة. أعطت ميلاد ساكنة سمراء متكونة خصوصا من الموريتانيين والصحراويين ، وكان الصحراويين رعاة يعيشون أساسا على الرعي و الصيد ثم بعد ذلك عرفوا الفلاحة ، الصناعة ، التجارة كانوا رجال د ين ، ثم كانوا فرسان ومحاربين.



الصحراء مشكلة من مجموعة قبائل و فيدرالية قبائل مقسمة تقليديا، إن تراب الساقية الحمراء ووادي الذهب المعروفة الآن باسم الصحراء الغربية تنظيمها الاجتماعي و السياسي مرتكز على الجماعة- مجلس من الثقات، الذي يسير ويدير أمور المجتمع على مستوى القبيلة -مؤسسة وطنية هي آيت الاربعين لها كامل السلطات التنفيذية، التشريعية ، القضائية ، ضبط الخلافات بين القبائل وتنظيم الدفاع عن البلد ضد أي تدخل أجنبي.



ومن وجهة نظر العديد حتى من الملاحظين فإن النظام السياسي الذي غلب على الصحراء الغربية حتى الإحتلال الإسباني كان نظاما يشبه إلى حد ما النظام الجمهوري، وفي كل الحالات مختلف عن الأنظمة السياسية السائدة في الدول المجاورة : الملكية في المغرب، الإمارة في موريتانية، الدايات و البايات في الجزائر و تونس، ففي سنة 1975 كتب " روبيرت زيزت" عن الساكنة الصحراوية يقول " منظمة تحت فروع قبائل كل واحدة يحكمها مجلس الجماعة هذه الأخيرة هي السلطة المركزية و الفروع تعرف على أنها مجموعة عائلات تتمركز مجتمعة ذات عدد محدود يرتبط بقدرة المرعى و المياه كل واحدة يحكمها رئيس ( شيخ) وهو يشكل مجلس القبيلة و يرأسه، هذا المجلس يمارس بدوره السلطة التنفيذية، التشريعية و القضائية..." (2)



كما كتب فرانسوا بيسلاي، الذي عرف جيدا الصحراويين، خلال فترة الاحتلال الإسباني عرف بغيرتهم على حريتهم و ارتباطهم الشديد بها " لم يعرفوا قط مبدأ الفردية بل يسودهم جو من التضامن تفتقده مجتمعاتنا المتحضرة حتى الآن يسعون إلى الوصول إليه"(3)



وخلال النصف الثاني من القرن العشرين عرفت الصحراء الغربية طفرة حقيقية بحيث تحولت حياة الرعي و البدو بتسارع كبير بسبب الحروب و فترات الجفاف.

وهنا يسجل فرانسوا بيسلاي "أن المسيرين سواء الموريتانيين، صحراويين أو مغاربة لهم أشكال مختلفة في حياة الرعي، للمراقبة و التسيير حسب الحاجة"(4)



وفي تقرير للأمم المتحدة في 15 اكتوبر 1975 أثناء زيارة لبعثة منها لأرض الصحراء الغربية و للدول المجاورة وذلك صيف شهري ماي ويونيو 1975 أكد أن الصحراويين متشبتين باستقلالهم " البعثة تؤكد على أن ساكنة الإقليم جد متمسكة باستقلالها و تفنيد ادعاءات المغرب و موريتانيا "(5)



لم يكن الصحراويين في أن يعبروا عن طريق استفتاء شعبي على إرادتهم في العيش أحرارا مستقلين، ماعدا عدد قليل من المتعاونين مع الأعداء، فان الأغلبية من الصحراويين الذين يعيشون في الأراضي المحتلة والأراضي المحررة في المخيمات أو كل مكان، منظمين تحت لواء جبهة البوليساريو و RASD وإذا كانت السلطات المغربية تؤكد على أن الصحراويين هم مغاربة فلماذا ترفض مبدأ الاستفتاء؟



لو كنت مكانهم ما ترددت لحظة واحدة في فعل ذلك، إذا كنت متأكد أرى بشكل صحيح، ولكنها ليست كذلك فهم يعرفون الحقيقة جيدا، يضللون الشعب المغربي و الدولي ، ويهاجمون ظلما الجزائر، وذلك من أجل تمويه الشعب عن مشاكله الحقيقية وعن حقيقة الشعب الصحراوي.



لم يشعر الصحراويين قط أنهم مغاربة ، أنا آسف أقولها لك صراحة لأن عاداتهم، تقاليدهم، لغتهم، نمط عيشهم كلها أمور تكفي لإثبات اختلافهم كل ما في ذلك هو رغبتهم في العيش أحرارا مستقلين عن المغرب و كل دول المنطقة و إذا كان العكس، فالمغرب ليس بحاجة إلى تحريك كل جيشه من أجل ابتلاع الصحراء الغربية فهو لا يحتاج إلى ذبح المدنيين الصحراويين وقنبلة المخيمات بالنابالم والفسفور الآبيض، وحبس وتعذيب مئات الصحراويين بلا رحمة ولا شفقة.



الصحراء الغربية مشكلة تصفية استعمار :



صدقني هذا ليس من اختراعي، طبقا لمؤتمر برلين سنة 1884 والذي على ضوءه عملت القوى الأوربية على تقاسم إفريقيا، أصبحت الصحراء الغربية من نصيب إسبانيا، و نشير أنه في ذلك الزمن لم توجد أية سلطة مغربية على الصحراء الغربة " بدأت الحماية الاسبانية في سنة 1884 ثم سجلت الصحراء الاسبانية ضمن لائحة الدول التي لم تتمتع بعد باستقلالها، بموجب الفقرة السادسة من ميثاق الأمم المتحدة ( أ) 1514 ملحق 3 .." (6).



في نونبر سنة 1960 أعلن ممثل إسبانيا في الأمم المتحدة ألف مرة أن بلاده مستعدة للإدلاء بجميع المعلومات حول الصحراء الغربية، وفي 18 ماي 1961 قام الملحق بالممثل الاسباني في الأمم المتحدة و لأول مرة أمام لجنة المعلومات حول الدول التي لم تتمتع بعد باستقلالها بإعطاء معلومات حول الصحراء الغربية، و منذ 1961 و بمختلف المجالس المختصة قي الأمم المتحدة تولي اهتماما بملف الصحراء الغربية ، على أنه مشكل تصفية استعمار و تعترف بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير و الاستقلال، و بموجب قرار الأمم المتحدة 1514 ومن بعد ذلك واظبت إسبانيا على تقديم تقارير بانتظام حول مستعمرتها حتى سنة 1975.



انطلاقا من 1965 طلبت الجمعية العامة من القوة التي تدير الإقليم إتخاذ الإجراءات الضرورية لإنهاء الاحتلال للصحراء الاسبانية.، إجراءات حددت من خلالها القرارات 2072 في نونبر 1966 و 2354 في 15 ديسمبر 1968 و 2591 في 16 ديسمبر 1969 و قرار 2711 في ديسمبر 1970. قرار 2983 في 14 ديسمبر 1972 و قرار 3162 في ديسمبر 1973.



و في قرارها في 16 نونبر اللجنة الخاصة للأمم المتحدة " طلبت من الدولة المديرة للإقليم " إسبانيا " العمل على خلق و بدون اجل الشروط الملائمة لتقرير مصير الصحراء الاسبانية (الصحراء الغربية) " (7).



و في ديسمبر من نفس السنة دعت الجمعية العامة " القوة المديرة إنهاء الاحتلال في أقرب وقت، و تماشيا مع إرادة ساكنة الإقليم و باستشارة مع الحكومة المغربية و الموريتانية بحكم أنهم أطراف معنية، و تنظيم استفتاء تحت إشراف الأمم المتحدة، يمكن سكان الإقليم من التعبير و بحرية في تقرير المصير و لهذا الغرض يجب :



* توفر جو سياسي ملائم للاستفتاء والذي سيجري على أسس حرة و ديمقراطية يسمح بعودة المنفيين من الإقليم.

* أخد جميع التدابير الضرورية لمشاركة ساكنة الإقليم فقط في الاستفتاء.

* الكف عن أية محاولة لتعطيل تصفية إستعمار الصحراء الإسبانية.

* توفير جميع التسهيلات الممكنة للجنة الأمم المتحدة من أجل المشاركة بفعالية في تنظيم و سير الاستفتاء " (8).



ملاحظة، أخي، في هذا القرار لم تكن أية استشارة للدولة المغربية حول الصحراء الغربية، و يجب الإشارة أيضا أن ممثل المغرب " داي ولد سيدي بابا"، قد أعلن أثناء اجتماع اللجنة الخاصة في 17 يونيو 1966 بأديس أبابا ( اثيوبيا) أن " تؤكد الحكومة المغربية على أنه يجب تحرير جميع الأراضي التي تحت هيمنة الاستعمار الإسباني"، مضيفا " أن الحكومة المغربية تقترح استقلالها في أقرب الآجل " (9)، و خلال الدورة التي تلتها للجنة الخاصة أكد مفوض المغرب " على أنه منذ 1966 و المغرب يطالب بتقرير مصير سكان الصحراء الغربية و حرية الاستقلال" (10).



هذه الإعلانات الصادرة عن الحكومة تكتسي صبغة قانونية، و كما عبر وزير الخارجية السيد بوطالب، على أن " المغرب و جيرانه قرروا الإتفاق على تسهيل تقرير مصير سكان الصحراء، وذلك بالتعاون مع المنظومة الدولية و القوة الإدارية، و لهذا فإن إسبانيا مدعوة إلى تنظيم إستفتاء يمكن سكان الصحراء من التعبير بكل حرية عن إرادتهم" (11).



ما بين سنة 1967 و 1968 كررت الجمعية العامة الطلب إلى القوة المديرة للصحراء، وفي سنة 1969 تأسفت " بأن الإستشارة مع القوة المديرة أي إسبانيا لازالت جارية حيث أكدت هذه الأخيرة على عدم توفر الظروف الملائمة لتنظيم الإستفتاء" (12).



و كررت الدعوة لإسبانيا بتنظيم إستفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي، و في سنة 1970 لاحظت الجمعية العامة على أن الإستفتاء لم ينظم بعد، و دعت الدول إلى الكف عن الإستثمارات في الإقليم و الإعتراف بشرعية كفاح الصحراويين " ومن أجل تنظيم حق تقرير المصير و التعبير بكل حرية فعلى الدول التعاون بكل ما يلزمها لمروره في ظروف ملائمة" (13).



وفي قرارها لسنة 1972، حثت الجمعية العامة على مبدأ تقرير المصير و الاستقلال للشعب الصحراوي، سنة بعد ذلك، و في قرار آخر عبرت عن تضامنها مع الشعب الصحراوي، وفي سنة 1973 الدول الثلاثية المجاورة للصحراء الغربية : المغرب، الجزائر، موريتانيا أكدوا " تمسكهم الغير قابل للتغيير بمبدأ تقرير المصير و أنهم يسهرون على أن يجري هذا المبدأ في جو يضمن لسكان الصحراء التعبير بكل حرية عن إرادتهم و ذلك طبقا لقرارات منظمة الأمم المتحدة " (14).



و ما بين 1973 و 1974 يتضح أن الحكومة المغربية كانت متشبثة علنا و رسميا و تدعم الشعب الصحراوي في تقرير المصير و الاستقلال غير أنها غيرت رأيها منذ 1974 ، وسنعرف لماذا ذلك : بداية نظرا لظروف سياسية داخلية حيث أن الملكية كانت في خطر و بالتالي يجب خلق " عدو في الخارج " وذلك لحمايتها و تغيير إنتباه الشعب عن العرش، أقر أن الحسن الثاني كان حقا ذكيا، و لكن لا يجب حل مشكل عن طريق آخر، يصعب حتى اليوم إيجاد طريق لحله.



الصحراء الغربية ليست مغربية :



أخي ، قبل الإستعمار الإسباني للصحراء الغربية كانت دولة مستقلة ، و لم تكن مغربية ، و لن تصبح كذلك و لا يمكنها ذلك إلا إذا أراد الشعب الصحراوي، و لكن لم تكن قط كذلك، ليس لأن المغرب إحتل بطريقة غير شرعية ، إنه الشعب الصحراوي الذي لديه حرية الإختيار في مصير أرضه.



و إذا تعمقنا بعض الشئ في التاريخ ، سنكتشف أن المغرب لم يمارس قط أية سيادة على الصحراء الغربية، جميع البعثات العسكرية للسلاطين كانت مهمتها تجلى في البحث عن الذهب، العبيد بإفريقيا، لم يفلحوا في عبور الصحراء الغربية بسبب المقاومة الصحراوية، التي دفعتهم لتغيير المسار بالمرور بتنبكتو و جاو.



عندما وصل هؤلاء إلى الصحراء الغربية لم يجدوا أمامهم أية سلطة مغربية أيضا ثم عندما وصلت إسبانيا إلى الصحراء الغربية لم تجد سوى القبائل الصحراوية والتي عمل شيوخها الكبار للتفاوض معها قي البداية عن طريق إتفاقيات تجارية على السواحل قبل أن تكتسح الأراضي الصحراوية بمساعدة فرنسا، التي كانت قوة مستعمرة للدول المجاورة للصحراء الغربية " في فترة الإحتلال كانت تسكن الصحراء الغربية ساكنة من البدو و الرعاة، منظمة إجتماعيا و سياسيا على شكل قبائل "(15).

مع شيوخ هذه القبائل وقعت إسبانيا إتفاقية " الحماية " و التي بموجبها حازت إسبانيا الصحراء الغربية. و في ديسمبر سنة 1881 إنتقل مفوضين ثقات بإسم أولاد أدليم لتوقيع إتفاقية التخلي عن جزيرة واد الذهب ل " مجتمع الصيادين الكناريين- الافارقة " وذلك مقابل بعض الإمتيازات " السياسية ، الاقتصادية " وقع " ايميليو بونيلي " ممثل المجتمع الإسباني، إتفاقيات تجارية في نونبر 1884 بين رأس بوجدور و الرأس الأبيض، وفي 17 أبريل سنة 1885 أشار " بونيلي" في مؤتمر مدريد أن الحدود الجنوبية للمغرب بسانتاكروث لأكادير، " بونيلي " عين بعد ذلك ممثل ملكي للحكومة الإسبانية، وقد نظم رحلتين إلى الصحراء الغربية بين سبتمبر و نونبر 1885 والتقى بالعديد من الممثلين لقبائل أولاد أدليم، أولاد تدرارين و الرقيبات، وفي الأول من نونبر 1886 إلى حدود 31 يناير 1887 نظم " خوسي ألفارير بيريز"، القنصل السابق بموكادور، رحلة استكشاقية لإمتلاك أراضي بين رأس بوجدور وواد درعة، وفي طريق رحلتة هاته وقع إتفاقيات عديدة مع شيوخ القبائل لتسهيل السيطرة على السواحل بين واد درعة و رأس بوجدور، و من ثم الهيمنة على الداخل و خصوصا واد الساقية الحمراء، إرتباطا برحلته هاته كتب " خوسي ألفارير بيريز" قائلا : "القبائل التي ربطت معها علاقات هي :



1- بني ازرقيين أو ازرقيين، يتموقعون على الساحل.

2- ايت موسى أوعلي يقطنون بالداخل.

حدود أراضيهم شمالا و جنوبا نجد واد الشبيكة و رأس بوجدور و شرقا و غربا نجد الأطلنتي وواد الساقية الحمراء، و تمتد إلى تندوف، شيوخ هذه القبائل على التوالي : محمدبن بلال، امبارك بن محمد، عبروا عن إرادتهم في توطيد العلاقات التجارية مع سكان الكناري و هذا السبب دفعهم إلى البحث عن إتفاق يجعلهم كمواطنين من الكناري، وبعد قبولنا لكل الشروط الآنفة الذكر أعلن بصفتي ممثل الحكومة على سريان مفعول الإتفاقيات القانونية خصوصا مع قبيلة أزرقيين التي وقعها معي محمد بن علي في جزيرة " لنثروطي"، مفاد الإتفاقيات التجارية ومبدأ الحماية و ذلك بحضور الموثق دون انطونيو مانريك " (17).



و من جانبه أعلن " طوريس كامبوس " إن الحكومة الاسبانية قبلت تلك الأراضي سنة 1899 في بروكسل أمام الجمعية الافريقية للصليب الأحمر(18)، وفي سنة 1897 ممثلين عن أولاد ترارين، الرقيبات، العروسيين، أولاد أدليم، أزرقيين، أولاد بسبع أعلنوا الإرتباط الوثيق بإسبانيا ".



هذه الإتفاقيات المتعددة مع مختلف وجهاء القبائل من الشعب الصحراوي و ممثلي الحكومة الاسبانية هي " روابط قانونية "، استنادا إلى أستاد القانون هيفر(19)، كاتب آخر يدعى " برنار لوكان " كتب مقالا في المجلة الفرنسية أثينا (20) يدافع عن فكرة وجود الشعب الصحراوي و أن الصحراء الغربية ليست مغربية، هذا ليس غريب من مجلة موالية للحكومة الفرنسية و محتكرة من طرف شخصيات متقاربة مع المغرب، جوابي على هذه المفارقة و هو ببساطة ، إذا كانت أطروحة المغرب الرسمية حول الصحراء الغربية صحيحة، فلماذا إذن المجتمع الدولي،( الأمم المتحدة، مجلس الأمن، لجنة تصفية الاستعمار، منظمة الوحدة الافريقية، أحزاب أوربية، منظمات غير حكومية، مجتمع مدني أوربي،في امريكا الشمالية و أستراليا و بأمكنة أخرى....) لم تنطبق عليه الخدعة؟؟ ، و قبلوا أن الشعب الصحراوي موجود له الحق الغير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال؟ لماذا كل العالم خاطئ و المغرب على صواب !؟



إذا كانت مسألة الإرتزاقية و الإنفصالية، كما تروج له الدعاية الرسمية للمغرب فهل سيصمد الصحراويين 30 سنة فأكثر؟ و تصور أيضا أنها ليست مسألة إصطناعية، فالجزائر معروف عليها دعمها للشعب الصحراوي، كما دعمت شعوب افريقيا : جنوب افريقيا، الموزنبيق، ناميبيا، أنكولا، و تدعم أيضا الشعب الفلسطيني، هل سيتوقف هذا الدعم؟ لا أظن، لأنه إذا كان الأمر تمويل مجموعة من الإرتزاقيين فإنه لن يدوم طويلا، فبالإضافة أنه لايمكن التحكم في شعب بأكمله طول الزمن، أذكر هنا عندما قرر الصحراويين النضال من أجل الحرية ما بين 1967 و سنة 1973، فإنهم كانوا عزلا، لم يتوصلوا بالدعم إلا سنين بعد ذلك و خصوصا من دولة الجزائر، و قد أثبتت جبهة البوليزاريو ميدانيا حقا فعالية و صدق حركة التحرير الوطني و التي تستحق الدعم محلبا و دوليا.



وفي سنة 1975، وبطلب من المغرب ، عرض المشكل على محكمة العدل الدولية و بحضور المغرب و غياب المعني بالأمر الأساسي الشعب الصحراوي، و رغم ذلك فقد أكدت أن ليس للمغرب سيادة على الصحراء الغربية وقد أوصت الجمعية العامة الامم المتحدة بضمان ممارسة تقرير المصير من طرف الشعب الصحراوي و حقه في الاستقلال.



هكذا كيف جرت الأمور من قبل، ففي الثلاثاء 07 من سبتمبر 1974، عقد مؤتمر صحفي اقترح الملك الحسن الثاني أن يعرض مشكل الصحراء الغربية أمام محكمة العدل الدولية، بعد هذا الطلب وفي قرارها لها رقم 3292 في ديسمبر 1974 دعت الجمعية العامة لرأي استشاري لمحكمة الدل الدولية بخصوص الصحراء الغربية، و كان أهم مراسيمه :

"الجمعية العامة،(...)

1- عرضت على الطلب من محكمة العدل الدولية.وبدون اصرارعلى تطبيق مقتضيات القرار 1514 للجمعية العامة، وذلك من خلال إعطاء وقت قريب لرأيها الإستشاري في القضايا الآتية :



ا : الصحراء الغربية (الساقية الحمراء ووادي الذهب) هل كانت حتى حين إستعمارها من طرف إسبانيا أرض خلاء " تيرا نيلوس" ؟

وإذا كانت الاجابة للسؤال الأول سلبية اذن :

ب : ماهي الروابط القانونية لهذه الارض مع المملكة المغربية والمجموعة الموريتانية؟

2 : نطلب خصوصا من اسبانيا، بحكم أنها قوة مديرة للاقليم، ومن المغرب و موريتانيا

بصفتهم أطراف معينة أن يد لوا أمام محكمة العدل الدولية بكل المعلومات أو الوثائف التي تعني الاسئلة المطروحة (......) "



إجابة عن السؤال الاول ، فإنه من خلال الرأي الإستشاري و القانوني .فإ ن المحكمة العدل الدولية تقرر بان الصحراء الغربية كانت أرض خلاء حين استعمرها من طرف اسبانيا

(تيرا نيلوس) . وبذ لك فإن المحكمة تؤكد على أن :

أ- " لحظة إستعمار الصحراء الغربية فإنها كانت أرض يقطنها سكان بدو منظمين إجتماعيا و سياسيا عن طريق القبيلة التي يديرها الشيوخ الذين لهم كامل القدرة على التسيير و التمثيل"

ب- " لم تكف اسبانيا تلك الدولة التي تبسط كامل سيادتها على الارض الخلاء بل المرسوم الملكي ل 26 ديسمبر1884 ، تعلن اسبانيا انها وضعت وادي الذهب " تحت حمايتها" بموجب اتفاقيات وقعت مع وجهاء القبائل المحلية ". (21)



بخصوص السؤال الثاني فإن إجابة محكمة العدل الدولية كانت على الشكل التالي :"من خلال جميع المعلومات والعناصر التي حصلت عليها محكمة العدل الدولية، فانها تقرر من جهة أنه، لاوجود لرابطة سيادة بين الصحراء الغربية و المملكة المغربية و المجموعة الموريتانية، ومن جهة أخرى فإنها لم تلاحظ وجود أية روابط قانونية تمنع القرار 1514 القاضي بتصفية استعمار الصحراء الغربية و بالخصوص تطبيق المصير عن طريق التعبير الحر عن إرادة ساكنة الإقليم (22).



أستغلها مناسبة لأوجه نداءا إلى الصحافة المغربية فيما يخص نشر النص الكامل للرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية، لأنه في رأيي الاخوة المغاربة لازالو لم يطلعو عليه كما يجب، لهم الحق في أن يؤولوه تبعا لرغبة الحكومة المغربية، وبالطبع فهو منافي للحقيقة.



27 سنة بعد ذلك فإن حكم محكمة العدل الدولية حول الصحراء الغربية تم تأكيده من طرف شعبة الأعمال القانونية للأمم المتحدة في رسالة وجهها إلى رئيس مجلس الأمن بخصوص موضوع توقيع إتفاقيات التنقيب عن النفط بين الحكومة المغربية والشركات الأجنبية أكد على أن :

1- " الحماية الاسبانية منذ 1884 وأن الصحراء الاسبانية تم تسجيلها منذ 1963 في لائحة الأراضي التي لم تتمتع باستقلالها بعد، و ذلك إستنادا إلى الفصل 11 من ميثاق الأمم المتحدة ( أ/ 5514 ملحق 3).

2- " أن إتفاقية مدريد لاتنقل السيادة على الأرض لأي أحد من الموقعين عليها و هذه المسألة ملزمة لأسبانيا باعتبارها القوة المديرة للإقليم "

3- " أن نقل التسير الإداري للمغرب و موريتانيا سنة 1975 لايغير من حالة الصحراء الغربية كإقليم لم يحصل على استقلاله بعد"

4- " المغرب ليس قوة مديرة للإقليم و ذلك حسب لوائح البلدان التي لم تحصل على استقلالها بعد من منظور الأمم المتحدة " (23).



ما يفهم من خلال المستشار القانوني للأمم المتحدة هو أن المغرب ليست له السيادة الكاملة على الإقليم و لا حتى صفة القوة الإدارية و بالتالي فهو يعتبر محتلا و تواجده في الصحراء الغربية يعد خرقا سافرا للقانون للشرعية الدولية، يجب الاضافة على أنه في سنة 1979 وفي دورتها 34 أكدت الجمعية العامة للامم المتحدة في قرار 37/34 " الحق الغير القابل للتصرف لشعب الصحراء الغربية في تقرير المصير و للاستقلال تماشيا مع ميثاق الأمم النتحدة، و الاتحاد الافريقي و مقتضيات القرار 1514 للجمعية العامة و الحق البشري في النضال حتى إنتزاع ذلك الحق هذا ما تنص عليه قررات لأمم المتحدة و الإتحاد الإفريقي"

وفي هذا الاطار فقد تمنت الجمعية العامة التوصل إلى سلام بين جبهة البوليساريو و موريتانيا في 5 غشت 1979 " كما نددت بإستمرار احتلال المغرب و اكتساحه التراب الذي تخلت عنه موريتانيا " وطلبت منه الالتزام الفوري في إحلال السلام و إنهاء إحتلال الصحراء الغربية.



هشاشة الأطروحة المغربية في " الحقوق التاريخية " :



إن الحدود الطبيعية بين الصحراء الغربية و المغرب تقع بين واد نون وواد درعة، و لكن كما هو الحال في العديد من المستعمرات الافريقية فإن الحدود قد غيرت، إن السلام اليوم أصبح رهين بعدم المس و إحترام الحدود الموروثة عن الحقبة الاستعمارية، فقد تم تحديد الحدود الرسمية للصحراء الغربية بين اسبانيا و فرنسا تباعا في 27 يونيو 1900 وفي اكتوبر 1904 في باريس وفي نونبر 1912 في مدريد، و لكن حتى لو أخدنا بالحدود التي حددها الاستعمار فان الحدود الدولية للصحراء الغربية تمتد حتى واد درعة، و يجب الاشارة إلى الوجود و الاستقلال التاريخي للشعب الصحراوي والصحراء الغربية.



وفي هذا السياق فقد أكد " روبيرت مونتان" أن واد نون يشكل " الخط الفاصل بين نظامين اجتماعيا و سياسيا مختلفين " قبل ان يضيف " لا يوجد أي تفاهم أو توافق بينهما"، بالنسبة للكاتب " دهيبة" فهو نوع من حق رسم المرور فهي كثيرة الاستعمال في واد نون في حين غير معروفة تماما في الشمال" (24).



و قد كتب " مارك روبيرت توماس "(25) في سنة 1960، والذي جاب المنطقة عدة مرات " آعترافات، ملاحظات، معاينات، والتي أكدت لي مدى صحة نظرية الأستاد مونتان: توجد حدود محددة بجبل باني وكمكم، نوع من التلال المتعددة لكنها منفصلة بعضها البعض، فمن أمام حائط حقيقي مخترق بفتحات ضيقة هذه الأخيرة توجد بواحات لها جبال وكل أسماءها تبدأ بكلمة فوم، بالعربية تعني كلمة فم ، عند الآنتقال من المغرب نحو الصحراء الغربية فإنها تنتقل إلى عالم مختلف بمؤشرات لا تحصى و لا تعد يمكن اجمالها في :

* تحول الغطاء التباتي بين الجنوب الصحراوي والشمال المغربي.

* الإختلاف في الزي : في الشمال نجد اللباس الأبيض وقي الجنوب نجد الرجال الزرق.

* الإختلاف في العادات، شمال القوم نجد: الحمير، البغال، و الدواجن، وفي الجنوب لا نحد سوى الجمال.

* الإختلاف في نمط الحياة : في الشمال نجد الإستقرار و الفلاحة وفي الجنوب نجد الرعاة الصحراويين والقوافل حيث الحركة هناك متجهة نحو الجنوب.

* الإختلاف قي الحلاقة : المنتشرين في الشمال لهم شعر مختلف خلاف الرعاة في الجنوب ذو الشعر الطويل.

* الاختلاف المعماري : سكان الشمال لهم مميزات و أشكال مساكن ذات طوابق وفي الجنوب فلديهم النمط السوداني، ويذكر أيضا في تمبكتو و جاو.

* الإختلاف في اللغة : سكان الشمال يتحدثون المغربية، البربرية و سكان الجنوب يتحدثون الحسانية، لغة مشتقة من العربية الفصحى.



و من هنا يظهر لنا جليا الإختلاف الشاسع بين الساكنتين.



المؤرخ التاريخي " السلاوي" في كتابه (26) " الاستقصى في أخبار المغرب الأقصى" على أن " منطقة المغرب الأقصى ( المغرب الحالي) محدودة بملوية و جبال تازة في الشمال بالمحيط الأطلنتي، و في الجنوب بالأطلس " و إستنادا لابن خلدون (27) المغرب الأقصى محدود شرقا بملوية و يمتد حتى آسفي و ينتهي بالساحل الغربي لجبال ديرين" وهذه الأخيرة كلمة تعني درعة.



- و قد أعلن المفوض الفرنسي بالأمم المتحدة نفس الشئ أيام الدورة الخامسة عشر الجمعية العامة مفنذا بذلك أطروحة المغرب في" الحقوق التاريخية" ضد موريتانيا و أن " سيادة الدولة المغربية، يمكن تحديدها عن طريق التعيين الاداري، و جمع الضرائب و الاتاوات، و هذه الأخيرة لم تمتد وراء واد درعة" (28)، " ان الحكومة الموريتانية تؤكد أن هذا الاقليم كانت معمرة من قبل قبائل مستقلة تماما عن السلطان المغربي".



وقد نشر الأستاد" موريس باربييه" في جامعة نانسي 2 (فرنسا) سنة 1984 شهادات لثلاث فرنسيين في جولة قصيرة في الصحراء الغربية في اتجاه نهاية الفرن الثامن عشر 18: " برسيون"، " فولي" و " سونييه" حكوا أن الصحراء الغربية " أن سكانها عددهم لابأس به لولا الحرب المستمرة ضد المغرب" (29)، " خلافا للأصول فإن هذه الساكنة تمردت ضد آمبريالية المغرب لأنهم لم يخضعوا قط لها (30)، وفد لوحظ إسقلال الشعب الصحراوي سنة 1850 ( بالنسبة لقبائل الساقية الحمراء) من طرف " ليوبولد باني السينغالي (31) و من طرف الاسباني " جوشيم كاتيلي" وفي سنة 1869 ( بالنسة لقبائل تكنة التي تعيش بين واد درعة و الساقية الحمراء ) (33) وقد كنب القنصل الأمريكي بطنجة "فيليكس ماتيوس" في سنة 1891، أن ساكنة واد نون مستقلة تماما" (34).



شهادات أخرى فاضحة ففي سنة 1875، القنصل الاسباني " بموجادور" بعث في رسالته موجهة إلى وزير الخارجية في 12 أبريل 1875 " الرغبة الكبيرة لساكنة تكنة المستقلة في إقامة علاقات تجارية مع اوربا" (35) ، السيد "راو" كتب من جانبه في سنة 1884 أن " المغرب يمتد من الحدود الجزائرية حتى واد درعة و أن الأرض التي تمتد جنوب المغرب، بمسافة 720 ألف و على محيط صحراوي و بدون وديان ( الصحراء الغربية) فإن فرنسا تعلنه جزءا مستقلا " (36).



" مارك روبيرت توماس" و الذي درس مع الأمير – الملك مستقبلا- الحسن الثاني "بأيكس اونبروفونس" بفرنسا و أيضا مع العديد من الشباب المغربي، الذين أصبحوا بعد ذلك كوادر عليا للادارة المغربية، يشهد أنه ناقش معهم تخلي اسبانيا عن طرفاية، و أكد أنه لم يعيروا آهتماما لموضوع الصحراء الغربية" (37).



و هذا ما أكده الأسناد " فرانسيس دو شاسي" أن " فيما يخص قبائل الصحراء الغربية لم تكن لهم علاقة مباشرة مع المملكة المغربية منذ آنشأها الأدارسة (نهاية القرن 8) وحتى القرن 16، علاقة على أرض الواقع لا وجود لها"(38).



هذه الشهادات تؤكد بامتياز اقرار السلطان المغربي نفسه محمد بن عبد الله و الذي كتب في 28 ماي 1767 في رسالة إلى ملك اسبانيا " يعلن جلالة السلطان و ذلك تشاورا مع جلالته الكاتوليكي أنه ليس بمسؤول عن الحوادث التي تقع جنوب واد نون لأن اسبانيا لا تمتد حتى تلك الربوع"(39)، ابو نصر، ابن السلطان مولاي اسماعيل (1727-1692) ثار ضد أبيه ثم طرد من المغرب، ليحتمي عند الصحراويين الذين احتضنوه و لكنه عندما حاول السيطرة عليهم و كسر استقلالهم " رفضوا الاعتراف بأية سلطة عليهم ثم قتلوه بأرض تيرس 1313.



و كل هذه الدلائل تثبت أن المغرب لا يمارس أية سلطة على الصحراء الغربية قبل الاستعمار الاسباني، و أن سكان الصحراء الغربية، كانوا مستقلين، بعددهم، بتنوعهم،واستقراريتهم، إن هذه الشهادات تفنذ أيضا أحد ملاحظات محكمة العدل الدولية في أن هناك بعض الفروع و ليست قبائل لها روابط قانونية مع السلطان المغربي، في هذا السياق الحكومة المغربية أثارت ما أسمته إخلاص الشيخ بيروك للسلطان، وهو ما كذبه التاريخ، و الدليل هو الإتفاقية التي وقعت سنة 1841 بين الشيخ و فرنسا " حضرت الاتفاقية ابتداءا من 1836 من طرف " ديلابورت" قنصل فرنسا قي الصويرة ووقعت 16 سبتمبر 1840 ( أي 44 سنة قبل مؤتمر برلين) بين اليد " بوي" وكيل فرنسي بسان لويس، مع "مبارك عبد الله سالم" المسمى بيروك "أمير واد نون" والذي بموجب هذه الاتفاقية تخول لفرنسا وحيدة التجارة بساحل واد نون" (40).



وبهذا فان الشيخ بيروك " الذي انتخب شيخا لقبيلته" والذي أعطاه السلطان رتبة قائد بدون علمه و ذلك للالتزام بسلطته عليه أو لصرفه عن الهجوم على مملكته إنها ليست الا " رتبا شرفية تعطى لأشخاص في أماكن أخرى فرضو وجود سلطتهم وشرعيتهم" (41)، ومن ناحية أخرى فان سلطة الشيخ تعادل نظيرتها لسلطان المغرب و هو ما أكده تقرير موجه إلى ملك بلجيكا " ليوبولد2" في 2 ديسمبر 1888 (42) مذكرين بأنها أراضي بعيدة داخل الحدود الدولية المعترف بها للمغرب شمال الصحراء الغربية، و عاصمة الشيخ بيروك هي كلميم ( واد نون ).



لم يخضع قط الشيوخ و رؤساء القبائل الصحراوية ( بكل تأكيد في إطار التضامن الإسلامي) لأية سلطات أجنبية أو أية وصاية خارج سلطة المجموعة الصحراوية، ونظرا للظروف التاريخية الخاصة، فإن دعوات دعم و مساندة وجهت من طرف شيوخ صحراويين للسلطان بالمغرب، و ذلك لمواجهة الخطر الأجنبي، و من منظور أنه ذو وزن إسلامي في كل الدول المجاورة و يجب التذكير هنا نداءات أخرى وجهت لدول أخرى، و أن دول أخرى وجهت هذه النداءات للسلطان المغربي مثل الجزائريين الذين خاضوا معارك شرسة ضد المستعمر الفرنسي، و أيضا الموريتانيين في مطلع القرن العشرين" أحمد الهيبة، ابن الشيخ ماء العينين و جه في 28 أكتوبر 1916 رسائل إلى سفراء ألمانيا و تركيا بمدريد على التوالي و ذلك إلى الحاكم " مكيوم" و السلطان " محمد رشاد الخامس " لطلب الدعم و السند.



و أخدا بعين الاعتبار هشاشة كل الروابط، فإن محكمة العدل الدولية، و أنه رغم وجود هذه الروابط " فان مطالبة المغرب بممارسة السيادة على إقليم الصحراء الغربية" والتي رفضت بقوة (44)، فإن محكمة العدل الدولية تؤكد بأن الحجج المغربية لاتنفي بتاتا وجود روابط بين المغرب و الصحراء الغربية" و لكنها لا تغير مبدأ تقرير المصير، و في هذا السياق لا يمكن نفي و جود روابط ( دينية، اقتصادية، قانونية و أخرى) و لكن لا تمثل دليلا كافيا لتأكيد مطالب المغرب و إدعاءاته و أدلة أخرى، و كما يحدث في جميع أنحاء العالم فمثلا بافريقيا و أمريكا الجنوبية دولا هناك تستولي على جزء من أرض دولة مجاورة و التي لها عدة نقط مشتركة، كما هو الحال بالنسبة لمدينة طرفاية، التي منحت هدية و أجرا للمغرب على مساندته للجيوش الفرنسية و الاسبانية أثناء حروبها ضد المقاومة الصحراوية في سنتي 1957، 1958، و أنها لم تكن قط تحت السيادة المغربية ذلك ما أكده الأستاد " موريس باربييه" الذي اعتبر" من وجهة نظر قانونية و تاريخية فليست لهذه المنطقة قط علاقة تبعية للمغرب" (45).



لختم هذا الفصل، أريد أن أدقق أخي، أن احتلال اسبانيا للصحراء الغربية لم تحدث قطع أوصال للمغرب و لم تخترق سيادته، لأن بكل بساطة احتلت أرضا لم تكن مغربية، إن الأطروحة المغربية في "الحقوق التاريخية" لا أساس لها من الصحة بل أكثر من ذلك وكما أكد القاضي اللبناني لمحكمة العدل الدولية السيد" امون" " أن الأدلة المرتبطة بالمطالب الاقليمية و الترابية مهما كان وزنها التاريخي، يجب أن تتطابق و إرادة الشعوب في التعبير تماشيا مع معايير الأمم المتحدة" (46).



لماذا إكتسحت المملكة المغربية الصحراء الغربية في سنة 1975؟



يجب عليك أنت من يطرح هذا السؤال أخي؟ إن مطالب المغرب في الصحراء الغربية ليست إلا ذريعة من القصر و الطبقة السياسية المغربية، و ذلك عندما دخلوا في مزايدات حول حفظ مصالحهم الشخصية.



موقف هؤلاء و أولئك لا يبرر اعتقادهم الراسخ، لمغربية الصحراء الغربية، و لكن هناك إعتبارات أنانية في حفظ المصالح، إن الدعاية المغربية الرسمية وكما أشرت أعلاه ان ما تسميه " الحقوق التاريخية" و أنا أتساءل: اذا وجدت هذه الحقوق، فلماذا لم يأخدها المجتمع الدولي بعين الاعتبار؟ و لماذا لم تأخدها الأمم المتحدة و الاتحاد الافريقي بعين الحسبان؟ الحقيقة أنه لا وجود لهذه الحقوق كما برهنت على ذلك آنفا، انه تاريخيا الصحراء الغربية ليست مغربية، بل أن حتى حكومة الرباط قد ساندت مبدأ تقرير المصير للشعب الصحراوي حتى حدود سنة 1973، تغير اتجاه الموقف المغربي في سنة 1979 لا يوضح تماما مزاعمه في "الحقوق التاريخية "، و لكن نظرا للوضعية الداخلية السيئة للمغرب في تلك الحقبة، كما يجب أن تعرف، أخي ان السلطة المغربية تعرضت آنذاك على الأقل لثلاث انقلابات عسكرية وهيجانا شعبيا بسبب الجوع و القلق الشعبي، و ذلك في أربع فترات منذ 1965، لقد شعر القصر منذ 1973 بالخطر الحقيقي القادم سواء من الشعب أو من الجيش، لقد كان الملك الحسن الثاني مقتنعا أن الملكية المطلقة كانت بنوده، و على أنها على شفى حفرة من الخطر، هنا ابتداء المطالبة بالصحراء الغربية، خطط القصر في حبس الجيش في الحرب بها، كما أنه هناك إتفاق و دعم لذلك من طرف الأحزاب السياسية التقليدية ولعب دورها في ذلك، اليوم أيضا من الصعب المعاشرة بين القصر و الجيش، الا اذا كانت مراقبة بشدة، واللعب على وتر البوليس ضد العسكر، إنه بفضل الدعم السياسي، الاقتصادي، و خصوصا الأمني من طرف فرنسا، و لولا تهدأة الأوضاع لوصلت الأمور إلى ما لا يحمد عقباه.



في ظل هذه الظروف الصعبة، و في سياق تهديد حقيقي لنظام الملكية من طرف الشعب و الجيش المغربي، استغل الملك الحسن2 فرصة تصفية استعمار الصحراء الغربية، المشرف عليها من طرف الأمم المتحدة، و ذلك للتخفيف من المخاطر المحدقة بالملكية، كان واعيا بأن الحرب في الصحراء الغربية هو فعل غير مبرر و مكلف، و لكن هدفه الحقيقي، الغير المعلن، ليس الصحراء الغربية، بل حماية الملكية.



لقد خلق الملك الحسن الثاني خطرا في الخارج، و أدار الأصبع نحو الجزائر التي ليس لها أي شئ في هذه المشكلة، لقد كانت الجزائر ذريعة خاطئة آختيرت للإخفاء عن الشعب المغربي حقيقة و جود الشعب الصحراوي، و التي شنت ضده حربا شرسة، و نتيجة لذلك و عندما قرر الصحراويون حمل السلاح في 20 ماي 1973 ، و ذلك نضالا من أجل التحرير الوطني و تحرير الأرض من المستعمر الاسباني، وقد كان أول من دعمه في ذلك ليبيا و ليست الجزائر، حتى حدود 1979 فتحت هذه الأخيرة ذراعيها لإحتضان آلاف اللاجئين الصحراويون الفارين من قنابل الطيران الحربي المغربي، لقد حجز هؤلاء من الغرب بالأطلسي، و شمالا بالجيش المغربي و جنوبا بقوات نظام ولد دداه، و لم يجدوا سوى الجزائر لاحتضانهم من منظور إنساني في بداية الأمر، قبل أن تقتنع بعدالة قضية الشعب الصحراوي و بجدية جبهة البوليساريو، على المستوى السياسي ( كما عهد لها بدعم العديد من الحركات التحررية الأفريقية).



يمكن أيضا أن تلاحظ المجهودات الدنيئة للحكومة المغربية المبذولة على قدم و ساق في جعل الشعب المغربي على خطأ، في البداية أن الأمر يتعلق بالجزائر والجزائريين، ثم بعد ذلك تحدثوا لك عن كوبيين، فيتناميين، ثم ..... و موريتانيين، عندما قررت موريتانيا خروج النزاع في سنة 1978 أعلنت الحكومة المغربية استعدادها للتفاوض مع جبهة البوليساريو، انتبه !! مع جبهة البوليساريو ! على حل سياسي، واذ نحن نعلم أنهم يريدون فقط الهرب من تطبيق مخطط السلام و تجنب الاستفتاء.



أخي : بعد 27 سنة الحكومة المغربية لم تقل لك الحقيقة كل الحقيقة، منذ انتهاء ربع قرن كانت الصحراء الغربية شبه محظورة و ممنوعة، و لم تكن تريد لك معرفة شئ عنها و استغلت إهمالك للموضوع حتى الآن، و عندما أصبحت القنوات التلفزية تتحدث لك عن الصحراويين، و بذلك أصبحت الحكومة المغربية تقول لك جزءا من ذلك جزء كنت تعرفه بفضل وسائل الإعلام، هناك أشياء أخرى أنت لست بعلم بها ، و هي أن السلطات المغربية أرادت " صنع صحراويين انطلاقا من مغاربة، منذ عدة سنوات و ذلك أثناء عملية تحديد الهوية للمصوتين، طلب الوزير السابق ادريس البصري من المسؤولين في الحكومة العمل على تحضير مغاربة، و مرورهم أمام لجنة تحديد الهوية على أساس أنهم صحراويون وجند العديد من المرشدين لهذا الغرض، كتبت أسبوعية الصحيفة في عددها ليوم 4 أبريل 2001، أن هؤلاء لازالوا ينتظرون أجرهم في تلك العملية، و أضافت الصحيفة أن هؤلاء المرشدين نظموا اعتصاما في العيون في الصحراء الغربية، لقد كان دور هؤلاء المرشدين مساندة المترشحين لتحديد الهوية، ابتداءا من السكن حتى مركز تحديد الهوية و يعلمونهم كيف ينطقون الكلمات و الأسماء باللغة الصحراوية، لقد خلقوا لهم روابط عائلية، و أدلوهم على أصول قبائلهم و أعرا شهم، و كيف يجيبون على أي سؤال يطرح عليهم أمام لجنة تحديد الهوية، و استنادا لنفس الأسبوعية، أكدت أن هؤلاء المرشدين منذ ابتداء عملية تحديد الهوية، و عامل العيون يعدهم بالتعويضات المادية و المعنوية، على مجهوداتهم، لقد وعدهم إدريس البصري و الميداوي بالتعويضات و المادية و الشغل.



هل اللاجئين الصحراويين جنوب شرق الجزائر " محتجزين"؟



إذا كانوا كذلك، فلماذا ألاف الزائرين الصحفيين، السياسيين، ممثلوا المنظمات الغير حكومية، الحكومات و شخصيات مهمة ( رؤساء دول، وزراء، أمناء عامون للأمم المتحدة، منظمات سياسية و إنسانية مختلفة، ألم يلاحظوا ذلك؟ هل كلهم عموا أو لطفاء مع جبهة البوليساريو؟



لقد قابلت في مناسبتين، وجها لوجه، على القناتين التلفزيتين الجزيرة و أبو ظبي، أخوين مغربيين، و كانوا يلعبون على هذه النقطة، و لكني دعوتهم أمام الملأ و بكل الضمانات زيارة مخيمات اللاجئين الصحراويين من أجل الإطلاع على أوضاعهم، و منذ ذلك اليوم أنتظر رد فعلهم، و لكن لمعرفة الحقيقة يكفي ملاحظة الظروف الصعبة التي يعيشها اللاجئين منذ 1975، و رغم كل شئ لازالوا صامدين، اختاروا الحرية و الكرامة، و لكن من يريد أن يعيش تحت رحمة المساعدات؟ أيضا لما سألتهم المفوضية العليا للاجئين أين يريدون أن يصوتوا، فأجاب اللاجئون أن يفضلوا التصويت في المناطق المحررة وراء الجدار العازل لأنهم ليست لهم الثقة الكافية.



منذ وقف إطلاق النار سنة 1991 ، بعدما أنهكت الحرب الطرفين، دخل السلم وبقي اللاجئين الصحراويين أحرارا في الدخول و الخروج من المخيمات، و قد تجندت الحكومة المغربية للتأثير عليهم، بالتأكيد لدي أصدقاء مغرر بهم من طرف الدعاية المغربية و ذلك باستغلال بعض المشاكل و الخلافات مع قياديين في الجبهة، انهم يعرفون بداخلهم أنهم على خطأ، أتأسف لهم، بالنسبة لي لا شئ في العالم يقدر أن يغير وجهتي تجاه شعبي ووطني.



ما هي المشاكل الحقيقية للشعب المغربي؟



انها ليست الصحراء الغربية هي مشكلة الشعب، أعرف جيدا و الكثير عن الغاربة لأنه لدي أصدقاء مغاربة مثقفين سواء داخل أو خارج المغرب، إنهم متفقين مع أنه مشكل خلق من طرف السلطة المغربية، و ذلك للحفاظ على الملكية المطلقة و لتغيير انتباه الشعب المغربي عن مشاكله الحقيقية و أهداف نضاله، و التي تتجلى أساسا في الديمقراطية و العدل، نعم و كما في سنة 1975 فان مجموعة من الأحزاب السياسية التقليدية أدارت الإصبع في الدعاية الرسمية المغربية حول الصحراء الغربية، ولكن من يمثل حقيقة هذه الأحزاب؟ أكد إحصاء مؤخرا أجرته الأسبوعية المغربية " لوجورنال" أنه 87،6%

من السكان هم خارج الحياة الساسية، الأحزاب السياسية التقليدية لا تمثل أبدا الشعب المغربي، و كما في سنة 1975، أنه اليوم تستغل قضية الصحراء الغربية للدخول في مزايدات مع القصر.



إن المشاكل الحقيقية للشعب المغربي تكمن في الديمقراطية و العدل، العالم كله يعرف أنه من الصعب على أي مغربي إبداء رأي مختلف حول قضية الصحراء الغربية، و لا يتماشى مع الدعاية الرسمية، و كما أكد ذلك آعتقال أبراهام السرفاتي و أصدقائه في اليسار الراديكالي المغربي لعدة سنوات لأنهم ساندوا علنا تقرير مصير الشعب الصحراوي، انها مشكلة حرية التعبير و حرية الاختيار، ان تاريخ المغرب عقب الاستقلال سنة 1956 تاريخ دموي، محزن، اغتيال المهدي بن بركة، عمر بن جلون، سعيدة لمنبهي، و معارضين آخرين ناهيك عن السجون في تازمامارت و قلعة مكونة، مئات آلاف المغاربة و الصحراويين، مدنيين و عسكر عانوا و قاسوا من القمع و التعذيب، مهما يكن فان تاريخ المغرب تاريخ ديكتاتور لا وجود الا لرأي واحد، هو رأي السلطة.

إن المشاكل الحقيقية للشعب المغربي، توجد في ملايين العاطلين عن العمل، رداءة الصحة العمومية، تعليم عام دون المستوى، عدالة مخترقة( في المغرب هناك مفهوم ستاليني في العدل، قالت " لاجازيت ذي ماروك" في عددها ل 28 فبراير 2001) المخدرات، الجرائم، ظاهرة قوارب الموت، هؤلاء الشباب يريدون الهروب من مجتمع متوقف التطور، فقط الرشوة و الوساطة هي الحل الوحيد للوصول، شهاداتهم لا تنفعهم في شئ لا أمل لهم الخيار في ملاجئ الحشيش و الذي يعتبر المغرب أول مصدر له، بل للاهنمام بمشاكلهم الحقيقية للموطن المغربي، السلطات أنفقت الكثير من الأموال في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية بذل الاهتمام بمناطق أخرى محتاجة.



منذ 27 سنة و المغرب يبذر أمولا طائلة في حرب الصحراء " لا يمكن التعبير بالصور و الكلمات، من أجل النسيان، انه يأيس المخزن" (47).



لقد اختار مستشارو الملك الشاب اعلاميا، اخفاء ما يعيشه المواطن المغربي من وضعية مزرية، بدل أن تعطي السلطة الخبز و الشغل يشتغلون بالتمثيل و توزيع الابتسامات ! .....الخبز أولا ثم التمثيل بعد ذلك، ان التقنوقراطيين الشباب، لا يعيرون اهنماما لدروس التاريخ، من يخدع من؟ من يحاول تضليلك في حملة اعلامية واسعة؟ الشباب اليأس الذي يبيع كل ما لديه و لعائلته ليشتري تذكرة نحو الموت، ان الشعب الأمي المحكوم من طرف طبقة من البوليس، ينتظر عقودا آجتماعية، و الشعب العاطل أصبح مصيره نحو المخدرات دون التطلع نحو أفق المستقبل.



إن عقبة الصحراء ما هي الا وصية فاسدة لعهد ماضي و سياسة سخرية و استخفافية للرجال، ان العقد الملزم للطرفين و المتمثل في البيعة تحول عبر التاريخ الاسلامي إلى شئ مؤلم و محزن و مضحك في نفس الوقت، الصحراويون رجال فخورين، و استقلاليين، و قد خضعوا لتجاوزات خطيرة من طرف المخزن، و لقد شاهدنا على الشاشات النبلاء و الشرفاء شيوخ القبائل يحنون الظهر أمام الجلالة الباطلة و المتعجرفة، ياله من إذلال !؟....



" إن الملايير التي انفقت بهدف التحديث لرمال الصحراء لا تخدم سوى افقار المغرب و إثقال كاهل مديونيته...." (49).



و أخيرا عن مشكل الشعب المغربي في البداية هو المخزن " هذا الجهاز الاداري الطبقي الذي ادخل الرشوة و المحسوبية و يعمل على الرؤيا في ظل مملكة محمد السادس".

المخزن بمختلف مكوناته من جيش و مختلف أجهزة الأمن، هو كلي الوجود، و كل المؤسسات هي رهن اشارته و خدمته، و منها أيضا الملكية، انه هذا " النظام المتكتل" الذي تحدث عنه آبن عم الملك الأمير مولاي هشام و أعلن يجب مراجعته و إصلاحه.



أكيد أنه بعد وصول الملك محمد السادس، محاولات عدة للتغيير قد أجريت و لكن لم تكن سوى محاولات موجهة " لتغيير الكل من أجل تغيير لاشئ "، بعض الصحفيين المغاربة، و الذين لن أذكر أسماءهم، يغامرون اليوم، و يعلنون عن الخطر الذي يحدق بحياتهم، لنستمع لشهاداتهم " بعض الشباب المغربي، المتحمس لروح التغيير و جريئين في كسر بعض المحضورات، مناقشة المواضيع التي من شأنها أن ترشد و توجه، كمسألة الملكية، قضية الصحراء الغربية.... على مستوى الفلكات العليا للدولة، نحن نخاف من كل المواضيع التي من شأنها أن تفتح جدليات و آلية القمع متمثلة في " توقيفات، ملاحقات، اعتقالات، كل الحجج و الذرائع متوفرة للاضهاد، خاصة عندما نطالب بأن يقطع المغرب " انتقالا ديمقراطيا" و أن المسار ما زال ضعيفا، و أن آلية الصحفيين هي حاجتهم إلى قواعد و أدبيات"



" خلال السنتين الاخرتين شهد للمغرب بنمو قوي لجودة الصحافة....الكل مجسد على الواقع و كما أن السلطة لا تتمنى للمغرب أن يتوفر على صحافة الجودة، ربما أن في عمق هذه السلطات لا تريد أن تظهر صحف تعرقل عليهم صفوة أعمالهم".



" الصحافة هي مرآة المجتمع، و للقيام بعملها على أحسن وجه، يجب أن تراعي تطور المجتمع، و يجب أن تكون قبل كل شئ حرة، مستقلة، المشكل هو أن هناك، طبقة مغلقة هي التي تسيطر على المغرب تنتمي إلى ماضي رجعي، و الذي يريد احكام السيطرة عن طريق وصاية تمنح تسيير كل شئ وفقا لمصالحها و اذا كان هناك وجوبا للتعبير فانهم هم من يحددوا طبيعته و سرعته".



" الديمقراطية تشترط انتخابات شفافة، لقد أفسد الحسن الثاني كل الانتخابات منذ 1975، والذي نزع الثقة من الجو السياسي و بما أنه لا ديمقراطية إلا بانتخابات شفافة".



و أنا بدوري أخي، أدعوك إلى مصارعة كل هذا السوء الذي يؤخر وطتك عن قطار التنمية، بطبيعة الحال، كل شئ، باسم المخزن و شبكاته، الرشوة، الديكتاتورية بجميع أنواعها ظاهرة أم خفية، لا وجود لتنمية في مغرب المخزن، و لايمكن الخروج من ورطة المخزن بدون انسحاب المغرب من الصحراء الغربية، الديمقراطية هي حقيقة المستقبل الحقيقي، و الحل لمستقبل الشعب المغربي و أبنائه، و لكن هذا سيكون بالايفاق النهائي للنزاع، بحكم أنهم هم وحدهم الذين يستفيدون من الثروات الكبرى، استغنوا على حساب مواطنيكم ماتوا في الصحراء الغربية، السلطة المغربية تربط الصحراء الغربية بالمغاربة، و تربط المغاربة بالصحراء الغربية، و كما أنهم ملاحظين أجانب، إلى متى و أنت تستحمل هذه الوضعية الاستلابية ؟ يجب عليك رد الفعل و الآن، و أن لا تقبل خصوصا أنت تشعر رهن سياسة النظام المغربي في الصحراء الغربية، يجب أن لا يخبأ المشاكل الآنية، مشاكلك الحقيقية، ألا تلاحظ الوضعية في كل مرة تزداد سوءا نحو الكارثية، السلطة تدعي أن هناك خطر آتي من الخارج و تخاف منه، في الحقيقة هو لتغيير آنتباهك عن ما يحدث قي الداخل، و للفت آنتباهك عن الجيش وتقيده في الحرب و شغله بها، القصر لايثق في الجيش، ان الدرك الملكي هو الذي يؤمن أمن القصر " بعض الساسة و الجنرالات لا يخافون من أن يعزلوا عن السلطة بل من أن يحاكمون كالجنرال الشيلي اكوستو بينوتشي".

إستمع إلى ما تخاف منه السلطة اليوم " النجدة، لقد أرادوا أن يأخدوا صحراءنا"، أقول لك بصراحة، و أعرف أنك لن تقتنع آنيا : الهدف من هذا الاستفسار ليس في الحقيقة له علاقة " بالصحراء" ليس الا ذريعة، دوما حجب الرؤية عنك و عن ما يقع في المغرب نفسه : الركود الاقتصادي، السخط الاجتماعي، و الانقسامات في العائلة المالكة، الاستياء داخل الجيش، و الخلاف داخل مكونات المخزن ( جنرالات، مستشارين للملك، رجال الأعمال، رؤساء قبائل...) و الحرب الخفية بين القصر و الحكومة، فترات الجفاف، تأثيرات كل هذا على المواطن المغربي، و لايردونك أن تتدخل، و ان فعلت سيقولون لك :"ليست اللحظة المناسبة لأن البلد في خطر" هل تعرف اذن أن البلد تورط في رمال الصحراء الغربية، و هل يمكنه الخروج منها؟ ما الذي سيفعل؟ من الذي سيقدر؟ اليوم، هناك غموض حتى على مستوى المجتمع الدولي من الذي لا يعرف مع من سيتكلم و مع من سيفاوض.



أخي العزيز :



اسمح لي و إن قلت لك كل هذا، و لكنه من واجبي، لأنك أنت الضحية لوضعية مختلقة من طرف السلطة، و لكن يجب عليك أن لا تخضع، يجب عليك الجرأة....يجب عليك الاعلان عن حقك في التعبير بكل حرية عن رأيك، كالعديد الذين بدأوا بفعلها مؤخرا، أنا لا أعطيك دروسا، ليس غايتي ذلك، ثق بي، و لكن يجب عليك أن لا تترك الحكومة تقرر مكانك و تفرض عليك وجهة نظرها حول مشكل الصحراء الغربية، اليوم يجب أن لا تصبح قضية تصفية استعمار الصحراء الغربية أحد القضايا المحظورة، المجال مفتوح فقط لمجموعة لا تنفع سوى لتحقيق مصالحها الادارية و الذاتية.



حميد بنزكري هو مثقف مغربي، قال بكل صراحة " ان من الخطير تركهم يفعلون و يقولون ما يريدون، بدون رد الفعل، مع محمد السادس نعيش ديمقراطية موثوق بها و تعايشنا معها على آمتداد العرش العلوي" لا المغرب ليس ديمقراطي، انها ملكية مطلقة، وفي وجهة نظري لا يمكنني التعايش مع العرش العلوي (......)



يبدو لي أن الوقت قد حان، بالنسبة للديمقراطيين المغاربة، لأخد موقف واضح تجاه النظام الذي يواجهنا بالاحتقار و الاستخفاف.



أريد أن أتكلم عن المخزن الذي رأس حربته الملك، محمي و مدعوم من طرف طبقة و أشخاص الذين يبذرون ثروتنا و لا يعطوننا أي اهتمام، نشغل و نرمى كمنديل " كلينكس"، من جهتي أرفض الاستمرار في هذه الموجة المتزايدة من " الفكر المتسلط" أرفض أن أكون طرفا أو مادة لمحمد السادس، أرفض كل ما يقال عنه اجماع وطني، أعتبر أن ما يقال عنها المسيرة الخضراء كانت حمراء، دم أحمر، دم أبرياء، رجال و نساء و أطفال، لأنهم آختاروا الحرية و الكرامة، و لهذا الاختيار، أدوا الثمن غالي، و معركتهم مستمرة، و نحن المغاربة يجب علينا أن نقدم لهم الاعتذار يجب علينا مساعدتهم، المسيرة الخضراء كانت غير شرعية في أهدافها، لأنها عكس ارادة ساكنة الصحراء الغربية و كانت وحشية في طرقها بعد القرآن، الأمر الملكي قد أعطي ل :

· اقتراف المجازر.

· النهب، التعذيب، و الاختطاف.

· آغتصاب النساء.

· تدمير المساكن.

· تهديم الآبار.

· تم ترهيب الساكنة و آسقيت بالنابالم عن طريق الجاكوار الفرنسية، هل يمكن في ظل هذه الظروف الحديث عن مسيرة سلمية؟ !!" (50).



أعطيك يدي فمد لي أنت بدورك، أخي :



يجب أت تعترف أن آنسحاب المغرب من الصحراء الغربية سيكون آنتصار للشعب المغربي، ان تسوية النزاع على أساس عادل، مواقف للحق،التاريخ و الحقيقة، انه انتصار مشترك للشعب المغربي و الشعب الصحراوي، لننظم مجهوداتنت لبناء جميعا حل عادل، اذا ربح الشعب الصحراوي عن طريق حقه الغير القابل للتصرف في الحرية و الاستقلال، اذن الشعب المغربي سيربح الباب مفتوحا نحو المسار الديمقراطي و التنمية الاقتصادية، لأنه اذا آستمر النزاع طويلا فسيبقى المخزن والديمقراطية في المغرب تبقى وهما و خيالا، عن طريق حل عادل فان الشعبين سيربحان إمكانية تكوين إلى جانب شعوب المنطقة، مغرب كبير موحد متين و قوي، اذن للنضال من أجل الحوار، حوار صريح، مباشر وبناء عن طريق الحوار يمكننا أن نصل إلى الحل ، يدا في يد.



لنبحث جميعا عن ما يجمعنا على أسس سليمة، متينة.



دولة في الصحراء الغربية هي في صالح المواطن و الشعب المغربي، كلفة أقل في الصحراء الغربية تعادل امكانية أكبر لنجاح المسلسل الدسمقراطي و التنموي في المغرب ، دولة في الصحراء الغربية هي بداية النهاية لمشاكل الشعب المغربي، إن الازدهار للاقتصاد المغربي، و ارتفاع للقوة الشرائية للمواطن المغربي، وفرص أكبر في سوق الشغل، انه الرقي و التقدم، انه الباب المفتوح على تشييد للمواطن ذات البين المغربي-الصحراوي، سيسمح بالتأكيد على اصلاح مغاربي و بناء المغرب الكبير، هذا الاصلاح يجب أن يكون على أسس سليمة، ترسيخ، انسحاب و تخلي المغرب عن الصحراء الغربية لكن مقابل أن يكون ذلك في اطار لا غالب و لا مغلوب، ماء وجه كل طرف يجب أن يحفظ، الخروج من الصحراء الغربية، و مشاكلها هو بداية انتصار للشعب المغربي قبل أن يكون انتصارا للشعب الصحراوي، لأن الحل يجب أن يكون انتصار للشعبين، انتصارا لكل المنطقة، انتصار للديمقراطية و السلام.



أحد الأساتدة المغاربة الذين أحترمهم بصراحة فكرية يقترح " لماذا لا يتصور تجديد الأصالة الأفريقية مع جيرانه الطبيعيين ; الصحراويين و الموريتانيين، دون طرح اقتراح شكل الكونفدرالية، يمكن تصور مجموعة للتبادل الحر بين ثلاث فضاءات : المغرب، الصحراء الغربية، موريتانيا، كل الوحدات لها سيادتها الكاملة، و لكن لنرمي بالأسس التي تؤسس سوقا مشتركة تتميز بحرية التنقل الكامل للسلع الأشخاص"، أعرف مغاربة آخرين فكروا في أشكال أخرى، مثلا كفكرة الدولة المترابطة في برلين منتهى 2000، الحكومة المغربية أعلنت آستعدادها للحوار المباشر مع جبهة البوليزاريو،ة هذا يعني آعتراف رسمي بالطرف الآخر، اعتراف بالاختلاف، السلطات المغربية، التقت، و تلتقي مع مسؤولي الصحراء الغربية مباشرة و علنا، و لكن لماذا آمتنع المواطنين المغاربة من لقاء الصحراويين؟ لماذا تمنع الصحفيين من التقاء الصحراويين و الكتابة عن آرائهم....؟ !! تعرف الآن اذن لماذا ترفض الحكومة الاستفتاء، و ترفض كل ما آقترح فيما سبق، في المفاوضات المباشرة مع جبهة البوليزاريو؟ لأنهم يعرفون أن الصحراويين سيصوتون لصالح الاستقلال و الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية (RASD ) ، لكن بدل أخذ تعهد على احلال السلام، السلطات المغربية تتمادى في المزايدات، التهديد و الابتزاز، هذا طبيعي سيؤزم الوضع و تكثر الأخطاء، لقد نجحوا أخي في تقزيم المشاكل الحقيقية للشعب المغربي، و دفعوا للموقف الرسمي التي هي مسرحية عنونوها " الوحدة الترابية".



من هم الأعداء الحقيقيون للمغرب؟



أخي العزيز،

بدل عن الهجوم الظالم و شن عداء على الجزائر، انها فرنسا و حدها هي من يجب عليها طرح الأسئلة، ليس العرش وحده من غزى الصحراء الغربية سنة 1975.

الصحراء الغربية، الدول المغاربية هي دول فتية، و لاتحتاج إلى وصي، و قوة اقليمية مهينمنة تملي عليهم ما يجب أن يفعلوه و ما لا يجب أن لا يفعلوه، الأعداء الحقيقيين للشعب المغربي ليس هو الشعب الصحراوي ( جبهة البوليزاريوRASD)، لكن العدو الحقيقي هو المخزن و ما يدعمه من جهة، و الفقر و الديكتاتورية من جهة أخرى، ففرنسا لم تنتهي من استعمار المغرب، معطية الأولوية لمصالحها و الدفاع عنها " لازالت فرنسا في المغرب محتكرة السوق، قضت على النظم الاقتصادية القديمة و جلبت أخرى متوافقة مع مصالحها، لقد طورت فرنسا المملكة عن طريق الرابط المتين هما(..) " كتب عبد الخالق يرمضان ، وأضاف أن المغرب- عن طريق نظام جونارميردال المسمى"النظام المزدوج المرفوض" و المكسو بتنوعه المغربي "تبعية و ترابط" لقد افترض مستقبله المنظم و اطار التبعية الاقتصادية ، ا ذن يمكننا القول ان المغرب قرر مصيره او تم تحديده منذ زمن الحماية"(51)



استمع إلى ما قاله وزير الخارجية الفرنسي :

"اذا اردنا معالجة النزاعات وحلها، يجب الحديث مع جميع اطرافها" لكن، عندما يتعلق بعقود ،المنطق هنا يختلف، و لحل مشكل الصحراء الغربية، فرنسا ليس لديها الا مخاطب و احد المغرب، الطرف الثاني، والذي هو الأساسي للعلم البولساريو مهمل تماما، هكذا الحكومة المغربية، " تخادع" و دائما موجهة من طرف التوجيه الفرنسي نحو باب الجزائر، بدل من (RASD) ليس بهذه الطريقة سيتم الوصول إلى حل لنزاع الصحراء الغربية، والذي يعني بالدرجة الأولى الشعب الصحراوي و ممثليه و جبهة البوليساريو و حكومة RASD.



الحكم الذاتي أخي ليس بالحل، هذا لا يعني أننا لا نريد التجمع في اطار المغرب MAGHREB، و لكن نريد فعل ذلك بوضوح، شفافية و عدالة، و الاعتراف المتبادل، الصحراويون سيكونون أول من سيصفق و أياديهم مقتوحة لاستقبال ميلاذ المغرب الكبير، الموحد، المتجانس و القوي، الحكم الذاتي هو خطأ وحدوي، يعني الانضمام إلى المغرب : اذن فرض هذا الحل على الصحراويين فاننا بذلك سنعمل على بلقنة المغرب، انها قنبلة موقوتة لا أحد له مصلحة في عدم استقرار المغرب.



هناك حل مقبول و مدعوم من طرف المغرب قي نيروبي 1981، لماذا يرفضه اليوم؟ هل هو ليس بجدي؟ ! مع ذلك فانه السبيل الأمثل لتسوية نزاع الصحراء الغربية، انه ديمقراطي و عادل، و الحل الذي وقعت عليه الحكومة المغربية، و جبهة البوليزاريو بحضور الأمين العام للأمم المتحدة، و رئيس منظمة الوحدة الافريقية، بالاضافة إلى حضور ممثلي الدول الملاحظة : موريتانيا و الجزائر.



يبدو أن السلطة المغربية تلعب على عامل الزمن، و لكن الوقت كان دائما إلى جانب الشعوب ، عمر أي نظام أو حكومة محدود، جد محدود، في اطار الزمن لا يمكن مقارنته مع عمر الشعوب، لا أعرف كم سيستمر النظام الملكي المخزني في المغرب، و أعرف أن الشعب الصحراوي واقع لا نقاش فيه.



إلى متى سيستمر النظام المغربي في الإعلان علنا عن امتداده من طنجة إلى لكويرة؟ هذا يذكر بإعلان شارل ديكول " فرنسا تمتد من دونكيرك حتى تامنراست"، يذكر أن الفرنسيين كانوا يقولون أن الجزائر فرنسية، حتى الاشتراكيين مع ذلك هناك العديد من الدول مرت بنفس الوضعية التي مرت بها الصحراء الغربية، كلها اليوم مستقلة و ذات سيادة : بليز، سورينام، و خاصة تيمور الشرقية، يمكن أن أكد ذلك على نقطة مهمة، قابلية قيام دولتنا، رغم شكوك العديد حول إمكانية ذلك، فان الصحراء الغربية هي أكبر من 36 دولة عضو للأمم المتحدة و هي ذات ساكنة أكثر من العديد منها، أغنى منهم بثروتها، بإمكانيتها و حركة سكانها و ستصنف بسرعة من الدول السائرة في طريق النمو، خاصة إذا كان التعاون بين بلداننا تسمح بأن يعتمد الطرف على الآخر، و سيتفيد من تجارب الآخرين.



أخي :

لنتحد جميعا في إطار الاحترام المتبادل لاستقلال كل واحد منا، لنتحد جميعا مع باقي شعوب المنطقة، لنتحد جميعا لمواجهة الظلم وعدم العدالة لبناء مستقبل مزدهر لكلي شعبينا، و لكل شعوب المنطقة.



المغرب كبير له صحراءه، له ساحله الأطلنطي و المحيط الأطلسي، يمكنه أن يستفيد من ثروات الصحراء الغربية في إطار تعاون مميز للكل.



ليس بالحياء أن ندعم قيام العدل، دعم حق الشعوب في تقرير المصير، شعب شقيق في تنامي، قانون القوة يمكن أن ينتصر للحظة، لكن قوة القانون هي التي ستنتصر أخيرا ولصالح الخير.



نعم إذا كنت تفتخر أن الصحراء الغربية " مغربية" كالمغرب " الصحراوي"، كالجزائر " التونسية"، كليبيا " الموريتانية" في هذا الإطار نحن مغاربيين، مدعوين للعيش في ترابط بهدف مصارعة تحديات الألفية الجديدة، لنصارع الزمن الوطني و الأنانية، لثقف أنفسنا ثقافة و مبادئ روح المجتمع المدني المغاربي فبل أن نبنيه على أرض الواقع، لنتجاوز كل التعقيدات و لكن مغاربيين، سنربح جميعا وسيكون بسبب الوصول إلى إحلال الديمقراطية، الاستقرار و التنمية، لأنها قضية مشتركة للجميع لا لا يمكن تقسيمها و ربح أيضا للصحراء الغربية و المغرب و كل الأطراف الأخرى في المنطقة، أختم بهذا النداء الأخوي ، رسالتي هي دعوة لإصلاح ذات البين، رسالة سلام، لنضع يدا في يد لتسوية الخلاف على أسس العدالة و الديمقراطية، بدون حقد ولا كراهية.





" محمد فاضل و لد أسماعيل ولد السويح، تفاريتي، الأراضي المحررة الصحراء الغربية، أبريل 2002"

تمت محاولة ترجمته بحمد الله و عونه على أرض الساقية الحمراء، 30 غشت 2004. ونتنمى صادقين أن نكون قد وفقنا في تبليغ ما كان المرحوم يصبو إلى إيصاله، رحمه الله و أدخله فسيح جنا نه وكل الشهداء الأبرار.








(1) : الصحراء : من أجل وساطة فرنسية-موريتانية، لوجون أفريك، باريس، رقم 1848، يونيو 1996.

(2) : ريزيت روبير : الصحراء الغربية و الحدود المغربية، طبعة جديدة، باريس 1975.

(3) : بيسلاي فرانسوا " البحر أو الصحراء.....لا شئ آخر"، الصحراء، مجلة من جانب آخر، نونبر 1983 ص 48.

(4) : بيسلاي فرانسوا المرجع السابق.

(5) : تقرير لجنة تصفية الاستعمار للأمم المتحدة لسنة 1975، فقرة 202.

(6) : س/ 2002/161.

(7) : أ/ أس 109/214.

(8) : أ/ ريس 2229.

(9) : أ/ أس 109/ س، ر 436 ص 7.

(10) : أ/ أس109/ س، ر 479 ص 12.

(11) : الأمم المتحدة، وثيقة رسمية للجمعية العامة، الدورة 25، الحصة 1858، جلسة علنية فقرة 112 ص 12.

(12) : أ/ ريس 2591.

(13) : أ/ ريس 2711.

(14) : الأمم المتحدة، وثيقة مؤقتة للجمعية العامة الدورة 28، اللجنة الرابعة أ/ س، 4/ س ر 2073 ص 15.

(15) : الصحراء الغربية، الرأي الاستشاري لمحكمة العذل الدولية 1975، فقرة81 ص39.

(16) : بونيلي ايمليو " الأراضي الجديدة الإسبانية لساحل الصحراء"، جريدة للمجتمع الجغرافي لمدريد 1885.

(17) : الفاريس بيريز خوسي " في الساقية الحمراء"، مجلة الجغرافية التجارية، مدريد عدد 25-30 ، يوليوز، سبتمبر 1886.

(18) : طوريس كامبوس رافاييل " الهيمنة على وادي الذهب"، جريدة الجغرافية بمدريد 1894.

(19) : هيفتر القانون الدولي لأوربا، الطبعة الرابعة برلين/ باريس 1883.

(20) : لوجان بيرنار " الأسس التاريخية لنزاع الصحراء الغربية "، أثينا طبعة المؤسسة العليا لدراسة الدفاع الوطني، باريس عدد 5 ، 1998 الصفحتين 191-207.

(21) : الصحراء الغربية، الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية، فقرة 81 ص 39.

(22) : الصحراء الغربية، الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية، فقرة 162 ص 68.

(23) : س/ 2002/ 161.

(24) : مانتان روبيرت، البربر و المخزن في جنوب المغرب، طبعة فيليكس ألاكان، باريس 1930.

(25) : طوماس مارك روبيرت، الصحراء و المجتمع، باريس 1960.

(26) : الناصري السلاوي، أبحاث معمقة حول تاريخ الامبراطوريات المغربية 1832.

(27) : ابن خلدون، تاريخ البربر و الإمبراطوريات الإسلامية بافريقيا، المكتبة الشرقية، بول جونير، باريس 1925.

(28) : الأمم المتحدة، الجمعية العامة الدورة 15 الصة 1109، وثيقة أ/ س/1109 ص47.

(29) : باربييه موريس، ثلاث فرنسيين في الصحراء الغربية 1786-1784، لرماتن، باريس 1989 ص 162.

(30) : باربييه موريس، نفس المرجع السابق ص 3-162.

(31) : باني لبوبولد، الاكتشافات الاولى للصحراء الغربية، كتاب افريقي، باريس 1968.

(32) : جاتيل جوشيم " واد نون و تكنة و الساحل الغربي للمغرب"، جريدة المجتمع الجغرافي، باريس 1869 ص 257-287.

(33) : ماتيوس فيليكس " سوس، واد نون والصحراء" جريدة للمجتمع الجغرافي لمدريد 1882 ص 519-513.

(34) : لوشاتوليه ألفريد " قبائل الجنوب الغربي المغربي" اصدارات المدرسة الادبية للجزائر، جريدة للتراسل الافريقي، ارنيست لوروكس، باريس 1891 ص 590.

(35) : مقتطف من رسالة القنصل الاسباني بالصويرة لوزير خارجيتة، الصويرة،12 أبريل 1875.

(36) : راوسون سير راو " تقسيم الساحل الافريقي" لندن نونبر 1884.

(37) : طوماس مارك روبيرت مرجع سابق ص 58-59.

(38) : ذي شاسي فرانسيس " معلومات تاريخية و اجتماعية حول تكوين الشعب الصحراوي" العصبة الفرنسية لحقوق الشعوب في الحرية، الصحراء الغربية : شعب ذي حقوق أبريل لرماتن، باريس 1978.

(39) : الحكومة الاسبانية، عرض حول الصحراء الغربية مقدم لمحكمة العدل الدولية، مدريد، مارس 1975.

(40) : باسكون بول " تقرير استشاري لماثيوس : مقدمة، شروحات"، تحديات صحراوية، باريس 1984 ص102.

(41) : فانسينو ميشيل " نصوص السيادة الترابية على الصحراء الغربية المدعاة من طرف المغرب"، حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، المحكمة الدائمة للشعوب، تقرير الدورة حول الصحراء الغربية، بروكسيل،10-11 نونبر 1979 ص79.

(42) : تقرير موجه لملك بلجيكا ليوبولد الثاني في 2 ديسمبر 1888، ذكر من طرف موريس باربييه، أخبار الصحراء، باريس رقم 75 أبريل 1988.

(43) : أرشيف وزير الخارجية الفرنسي، ملف المغرب 1917-1940.

(44) : الصحراء الغربية، محكمة العدل الدولية مرجع سابق فقرة 105 ص 48.

(45) : السلام للشعب الصحراوي : الرهان الاوربي،تعهدات المؤتمر الاوربي، باريس 23-24 نونبر 1885 ص 37.

(46) : الصحراء الغربية، محكمة العدل الدولية ص 100.

(47) : عبد السلام ياسين ميموراندوم : لمن الحق؟ يناير 2000.

(48) : صفة العقد يلزم التزامات : امتيازات و أتعاب على كلا الطرفين : contrat synallagmatique.

(49) : عبد السلام ياسين المرجع السابق.

(50) : حميد بنزكري : متى نوقف الالتفاف حول القصر؟ نص نشر في 6 ديسمبر 2000 في لائحة المناقشة " مغرب حقوق الإنسان".

(51) : بنرمضان عبد الخالق " المغرب و اوروبا : المصير المشترك" مرجع شمال افريقيا 1990 ص 43.



النص مرسل من المناضل الصحراوي الملقب بالبشير لحلاوي




عودة إلى الصفحة الرئيسية

2 comments:

Anonymous said...

كل من يدعي ان الصحراء غير مغربية منافق كذاب مغربي عميل لجنرالات الجزائر.انت سليب الإرادة..أسيادك الصحراويون عادوا إلى المغرب..و هم الآن ينعمون بالاستقرار و الرفاهية..و انت لا زلت تحلم بدولة خيالية لا توجد الا في اذهان عساكر الجزائر..استفق يا مغفل فإن العمر يتقدم بك ،و انت غافل على ما تحبكه الجزائر ضد وطنك.

Yidir said...

السيد الفاضل الصحراوي
يقول الباحث ـ و قد اعترفتم انه من المثقفين الذين يملكون عقلا نيرا ـ ان الصحراء جزء من المغرب العربي ، طبعا قد يبدو هذا الكلام عاديا لعربي ايا كان نوعه ، لكن بالنسبة لنا نحن كسكان شمال افريقيا الاصليون هو اقصاء و تهميش ـ و هذا ليس جديدا على العقل العربي مهما كانت درجة وعيه ـ حيث ان الصحراويون يجادلون في مسالة سيادة المغرب على الصحراء و يغفلون عن قصد و بعضهم عن عدم دراية ، ان هذه الارض ليست للعرب و لو سموها قسرا و زورا المغرب العربي .
و يقول السيد الباحث ان الصحراويين من اصل حساني ـ و هنا يبرز ادلته القوية ، في نظره على الاقل ، من لغة تقاليد الخ..و هنا في اشارة ذكية منه يحدد المقارنة مع عرب المغرب ، علما ان المغرب غالبية سكانه امازيغ سواء تحدثوا الامازيغية او المستعربين قهرا و هذا قياس شاذ من طرف الباحث ـ مصرحا بعظمة لسانه ان قبائل حسان نزحت من شبه الجزيرة العربية ما بين القرنين 12 و 15 إلى شمال افريقيا ، و هذا هو استيطان لا يمنح لهؤلاء النازحين حق تقسيم الارض التي نزحوا إليها مع نظام عربي هو الاخر في المغرب ، في تهميش واضح و مقصود للشعب الاصلي الذي لا يزال موجودا يقاوم كل محاولات طمس هويته سواء من طرف النظام المغربي او من طرف الانظمة العربية الحاكمة في شمال افريقيا .
ثم في تحديد له لماهية الشعب الصحراوي ، يقول انه شعب عربي افريقي ، و هذه لم اسمعها إلا من طرف القوميين العرب الذين يريدون خلق هوية جديدة ضدا على التاريخ و الديمغرافيا و هي عربي افريقي ، فكيف يمكن للعقل ان يقبل ان العربي افريقي ؟ اذا كان هذا العقل يرفض القبول بان يكون الصحراوي مغربي ، و هذا حقه ، فكيف له ان يقبل في ازدواجية فريدة ان يكون العربي افريقي؟
و يضيف انه من اصول سمراء عربية بربرية ؛ و لا احب الطعن في خلفيات الباحث و لا مستواه الاكاديمي ؛ لكن مهلا اخواني ، العرب الاصليون هم ذوو بشرة سمراء ، لكن كيف يمكن ان نقول ان الصحراويين من اصل عربي امازيغي ( و ليس بربري كما قال الباحث ) ، فهو الحق الامازيغي بالعربي ضدا على القوانين العرقية و الثقافية ؛ يعني حسب ما يريد ايصاله لنا ان الصحراوي هو عربي اولا و امازيغي ثانيا ملحقا ؛ هل يجوز ان نقول امريكي ( صحراوي ) من اصل اوروبي ( عربي ) هندي ( امازيغي ) ؟
كيف يمكن للصحراوي ان يكون عربيا و امازيغيا اذا اعتمدنا المعطيات الانتربولوجية التي تحدد الوجود الامازيغي في شمال افريقيا منذ 13000 سنة حسب ما كشفته الحفريات ؟ يعني ان الامازيغي يوجد في شمال افريقيا حتى قبل تكون قبائل حسان فكيف له ان يكون عربيا ؟
لا شك ، و بما ان الكاتب درس في المغرب ، صدق تلك الجملة التي توجد في كتاب الابتدائي التي تقول ان الامازيغ هاجروا من اليمن عن طريق الحبشة ، و يعتمدها النظام للترويج بان الامازيغ هم ابناء عمومة العرب و لذا لا باس ان يحكمهم و يستعمرهم عربي .
و قد يقول احد ممن عدموا الحس النقدي ، الذي يطالبنا به الباحث ، ان الامازيغ كانوا في شمال المغرب ، و ذلك للدفع بحجة غير موجودة ، نقول له ان الامازيغ في شمال افريقيا و تاريخيا تحدد الدول التي وجدوا و يوجدون فيها انطلاقا من جزر الكناري إلى واحات سيوا ، مرورا بما يعرف اليوم بالمغرب ، الجزائر ، تونس ، ليبيا ، موريتانيا ، مالي ، تشاد ، النيجير و بعض الدول .
اذن بما سبق ، و في حالة عدم وجود دليل على عكسه ، فان العرب سواء في الغرب او في موريطانيا او الجزائر فهم مجرد محتلين لارض امازيغية ؛ يريدون القضاء على ثقافة سكانها الاصليين من اجل تقسيم هذه الارض بينهم ؛ و قيل قديما ؛ اذا تنازع اللصوص الغنيمة ؛ ظهر المسروق و هذه هي قصة شمال افريقيا ضحية العرب المستوطنين فيها .
و اتمنى ممن يطلع على كلامي هذا الا يعقب بسب او شتم ، لان منطق الحوار لا يكون بهذه الاساليب ، و ارحب باي فكرة مضادة تقوم على ادلة علما اني ناقشت بما بدأ به كاتب الرسالة و اسس عليه ؛ و القاعدة تقول ان ما اسس على باطل فهو باطل
و تحية لكل العقول المتنورة