تحدٍ تـُغذيه قوة الحق والعزيمة
03/03/2010بقلم: محمد هلاب
منذ اجتياحه لأرض الساقية الحمراء ووادي الذهب في الـ 31 أكتوبر 1975، عمل المحتل المغربي جاهدا وبكل ما أوتي من قوة، مسخرا كل أدواته القمعية ومدعوما من بعض أعظم القوى في العالم، على طمس الجنس الصحراوي، ولم يستثني أي طريقة لإنجاح مخططه الذي ولد أصلا ميتا، فقد قتـّل وشرد وعذب واختطف واعتقل وهجر، وأغرى بالمال الكثير والمناصب العليا... إلا أن ذلك لم يجدي نفعا مع الصحراويين، وأول من اعترف بذلك رأس النظام المغربي عندما أعلن الملك الراحل، الحسن الثاني، في خطابه الشهير سنة 1987 "أنه استولى على الأرض ولكنه لم يستولي على قلوب الصحراويين".وفي هذا المقام، لن نعود إلى الوراء كثيرا، لأن الدلائل والوقائع عديدة وأكثر من أن يتسع المجال لحصرها. وما أثار حفيظتي وشد انتباهي وجعلني أمتشق قلمي لأكتب، هو ما أقرأه من أخبار على المواقع الإلكترونية الصحراوية وفي مقدمتها الموقع العتيد، إتحاد الصحفيين والكتاب الصحراويين، الذي نجعل منه ونحن في غربتنا بعيدين عن أرض الحدث منهلا للوصول إليه وملامسته عن قرب، وخاصة تغطيته المتميزة لزيارة وفد الـ 11 من أبطال وبطلات انتفاضة الإستقلال لمخيمات العزة والكرامة والأراضي المحررة للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، هذه الزيارة التي قد تكون عادية – إلى درجة ما – لو أنها كانت الأولى من نوعها، أو لو أنها كانت لم تعقب أخرى سبقتها قام بها مجموعة الـ 07 مع نهاية سبتمبر 2009، والذين حصل لهم ما حصل على أيدي آلة القمع المغربية، مسخرة في ذلك ومنذ وصولهم إلى أرض الجزائر في طريقهم إلى مخيمات العزة والكرامة، كل أساليبها الجبانة، من صحافة، أحزاب، أعيان، منتخبين... إلخ؛ بل وإنها عملت طيلة فترة تواجدهم بين أحضان شعبهم في اللجوء على التفرغ لهم، ووضعت كل شيء من يدها ليبقى شغلها الشاغل هو مجموعة الـ 07، حيث أوكلت حصة الأسد من دعايتها الكاذبة لما تـُسميه "قناة العيون الجهوية" (تلفزة الرْحَيْبَة) في محاولة من النظام التوسعي في المغرب تضليل الرأي العام المحلي والخارجي بإجباره للعديد من الصحراويين على إعطاء تصريحات عبر "قناة العيون الجهوية" وغيرها من الوسائل الإعلامية المأجورة في المغرب، مُمهدا بذلك لإلصاق تهمة "الخيانة" بهم، والتحضير لاستقبالهم ذلك الإستقبال الذي لقوه أمامهم بمطار محمد الخامس في الدار البيضاء المغربية يوم 08 أكتوبر 2009، والذي كان له ما بعده، ذلك الإستقبال والمعاملة الحاطة بالكرامة الإنسانية التي يُمكن أن تكفي لوحدها على الثني والردع.. ولكن ليس لأفراد الشعب الصحراوي؛ بل إنه سرعان ما تجلى أن السحر انقلب على الساحر؛ فبدل ثني عزيمة الصحراويين وصدها عن هدفها، نجد أن الذي انثنى ورجع صاغرا خائباً هو نظام المحتل المغربي نفسه، ومن أعلى هرمه، خاصة بعد خطاب الـ 06 نوفمبر 2009، وما رافقه من تهديد ووعيد.ولكن الغريب، وما يثير على الدهشة، والذي يدعو للتساؤل، هو هل آن لنظام الرباط أن يفهم الدرس؟؟ وهل آن له أن يتريث قليلا قبل أن يتوعد بما لا يستطيع له تطبيقا؟؟ خاصة وأنه هو نفسه الذي أقسم على عدم عودة، أمينتو حيدار، إلى العيون إلا بعد "توبتها" وقبولها لكل شروطه.. ولكن أمينتو حيدار، عادت.. ويا لها من عودة.. عودة جعلتْ معها نظام الرباط يندم أشد الندم على إبعادها.وبعد الهزيمة التي لقنتها له أمينتو حيدار، بقي نظام الإحتلال المغربي يُراهن على موقفه الذي اتخذه في حق مجموعة الـ 07 – عفوا مجموعة الـ 06 فقط – لأن سابع المجموعة رقم صَعُبَ على نظام الرباط استيعابه، كما صَعُبَ عليه ذلك طيلة 11 سنة من الإختطاف والإختفاء في غياهب سجونه الخبيثة، بل إن الرقم 07 (الدكجة لشكر) ما هو إلا أول بوادر الإطاحة بتوعدات وتهديدات نظام الرباط، الذي يبحث الآن عن صيغة يخرج بها من ورطته في الإحتفاظ بزملائها ورفاق دربها رهن الإعتقال، والمؤشرات على ذلك واضحة وضوح الشمس في كبد السماء ولا تخفى إلا على من يجهل سياسة النظام المغربي – وأجزم بأنه لا يوجد من يجلها -.فأين هي اليوم دعايته؟ أين هي أحزابه؟ أين هي صحافته؟ أين هم أعوانه؟ أين هم منتخبوه؟ أين هي "قناة العيون الجهوية"؟ أم أنه لم يعلم بعد بأن 11 من أبطال وبطلات الشعب الصحراوي، ومن ضمنهم بدل المرأة مرأتان ورضيع لم يتجاوز ربيعه الأول، قد خرجوا وفي واضحة النهار في زيارة إلى نفس الوجهة التي زارها الأبطال الـ 07، وعبر نفس السبيل (الجزائر)، وهاهم في تحدٍ تغذيه قوة الحق والعزيمة على انتزاعه، يصولون ويجولون بين ظهران وأحضان شعبهم في مخيمات العزة والكرامة، ويحتفلون بالذكرى 34 لإعلان الجمهورية الصحراوية في مناطقها المحررة، قاطعين العهد على مواصلة الدرب حتى نيل الهدف المنشود أو الإستشهاد في سبيله
03/03/2010بقلم: محمد هلاب
منذ اجتياحه لأرض الساقية الحمراء ووادي الذهب في الـ 31 أكتوبر 1975، عمل المحتل المغربي جاهدا وبكل ما أوتي من قوة، مسخرا كل أدواته القمعية ومدعوما من بعض أعظم القوى في العالم، على طمس الجنس الصحراوي، ولم يستثني أي طريقة لإنجاح مخططه الذي ولد أصلا ميتا، فقد قتـّل وشرد وعذب واختطف واعتقل وهجر، وأغرى بالمال الكثير والمناصب العليا... إلا أن ذلك لم يجدي نفعا مع الصحراويين، وأول من اعترف بذلك رأس النظام المغربي عندما أعلن الملك الراحل، الحسن الثاني، في خطابه الشهير سنة 1987 "أنه استولى على الأرض ولكنه لم يستولي على قلوب الصحراويين".وفي هذا المقام، لن نعود إلى الوراء كثيرا، لأن الدلائل والوقائع عديدة وأكثر من أن يتسع المجال لحصرها. وما أثار حفيظتي وشد انتباهي وجعلني أمتشق قلمي لأكتب، هو ما أقرأه من أخبار على المواقع الإلكترونية الصحراوية وفي مقدمتها الموقع العتيد، إتحاد الصحفيين والكتاب الصحراويين، الذي نجعل منه ونحن في غربتنا بعيدين عن أرض الحدث منهلا للوصول إليه وملامسته عن قرب، وخاصة تغطيته المتميزة لزيارة وفد الـ 11 من أبطال وبطلات انتفاضة الإستقلال لمخيمات العزة والكرامة والأراضي المحررة للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، هذه الزيارة التي قد تكون عادية – إلى درجة ما – لو أنها كانت الأولى من نوعها، أو لو أنها كانت لم تعقب أخرى سبقتها قام بها مجموعة الـ 07 مع نهاية سبتمبر 2009، والذين حصل لهم ما حصل على أيدي آلة القمع المغربية، مسخرة في ذلك ومنذ وصولهم إلى أرض الجزائر في طريقهم إلى مخيمات العزة والكرامة، كل أساليبها الجبانة، من صحافة، أحزاب، أعيان، منتخبين... إلخ؛ بل وإنها عملت طيلة فترة تواجدهم بين أحضان شعبهم في اللجوء على التفرغ لهم، ووضعت كل شيء من يدها ليبقى شغلها الشاغل هو مجموعة الـ 07، حيث أوكلت حصة الأسد من دعايتها الكاذبة لما تـُسميه "قناة العيون الجهوية" (تلفزة الرْحَيْبَة) في محاولة من النظام التوسعي في المغرب تضليل الرأي العام المحلي والخارجي بإجباره للعديد من الصحراويين على إعطاء تصريحات عبر "قناة العيون الجهوية" وغيرها من الوسائل الإعلامية المأجورة في المغرب، مُمهدا بذلك لإلصاق تهمة "الخيانة" بهم، والتحضير لاستقبالهم ذلك الإستقبال الذي لقوه أمامهم بمطار محمد الخامس في الدار البيضاء المغربية يوم 08 أكتوبر 2009، والذي كان له ما بعده، ذلك الإستقبال والمعاملة الحاطة بالكرامة الإنسانية التي يُمكن أن تكفي لوحدها على الثني والردع.. ولكن ليس لأفراد الشعب الصحراوي؛ بل إنه سرعان ما تجلى أن السحر انقلب على الساحر؛ فبدل ثني عزيمة الصحراويين وصدها عن هدفها، نجد أن الذي انثنى ورجع صاغرا خائباً هو نظام المحتل المغربي نفسه، ومن أعلى هرمه، خاصة بعد خطاب الـ 06 نوفمبر 2009، وما رافقه من تهديد ووعيد.ولكن الغريب، وما يثير على الدهشة، والذي يدعو للتساؤل، هو هل آن لنظام الرباط أن يفهم الدرس؟؟ وهل آن له أن يتريث قليلا قبل أن يتوعد بما لا يستطيع له تطبيقا؟؟ خاصة وأنه هو نفسه الذي أقسم على عدم عودة، أمينتو حيدار، إلى العيون إلا بعد "توبتها" وقبولها لكل شروطه.. ولكن أمينتو حيدار، عادت.. ويا لها من عودة.. عودة جعلتْ معها نظام الرباط يندم أشد الندم على إبعادها.وبعد الهزيمة التي لقنتها له أمينتو حيدار، بقي نظام الإحتلال المغربي يُراهن على موقفه الذي اتخذه في حق مجموعة الـ 07 – عفوا مجموعة الـ 06 فقط – لأن سابع المجموعة رقم صَعُبَ على نظام الرباط استيعابه، كما صَعُبَ عليه ذلك طيلة 11 سنة من الإختطاف والإختفاء في غياهب سجونه الخبيثة، بل إن الرقم 07 (الدكجة لشكر) ما هو إلا أول بوادر الإطاحة بتوعدات وتهديدات نظام الرباط، الذي يبحث الآن عن صيغة يخرج بها من ورطته في الإحتفاظ بزملائها ورفاق دربها رهن الإعتقال، والمؤشرات على ذلك واضحة وضوح الشمس في كبد السماء ولا تخفى إلا على من يجهل سياسة النظام المغربي – وأجزم بأنه لا يوجد من يجلها -.فأين هي اليوم دعايته؟ أين هي أحزابه؟ أين هي صحافته؟ أين هم أعوانه؟ أين هم منتخبوه؟ أين هي "قناة العيون الجهوية"؟ أم أنه لم يعلم بعد بأن 11 من أبطال وبطلات الشعب الصحراوي، ومن ضمنهم بدل المرأة مرأتان ورضيع لم يتجاوز ربيعه الأول، قد خرجوا وفي واضحة النهار في زيارة إلى نفس الوجهة التي زارها الأبطال الـ 07، وعبر نفس السبيل (الجزائر)، وهاهم في تحدٍ تغذيه قوة الحق والعزيمة على انتزاعه، يصولون ويجولون بين ظهران وأحضان شعبهم في مخيمات العزة والكرامة، ويحتفلون بالذكرى 34 لإعلان الجمهورية الصحراوية في مناطقها المحررة، قاطعين العهد على مواصلة الدرب حتى نيل الهدف المنشود أو الإستشهاد في سبيله
اتحاد الصحفيين والكتاب الصحراويين
No comments:
Post a Comment