Wednesday, March 24, 2010

أزمة الصحراء الغربية في أفق سياسي غامض ماءالعينين سيدي بويه
3/25/2010
طبعا الإنسان العربي هوية مضمرة في لسان فصيح وتركيبة عرقية، تتألف في علم الأنساب. نعم هذا كلام قد يكون لا غبار عليه ولكن عندما نقول الإنسان العربي ـ السياسي فإننا حينها سنلج دوامة التاريخ المعاصر الذي هو إنعكاس لغلبة الدول القوية(امريكا ـ دول أوروبا ـ روسيا). وإنعكاس لرغبتها في فرض كلمتها في كل شئ، في حدود البلدان والأشخاص والقبائل، وفي موارد الطاقة وهذه الأخيرة هي الأهم. إن قضية الصحراء الغربية بين المغرب وجبهة البوليساريو، هي من أبرز الصرعات تمثيلا لرغبة الدول القوية من جهة. ولرغبة الدولتين الجارتين المغرب والجزائر من جهة أخرى. وما زالت القضية عالقة في أروقة الأمم المتحدة، وبالتالي مازالت خاضعة للتحيين. إن المملكة المغربية والى اليوم لا تعتبر ان نزاعها هو مع ـ ما يسمى ـ في نظرها بجبهة البوليساريو ، وإنما هو بشكل أبرز مع جارتها الند دولة الجزائر. ويرجع منطق المغرب القائل بتلك الندية، الى القول بالمسلمة التالية: شعب أبا عن جد تاريخه على أرض المغرب جغرافيا، وبيعته لسلاطينها ـ العلويين خاصة ـ دينيا. إذن ليس من الصحيح أن ينقلب في عشية وضحاها الإبن على والديه إلا عقوقا. والنتيجة هي رفض المغرب أن يعتبر نده، شعبه؟؟إنما الند الخفي والحقيقي هي دولة الجزائر التي لها مصالح من خلال رقعة الشعب الصحراوي ـ الصحراء الغربية ـ ، واجهة مطلة على البحر. ومساحة أكبر للتنقيب عن مصادر الطاقة البترول والغاز، وبالتالي زيادة حصتها وحظوظها في التعامل مع الشركات الأمريكية ذات النفوذ في السياسية الداخلية والخارجية للولايات المتحدة الأمريكية. هذا منطق خوف المغرب، أما الجزائر من جهتها فترى ان التاريخ يتغير، فلا عود للحديث عن ملك تاريخي او إمبراطورية من الشمال إلى اتمبكتو جنوبا، ولا عود للتركيز أو البحث عن الصلات الرمزية دينية كانت ام قبلية. فهذه الصلات ولى عليها الزمن. لأن اصحاب تلك الروابط توفوا . . والحديث اليوم هو للتارخ المعاصر ولقوة الحاضر وليس للماضي. ومن المعلوم ان حاضر الدول العربية ـ الإسلامية هو ماض التقسيم الإستعماري ، ولا صفة لها داخل قرارات الأمم المتحدة إلا من هذه الوجهة. وإذن فإن قضية الصحراء الغربية هي قضية نزاع بين المغرب وقرارات الأمم المتحدة؟ إذ طوال تاريخ القضية ذهب المغرب إلى فتح جبهات دبلوماسية وإغلاق أخرى وذلك بالتركيز: أولاعلى دول النفوذ وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإسبانيا، وبذلك يكون قد نهج طريق طرح القضية على الذين كانوا السبب المباشر في خريطته الجغرافية ـ السياسية. لا التاريخية. لأن اسبانيا عندما خرجت من المغرب اودعت في أروقة وثائق الجمعية الرابعة للأمم المتحدة أنها تركت شعبا صحراويا محصيا وقبليا. وثانيا بالتركيز على الدول العربية الشقيقة، خاصة في شقها المصري ـ الخليجي، وطبعا لأنها ملكيات لاتريد ان تتفكك وتتألب أقليات قبلية او دينية داخلها بالإستقلال الذاتي رحمة من ديكتاتوريتها. ثم ثالثا إنسحاب المغرب من الإتحاد الإفريقي بسبب الدولتين الجارين الجزائر وليبيا فإذا كانت هذه الخيرة دعمت ظهور الجبهة ، فإن الأولى مازالت ترعاها وتدعمها من على أراضيها. في مخيمات تندوف. أما ليبيا فقد كان لها البصمة الأولى في دعم ورعاية قيام جبهة الدفاع عن الساقية الحمراء ووادي الذهب. اليوم وفي ظل المتغيرات التي تشهدها القضية ، وبعد رفض جل المقترحات السلمية لتسوية النزاع بين الأطراف، الإستفتاء، التقسيم، حكم ذاتي متبوع بإستقلال، وأخيرا الحكم الذاتي في صيغة جهوية موسعة. من قبل المغرب، فهل ستكون مآل الإقتراح الفشل حال سابيقيه من المقترحات ، خاصة وأن جولات التفاوض غير المباشر تحت اشراف المبعوث الأممي لاتبشر بأي حل جديد، والخطاب الرسمي المغربي لازال عند ثوابته كما هو حال خطاب الجبهة الصحراوية. إن السؤال الذي يطرحه المقترح المغربي هو: كيف حكم ذاتي داخل جهوية موسعة أو بمعنى أخر داخل السيادة المغربية؟وكيف سيتم تكييف الجهوية القائمة على اللامركزية واللاتمركز في القرار والتسيير مع مقتضيات نظام الحكم الذاتي كما هو متعارف عليه في الأعراف الدولية؟أما السؤال الأهم كيف سينجح المغرب في إقناع جبهة البوليساريو والجزائر بحله؟ولا اظنهما ستقبلان بسهوله فلابد من منطق التنازل أن يسود بينها ، كما لابد من الثقة حتى أثناء الحرب كي يسود السلام كاما يقول صاحب نص من اجل سلام دائم كانط، أيضا لابد من تسود الثقة بين الأطراف حتي يتم إنقاذ شعب الصحراء؟؟' كاتب من المغرب

No comments: