محمود معروف 3/9/2010 الرباط ـ 'القدس العربي':
عاد ناشطون صحراويون الى المغرب الاحد بعد زيارة قاموا بها لمخيمات تندوف حيث قيادة جبهة البوليزاريو، وحرصت السلطات المغربية على تجاهل هذه الزيارة والسماح لهم بالدخول دون التعرض لهم خاصة وان عودتهم تزامنت مع عقد قمة الاتحاد الاوروبي المغربي التي احتضنتها مدينة غرناطة الاسبانية واحتلت فيها قضية الصحراء الغربية حيزا هاما وربطها بمسألة حقوق الانسان.ووصلت الدفعة الاولى من الناشطين الى مطار محمد الخامس بالدار البيضاء قبل ظهر الاحد على متن رحلة للخطوط الجوية الجزائرية، ووصلت المجموعة الثانية على متن الخطوط الملكية المغربية بعد ظهر نفس اليوم فيما وصل الجميع منتصف الليل الى مطار العيون دون ان يتعرض اي منهم الى المساءلة او التوقيف.وقالت مصادر حقوقية لـ'القدس العربي' ان الناشطين اجروا سلسلة اتصالات هاتفية قبل مغادرتهم الطائرة تحسبا لاعتقالهم على غرار ما جرى لآخرين قاموا بزيارة مماثلة في تشرين الاول/اكتوبر الماضي واعتقلوا فور وصولهم للمطار واحيلوا للمحكمة العسكرية التي وجهت لهم تهما تتراوح عقوباتها بين الاعدام والمؤبد.واولت جبهة البوليزاريو اهتماما ملحوظا بزيارة وفد الناشطين التي اسموها رحلة 'الصمود و التحدي'. ويتكون الوفد من ابراهيم الصبارالامين العام للجمعية الصحراوية لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان المرتكبة من طرف الدولة المغربية بالصحراء الغربية واحمد السباعي الامين العام لرابطة حماية السجناء الصحراويين والنعمة الاسفاري رئيس لجنة الدفاع عن حقوق الانسان بالصحراء الغربية وامباركة اعلينا اباعلي الامينة العامة لمنتدى مستقبل المرأة الصحراوية رفقة ابنتها العزة البالغة من العمر سنة واحدة وابراهيم الاسماعيلي رئيس منتدى حفظ الذاكرة الجماعية وازانة اميدان ناشطة مدافعة صحراوية عن حقوق الانسان وعاتيقو براي عضو لجنة العمل لمناهضة التعذيب بالداخلة وسيد احمد لمجيد رئيس لجنة دعم مخطط التسوية وحماية الثروات الطبيعية والتهليل محمد رئيس فرع الجمعية الصحراوية لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان ببوجدورواحمد حمية موسى عضو لجنة مناهضة التعذيب بالداخلة وبنكة الشيخ كوري بوزيد عضو لجنة تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الانسان. ونظم للناشطين برنامج مكثف ومنوع يتراوح بين الثقافي والاجتماعي والاعلامي والعسكري والتقى جل قيادات جبهة البوليزاريو بالاضافة الى نشاطات اعلامية في الجزائر العاصمة.
مثل بقية المسافرين
وقالت المصادر الحقوقية لـ'القدس العربي' ان السلطات المغربية التي تواجدت بشكل ملحوظ في مطار العيون تعاملت مع الناشطين مثل بقية المسافرين القادمين، الا انها اتخذت اجراءات لتجنب تواجد حشود من مؤيدي الناشطين في المطار اثناء وصولهم.من جهة اخرى قالت مصادر صحافية مغربية ان اشاعات سرت نهاية الاسبوع الماضي تتحدث عن افراج السلطات المغربية عن الناشطين السبعة الذين اعتقلوا في تشرين الأول/اكتوبر الماضي او من يعرفون بـ'مجموعة التامك'، الا انه تبين فيما بعد عدم صحة ما تم تداوله.وقالت صحيفة 'اخبار اليوم' انه في سياق منهج تهدئة الجبهة الحقوقية ونزع احدى اوراق الضغط القوية في يد جبهة البوليزاريو ترد اشارات عن طي ملف الناشطين السبعة الذين احيلوا على المحكمة العسكرية.واوضحت المصادر الحقوقية ان محامي الناشطين المعتقلين محمد الصبار وهو مسؤول في هيئة حقوقية مستقلة ذات ميول يسارية اقترح على الناشطين التقدم بطلبات للحصول على السراح المؤقت على غرار ما تقدمت به الناشطة الدكجة لشكر التي اعتقلت معهم وافرج عنها في وقت سابق لاسباب صحية.وتقول المصادر ان كلا من سالم التامك وصالح البويهي قبلا مقترح المحامي الذي وصف بانه مقترح غير رسمي الا انه يلقى قبولا لدى السلطات فيما رفضه المعتقلون الاربعة الاخرون وهم حمادي الناصري وابراهيم دحان والتروزي يحظية ورشيد الصغير ورفضوا التوقيع.وتتحدث الاوساط الحقوقية عن رغبة السلطات المغربية في طيّ ملف هؤلاء الناشطين بالافراج المؤقت عنهم ومتابعتهم بحالة سراح مع تأجيل متواصل لجلسات المحاكمة كما طوت ملف وثائق الناشطين المؤيدين لجبهة البوليزاريو باعادة تسليمها لهم.
جواز سفر
من جهة اخرى قال الناشط الصحراوي عبد الرحمن بوكرفا ان السلطات المغربية ترفض تسليمه جواز سفره الذي سحب منه في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وطالب المنظمات الدولية والحقوقية بالضغط من أجل استرجاع جواز سفره.وتسعى جبهة البوليزاريو، منذ اعتقال الناشطين السبعة وابعاد الناشطة اميناتو حيدر الى اسبانيا، لتكثيف حرب حقوق الانسان على المغرب قبيل بدء مجلس الامن الدولي مناقشته الرسمية لتطورات النزاع الصحراوي بعد سلسلة مفاوضات مباشرة وغير مباشرة بين المغرب وجبهة البوليزاريو تحت رعاية الامم المتحدة وبحضور الجزائر وموريتانيا منذ منتصف 2007 وكان اخرها في شباط/فبراير الماضي في ارمونك القريبة من نيويورك لم تحدث اختراقا في جمود عملية السلام الصحراوي. ومارست جبهة البوليزاريو ومؤيدوها في اسبانيا خلال نهاية الاسبوع الماضي وعلى هامش قمة الاتحاد الاوروبي المغرب ضغوطا على الوفود الاوروبية للحظ مسألة حقوق الانسان في المناطق الصحراوية.وتهدف الجبهة من خلال اثارة موضوع حقوق الانسان الى توسيع صلاحيات قوات الامم المتحدة المنتشرة بالمنطقة (المينورسو) لتشمل مراقبة حقوق الانسان وادماجها في تقرير الامين العام للامم المتحدة السنوي للمجلس وهو ما يرفضه المغرب ويعتبره مخالفاً لقرارات مجلس الامن ذات الصلة وتقليصاً لسيادته على المنطقة.
No comments:
Post a Comment