جرحى في اشتباكات بين الامن المغربي وناشطين صحراويين عائدين من الجزائر
محمود معروف 4/10/2010 الرباط ـ 'القدس العربي
توسعت المواجهات بين مواطنين في المدن الصحراوية وناشطين صحراويين مؤيدين لجبهة البوليزاريو قاموا بزيارة لمخيمات تندوف. وقالت مصادر رسمية مغربية ان شخصيات وأعياناً صحراويين في مدينتي الداخلة والسمارة بالصحراء الغربية المتنازع عليها، تصدوا لهؤلاء الناشطين الذين اطلقوا عليهم صفة 'المرتزقة' و'المأجورين' فيما تتهم جبهة البوليزاريو السلطات المغربية بتدبير هذه المواجهات.وقالت وكالة الانباء المغربية ان شيوخ القبائل الصحراوية وأعضاء المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية بإقليم السمارة دعوا إلى التصدي لـ 'الممارسات التي يقوم بها بعض الأشخاص المأجورين الذين زاروا مؤخرا مخيمات تندوف، وفضح خططهم الانفصالية.'وعبر هؤلاء الشيوخ والاعيان عن استنكارهم وشجبهم القوي لهذه الممارسات المعادية لوحدة المغرب الترابية والتي تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار والتشويش على المسار التنموي الكبير الذي تشهده الأقاليم الجنوبية للمملكة واعلنوا براءتهم التامة من هذه 'الشرذمة من الانفصاليين' التي يتخذ منها قادة 'جبهة البوليزاريو' ومن يحركهم بشكل فاضح ومغرض، أداة لمحاولة النيل من وحدة المغرب الترابية والتشكيك في وحدوية القبائل الصحراوية.ودعوا السلطات العمومية إلى الضرب بقوة على أيدي هذه الفئة 'الضالة' التي تستغل القاصرين والتغرير بهم لمحاولة استمالتهم لصالح أطروحة البوليزاريو وتطبيق الإجراءات اللازمة في حقها.وقالت الوكالة ان مواطنين بمدينة الداخلة اعلنوا 'تبرؤهم من شخصين مأجورين لحساب 'البوليزاريو'، زارا مؤخرا رفقة أشخاص آخرين مخيمات تندوف، لدى وصولهما الى مدينة الداخلة، معربين عن رفضهم للتصرفات الاستفزازية لهذين الشخصين المغرر بهما. وقالت ان هؤلاء المواطنين من بينهم رؤساء المجالس المنتخبة والأعيان وفعاليات المجتمع المدني ومواطنون عاديون احتشدوا بالمدخل الشمالي لمدينة الداخلة للتعبير لهذين الشخصين الانفصاليين بأنهما 'خونة غير مرغوب فيهما بالمدينة'. وردد المشاركون خلال هذا التجمع شعارات من قبيل 'الصحراء مغربية' و'نعم للحكم الذاتي 'و 'لا لخونة الوطن'، معبرين من خلال اللافتات التي كانوا يحملونها عن تشبثهم بثوابت البلاد وتعبئة سكان الصحراء للدفاع عن وحدة البلاد.وأعرب المشاركون الذين كانوا يحملون العلم الوطني وصور جلالة الملك محمد السادس عن شجبهم التام لتصرفات أي شخص يحاول استغلال مناخ الحرية السائد في المغرب للنيل من القيم المقدسة للمملكة والتآمر ضد وحدتها الترابية.وكان المئات من المواطنين قد احتشدوا في مطار العيون لحظة وصول 12 ناشطا صحراويا قاموا بزيارة لمخيمات تندوف حيث التجمع الرئيسي للاجئين الصحراويين وقيادة جبهة البوليزاريو ليعبروا عن استنكارهم لهذه الزيارة، وهاجم المحتشدون الناشطين وعددا من رفاقهم كانوا بانتظارهم بالمطار وقالت التقارير ان عددا من هؤلاء اصيب بجراح بعضها بالغ.وقالت مصادر حقوقية بمدينة العيون ان ثلاثة ناشطات صحراويات مؤيدات لجبهة البوليزاريو زرن مخيمات تندوف ومعهن نشطاء اخرون تعرضن في مدخل مدينة العيون لهجوم من مواطنين ادى الى اصابتهن بجراح خطيرة.
ثلاث نساء وقوة مفرطة
وقالت المصادر لـ'القدس العربي' ان حسنة الدويهي وحسنة اعليا وسلطانة خيا تعرضوا لاصابات مختلفة في اجسادهم على مدخل مدينة العيون اثناء عودتهم من مدينة بوجدور كما تعرضت السيارات التي كانوا على متنها لاتلاف كبير.من جهتها قالت البوليزاريو ان قوات الأمن المغربية قامت فجر الجمعة باستعمال 'القوة المفرطة' لتفريق اعتصام سلمي نظمه نشطاء صحراويون وأجانب أمام محكمة الاستئناف بمدينة العيون، احتجاجا على استهدافهم من طرف الشرطة والمخزن المغربي ليلة أمس الأول الخميس.وأضافت الجبهة ان 'التدخل كان عنيفا، ومفاجئا للمعتصمين الذين رفعوا شعارات يطالبون فيها بلقاء وكيل الملك (النائب العام) للبث في شكوى حول الاعتداء الذي تعرضوا له عند مدخل مدينة العيون خلال وقت متأخر من ليلة الخميس'. وقالت ان السلطات المغربية صادرت فجر الجمعة وثائق شخصية للنشطاء الحقوقيين الاسبان، بعد أن اعتقلتهم على خلفية مشاركتهم إلى جانب نشطاء صحراويين في الاعتصام. ونقلت عن الناشطة الاسبانية بيرتا ايراث، بأنها تجهل الخلفية من وراء مصادرة جواز سفرها وهاتفها النقال إضافة الى آلة تصوير كانت بحوزتها ورفيقها. وأضافت الناشطة الاسبانية، أنها وزميلها رافييل انتورينا، لا يعلمان أسباب تدخل السلطات المغربية.على الصعيد السياسي ما زال الاعلام الرسمي للمغرب وجبهة البوليزاريو يتجاهلان التقرير الذي قدمه الامين العام للامم المتحدة الى مجلس الامن الدولي يوم الاربعاء الماضي حول تطورات النزاع الصحراوي والذي ابدى به تشاؤما بامكانية تغيير اي من اطراف النزاع موقفه وتعاطيه مع مقترحات الطرف الاخر.وكان الاعلام الرسمي لكل طرف عادة يأخذ من تقرير الامين العام للامم المتحدة الفقرات المنسجمة مع مقاربته للنزاع ويغض النظر عن بقية الفقرات.الا ان وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية قال أن المغرب الذي يريد الخروج من النفق بخصوص قضية الصحراء، يعرب عن أمله في أن يمارس المنتظم الدولي ضغطا جديا على باقي الأطراف من أجل إيجاد تسوية لهذه القضية .وقال خالد الناصري 'نريد الخروج من النفق ونتمنى من المنتظم الدولي مجسدا في هيئة الأمم المتحدة ومؤسساتها أن يمارس ضغطا جديا، انطلاقا من معاينته أنه إذا كان هناك طرف جدي في التعامل مع المقاربة الأممية فهو المملكة المغربية'. واوضح 'إننا ننظر لتقرير بان كي مون على أنه عين الصواب' ،مضيفا أنه 'ليس هناك عاقل يقر اليوم أن مسار المفاوضات هو جدي ومؤهل لينفتح على نتائج فعلية'.وأعرب المسؤول المغربي عن أسفه الشديد لكون التصرفات العقيمة للطرف الآخر 'لا تسمح لنا أن نكون متفائلين كثيرا. لكننا في تفاعل تام مع الأمم المتحدة ومؤسساتها من خلال مجلس الامن والأمين العام ومبعوثه الشخصي'.ومن المقرر ان يبدأ مجلس الامن الدولي دورة اجتماعات رسمية الاسبوع القادم للتداول في تقرير بان كي مون واصدار قرار حول تطورات النزاع الصحراوي وتسويته
No comments:
Post a Comment