Monday, April 23, 2007

الوزير مساهل بخصوص تقرير بان كي مون حول الصحراء الغربية
''موقف فرنسا وأمريكا يصب خارج الشرعية الدولية''
الخبر/ حاوره: حميد يس/ 2007-04-23
في حوار أجرته ''الخبر'' معه بمكتبه، يتحدث الخبير في ملف الصحراء عن توقعاته بخصوص تصويت مجلس الأمن على تقرير بان كي مون، المرتقب الأسبوع القادم، وعن خطة السلام الصحراوية وتحاشي المغاربة تنظيم استفتاء تقرير المصير·
كيف تقيمون تقرير الأمين العام الأممي بان كي مون، الصادر قبل أيام حول نزاع الصحراء الغربية؟
أعتقد بأن التوصية رقم 47 الواردة في التقرير التي تتحدث عن مفاوضات بين طرفي النزاع وعن مبدأ تقرير المصير في الأراضي الصحراوية، تشكل انطلاقة لحل حقيقي وعادل للقضية، وهذا ليس موقف الجزائر وإنما موقف الأمم المتحدة·ويرتكز التقرير على ثلاثة اقتراحات هامة جدا، أولها إجراء مفاوضات مباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو، دون شرط مسبق، وثانيها حل النزاع بطريقة عادلة ومقبولة من الجانبين، وثالثها أن المفاوضات تتم في اتجاه التحضير لتقرير المصير·ويطلب التقرير من البلدين المجاورين، الجزائر وموريتانيا، بأن يكونا شريكين في المفاوضات تبعا للإطار الذي جرت فيه عام 1996 تحت إشراف جيمس بيكر· ويبرز دور الجزائر في هذا الجانب، في قضية عودة المهاجرين الذين يبلغ تعدادهم 160 ألف، المقيمين في مخيمات تندوف·
لكن التقرير لم يحظ برضى بعض القوى الكبرى التي سيكون لها وزن في التصويت على التقرير يوم 27 أفريل الجاري؟
اللافت بعد صدور التقرير، أن فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية اتخذتا موقفا منحازا للطرح المغربي، وجاء ذلك على لسان مسؤولين في قصر الإليزي والكي دور سي (فرنسا) وكتابة الدولة للخارجية الأمريكية· والجزائر تذكّر هاتين الدولتين بأنهما من الدول المسؤولة على حفظ الأمن في العالم، ومن الغريب أن تصريحات مسؤوليها تصب خارج احترام الشرعية الدولية، لهذا نطلب منهما أن يلعبا دورهما كدولتين تسعيان لاستتباب السلم في العالم، ويعملا على احترام ميثاق الأمم المتحدة من موقعهما كعضوين دائمين بمجلس الأمن الدولي الذي أوصى بنفسه في مرات سابقة باحترام مبدأ تقرير المصير في الصحراء الغربية·قضية الصحراء وفق مفهومنا لحلها، هي مسألة تصفية استعمار في هذا الجزء من العالم وليست قضية حكم ذاتي كما يدعيه المغاربة، وهي مدرجة في جدول أعمال الأمم المتحدة كقضية تصفية استعمار· أما الوضع النهائي للأراضي الصحراوية، فينبغي أن يتم تحديده وفق استشارة الشعب الصحراوي عن طريق استفتاء لتقرير المصير، يختار الصحراويون بموجبه إما الاندماج في المملكة المغربية أو الاستقلال·
طرحت جبهة البوليساريو خطة لتحقيق السلام في الصحراء الغربية، كيف تقيمونها؟
من حق الصحراويين اقتراح مبادرة لحل المشكل من موقعهم كأول طرف في النزاع· واللافت في هذه الوثيقة أن الصحراويين يبدون استعدادا للقبول بنتيجة الاستفتاء، وهذا معطى مهم يعكس تعهدهم بالموافقة على قواعد اللعبة كيفما كانت نتيجة الاستفتاء، أكثـر من ذلك يعطي الصحراويون ضمانات للجار المغربي، تقوم على مبدأ حسن الجوار، في حالة التصويت لصالح الاستقلال·
يتفادى المغاربة خيار الاستفتاء ويقولون إن ''الزمن تجاوزه'' وأنه موضوعيا ليس قابلا للتنفيذ، لماذا تتخوف الرباط من تمكين الصحراويين من تقرير مصيرهم بأنفسهم؟
مرجعية حل القضية الصحراوية هو مخطط السيد جيمس بيكر الذي يلح على كون الصحراويون أسيادا في اختيار المصير الذي يليق بهم، لكن ذلك لا يمنع المغرب من الدفاع والترويج عن الخيار الذي يخدمه من دون فرض أية خطة على الطرف المنازع وهو جبهة البوليزاريو· بعبارة أخرى، يمكن للمغرب أن يدافع عن خيار الحكم الذاتي في إطار حملة التحسيس لاستفتاء تقرير المصير، فإذا أقنع الصحراويين بما يؤمن به فله ذلك·أما من جهتنا فإننا منذ توقيع البوليساريو والمغرب على اتفاق وقف إطلاق النار في 1991، طالبنا بتفعيل تقرير المصير، وندعو الأمم المتحدة ومجلس الأمن والأطراف المعنية بالقضية، بما فيها فرنسا، إلى احترام هذا المبدأ الذي كرسه تقرير بان كي مون الأخير، والذي عبرت الجزائر عن ارتياحها إزاءه· لكن في ذات الوقت لا يمكننا أن نقرر في مكان الصحراويين، فهم أدرى بما يصلح لهم·
لقد أبدت الرئاسة الألمانية للاتحاد الأوروبي تأييدا لحل على أساس وثائق الأمم المتحدة، ألا يعكس ذلك رغبة أوروبية في الخروج من الحصار الفرنسي المفروض على الصحراء الغربية؟
إن موقف الاتحاد الأوروبي يتحلى بالمسؤولية لأنه حصر الحل في إطار الشرعية الدولية واحترام لوائح الأمم المتحدة، وقد يساهم في تلاقي الآراء والمواقف حول ضرورة إجراء مفاوضات مباشرة بين طرفي النزاع تحت إشراف الأمم المتحدة·
كيف تتوقعون التوصية العامة لمجلس الأمن حول تقرير بان كي مون، المرتقبة الأسبوع المقبل؟
لقد جرى يوم 20 أفريل نقاش أولي بين أعضاء مجلس الأمن حول التقرير، وحسب مصادر مقربة فقد صدر رد فعل قوي من غالبية الأعضاء في اتجاه التعاطي إيجابيا مع تقرير الأمين العام الأممي·
ستكون أنظاركم يوم 27 أفريل مشدودة إلى تصويت مجلس الأمن على التقرير، ويتزامن ذلك مع انطلاق الحملة الانتخابية لتشريعيات 17 ماي التي ترشحتم لها في صفوف جبهة التحرير الوطني، على رأس قائمة البيض· أي من الحدثين سيستقطب أكثـر اهتمامكم؟
ملف الصحراء يمر بظرف مصيري، وهو من الملفات ذات الأهمية بالنسبة للجزائر كدولة مجاورة لطرفي النزاع، الأمر الذي يفرض علينا متابعة متواصلة للقضية، ولكل قضايا السلم والاستقرار بالمنطقة· لهذا فالملف يستأثـر باهتمامي قياسا إلى قضايا أخرى بصفتي ابن الدولة الجزائرية، لكن هذا لا يعني أنني أهمل واجبي كمترشح للاستحقاق التشريعي·

No comments: