ممثل البوليزاريو لدى الأمم المتحدة لـ''الخبر'': استقلال الصحراء سيساهم في تأمين المنطقة من الأخطار الإرهابية
المصدر: واشنطن/ مراسل ''الخبر'' محمد بوزانة
قدّمت جبهة البوليزاريو مقترحا للأمين العام للأمم المتحدة· ماذا يمكن أن يأتي به هذا المقترح من جديد للقضية الصحراوية؟
المقترح الصحراوي يحمل حلولا شاملة للقضية ويحقق منفعة لكل دول المنطقة وفي مقدمتها المغرب· تتمثل فلسفة المقترح في العودة إلى الشرعية الدولية من خلال إجراء استفتاء في الأراضي الصحراوية· ونحن في جبهة البوليزاريو نعتقد أنه إذا كان الاستفتاء يصب في خيار الاستقلال، فإننا مستعدون للدخول في مفاوضات مباشرة مع المغرب تحت إشراف الأمم المتحدة لإيجاد أرضية مشتركة لبناء علاقات استراتيجية مع الرباط في المجالات الأمنية والاقتصادية وغيرها· فمن الناحية السياسية يرتكز مقترحنا على رسالتين سياسيتين، أولهما التشبث بالشرعية الدولية ودعوة الحكومة المغربية إلى المساهمة في تحقيق استقلال الصحراء، لأن ذلك سيفتح باب خير للمنطقة كلها وفي مقدمتها المغرب· ويساهم في استكمال مشروع بناء المغرب العربي المعطّل بسبب قضية الصحراء الغربية، ناهيك عن الشق الاقتصادي المتمثل في فتح شراكة حقيقية مع المغرب ودول الجوار واستغلال الثروات الموجودة في الصحراء·
يحمل المقترح الصحراوي العديد من النقاط في مجالات متعددة منها الملف الأمني في المنطقة· ماذا يمكن أن تقوم به الدولة الصحراوية في هذا المجال؟
أولا لا بد أن يقتنع المغرب أن ضم الحدود بالقوة لن يحقق الأمن في المنطقة، حيث أننا نحن الصحراويون نتشبّت بالحدود الموروثة عن الاستعمار· أما المقترح الصحراوي فيتضمن بنود اتفاقيات أمنية مشتركة بين الصحراء الغربية والمغرب أولا ثم بين كل دول المنطقة التي أصبحت مهددة بطريقة مباشرة بمشاكل أمنية لن يتم السيطرة عليها في ظل الاحتلال المغربي للصحراء·
معنى هذا أن الدولة الصحراوية يمكنها في المستقبل أن تكون معادلة مهمة في محاربة الإرهاب في المنطقة؟
بالتأكيد يمكننا المساهمة في ذلك شريطة أن نتمكن من تحقيق استقلالنا، حيث أننا نستطيع بتكثيف الجهود الأمنية مع الدول المجاورة أن نكون طرفا فاعلا في خلق جو من الاستقرار، والجميع يعرف أن الشعب الصحراوي يملك تجربة كبيرة في حروب الصحاري التي يمكن الاستفادة منها في محاربة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وتجارة المخدرات وغيرها من الأخطار التي تحدق بالمنطقة· لكن الأمر المؤسف هو أن المغرب يروّج في واشنطن وباريس أن استقلال الصحراء سيضاعف من النشاط الإرهابي بالمنطقة، بسبب ما يصفه بضعف الصحراويين الذين لا يمكن الاعتماد عليهم في محاربة الإرهاب· ونحن نقول إذا كان المغرب محقا في تخوفه من زحف إرهابي على المنطقة وتنامي الهجرة السرية والمخدرات وغيرها، فإن عليه أن يحارب هذه الأخطار بمشاركة جيرانه وليس بإبادة دولة تطمح إلى الاستقلال·
قدّمتم مقترحكم إلى الأمين العام بان كي مون في اليوم نفسه الذي قدم فيه المغرب مشروع الحكم الذاتي· كيف كان رد الفعل الأولي للأمم المتحدة؟
الأمين العام للأمم المتحدة وقف موقفا مشرفا، خاصة تجاه الاقتراح المغربي، حيث أظهر صورة من الجهود الكبيرة المبذولة من أجل إيجاد حل متفق عليه بين جميع الأطراف· كما أن الأمين العام الأممي ذهب إلى دعم خيار التفاوض المباشر بيننا وبين المغرب، ونحن نعتبر أن هذا الموقف ينبع من إيمان الأمم المتحدة بالحق المقدس في تقرير المصير· وهذا ما يبيّن أيضا أن المغرب فشل في محاولاته لإقناع مجلس الأمن بتبني مشروع الحكم الذاتي· أما عن موقفه من مقترحنا، فإن انطباعاته الأولية توحي بالتفاؤل، خاصة في ظل عزمه على إعادة الحل إلى الطرفين معا وليس فقط المغرب·
على ذكر مجلس الأمن، ماذا تتوقعون أن يكون رد فعل أعضائه من المقترح المغربي في الأيام القليلة القادمة؟
أتوقع أن أعضاء مجلس الأمن سيتبنون موقف الأمين العام بان كي مون المتمثل في تفضيل خيار مبدأ تقرير المصير عن طريق المفاوضات المباشرة، حيث أن تبني مثل هذا الخيار سيعيد القضية إلى الأمم المتحدة من جديد· ومن جهة أخرى، فإن الرأي السائد هو أن أي من الطرفين المغربي أو الصحراوي، لن يقبل بحلول لا ترضيهما بصفة مطلقة، لذا فإنني أعتبر اتفاقية هيوستن هي المرجع الحقيقي للحل، لأن هذه الاتفاقية استطاعت أن تحل العديد من المشاكل العالقة، وأعتقد أنه لن يكون هناك من مصلحة للمغرب أحسن من هذه الاتفاقية التي تنص إما على الانضمام المطلق إلى المغرب أو الاستقلال المطلق عنه عن طريق الاستفتاء·
تطرح التحركات المغربية لدى عواصم عديدة من العالم العديد من التساؤلات حول موافق الدول الكبرى من النزاع المغربي الصحراوي· كيف يمكن تقييم الموقف الأمريكي من القضية؟
يمكن اختصار موقف الولايات المتحدة من القضية الصحراوية في ثلاث مراحل مهمة· الأولى تمتد طيلة الحرب الباردة التي كانت فيها واشنطن تدعم المغرب، وهو الدعم الذي بلغ ذروته في عهد الرئيس رونالد ريغان· أما المرحلة الثانية، فقد ظهرت في بداية التسعينيات حيث غيّرت الولايات المتحدة موقفها تماما، خاصة وسط التسعينيات التي أوكلت فيها مهمة الملف الصحراوي لجيمس بيكر· ويمكن القول أن هذه الفترة عرفت عودة الأمم المتحدة بعد نهاية الحرب الباردة إلى التكفل بالمشاكل الدولية· وتتمثل المرحلة الثالثة فيما يشبه الغموض في الموقف وتفضيل التريث بناء على ما سيسفر عنه هذا الصراع مقابل خدمة مصالحها الاستراتيجية في المجالين الاقتصادي والأمني
No comments:
Post a Comment