يقول أحد الزوار الكرام طلب نشر هذا الموضوع: موضوع مثير عن كيفيه استغلال المخزن لبعض الصحراوين وهنا خليهن مثلاورغم ان الموضوع فيه الكثير من التحامل والازدراء على الصحراوين في شخص ولد الرشيد الذي اصبح اله في يد المخزن الى حين طبعافهل يفهم هو وغيره ذلك
خليهن ولد الرشيد ، فينق الصحراء
‘دريس كسيكس ، علي أنوزلا
زعيم حزب كانت توجهه مدريد قبل 1975، أصبح بسرعة رجل الحسن الثاني في الصحراء. وبعد مرحلة تهميش أفادته ماديا، تبنى دور المعارض قبل أن يعين من قبل الملك محمد السادس على رأس المجلس الملكي الاستشاري لشؤون الصحراء، ففي كل مرة كان خليهن يولد من جديد من رمال الصحراء.
يحب خليهن ولد الرشيد أن يقوم باستعراضه المسرحي أمام عدسات الكاميرا، يوجه الدعوة على شاشة التلفزة المغربية لابن عمومته محمد عبدالعزيز الذي ينتمي الى نفس قبيلة الركيبات التهالات التي يتحدر منها خليهن، للعودة الى المغرب >لرئاسة الحكم الذاتي في الصحراء<. ولا يتردد كلما ظهر على شاشة تلفزيون العيون في وصف زياراته الرسمية الى لاس بالماس ومدريد وبروكسيل.. بالحدث >التاريخي<. بل ونجح في إقناع قناة >الجزيرة< بتسجيل حلقة خاصة معه.وقد لاحظ صحافيو القناة القطرية كيف أن رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية يحب الأبهة، فلاستقبال أعضاء الطاقم المكون من ثلاثة أشخاص استعان >الرايس< كما يحب سكان الصحراء أن ينادونه، بخدمات متعهد حفلات. مما دفع أحد أقرب معاونيه الى التعليق بأن ذلك >يدخل في خدمة القضية< لكن أحد أعضاء المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية الذي أصيب بالإحباط حتى قبل الأوان، فهو لا يرى في خرجات خليهن الإعلامية سوى >محاولة لتزيين قوقعة فارغة وتلميع صورته<. أما أحد الذين خبروه عن قرب فلا يرى فيه سوى >مهرج في خدمة السلطة< قبل أن يضيف: >المغرب لا يبحث عن خلق مختبر للأفكار حول الحكم الذاتي وإنما يريد إثارة الجزائر والبوليساريو، وخليهن هو الشخصية الملائمة للقيام بهذا الدور<. فهل قدر على الرجل مساره المثير؟زعيم حزب استعماري جديد فاشلعندما قرر أرياس نافارو، رئيس الحكومة الفرنكوية، عام 1974 التصدي للبوليساريو في الصحراء الغربية، سيلتفت الى مهندس شاب هو خليهن ولد الرشيد، فالشاب الذي ولد ربع قرن قبل ذلك بنواحي كلميم، خريج المدرسة المعدنية بسانتا آنا بمدريد، ومتزوج من اشبيلية من أسرة محترمة، كان يجمع كل الأوصاف المطلوبة، فهو كما وصفه نافارو: >شاب، وسيم، له أناقة الاتنيين، طموح، حسن الطباع، وذكاؤه لا يشك فيه<. وعندما كلف بتأسيس حزب الوحدة الوطنية الصحراوية (البونس)، تولى العقيد رودرغيز دي فيغوارا من جهاز المخابرات الإسبانية الإشراف عليه، وساعده على الاستقرار بمدينة العيون كمهندس بالصناعة المعدنية، وتم تخصيص، حسب الوثائق الإسبانية "ثمانية ملايين بسيطة (أي نحو 480 ألف درهم) للحزب، لشراء المكاتب والسيارات والراتب<لم يدع خليهن الذي لم يكن يخفي طموحه السياسي الفرصة تمر دون أن ينتهزها. ومنذ ذلك الوقت أصبح لقبه السري داخل جهاز المخابرات الإسبانية هو "الغواصة الصفراء"، لأنه كان يتقن فن الاختفاء كلما أراد ذلك عن أعين المخابرات الإسبانية.كانت أول مهمة تم تكليفه بها هي لقاء زعيم البوليساريو الولي مصطفى السيد، >لاختراق حركته والحد من هجوماتها المسلحة ضد المحتل<، كما جاء في إحدى الوثائق السرية للحزب النيوكولونيالي.مغامر ومندفع وصاحب قدرة كبيرة على الكلام، كلها أمور كانت تعطيه الثقة في قدرته على إقناع خصومه بالعدول عن مشاريعه… وعندما وصل خليهن الى نواكشوط انتظر ثمانية أيام كاملة داخل فندق لمقابلة الولي، لكن هذا الأخير رفض التحاور معه ووصفه أمام قيادات أخرى من البوليساريو بـ"الخائن الذي يعمل لصالح مدريد".لم يحفل خليهن الذي كان يدفعه طموحه بالهزء به، وعند عودته الى العيون، سيقول لقائده في جهاز المخابرات الإسباني بأن حزبه "البونس" هو الذي يحظى بدعم أغلبية الصحراويين، لأن الولي ليس سوى >خائن يعمل لصالح المغرب<، وكم إنقلبت الآية منذ ذلك التاريخ ؟ فبالنسبة لخليهن في تلك الفترة >لا وجود في الصحراء لحزب مغربي ولا أحد يريد المغرب<، وقد كان يريد في عام 1975 أن يخلق حزبا ثانيا مواليا للمغرب، مبررا ذلك بقوله إن >البونس< أصبحت له سمعة >الحزب الهتليري والفاشستي<. ومع ذلك فقد صمد خليهن لكن صموده لن يطول.ففي تلك الفترة يتذكر العربي المساري الذي كان موفدا خاصا لجريدة العلم الى مدينة العيون لتغطية زيارة أول بعثة أممية إليها أن >الإسبانيين الذين لقنوا السكان شعارات مؤيدة للبونس فوجئوا بهم يرفعون شعارات مؤيدة للبوليساريو<.وأمام هذا الجحود الشعبي، اشتغل حدس خليهن السياسي، ولم يعرف جهاز >السيسيد< أي أرض ابتلـــعته حتى ظهر بفنــدق باريسي حيث كان يجري اتصالاته الأولية مع القصر الملكي.<غطرسة>حساب بنكي فتحه له الحسن الثاني بأحد الأبناك السويسرية يدر عليه حتى يومنا هذا أربعة ملايين درهم سنويا كأرباح صافية<.وفي خضم المسيرة الخضراء، سيتوارى خليهن من خلف ظل الشيخ خطري ولد الجماني صاحب المهابة الكبيرة بين قبائل الصحراء، وطيلة تلك الفترة فشلت وساطات الدليمي لدى الملك الحسن الثاني لإقناعه بإيجاد وضع خاص لمحميه بالصحراء، فقد كان الحسن الثاني الذي لا يرتاح للأشخاص الطموحين يقول: >لا رأيد نائبا للملك بالصحراء<.انتخب خليهن برلمانيا، ثم عين كاتبا للدولة مكلفا بالشؤون الصحراوية عام 1977، لكنه لم يتأخر في التكشير عن أنيابه داخل حزب >التجمع الوطني للأحرار<، ويتذكر أحد مؤسسي ذلك الحزب الذي صنعته الإدارة أن خليهن كان >الوحيد القادر على القول لأحمد عصمان بأنه غير أهل لقيادة الحزب وعليه التخلي عن رئاسته<. فهل كان الأمر يتعلق بصراحة زائدة أم بوقاحة؟الآراء هنا تختلف، لكن حادثا وقع في تلك الفترة داخل مكتب الداي ولد سيدي بابا رئيس مجلس النواب في تلك الفترة سيكشف عن الوجه الحقيقي لغطرسة خليهن عندما خاطب الداي بالقول: >أنت لست سوى موريتاني ولا يحق لك التحدث عن الصحراء<، قبل أن يتهجم عليه ماديا حسب ما رواه نائب برلماني كان شاهد عيان على تلك المشاجرة.غضوب، ويميل الى فضح الآخرين، مما يخلف الانطباع عنه كطاغية مستعد للمواجهة، ففي عام 1983 لعب دورا أساسيا (بتحريض من الدليمي) في الانشقاق عن حزب الأحرار، وخلق الحزب الوطني الديمقراطي المعروف بحزب >العروبية<.أصبح وزيرا بكامل الصلاحيات عام 1984، وفي الوقت نفسه رئيسا للمجلس البلدي لمدينة العيون، وهو المنصب الذي ظل يتربع عليه لمدة 19 سنة، وطيلة تلك الفترة صعد نجم الرجل الحاد السليقة. وفي الصحراء اكتسب صورة >رجل البصري< الذي أوعز بالتصويت على مرسوم لإغراء خليهن، يجعل منه الآمر بالصرف الأساسي لمصاريف التنمية في الأقاليم الجنوبية. فهل استفاد الرجل من هذا الوضع؟لا شيء يبرر ذلك على أرض الواقع، فأحد العارفين بملف الصحراء يقول إن وزارة خليهن لم يكن لها سوى مهمة "بروتوكولية"، ومع ذلك فقد كان "تدبير المنحرف" موضع انتقاد المعارضة داخل البرلمان.في عام 1989، أثناء مناقشة ملتمس الرقابة داخل البرلمان انفجر خليهن من جديد في وجه المعارضة واصفا الاتحاد الاشتراكي بـ"العصابة التي تريد الإطاحة بالملك"، وتعادلية حزب الاستقلال بـ"الديماغوجية"، فهل كانت تلك لحظة مصارحة، أم ذريعة للإثارة؟ ومقابل ذلك النقد الجارح فكر نواب حزب الاستقلال برفع ملتمس لمطالبة خليهن بالمحاسبة حسب شعار "من أين لك هذا؟"، وقد تطلب تهدئة الوضع وتراجع الاستقلاليين عن تهديداتهم، حسب ما رواه أحد النواب المطلعين >تدخل الحسن الثاني الذي كان يتابع المناقشات عبر شاشة مربوطة مباشرة بالبرلمان، ويطلب من الاستقلاليين أن يسمحوا لمحميه الصحراوي تجاوزاته اللغوية<. لكن خليهن لم يخرج من تلك المواجهة سالما، فقد تلقى ضربة قوية من الاشتراكي عبدالواحد الراضي الذي صرخ في وجهه >ليس أحد أبناء فرانكو هو من سيأتي ليعلمنا الوطنية<.وفي عام 1991 أقبرت وزارة الشؤون الصحراوية المزعجة، وأكثر من ذلك صدرت الأوامر عام 1993 لصالح زمراك عامل مدينة العيون القاسي بأن لا يعاد انتخاب خليهن في الانتخابات التشريعية، فكانت تلك نهاية مرحلة.مزايدات رجل ثرياختفى خليهن طوال حقبة التسعينيات، ولم يكن يتردد على مقر إقامته الفخمة بمدينة العيون، التي يصفها الناس بنوع من السخرية بـ"قصر الشعب" سوى مرتين في العام، لتسجيل حضوره داخل المجلس البلدي الذي كان يرأسه من بعيد. فمصالحه كانت تكمن في أماكن أخرى في شركة تصدر الرمال الى لاس بالماس التي كان يرأسها باسمه شقيقه حمدي. وحسب مطلع على الموضوع فإن >أربع حمولات أسبوعيا بمعدل 3000 طن لكل حمولة، تدر على الشركة مداخيل ترتفع الى 960 ألف درهم شهريا<. وبفضل هذه الهبة الملكية في بداية التسعينيات أصبح خليهن رجل أعمال، وبدأ الرجل يتخلص رويدا رويدا من حضانة البصري الذي لم يكن مرغوبا فيه من قبل الملك الجديد. ففي كل فترة كان خليهن يعرف متى يأخذ مسافاته من الذين يحمونه قبل أن يأفل نجمهم.وفي عام 1999، انفجرت أحداث غير مسبوقة بمدينة العيون، فانتظر خليهن اللحظة المواتية للعودة الى السطح، مسترجعا مواقفه القديمة كصحراوي ضد تدخل الرباط، فعقد الاجتماعات، واستمع الى الشباب الغاضب، ولعب دور الإقليمي ونسب إليه وصف سكان الشمال بـ"الشليحات" ومطالبتهم بالعودة الى ديارهم. هل كانت تلك مغامرة أم مجرد حساب تاكتيكي؟ فالذين يعرفونه لا يعلمون على أية نغمة يعزف الرجل. فقد ذهب لدرجة أنه كان يوزع الأكل على المعتصمين في تلك المظاهرات، فأي هدف كان يبغي؟ يجيب عن هذا التساؤل أحد معاونيه الأسبقين بالقول إنه >كان يريد أن يظهر للسلطة قدرته على التعبئة والإيذاء، وفي النهاية أن يبين بأنه لا يمكن تجاوزه<، والنتيجة كانت أن القصر بعث بطائرة خاصة أقلت خليهن الى الرباط لحفظ ماء الوجه وللاستماع الى شكاويه. وأعطى ابتزازه ثماره في انتخابات 2003، فرغم أن الأغلبية الساحقة كانت لصالح أهل الجماني، إلا أن السلطات المحلية ضغطت على الناخبين ليتولى شقيقه حمدي الذي كان يمثل الأقلية، رئاسة المجلس البلدي. وفي الوقت نفسه كانت عودته الى عالم الأعمال تعطي أكلها.استعادة زعيم مؤذعندما تم تعيينه في مارس2006 على رئاسة المجلس الملك الاستشاري لشؤون الصحراء، كان خليهن قد بلغ مراده، أي أن يصبح رجل الحل والعقد في الصحراء. فلمن يعود الفضل في هذه العودة الصاخبة؟ هل لقدرته الفائقة على الخطابة والتواصل، أم للثقة الكبيرة التي يضعها فيه رئيس الاستخبارات العسكرية ياسين المنصوري، أم للمصداقية التي يعترف له بها البوليساريو؟ يقول أحد أعضاء المجلس الملكي الاستشاري لشؤون الصحراء >بلغنا من تندوف بأنهم لا يعترفون من بين الأعضاء الـ141 المعينين سوى بخليهن<. أما أحد رجال القصر فيسر بأنه >زعيم مؤد من الأفضل وضعه في جانبك<. رغم أنه قد يبدو أحيانا غريبا ويقوم بخرجات إعلامية غير محسوبة داخل المجلس الذي يرأسه. فهو يرد دائما على منتقديه بأنه >لا يصرح بأي شيء بدون تعليمات الملك<، وهو ما يخول له أن يكون قاس تجاه أعضاء مجلسه، يصدر لهم الأوامر بطريقة سلطوية بأن لا يغادروا مقاعدهم أو القاعة، فهو يتصرف معهم مثل "الرايس" يضع نفسه فوق كل الخصومات. هذا التصرف أثار أحد أعضاء المجلس الذي أبدى امتعاضه لياسين المنصوري فأجابه هذا الأخير: >لا تعيروا انتباهكم كثيرا لتصرفاته وإشاراته، فنحن نراقب الوضع<. لكن خليهن غير الآبه بالانتقاد يستمر في أداء الدور، فهو مثل طائر الفينق العجيب، يبعث كل مرة من رمال الصحراء المتحركة!
‘دريس كسيكس ، علي أنوزلا
زعيم حزب كانت توجهه مدريد قبل 1975، أصبح بسرعة رجل الحسن الثاني في الصحراء. وبعد مرحلة تهميش أفادته ماديا، تبنى دور المعارض قبل أن يعين من قبل الملك محمد السادس على رأس المجلس الملكي الاستشاري لشؤون الصحراء، ففي كل مرة كان خليهن يولد من جديد من رمال الصحراء.
يحب خليهن ولد الرشيد أن يقوم باستعراضه المسرحي أمام عدسات الكاميرا، يوجه الدعوة على شاشة التلفزة المغربية لابن عمومته محمد عبدالعزيز الذي ينتمي الى نفس قبيلة الركيبات التهالات التي يتحدر منها خليهن، للعودة الى المغرب >لرئاسة الحكم الذاتي في الصحراء<. ولا يتردد كلما ظهر على شاشة تلفزيون العيون في وصف زياراته الرسمية الى لاس بالماس ومدريد وبروكسيل.. بالحدث >التاريخي<. بل ونجح في إقناع قناة >الجزيرة< بتسجيل حلقة خاصة معه.وقد لاحظ صحافيو القناة القطرية كيف أن رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية يحب الأبهة، فلاستقبال أعضاء الطاقم المكون من ثلاثة أشخاص استعان >الرايس< كما يحب سكان الصحراء أن ينادونه، بخدمات متعهد حفلات. مما دفع أحد أقرب معاونيه الى التعليق بأن ذلك >يدخل في خدمة القضية< لكن أحد أعضاء المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية الذي أصيب بالإحباط حتى قبل الأوان، فهو لا يرى في خرجات خليهن الإعلامية سوى >محاولة لتزيين قوقعة فارغة وتلميع صورته<. أما أحد الذين خبروه عن قرب فلا يرى فيه سوى >مهرج في خدمة السلطة< قبل أن يضيف: >المغرب لا يبحث عن خلق مختبر للأفكار حول الحكم الذاتي وإنما يريد إثارة الجزائر والبوليساريو، وخليهن هو الشخصية الملائمة للقيام بهذا الدور<. فهل قدر على الرجل مساره المثير؟زعيم حزب استعماري جديد فاشلعندما قرر أرياس نافارو، رئيس الحكومة الفرنكوية، عام 1974 التصدي للبوليساريو في الصحراء الغربية، سيلتفت الى مهندس شاب هو خليهن ولد الرشيد، فالشاب الذي ولد ربع قرن قبل ذلك بنواحي كلميم، خريج المدرسة المعدنية بسانتا آنا بمدريد، ومتزوج من اشبيلية من أسرة محترمة، كان يجمع كل الأوصاف المطلوبة، فهو كما وصفه نافارو: >شاب، وسيم، له أناقة الاتنيين، طموح، حسن الطباع، وذكاؤه لا يشك فيه<. وعندما كلف بتأسيس حزب الوحدة الوطنية الصحراوية (البونس)، تولى العقيد رودرغيز دي فيغوارا من جهاز المخابرات الإسبانية الإشراف عليه، وساعده على الاستقرار بمدينة العيون كمهندس بالصناعة المعدنية، وتم تخصيص، حسب الوثائق الإسبانية "ثمانية ملايين بسيطة (أي نحو 480 ألف درهم) للحزب، لشراء المكاتب والسيارات والراتب<لم يدع خليهن الذي لم يكن يخفي طموحه السياسي الفرصة تمر دون أن ينتهزها. ومنذ ذلك الوقت أصبح لقبه السري داخل جهاز المخابرات الإسبانية هو "الغواصة الصفراء"، لأنه كان يتقن فن الاختفاء كلما أراد ذلك عن أعين المخابرات الإسبانية.كانت أول مهمة تم تكليفه بها هي لقاء زعيم البوليساريو الولي مصطفى السيد، >لاختراق حركته والحد من هجوماتها المسلحة ضد المحتل<، كما جاء في إحدى الوثائق السرية للحزب النيوكولونيالي.مغامر ومندفع وصاحب قدرة كبيرة على الكلام، كلها أمور كانت تعطيه الثقة في قدرته على إقناع خصومه بالعدول عن مشاريعه… وعندما وصل خليهن الى نواكشوط انتظر ثمانية أيام كاملة داخل فندق لمقابلة الولي، لكن هذا الأخير رفض التحاور معه ووصفه أمام قيادات أخرى من البوليساريو بـ"الخائن الذي يعمل لصالح مدريد".لم يحفل خليهن الذي كان يدفعه طموحه بالهزء به، وعند عودته الى العيون، سيقول لقائده في جهاز المخابرات الإسباني بأن حزبه "البونس" هو الذي يحظى بدعم أغلبية الصحراويين، لأن الولي ليس سوى >خائن يعمل لصالح المغرب<، وكم إنقلبت الآية منذ ذلك التاريخ ؟ فبالنسبة لخليهن في تلك الفترة >لا وجود في الصحراء لحزب مغربي ولا أحد يريد المغرب<، وقد كان يريد في عام 1975 أن يخلق حزبا ثانيا مواليا للمغرب، مبررا ذلك بقوله إن >البونس< أصبحت له سمعة >الحزب الهتليري والفاشستي<. ومع ذلك فقد صمد خليهن لكن صموده لن يطول.ففي تلك الفترة يتذكر العربي المساري الذي كان موفدا خاصا لجريدة العلم الى مدينة العيون لتغطية زيارة أول بعثة أممية إليها أن >الإسبانيين الذين لقنوا السكان شعارات مؤيدة للبونس فوجئوا بهم يرفعون شعارات مؤيدة للبوليساريو<.وأمام هذا الجحود الشعبي، اشتغل حدس خليهن السياسي، ولم يعرف جهاز >السيسيد< أي أرض ابتلـــعته حتى ظهر بفنــدق باريسي حيث كان يجري اتصالاته الأولية مع القصر الملكي.<غطرسة>حساب بنكي فتحه له الحسن الثاني بأحد الأبناك السويسرية يدر عليه حتى يومنا هذا أربعة ملايين درهم سنويا كأرباح صافية<.وفي خضم المسيرة الخضراء، سيتوارى خليهن من خلف ظل الشيخ خطري ولد الجماني صاحب المهابة الكبيرة بين قبائل الصحراء، وطيلة تلك الفترة فشلت وساطات الدليمي لدى الملك الحسن الثاني لإقناعه بإيجاد وضع خاص لمحميه بالصحراء، فقد كان الحسن الثاني الذي لا يرتاح للأشخاص الطموحين يقول: >لا رأيد نائبا للملك بالصحراء<.انتخب خليهن برلمانيا، ثم عين كاتبا للدولة مكلفا بالشؤون الصحراوية عام 1977، لكنه لم يتأخر في التكشير عن أنيابه داخل حزب >التجمع الوطني للأحرار<، ويتذكر أحد مؤسسي ذلك الحزب الذي صنعته الإدارة أن خليهن كان >الوحيد القادر على القول لأحمد عصمان بأنه غير أهل لقيادة الحزب وعليه التخلي عن رئاسته<. فهل كان الأمر يتعلق بصراحة زائدة أم بوقاحة؟الآراء هنا تختلف، لكن حادثا وقع في تلك الفترة داخل مكتب الداي ولد سيدي بابا رئيس مجلس النواب في تلك الفترة سيكشف عن الوجه الحقيقي لغطرسة خليهن عندما خاطب الداي بالقول: >أنت لست سوى موريتاني ولا يحق لك التحدث عن الصحراء<، قبل أن يتهجم عليه ماديا حسب ما رواه نائب برلماني كان شاهد عيان على تلك المشاجرة.غضوب، ويميل الى فضح الآخرين، مما يخلف الانطباع عنه كطاغية مستعد للمواجهة، ففي عام 1983 لعب دورا أساسيا (بتحريض من الدليمي) في الانشقاق عن حزب الأحرار، وخلق الحزب الوطني الديمقراطي المعروف بحزب >العروبية<.أصبح وزيرا بكامل الصلاحيات عام 1984، وفي الوقت نفسه رئيسا للمجلس البلدي لمدينة العيون، وهو المنصب الذي ظل يتربع عليه لمدة 19 سنة، وطيلة تلك الفترة صعد نجم الرجل الحاد السليقة. وفي الصحراء اكتسب صورة >رجل البصري< الذي أوعز بالتصويت على مرسوم لإغراء خليهن، يجعل منه الآمر بالصرف الأساسي لمصاريف التنمية في الأقاليم الجنوبية. فهل استفاد الرجل من هذا الوضع؟لا شيء يبرر ذلك على أرض الواقع، فأحد العارفين بملف الصحراء يقول إن وزارة خليهن لم يكن لها سوى مهمة "بروتوكولية"، ومع ذلك فقد كان "تدبير المنحرف" موضع انتقاد المعارضة داخل البرلمان.في عام 1989، أثناء مناقشة ملتمس الرقابة داخل البرلمان انفجر خليهن من جديد في وجه المعارضة واصفا الاتحاد الاشتراكي بـ"العصابة التي تريد الإطاحة بالملك"، وتعادلية حزب الاستقلال بـ"الديماغوجية"، فهل كانت تلك لحظة مصارحة، أم ذريعة للإثارة؟ ومقابل ذلك النقد الجارح فكر نواب حزب الاستقلال برفع ملتمس لمطالبة خليهن بالمحاسبة حسب شعار "من أين لك هذا؟"، وقد تطلب تهدئة الوضع وتراجع الاستقلاليين عن تهديداتهم، حسب ما رواه أحد النواب المطلعين >تدخل الحسن الثاني الذي كان يتابع المناقشات عبر شاشة مربوطة مباشرة بالبرلمان، ويطلب من الاستقلاليين أن يسمحوا لمحميه الصحراوي تجاوزاته اللغوية<. لكن خليهن لم يخرج من تلك المواجهة سالما، فقد تلقى ضربة قوية من الاشتراكي عبدالواحد الراضي الذي صرخ في وجهه >ليس أحد أبناء فرانكو هو من سيأتي ليعلمنا الوطنية<.وفي عام 1991 أقبرت وزارة الشؤون الصحراوية المزعجة، وأكثر من ذلك صدرت الأوامر عام 1993 لصالح زمراك عامل مدينة العيون القاسي بأن لا يعاد انتخاب خليهن في الانتخابات التشريعية، فكانت تلك نهاية مرحلة.مزايدات رجل ثرياختفى خليهن طوال حقبة التسعينيات، ولم يكن يتردد على مقر إقامته الفخمة بمدينة العيون، التي يصفها الناس بنوع من السخرية بـ"قصر الشعب" سوى مرتين في العام، لتسجيل حضوره داخل المجلس البلدي الذي كان يرأسه من بعيد. فمصالحه كانت تكمن في أماكن أخرى في شركة تصدر الرمال الى لاس بالماس التي كان يرأسها باسمه شقيقه حمدي. وحسب مطلع على الموضوع فإن >أربع حمولات أسبوعيا بمعدل 3000 طن لكل حمولة، تدر على الشركة مداخيل ترتفع الى 960 ألف درهم شهريا<. وبفضل هذه الهبة الملكية في بداية التسعينيات أصبح خليهن رجل أعمال، وبدأ الرجل يتخلص رويدا رويدا من حضانة البصري الذي لم يكن مرغوبا فيه من قبل الملك الجديد. ففي كل فترة كان خليهن يعرف متى يأخذ مسافاته من الذين يحمونه قبل أن يأفل نجمهم.وفي عام 1999، انفجرت أحداث غير مسبوقة بمدينة العيون، فانتظر خليهن اللحظة المواتية للعودة الى السطح، مسترجعا مواقفه القديمة كصحراوي ضد تدخل الرباط، فعقد الاجتماعات، واستمع الى الشباب الغاضب، ولعب دور الإقليمي ونسب إليه وصف سكان الشمال بـ"الشليحات" ومطالبتهم بالعودة الى ديارهم. هل كانت تلك مغامرة أم مجرد حساب تاكتيكي؟ فالذين يعرفونه لا يعلمون على أية نغمة يعزف الرجل. فقد ذهب لدرجة أنه كان يوزع الأكل على المعتصمين في تلك المظاهرات، فأي هدف كان يبغي؟ يجيب عن هذا التساؤل أحد معاونيه الأسبقين بالقول إنه >كان يريد أن يظهر للسلطة قدرته على التعبئة والإيذاء، وفي النهاية أن يبين بأنه لا يمكن تجاوزه<، والنتيجة كانت أن القصر بعث بطائرة خاصة أقلت خليهن الى الرباط لحفظ ماء الوجه وللاستماع الى شكاويه. وأعطى ابتزازه ثماره في انتخابات 2003، فرغم أن الأغلبية الساحقة كانت لصالح أهل الجماني، إلا أن السلطات المحلية ضغطت على الناخبين ليتولى شقيقه حمدي الذي كان يمثل الأقلية، رئاسة المجلس البلدي. وفي الوقت نفسه كانت عودته الى عالم الأعمال تعطي أكلها.استعادة زعيم مؤذعندما تم تعيينه في مارس2006 على رئاسة المجلس الملك الاستشاري لشؤون الصحراء، كان خليهن قد بلغ مراده، أي أن يصبح رجل الحل والعقد في الصحراء. فلمن يعود الفضل في هذه العودة الصاخبة؟ هل لقدرته الفائقة على الخطابة والتواصل، أم للثقة الكبيرة التي يضعها فيه رئيس الاستخبارات العسكرية ياسين المنصوري، أم للمصداقية التي يعترف له بها البوليساريو؟ يقول أحد أعضاء المجلس الملكي الاستشاري لشؤون الصحراء >بلغنا من تندوف بأنهم لا يعترفون من بين الأعضاء الـ141 المعينين سوى بخليهن<. أما أحد رجال القصر فيسر بأنه >زعيم مؤد من الأفضل وضعه في جانبك<. رغم أنه قد يبدو أحيانا غريبا ويقوم بخرجات إعلامية غير محسوبة داخل المجلس الذي يرأسه. فهو يرد دائما على منتقديه بأنه >لا يصرح بأي شيء بدون تعليمات الملك<، وهو ما يخول له أن يكون قاس تجاه أعضاء مجلسه، يصدر لهم الأوامر بطريقة سلطوية بأن لا يغادروا مقاعدهم أو القاعة، فهو يتصرف معهم مثل "الرايس" يضع نفسه فوق كل الخصومات. هذا التصرف أثار أحد أعضاء المجلس الذي أبدى امتعاضه لياسين المنصوري فأجابه هذا الأخير: >لا تعيروا انتباهكم كثيرا لتصرفاته وإشاراته، فنحن نراقب الوضع<. لكن خليهن غير الآبه بالانتقاد يستمر في أداء الدور، فهو مثل طائر الفينق العجيب، يبعث كل مرة من رمال الصحراء المتحركة!
No comments:
Post a Comment