Sunday, July 22, 2007

الصحفي المغربي علي لمرابط لـ ''الجزائر نيوز'':
أطــراف فــي السلطــة المغربيـــة تسعـــى لإفشـــال المفاوضــات مع البوليــــزاريو؟
التحدث عن حرية الصحافة والتعسف السلطوي ضدها في المغرب يقودنا إلى عنوان الصحفي، علي المرابط، أحد الصحفيين المغاربة الذي زار لمدة ثمانية أشهر سجن النظام العلوي عندما كتب في صحيفته المحظورة ''دومان ماغازين'' عن مشروع بيع قصر ''الـصراط''، أحد قصور العائلة الملكية·
حاوره من مدريد: رفيق زناز
وبعد إضراب عن الطعام واندلاع ضجة إعلامية دولية حول قضيته بريادة منظمات الدفاع عن الصحافيين أطلق سراحه، غير أن النظام المغربي عاد لينهي مشروع مصادرته لمشاريع لمرابط بوضعه على الهامش، من خلال حكم قضى بمنعه عشرة أعوام من تأدية مهنة الصحافة بالمغرب، عندما قال في تصريح لصحيفة ''المستقبل'' المغربية بأن الصحراويين المتواجدين في مخيمات تندوف هم لاجئون وليسوا برهائن البوليزاريو أو النظام الجزائري·علي لمرابط الريفي الأصل، هو المدير السابق لـ''دومان ماغازين'' وحاليا متعاون مع صحيفة ''الموندو'' الإسبانية· ''الجزائر نيوز'' التقته وتحدثت معه عن وضع الصحافة في المغرب والعالم العربي فكان هذا الحوار:كيف ترون حرية التعبير والصحافة في العالم العربي مقارنة بالغرب؟في الحقيقة، لم أرها في أي مكان، بل أرى اختلافات في أداء مهنة الصحافة في شكل الأساليب والتوجهات، في الوقت الذي تشهد فيه صحافة الدول العربية تباينا في أساليب ومستويات الضغط على حامل القلم، فلا يضغط أو يعرض الصحفي في المغرب أو سوريا أو تونس على سبيل المثال لنفس التعسفات السلطوية التي هي موجودة عكس الواقع المعيش هنا· فعندما نتابع الصحافة الغربية التي تعدت مراحل الحظر والمتابعة، بعد أن تمكنت أو نجحت في تأسيس هياكلها أمام السلطة، نجد أن مفهوم حرية التعبير واسع·إنك صحفي عاش التعسف والسجن بسبب كتاباته، هل تسجلون تراجعا في حرية التعبير بالمغرب؟حرية التعبير نسبية، وأنا أتفهم بعض الزملاء عندما لا يكتبون ولا ينقلون وجهات نظرهم بصوت عالٍ في المغرب لأن لهم قروض بنكية وأبناء ، ولا يريدون الدخول في مشاكل مع السلطة الحاكمة· بصراحة، هم يقومون بعمل حرفي صحفي، بعبارة أخرى يكتبون ويقولون ما يملى عليهم، ولا ينشغلون بواقع حرية التعبير والصحافة بالمغرب، لأن الأمر في نظرهم خارج المراقبة ولايعنيهم·وأرى أنه من الأنانية أن بعض الصحافيين في المغرب يعطون دروسا في الصحافة وأخلاقيات المهنة، في الوقت الذي هم عملاء أو خدم لسادتهم في السلطة، وعلى سبيل المثال نقيب الصحافيين يونس مجاهد الذي لم يضيع أية فرصة لمواجهة زملائه عبر صحيفة ''الإتحاد الاشتراكي'' التي يكتب في صفحاتها، بعض المرات دون أن يلتزم بتوقيعه الشخصي من أجل نقد وفتح أبواب المواجهة ضد بعض زملائه في الصحافة، فالصحافة المغربية مازالت بعيدة عن الحرية والموضوعية·في نظركم على الصحافيين استقطاب كل الجهود بما فيها الدولية من أجل نقاش واقع حرية التعبير والصحافة في أوطاننا لمواجهة المراقبة السلطوية؟منظمات الدفاع عن حقوق الصحافيين موجودة وتدافع، غير أن الحقيقة أمر آخر والقوانين التي حررت ضد الصحافة مصممة لتقييد حريتها· كما أرى بأن الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي يقومون بضغط يخدمهم ويفضلون بقاءنا على حالنا، ففي الحقيقة إنهم منشغلون بأمورهم، غير أنهم في الأخير يتساءلون لماذا نخزن حقدا ضدهم·ففي المغرب قبل كل شيء علينا أن نعيد النظر في سير واتجاه منظمات ونقابات الصحفيين والتي تمثل درعا للضغط السلطوي·· في غالب الأحيان، لا تخدم إطلاقا الصحافة والصحافيين، فالأمر خطير ويدعو إلى مناقشته بجدية·تدخل وتخرج من المغرب بصفتك اليوم صحفيا في المندوبية الإسبانية· مازلت متشبثا بمواقفك، فهل لديك مشاريع إعلامية، على سبيل المثال استرجاع صحيفتك المحظورة؟أستطيع الدخول والخروج إلى وطني وقت ما شئت، غير أن أجهزة الأمن في المغرب مازالت تراقبني بسرية· وحول مشاريعي فأنا محروم من ممارسة الصحافة إلى غاية 2015 بحكم قضائي مغربي·كيف ترون حال الصحافة والديمقراطية في الجزائر؟لا أرى أية ديمقراطية لا في الجزائر ولا في أي بلد عربي آخر· أما بالنسبة للصحافة الجزائرية، فتتمتع بأكثـر حرية من الصحافة المغربية، فلديها أبواب مفتوحة، عكس جارتها مقابل دفعها لثمن باهظ من أجل حريتها· وفي الوقت الراهن هي تحاول أن تعيش وتتطور وفق الإمكانيات المتاحة لها رغم مواجهتها لعدة صعوبات، غير أن الأمور تسير في الاتجاه الإيجابي·الصحفي اليوم معرض للتهميش والسجن والإرهاب؟كل متطرف أو خادم للسلطة يمكن أن يفرغ فيك خزان مسدسه في الشارع أو يضع قنبلة تحت سيارتك، الأمور تنذر بالخطر وليس في الوقت الراهن فقط بل منذ زمان، فالصحافي المغاربي أو في أية دولة عربية أخرى هو عرضة للتعسف السلطوي والمراقبة أو الإرهاب· قضية الصحراء الغربية من بين القضايا التي أدت إلى حظركم كصحفي لمدة عشرة أعوام، ما هي نظرتكم حول مستقبل السلام في المنطقة والمفاوضات الجارية بين البوليزاريو والمغرب ؟يمكننا أن نتوصل إلى سلام في المنطقة، وهذا ليس بالأمر المستحيل، وفي الحقيقة أنا لست متفائلا بمفاوضات السلام بين الجانبين تحت رعاية الأمم المتحدة، ما دامت هناك أطراف في السلطة بالمغرب ترفض التوصل إلى حلول، فهي تحرك كل الخيوط من أجل انحراف المفاوضات ومشاريع السلام عن طريقها· فقد أدهشني على سبيل المثال ''دمية الغاراغوز'' وزير العدل المغربي الذي لم يتردد في الإدلاء بتصريحات لامسؤولة عندما قال بأن جبهة البوليزاريو قد أعلنت عن تحالفها مع القاعدة، فيمكن للسلطات المغربية أن تلقب البوليزاريو بمختلف الألقاب على حسب وجهة نظرها، غير أننا لا يمكن أن نصفها بمنظمة إرهابية، فالأمر عجيب·
7/22/2007 7:56 AM

No comments: