في الوقت الذي ينهج فيه النظام السياسي القائم بالمغرب سياسة الندوات المروجة لمخططاته الاستعمارية التي ترمي إلى ابتلاع ثورة شعب ظل يناضل منذ احتلاله الفعلي من لدن اسبانيا سنة 1884 إلى يومنا هذا ،نجده في الآونة الأخيرة يغرق مدن و مداشر الوطن الصحراوي في مهرجانات مائعة التي يعمل على تنظيمها و السهر على حمايتها و تمويلها من عرق جبين آبائنا و أمهاتنا كما هو الحال بالنسبة لمهرجان أسبوع الجمل و مهرجان روافد أزوان و مهرجان الشبيكة...الخ، هذه الأخيرة (أي سياسة المهرجانات) التي تهدف إلى الهاء مكونات الشعب الصحراوي و خاصة منه فئة الشباب التي تعتبر القوة النابضة بالحيوية السياسية و المؤثرة على موازين القوى بغية صرف نظرهم عن قضيتهم الوطنية من خلال القضاء على ثقافتهم الشعبية الثورية المستمدة من وعي الأفراد السياسي بخطورة المؤامرات و الدسائس التي تحاك ضد الشعب الصحراوي قصد النيل من وحدته و مكاسب ثورته المباركة ،الشيء الذي يجعلنا ندرك و ببساطة أن الأهداف المرسومة لهذه السياسة هي تغطية و حجب إفلاس و عجز هذا النظام السياسي في معالجة العديد من القضايا المرتبطة بجملة من المجالات الحيوية (كالتعليم،الصحة،الشغل،السكن،الضمان الاجتماعي...)،التي لا يمكن فصلها عن فشله الذر يع في إيجاد حل عادل و ديمقراطي لقضية الصحراء الغربية -المبتدأ و الخبر- و الذي لن يكون إلا باحترام قاعدة حق شعبنا في تقرير المصير المفضي حتما إلى الاستقلال التام .
و أمام هذا الوضع و حتى لا نتهم بأننا مازوشيين تجاه شعبنا البطل و مازوخيين في حق دواتنا عن طريق إدارة الظهر للآلام و المعانات المحيطة بنا ، فإننا نؤكد ضرورة إقلاع كافة مكونات الشعب الصحراوي (معطلين،طلبة،تلاميذ،نشطاء حقوقيين،عمال و فلاحين...)، عن مجموعة من العادات السيئة و التمسك بأخلاق ثورة 20 مايو 1973 الخالدة بغية إنجاح مشروعنا السياسي و المجتمعي المنشود، فالمعطلين ينبغي عليهم هجران مقاهي البكاء و الأحزان،و الطلبة و التلاميذ يستحسن فيهم ترك التجوال في الشوارع و الاستجمام في الشواطئ ،و الجماهير الشعبية يفترض فيها التسلح بوجهة النظر الثورية لتحليل خطوات النظام السياسي المغربي كمدخل لامتلاك زمام المبادرة الثورية و كسر جدار الصمت .
فعلى هؤلاء جميعا التنقيب في إطار تشاركي و جماعي عن ميكانيزمات إعداد الحطب و إحراق النظام السياسي و أذنابه من الرجعيين و الانتهازيين لكي نكون أسياد هذه الأرض و ليس عبيدها.
الصحراء الغربية المحتلة / 28 يوليوز ـ جويلية 2007 :: شهيد صحراوي بالعيون و مفقود باسا و معذبون بالداخلة و بسجون المغرب الرهيبة.
علم من أسا شمال الصحراء الغربية بخبر اختفاء الشاب الصحراوي الشرقاوي سيد لكبير بعد أن أطلق جنود مغاربة النار على مجموعة من الشبان الصحراويين فارين من الجحيم الذي يعيشونه تحت الاحتلال، و قد أفاد مصدر مقرب من الشبان الصحراويين بأن الشاب الصحراوي الشرقاوي سيد لكبير قد فقد دقائق بعد أن أطلاق النار عليهم.
و بالعيون، علم بنبأ استشهاد "ولد غلينة" الذي فارق الحياة و هو في بطن أمه المواطنة الصحراوية "غلينة منت برهاه" (35 سنة) بعد أن تعرضت هذه الأخيرة للاحتجاز و التعذيب الهمجي مدة 42 ساعة متواصلة بمخفر الشرطة القضائية المغربية بالعاصمة العيون و على يد الجلاد المغربي المجرم "مصطفى كمور" الذي أخضع هذه المواطنة الصحراوية لشتى صنوف التعذيب النفسي و الجسدي ضاربا عرض الحائط بحقيقة كونها امرأة تحمل جنينا في بطنها.
إستنطاقها و ارغامها على الوقوف طول الليل و جرها من الشعر و منعها من النوم و الأكل و الشرب و سكب البول على جسدها بطريقة وحشية و سادية و ضربها و شتمها و البصق عليها، هو ما مارسه الجلاد المغربي "مصطفى كمور" طيلة ليلة الأربعاء 18 تموز/يوليوز 2007 في حق هذه المرأة الصحراوية لا لسبب سوى أنها أدلت بشهادة حول تعرضها هي و عائلتها لاعتداءات سابقة من طرف عناصر بالشرطة المغربية قاموا بمداهمة منزلها و اختطاف ابنها "عبد الناصر لميسي" و تعريضه للتعنيف الذي تسبب في فقدان هذا الطفل الصحراوي لحاسة السمع.
و بمدينة الداخلة جنوب الصحراء الغربية، علم بتاريخ 25 يوليوز 2007 بنبأ اعتقال المعتقل السياسي السابق" البشير يايا التروزي"(25 سنة ) عند مركز للشرطة المغربية على الحدود الصحراوية الموريتانية يوم الأربعاء 24 يوليوز 2007 حوالي الساعة السادسة مساءا حيث كانا متجها نحو دولة موريتانيا الشقيقة ، نقل بعدها في ظروف جد غامضة نحو مقر الشرطة المغربية المركزي بمدينة الداخلة حيث تعرض للاحتجاز و الاستنطاق المطول رفقة أفراد من عائلته.
الاعتقال و التعذيب كان كذلك مصير المعتقل السياسي الصحراوي السابق "محمد التهليل" الذي اعتقل بنفس المركز الحدودي بتاريخ 16 يوليوز 2007 ليحال بعدها الى سجن "الحبس لكحل" بالعاصمة الصحراوية العيون.
هل نحن حقا بحاجة إلى مهرجان روافد أزوان؟ أطمح من خلال طرح هذا السؤال، إلى الإجابة على سؤال لطالما حيرني منذ بداية هذا المهرجان، و لكنني لم أتسرع في كتابة هذه السطور حتى نهاية المهرجان لكي أكون على الأقل منصفا في الحكم عليه. لا يختلف اثنان على أن لكل شيء سلبيات و إيجابيات، و متى غلبت الجوانب الإيجابية على نقيضها، إلا وكان الشيء مفيدا و نافعا ولكن هذه القاعدة المبدئية لا تنطبق على مهرجان روافد أزوان و ذلك لعدة أسباب موضوعية، سأسوقها على الشكل التالي: أولا: حسب ما هو متداول في الكواليس، بلغت ميزانية هذا المهرجان 200 مليون درهم أي ملياري سنتيم، دون احتساب الدعم المقدم من المساندين أو ما يسمون بالسنبسور و جهود الجماعات و البلديات، و بالنظر للنتائج المهرجان الفنية و مقارنتها بالميزانية المرصودة يمكننا القول بكل بساطة أن مستوى المهرجان كان جد متواضع، و يبدو أن السيد وزير الصحة لا تربكه الأرقام المفجعة التي تبين أن مدينة العيون تسجل أعلى نسبة في مرضى القصور الكلوي أو ما يعرف بالدياليز و الذين لا يجد جلهم ثمن حصة العلاج ، أضف إلى هذا كله أن مدينة بحجم العيون لا تتوفر سوى على مركز تصفية يتيم و الذي بدوره يعاني من ضغط باقي المدن القريبة، مع العلم أن 200 مليون درهم كافية لبناء مركز للتصفية بالإضافة إلى مصاريف تشغيله للسنوات. ثانيا: الطرب الحساني ليس بحاجة للكل هذه الزيطة على رأي اخوننا في مصر، فتكفينا تلفزة العيون التي يمثل الطرب الحساني نسبة 70% من برامجها، إن لم نقل أكثر، و كأن الساكنة الصحراوية لاهم لها سوى الطرب و الموسيقى و كل أحوالها على ما يرام. ثالثا: ككل المهرجانات الموسيقية التي تعرف الكثير من مظاهر الانحراف من تناول للمخدرات و سكر علني ناهيك عن التفسخ الأخلاقي، مهرجان روافد أزوان لم يشكل استثناءا لهذه القاعدة المغربية بل لقد أضاف إليها نكهات زادت المهرجان جمالية أخلاقية نادرة، فقد أحضر أحدهم النرجيلة أو الشيشة و عبأها بالإضافة إلى المعسل حشيش ليتكيف مع أزوان هو رفاقه، و ترى آخر في جانب مظلم يتبادل قبلات ساخنة على أنغام موسيقى وائل جسار، و ثالث يرقص و بيده قارورة بيرة سقى بها تراب المكان، و مع هذا كله تزدهر تجارة ليست بحاجة للتعريف. رابعا: أيضا لم يخرج هذا المهرجان عن القاعدة السالفة الذكر، فالفنان الأجنبي بالنسبة للجنة المنظمة أهم بكثير من الفنان الوطني أو الحساني، فقد غيبت الكثير من الفرق الحسانية المحلية عن المهرجان و أعطيت للفنانين الأجانب مساحات زمنية و امتيازات مادية مهمة على حساب الفنانين المحللين و الوطنيين. حسب تقديري الشخصي، إن كان الهدف الفني لهذا المهرجان هو إحياء الأغنية الحسانية و بث فيها شيء من روح المعاصرة، فإن هذا الهدف لم يتحقق، بل على العكس فلقد ساهم في زيادة انتشار الأغاني و الفنون الأجنبية، فبينما أنا منهمك في نادي الانترنت، سألني طفل صغير لا يتجاوز سنه أثنتا عشر سنة عن مجموعة موسيقية لم أسمع عنها من قبل، فلما سألته لماذا هي بالذات، رد بأنه تعرف عليها بالمهرجان. بعد هذا كله أليس من حقنا أن نسأل، و لو أن السؤال لغير الله مذلة، ماذا استفادت ساكنة العيون من هذا المهرجان؟ غريبة هي الدنيا، لأول مرة يمر فيها أسبوع في مدينة العيون و لا ينقطع التيار الكهربائي و لأول مرة في أيام الصيف الحارة لا ينقطع فيها الماء، أترى هي صدفة أم ميعاد؟ سيقول أحدهم، ماذا عن الندوات و المعارض التجارية؟ وسأقول أن جل المواضيع التي تناولتها الندوات، لم تكن عصرية بل كانت مستهلكة و مكررة و ملتها الساكنة و هو ما تمت ملاحظته من إقبال ضعيف و متواضع من طرف الجمهور و ذلك لأنها كما سبق الذكر مواضيع مكررة و مستهلكة و مملة، أما بخصوص المعرض التقليدي و التجاري فهو لم يسلم أيضا من ضعف الإقبال و الأسباب غير خافية على اللجنة المنظمة. منذ بداية هذا المهرجان، و اللجنة المنظمة تثني على فوائده الاقتصادية التي نشطت مدينة العيون سياحيا، و قد صورت لي نفسي من كثرة ما سمعت عن هذا التنشيط السياحي، أن مدينتي أضحت على عتبة المليون سائح، لكن الواقع يثبت العكس بل حسب بعض أصحاب وكالات الأسفار فإن رقم المسجل كان جد متواضع مقارنة بما كان متوقعا، ثم هل من أجل إنعاش السياحة الداخلية يتم صرف 200 مليون درهم. نحن لا ننكر أن للمهرجان فوائد، لكن ليس للساكنة المنطقة التي يعاني أبنائها من الإقصاء و البطالة و الهجرة السرية و الارتماء في أحضان الأفكار المعادية و لعل الشيء الوحيد و الجميل في هذا المهرجان هو سباق الهجن الذي لا يمكن أن يجادل أحد في أهميته ليس على الصعيد الفني فحسب بل على الصعيد السياحي رغم أنه سجلت بعض التجاوزات على المستويين التنظيمي و المالي، فالجائزة الأولى جد متواضعة. قد يتهمني البعض بالنقد المجاني و التهديمي، لكن ما يهمني كمثقف صحراوي و واحد من أبناء المنطقة هو الانكباب بشكل جدي خارج كل المقاربات الكلاسيكية العتيقة على حل المشاكل الكبيرة و الصعبة التي تعاني منها المنطقة و خصوصا الشباب كلبنة أساسية للتنمية و نبذ ثقافة الإقصاء التي تتزايد يوما بعد يوما. نحن لسنا بحاجة ماسة إلى هكذا أنشطة بقدر ما نحن بحاجة إلى برامج تنموية حقيقية، تضع الإنسان و حاجياته الأساسية في صلب اهتماماتها، إلى برامج بعيدة المدى و ذات نتائج ملموسة، إلى مشاريع ضخمة تضمن للساكنة عيش كريم و ليس إلى مبادرة يظهر فيها الأعيان و رجال السلطة يوزعون الفتات على الفقراء و المساكين و يعاد تكرارها في التلفاز مرات ومرات كآية من آيات المن و السلوى. محمد ولد لفضيل العيون
تعمل لطيفة رفقة فتيات وفتيان يافعين في مشروع «الكرامة النسائية» التابع لفرع الاتحاد بمدينة العيون، متسلحة بالمثل المأثور الذي يقول: «لا تعطيني سمكة بل علمني كيف أصطادها».
تحلم لطيفة مرزاق، الكاتبة العامة لاتحاد العمل النسائي بمدينة العيون، بمواكبة وتكوين العشرات من الفتيات القاصرات المنقطعات عن الدراسة وتعليمهن مهنة إدارة مصبنة وخدمة الزبائن بشكل جيد. في رأي هذه المهندسة في تدبير الجودة وخريجة كلية الطب في الرباط، العمل الجمعوي في ولاية العيون الساقية الحمراء «ضبابي» ويُشعر المناضلين باللاجدوى طالما أن ولاية العيون تفرض ما أسمته مرزاق بالحصار المضروب على الجمعيات الجادة مقابل تشجيع لا مشروط للجمعيات الصفراء. تعمل لطيفة رفقة فتيات وفتيان يافعين في مشروع «الكرامة النسائية» التابع لفرع الاتحاد بمدينة العيون، متسلحة بالمثل المأثور الذي يقول: «لا تعطيني سمكة بل علمني كيف أصطادها». كانت سعيدة لشهب، التلميذة التي غادرت مقاعد الدرس بإعدادية طارق بن زياد، تفرك ثيابا داخل مصبنة تابعة لاتحاد العمل النسائي. سعيدة منهكمة رفقة أخريات في تصبين ملابس الزبائن مستعينات بأسطل بلاستيكة، يفركن الثياب ويزلن البقع المعلقة بها قبل أن يدخلن الثياب في جوف آلات تصبين كهربائية. في الطابق العلوي للمصبنة مكتب لفرع اتحاد العمل النسائي بالعيون تزينه صور للمناضل الراحل إدريس بنزكري، يظهر «با دريس» النحيل في إحداها يقف بجانب الملك محمد السادس وعمر عزيمان، الرئيس الأسبق للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، وأحمد حرزني ولطيفة جبابدي وآخرين. سعيدة لشهب الفتاة العاملة في مصبنة الاتحاد قالت إنها تقطن بحي «الجمال» الشعبي في شقة صغيرة مع ستة إخوة. ماذا يمتهن والدك..؟ سألتها. مطت شفتيها وردت باقتضاب: «والدي مات»، لتضيف: «لطالما أردت أن أكمل دراستي، لكن الظروف الاجتماعية لأسرتي وضعتني أمام فوهة المدفع. أمي ينخرها مرض صدري وإخوتي في أمس الحاجة إلى المساعدة، لذلك قررت أن أبحث عن عمل شريف يمكنني من توفير بعض حاجياتنا في المنزل». الفتيات العاملات في مصبنة اتحاد العمل النسائي في مدينة العيون يستفدن من تكوين نظري حول إدارة المشاريع الصغيرة المدرة للربح ويتعملن في المصبنة كيفية التعامل مع الزبون وجعله وفيا للمحل، وكل يوم ينظفن الملابس وقد ينتقلن إلى البيوت للعمل كمنظفات، يتقاضين نهاية كل يوم أجرتهن كاملة غير منقوصة من اتحاد العمل النسائي.
«فويسدة» أو «حراكة»
هاجر العرش، زميلة سعيدة في العمل، عمرها ثماني عشرة سنة، فاتنة بجسم ممشوق وعينين خلابتين تأسران الناظر إليهما، تنط كفراشة لجلب أسطل الماء وتساعد زميلات لها انهمكن للتو في تصبين زربية كبيرة. والد هاجر جندي متقاعد وهي ماتزال تدرس بثانوية «حي القسم». قالت هذه الشابة إنها تعمل في العطلة الصيفية لتتمكن من شراء مسلتزمات الموسم الدراسي المقبل ولتتعلم مهنة ثانوية يمكن أن تزاولها إن انتقلت إلى مدينة أخرى في مرحلة الدراسة الجامعية، مشيرة إلى أن العديد من الفتيات المنقطعات عن الدراسة والقاطنات في الأحياء الهامشية للمدينة يلجن عالم الدعارة ويبعن أجسادهن لمن يدفع. مصادر جمعوية في المدينة أكدت لـ«المساء» وجود أحياء في المدينة مخصصة للعاهرات والأمهات العازبات اللواتي يفدن على العيون من مراكش وجماعة سيدي المختار وشيشاوة ونواحيها. الممارسة في أحياء الجنس تبدأ من عشرة دراهم كأدنى سعر لتصل إلى ألفي درهم، ومصادرنا أكدت أن بعض عناصر «المينورسو» والسياح الخليجيين الذين يأتون للقنص يدفعون أحسن من «المستهلك المحلي». لبنى الرفاعي التي ظلت تدرس بإعدادية طارق ابن زياد إلى حدود التاسعة أساسي، حكمت عليها «الظروف» بأن تغوص في المقلاة مع من غاص لمواجهة الواقع. تقول بصوت متحشرج به نبرة يأس (مزدادة سنة 1989): «لي أخوان اثنان: سامي الذي لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره، وحنان ذات العشر سنوات. أنا فتاة بكر لأسرة توفي معيلها منذ ثلاث سنوات، والدتي تعمل في مصنع في منطقة البلايا». ماذا كان والدك يعمل؟ «في التجارة الخارجية» ردت. هل «الطرابندو» ؟ «لا والدي كان تاجرا في لاس بالماس، لم يكن مهربا للسلع بين المغرب وموريتانيا وإسبانيا، كما تبادر إلى ذهنك»، مضيفة أنها لطالما فكرت في الهجرة السرية بمعية صديقاتها وهي بصدد جمع مبلغ 20 ألف درهم لركوب قوارب الموت باتجاه لاس بالماس. لماذا تهرب فتاة مع أخريات في منطقة يتحدث جزء كبير من سكانها المحليين الإسبانية بطلاقة؟ لبنى عنيدة، تهز كتفيها باستخفاف عندما تتكلم بلهجة صارمة محاولة تقليد زملائها من الفتيان. يسعى اتحاد العمل النسائي بمدينة العيون إلى تأطير جمعيات ودعم ما وصفته الكاتبة العامة للاتحاد بالمبادرات الجادة، مضيفة أن هناك أشخاصا معروفين في المدينة يقومون بتفريخ جمعيات وهمية وأخرى صفراء يتاجر بعضها في المساعدات الممنوحة. يعمل في دار الصابون أربعة شبان يتحدرون من الأحياء الشعبية للمدينة، بعضهم يقطنون في مخيمات الوحدة التي أنشأتها الدولة في مطلع الثمانينيات ويعانون العوز، لكن شباب «دار الصابون» قرروا تعلم مهنة تنظيف ملابس الآخرين وكي البذلات بشكل سليم. فعبد الفتاح بنكور وياسين الحسناوي اللذان يعملان في المصبنة ويقطنان معا بحي سوق الجمال، أكدا أن فرص العمل في العيون نادرة وقليلة جدا، مشيرين إلى أن جزءا كبيرا من السكان يعيش من الإعانات التي تقدمها الدولة لهم. «لا أجيد التحكم في آلة التصبين وكي الملابس فقط، بل أعمل كهربائيا وصباغا وبناء كذلك، أنا أعمل في كل شيء. خوك طالب معاشو»، يقول (حسن الشيهب) الذي ترك مقاعد الدرس مكتفيا بالقسم الخامس ابتدائي، مضيفا أن والده يشتغل نجارا محترفا، لكن عدم توفره على ورشة يضع مصير أسرة مكونة من ثمانية أفراد في مهب الريح. تشتغل المصبنة كخلية نحل يتعاون عمالها في ما بينهم بشكل تضامني تحت إمرة سيدة مناضلة رفقة زوجها تحلم، مع جمعيات أخرى، بتأطير الفتيات المنقطعات عن الدراسة وتعليمهن أصول مهنة شريفة بدل أن يتحولن إلى مرشحات للهجرة السرية والحلم بمغادرة المغرب على متن قوارب الموت باتجاه لاس بالماس.
Excellent items from you, man. I've have in mind your stuff previous to and you're simply too magnificent.
I really like what you've received right here, really like what you are stating and the best way wherein you say it. You are making it entertaining and you continue to care for to stay it smart. I can't wait to read far more from you.
6 comments:
كفى ضحكا على الذقون
في الوقت الذي ينهج فيه النظام السياسي القائم بالمغرب سياسة الندوات المروجة لمخططاته الاستعمارية التي ترمي إلى ابتلاع ثورة شعب ظل يناضل منذ احتلاله الفعلي من لدن اسبانيا سنة 1884 إلى يومنا هذا ،نجده في الآونة الأخيرة يغرق مدن و مداشر الوطن الصحراوي في مهرجانات مائعة التي يعمل على تنظيمها و السهر على حمايتها و تمويلها من عرق جبين آبائنا و أمهاتنا كما هو الحال بالنسبة لمهرجان أسبوع الجمل و مهرجان روافد أزوان و مهرجان الشبيكة...الخ، هذه الأخيرة (أي سياسة المهرجانات) التي تهدف إلى الهاء مكونات الشعب الصحراوي و خاصة منه فئة الشباب التي تعتبر القوة النابضة بالحيوية السياسية و المؤثرة على موازين القوى بغية صرف نظرهم عن قضيتهم الوطنية من خلال القضاء على ثقافتهم الشعبية الثورية المستمدة من وعي الأفراد السياسي بخطورة المؤامرات و الدسائس التي تحاك ضد الشعب الصحراوي قصد النيل من وحدته و مكاسب ثورته المباركة ،الشيء الذي يجعلنا ندرك و ببساطة أن الأهداف المرسومة لهذه السياسة هي تغطية و حجب إفلاس و عجز هذا النظام السياسي في معالجة العديد من القضايا المرتبطة بجملة من المجالات الحيوية (كالتعليم،الصحة،الشغل،السكن،الضمان الاجتماعي...)،التي لا يمكن فصلها عن فشله الذر يع في إيجاد حل عادل و ديمقراطي لقضية الصحراء الغربية -المبتدأ و الخبر- و الذي لن يكون إلا باحترام قاعدة حق شعبنا في تقرير المصير المفضي حتما إلى الاستقلال التام .
و أمام هذا الوضع و حتى لا نتهم بأننا مازوشيين تجاه شعبنا البطل و مازوخيين في حق دواتنا عن طريق إدارة الظهر للآلام و المعانات المحيطة بنا ، فإننا نؤكد ضرورة إقلاع كافة مكونات الشعب الصحراوي (معطلين،طلبة،تلاميذ،نشطاء حقوقيين،عمال و فلاحين...)، عن مجموعة من العادات السيئة و التمسك بأخلاق ثورة 20 مايو 1973 الخالدة بغية إنجاح مشروعنا السياسي و المجتمعي المنشود، فالمعطلين ينبغي عليهم هجران مقاهي البكاء و الأحزان،و الطلبة و التلاميذ يستحسن فيهم ترك التجوال في الشوارع و الاستجمام في الشواطئ ،و الجماهير الشعبية يفترض فيها التسلح بوجهة النظر الثورية لتحليل خطوات النظام السياسي المغربي كمدخل لامتلاك زمام المبادرة الثورية و كسر جدار الصمت .
فعلى هؤلاء جميعا التنقيب في إطار تشاركي و جماعي عن ميكانيزمات إعداد الحطب و إحراق النظام السياسي و أذنابه من الرجعيين و الانتهازيين لكي نكون أسياد هذه الأرض و ليس عبيدها.
و ختاما نقول ..
أهون ألف مرة أن تدخلوا الفيل بثقب إبرة
على أن تميتوا باضطهادكم وميض فكرة
و تحرفونا عن الطريق الذي اخترناه قيد شعرة
هنا .. باقون على صدوركم كالجدار
نجوع .. نعرى.. نتحدى..
و نملأ الشوارع الغضاب بالمظاهرات
و نملأ السجون كبرياء
و نصنع أطفالا جيلا ناقما وراء جيل
بقلم.. حياة الوطن
http://m-e-s.1s.fr/
الصحراء الغربية المحتلة / 28 يوليوز ـ جويلية 2007 :: شهيد صحراوي بالعيون و مفقود باسا و معذبون بالداخلة و بسجون المغرب الرهيبة.
علم من أسا شمال الصحراء الغربية بخبر اختفاء الشاب الصحراوي الشرقاوي سيد لكبير بعد أن أطلق جنود مغاربة النار على مجموعة من الشبان الصحراويين فارين من الجحيم الذي يعيشونه تحت الاحتلال، و قد أفاد مصدر مقرب من الشبان الصحراويين بأن الشاب الصحراوي الشرقاوي سيد لكبير قد فقد دقائق بعد أن أطلاق النار عليهم.
و بالعيون، علم بنبأ استشهاد "ولد غلينة" الذي فارق الحياة و هو في بطن أمه المواطنة الصحراوية "غلينة منت برهاه" (35 سنة) بعد أن تعرضت هذه الأخيرة للاحتجاز و التعذيب الهمجي مدة 42 ساعة متواصلة بمخفر الشرطة القضائية المغربية بالعاصمة العيون و على يد الجلاد المغربي المجرم "مصطفى كمور" الذي أخضع هذه المواطنة الصحراوية لشتى صنوف التعذيب النفسي و الجسدي ضاربا عرض الحائط بحقيقة كونها امرأة تحمل جنينا في بطنها.
إستنطاقها و ارغامها على الوقوف طول الليل و جرها من الشعر و منعها من النوم و الأكل و الشرب و سكب البول على جسدها بطريقة وحشية و سادية و ضربها و شتمها و البصق عليها، هو ما مارسه الجلاد المغربي "مصطفى كمور" طيلة ليلة الأربعاء 18 تموز/يوليوز 2007 في حق هذه المرأة الصحراوية لا لسبب سوى أنها أدلت بشهادة حول تعرضها هي و عائلتها لاعتداءات سابقة من طرف عناصر بالشرطة المغربية قاموا بمداهمة منزلها و اختطاف ابنها "عبد الناصر لميسي" و تعريضه للتعنيف الذي تسبب في فقدان هذا الطفل الصحراوي لحاسة السمع.
و بمدينة الداخلة جنوب الصحراء الغربية، علم بتاريخ 25 يوليوز 2007 بنبأ اعتقال المعتقل السياسي السابق" البشير يايا التروزي"(25 سنة ) عند مركز للشرطة المغربية على الحدود الصحراوية الموريتانية يوم الأربعاء 24 يوليوز 2007 حوالي الساعة السادسة مساءا حيث كانا متجها نحو دولة موريتانيا الشقيقة ، نقل بعدها في ظروف جد غامضة نحو مقر الشرطة المغربية المركزي بمدينة الداخلة حيث تعرض للاحتجاز و الاستنطاق المطول رفقة أفراد من عائلته.
الاعتقال و التعذيب كان كذلك مصير المعتقل السياسي الصحراوي السابق "محمد التهليل" الذي اعتقل بنفس المركز الحدودي بتاريخ 16 يوليوز 2007 ليحال بعدها الى سجن "الحبس لكحل" بالعاصمة الصحراوية العيون.
http://www.lescahiersdusahara.com/actualites/27072007-google-groups-1.html
هل نحن حقا بحاجة إلى مهرجان روافد أزوان؟
أطمح من خلال طرح هذا السؤال، إلى الإجابة على سؤال لطالما حيرني منذ بداية هذا المهرجان، و لكنني لم أتسرع في كتابة هذه السطور حتى نهاية المهرجان لكي أكون على الأقل منصفا في الحكم عليه.
لا يختلف اثنان على أن لكل شيء سلبيات و إيجابيات، و متى غلبت الجوانب الإيجابية على نقيضها، إلا وكان الشيء مفيدا و نافعا ولكن هذه القاعدة المبدئية لا تنطبق على مهرجان روافد أزوان و ذلك لعدة أسباب موضوعية، سأسوقها على الشكل التالي:
أولا: حسب ما هو متداول في الكواليس، بلغت ميزانية هذا المهرجان 200 مليون درهم أي ملياري سنتيم، دون احتساب الدعم المقدم من المساندين أو ما يسمون بالسنبسور و جهود الجماعات و البلديات، و بالنظر للنتائج المهرجان الفنية و مقارنتها بالميزانية المرصودة يمكننا القول بكل بساطة أن مستوى المهرجان كان جد متواضع، و يبدو أن السيد وزير الصحة لا تربكه الأرقام المفجعة التي تبين أن مدينة العيون تسجل أعلى نسبة في مرضى القصور الكلوي أو ما يعرف بالدياليز و الذين لا يجد جلهم ثمن حصة العلاج ، أضف إلى هذا كله أن مدينة بحجم العيون لا تتوفر سوى على مركز تصفية يتيم و الذي بدوره يعاني من ضغط باقي المدن القريبة، مع العلم أن 200 مليون درهم كافية لبناء مركز للتصفية بالإضافة إلى مصاريف تشغيله للسنوات.
ثانيا: الطرب الحساني ليس بحاجة للكل هذه الزيطة على رأي اخوننا في مصر، فتكفينا تلفزة العيون التي يمثل الطرب الحساني نسبة 70% من برامجها، إن لم نقل أكثر، و كأن الساكنة الصحراوية لاهم لها سوى الطرب و الموسيقى و كل أحوالها على ما يرام.
ثالثا: ككل المهرجانات الموسيقية التي تعرف الكثير من مظاهر الانحراف من تناول للمخدرات و سكر علني ناهيك عن التفسخ الأخلاقي، مهرجان روافد أزوان لم يشكل استثناءا لهذه القاعدة المغربية بل لقد أضاف إليها نكهات زادت المهرجان جمالية أخلاقية نادرة، فقد أحضر أحدهم النرجيلة أو الشيشة و عبأها بالإضافة إلى المعسل حشيش ليتكيف مع أزوان هو رفاقه، و ترى آخر في جانب مظلم يتبادل قبلات ساخنة على أنغام موسيقى وائل جسار، و ثالث يرقص و بيده قارورة بيرة سقى بها تراب المكان، و مع هذا كله تزدهر تجارة ليست بحاجة للتعريف.
رابعا: أيضا لم يخرج هذا المهرجان عن القاعدة السالفة الذكر، فالفنان الأجنبي بالنسبة للجنة المنظمة أهم بكثير من الفنان الوطني أو الحساني، فقد غيبت الكثير من الفرق الحسانية المحلية عن المهرجان و أعطيت للفنانين الأجانب مساحات زمنية و امتيازات مادية مهمة على حساب الفنانين المحللين و الوطنيين.
حسب تقديري الشخصي، إن كان الهدف الفني لهذا المهرجان هو إحياء الأغنية الحسانية و بث فيها شيء من روح المعاصرة، فإن هذا الهدف لم يتحقق، بل على العكس فلقد ساهم في زيادة انتشار الأغاني و الفنون الأجنبية، فبينما أنا منهمك في نادي الانترنت، سألني طفل صغير لا يتجاوز سنه أثنتا عشر سنة عن مجموعة موسيقية لم أسمع عنها من قبل، فلما سألته لماذا هي بالذات، رد بأنه تعرف عليها بالمهرجان.
بعد هذا كله أليس من حقنا أن نسأل، و لو أن السؤال لغير الله مذلة، ماذا استفادت ساكنة العيون من هذا المهرجان؟
غريبة هي الدنيا، لأول مرة يمر فيها أسبوع في مدينة العيون و لا ينقطع التيار الكهربائي و لأول مرة في أيام الصيف الحارة لا ينقطع فيها الماء، أترى هي صدفة أم ميعاد؟
سيقول أحدهم، ماذا عن الندوات و المعارض التجارية؟ وسأقول أن جل المواضيع التي تناولتها الندوات، لم تكن عصرية بل كانت مستهلكة و مكررة و ملتها الساكنة و هو ما تمت ملاحظته من إقبال ضعيف و متواضع من طرف الجمهور و ذلك لأنها كما سبق الذكر مواضيع مكررة و مستهلكة و مملة، أما بخصوص المعرض التقليدي و التجاري فهو لم يسلم أيضا من ضعف الإقبال و الأسباب غير خافية على اللجنة المنظمة.
منذ بداية هذا المهرجان، و اللجنة المنظمة تثني على فوائده الاقتصادية التي نشطت مدينة العيون سياحيا، و قد صورت لي نفسي من كثرة ما سمعت عن هذا التنشيط السياحي، أن مدينتي أضحت على عتبة المليون سائح، لكن الواقع يثبت العكس بل حسب بعض أصحاب وكالات الأسفار فإن رقم المسجل كان جد متواضع مقارنة بما كان متوقعا، ثم هل من أجل إنعاش السياحة الداخلية يتم صرف 200 مليون درهم.
نحن لا ننكر أن للمهرجان فوائد، لكن ليس للساكنة المنطقة التي يعاني أبنائها من الإقصاء و البطالة و الهجرة السرية و الارتماء في أحضان الأفكار المعادية و لعل الشيء الوحيد و الجميل في هذا المهرجان هو سباق الهجن الذي لا يمكن أن يجادل أحد في أهميته ليس على الصعيد الفني فحسب بل على الصعيد السياحي رغم أنه سجلت بعض التجاوزات على المستويين التنظيمي و المالي، فالجائزة الأولى جد متواضعة.
قد يتهمني البعض بالنقد المجاني و التهديمي، لكن ما يهمني كمثقف صحراوي و واحد من أبناء المنطقة هو الانكباب بشكل جدي خارج كل المقاربات الكلاسيكية العتيقة على حل المشاكل الكبيرة و الصعبة التي تعاني منها المنطقة و خصوصا الشباب كلبنة أساسية للتنمية و نبذ ثقافة الإقصاء التي تتزايد يوما بعد يوما.
نحن لسنا بحاجة ماسة إلى هكذا أنشطة بقدر ما نحن بحاجة إلى برامج تنموية حقيقية، تضع الإنسان و حاجياته الأساسية في صلب اهتماماتها، إلى برامج بعيدة المدى و ذات نتائج ملموسة، إلى مشاريع ضخمة تضمن للساكنة عيش كريم و ليس إلى مبادرة يظهر فيها الأعيان و رجال السلطة يوزعون الفتات على الفقراء و المساكين و يعاد تكرارها في التلفاز مرات ومرات كآية من آيات المن و السلوى.
محمد ولد لفضيل
العيون
تعمل لطيفة رفقة فتيات وفتيان يافعين في مشروع «الكرامة النسائية» التابع لفرع الاتحاد بمدينة العيون، متسلحة بالمثل المأثور الذي يقول: «لا تعطيني سمكة بل علمني كيف أصطادها».
تحلم لطيفة مرزاق، الكاتبة العامة لاتحاد العمل النسائي بمدينة العيون، بمواكبة وتكوين العشرات من الفتيات القاصرات المنقطعات عن الدراسة وتعليمهن مهنة إدارة مصبنة وخدمة الزبائن بشكل جيد.
في رأي هذه المهندسة في تدبير الجودة وخريجة كلية الطب في الرباط، العمل الجمعوي في ولاية العيون الساقية الحمراء «ضبابي» ويُشعر المناضلين باللاجدوى طالما أن ولاية العيون تفرض ما أسمته مرزاق بالحصار المضروب على الجمعيات الجادة مقابل تشجيع لا مشروط للجمعيات الصفراء.
تعمل لطيفة رفقة فتيات وفتيان يافعين في مشروع «الكرامة النسائية» التابع لفرع الاتحاد بمدينة العيون، متسلحة بالمثل المأثور الذي يقول: «لا تعطيني سمكة بل علمني كيف أصطادها». كانت سعيدة لشهب، التلميذة التي غادرت مقاعد الدرس بإعدادية طارق بن زياد، تفرك ثيابا داخل مصبنة تابعة لاتحاد العمل النسائي. سعيدة منهكمة رفقة أخريات في تصبين ملابس الزبائن مستعينات بأسطل بلاستيكة، يفركن الثياب ويزلن البقع المعلقة بها قبل أن يدخلن الثياب في جوف آلات تصبين كهربائية. في الطابق العلوي للمصبنة مكتب لفرع اتحاد العمل النسائي بالعيون تزينه صور للمناضل الراحل إدريس بنزكري، يظهر «با دريس» النحيل في إحداها يقف بجانب الملك محمد السادس وعمر عزيمان، الرئيس الأسبق للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، وأحمد حرزني ولطيفة جبابدي وآخرين.
سعيدة لشهب الفتاة العاملة في مصبنة الاتحاد قالت إنها تقطن بحي «الجمال» الشعبي في شقة صغيرة مع ستة إخوة.
ماذا يمتهن والدك..؟ سألتها.
مطت شفتيها وردت باقتضاب: «والدي مات»، لتضيف: «لطالما أردت أن أكمل دراستي، لكن الظروف الاجتماعية لأسرتي وضعتني أمام فوهة المدفع. أمي ينخرها مرض صدري وإخوتي في أمس الحاجة إلى المساعدة، لذلك قررت أن أبحث عن عمل شريف يمكنني من توفير بعض حاجياتنا في المنزل».
الفتيات العاملات في مصبنة اتحاد العمل النسائي في مدينة العيون يستفدن من تكوين نظري حول إدارة المشاريع الصغيرة المدرة للربح ويتعملن في المصبنة كيفية التعامل مع الزبون وجعله وفيا للمحل، وكل يوم ينظفن الملابس وقد ينتقلن إلى البيوت للعمل كمنظفات، يتقاضين نهاية كل يوم أجرتهن كاملة غير منقوصة من اتحاد العمل النسائي.
«فويسدة» أو «حراكة»
هاجر العرش، زميلة سعيدة في العمل، عمرها ثماني عشرة سنة، فاتنة بجسم ممشوق وعينين خلابتين تأسران الناظر إليهما، تنط كفراشة لجلب أسطل الماء وتساعد زميلات لها انهمكن للتو في تصبين زربية كبيرة.
والد هاجر جندي متقاعد وهي ماتزال تدرس بثانوية «حي القسم».
قالت هذه الشابة إنها تعمل في العطلة الصيفية لتتمكن من شراء مسلتزمات الموسم الدراسي المقبل ولتتعلم مهنة ثانوية يمكن أن تزاولها إن انتقلت إلى مدينة أخرى في مرحلة الدراسة الجامعية، مشيرة إلى أن العديد من الفتيات المنقطعات عن الدراسة والقاطنات في الأحياء الهامشية للمدينة يلجن عالم الدعارة ويبعن أجسادهن لمن يدفع.
مصادر جمعوية في المدينة أكدت لـ«المساء» وجود أحياء في المدينة مخصصة للعاهرات والأمهات العازبات اللواتي يفدن على العيون من مراكش وجماعة سيدي المختار وشيشاوة ونواحيها.
الممارسة في أحياء الجنس تبدأ من عشرة دراهم كأدنى سعر لتصل إلى ألفي درهم، ومصادرنا أكدت أن بعض عناصر «المينورسو» والسياح الخليجيين الذين يأتون للقنص يدفعون أحسن من «المستهلك المحلي».
لبنى الرفاعي التي ظلت تدرس بإعدادية طارق ابن زياد إلى حدود التاسعة أساسي، حكمت عليها «الظروف» بأن تغوص في المقلاة مع من غاص لمواجهة الواقع.
تقول بصوت متحشرج به نبرة يأس (مزدادة سنة 1989): «لي أخوان اثنان: سامي الذي لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره، وحنان ذات العشر سنوات. أنا فتاة بكر لأسرة توفي معيلها منذ ثلاث سنوات، والدتي تعمل في مصنع في منطقة البلايا».
ماذا كان والدك يعمل؟ «في التجارة الخارجية» ردت.
هل «الطرابندو» ؟ «لا والدي كان تاجرا في لاس بالماس، لم يكن مهربا للسلع بين المغرب وموريتانيا وإسبانيا، كما تبادر إلى ذهنك»، مضيفة أنها لطالما فكرت في الهجرة السرية بمعية صديقاتها وهي بصدد جمع مبلغ 20 ألف درهم لركوب قوارب الموت باتجاه لاس بالماس.
لماذا تهرب فتاة مع أخريات في منطقة يتحدث جزء كبير من سكانها المحليين الإسبانية بطلاقة؟ لبنى عنيدة، تهز كتفيها باستخفاف عندما تتكلم بلهجة صارمة محاولة تقليد زملائها من الفتيان.
يسعى اتحاد العمل النسائي بمدينة العيون إلى تأطير جمعيات ودعم ما وصفته الكاتبة العامة للاتحاد بالمبادرات الجادة، مضيفة أن هناك أشخاصا معروفين في المدينة يقومون بتفريخ جمعيات وهمية وأخرى صفراء يتاجر بعضها في المساعدات الممنوحة.
يعمل في دار الصابون أربعة شبان يتحدرون من الأحياء الشعبية للمدينة، بعضهم يقطنون في مخيمات الوحدة التي أنشأتها الدولة في مطلع الثمانينيات ويعانون العوز، لكن شباب «دار الصابون» قرروا تعلم مهنة تنظيف ملابس الآخرين وكي البذلات بشكل سليم.
فعبد الفتاح بنكور وياسين الحسناوي اللذان يعملان في المصبنة ويقطنان معا بحي سوق الجمال، أكدا أن فرص العمل في العيون نادرة وقليلة جدا، مشيرين إلى أن جزءا كبيرا من السكان يعيش من الإعانات التي تقدمها الدولة لهم.
«لا أجيد التحكم في آلة التصبين وكي الملابس فقط، بل أعمل كهربائيا وصباغا وبناء كذلك، أنا أعمل في كل شيء. خوك طالب معاشو»، يقول (حسن الشيهب) الذي ترك مقاعد الدرس مكتفيا بالقسم الخامس ابتدائي، مضيفا أن والده يشتغل نجارا محترفا، لكن عدم توفره على ورشة يضع مصير أسرة مكونة من ثمانية أفراد في مهب الريح.
تشتغل المصبنة كخلية نحل يتعاون عمالها في ما بينهم بشكل تضامني تحت إمرة سيدة مناضلة رفقة زوجها تحلم، مع جمعيات أخرى، بتأطير الفتيات المنقطعات عن الدراسة وتعليمهن أصول مهنة شريفة بدل أن يتحولن إلى مرشحات للهجرة السرية والحلم بمغادرة المغرب على متن قوارب الموت باتجاه لاس بالماس.
hihi lol
http://www.internetcalls.com/en/index.html
Excellent items from you, man. I've have in mind your stuff previous to and you're simply too magnificent.
I really like what you've received right here, really like what you are stating and the best way wherein you say it. You are making it entertaining and you continue to care for to stay it smart. I can't wait to read far more from you.
That is actually a terrific site.
Here is my weblog: click here
Post a Comment